يا بنت مالك ...( عبلة)
محمد عبدالله الحريبي
محمد عبدالله الحريبي

يـــا دار عـبـلـة عـــاد فــيـك بــدائـي

قــابــيـل رغـم تــحـضـر الأجواء

وانـــا تـزاحـمني الـفـؤوس مـرابـعي

وذئـاب بـنـيـامـين حـــول جــرائـي

وكـــلاب عـبـد الــلا ت تـنـهر نـاقـتي

كـــيــف الــغــنـاء وغــابـتـي لــعــواء

يـــا بـنـت مـالـك والأنـامـل سـطّـرت

مـــا يـثـقـل الــوجـدان مـــن أعــبـاء

يـــا بـنـت مـالـك والـمـمالك أجـدبـت

والـسـلـطـنات فــمـا أشـــد شــقـاء

سـهـلي وواحـاتـي بـهـا قـد قـطعت

ولـنـهـب خــيـري أجـــروا صـحـرائـي

ابـني رهـين الـخوف مـن أهـلي بـها

يـسـتـلـطف الإكـرام مـــن بــخـلاء

فــي مـطـعم الـسـواح يـعـمل نـادل

كـي يـجتني فـي الـيوم سيخ شواء

بــشــهـادة عــلــيـا وقـد أنـجـبـتـه

يــتــكـفـف الـــجـــولات حـق دواء

أمـسى خـميص البطن تنهب ثروتي

لـلـحـاكمين الــسـوق فــي الأنـحـاء

مـن حـقلي المسجور خيري يجتنى

ولـعـسـكريِّ الأمـــن قـــرص عـشـاء

زيــتـي لـخـنـق الأرض لــوث بـحـرها

وخــطــوط تــصـديـر الـى الـغُـربـاء

تـمـتـص جـــدي نـــار مـوقـد قـاتـلي

مـــن رحــم أرضــي يـلـتهم أثـدائـي

يــا بـنـت مـالـك فــي الـربـيع وإنـني

أخـشـى عـلـى ربـعي مـن الـهوجاء

الـقـى لــي الـغـرب الـسلام يـغرني

صــدقـت زيــف الـغـرب يــال غـبـائي

تـتـصـارع الأهــواء عـكـس مـراكـبي

والـبـعـض مــنـي صــار بــي دخــلاء

مـا عدت أخشى الغير يسرق ناقتي

وعـلـي أخـشـى مـن أخـي إردائـي

وحــدي أنــا والـنـاس فـرقـها الـهوى

أعــلـنـت لــلـوطـن الـذبـيـح ولائـــي

ضـدي أخـي والـعم خـالي بـن أخي

مــا لــم يـكـن لـلـقهر صــوت ريـائي

غـرقى كـبار القوم فـي وحل ( الأنا )

يـتـنـافسون الـطـيـن وســـط إنـائـي

يـتـهـاتـف الإخـــوان ضـــدي مـثـلـما

يــتــهــافـت الــعــلـمـان لـــلأعـــداء

والـنـخـبة الـعـمياء مــا رشـحـت لـنـا

إلا بــقــايــا الــســلـطـة الــعــمـيـاء

يــا مـعشر الـشعراء حـالي مـوحش

( الــشـعـب تـــاه بـكـثـرة الافــتـاء )

فـلِـيَـفْـهَمَ الـخـطـبـاءُ سِـرّ غَـبَـائِـنا

ولِــيَـعْـذُرَ الـتّـصْـرِيـحَ لِـيْ قُــرّائــي

مَـنْ غـيّروا لـلغربِ لُـبّ عقيدتي ؟؟؟

مَــن سـخّـر الـقـرآن لـلأمـراءِ ؟؟؟؟

مــن بــرّرُوا جُــورَ الـخـليفة ، حـلّـلُوا

دمِــيَ الـزّكِـيّ و تُـهْمَتي أرائـي ؟؟؟

يـــا بـلـوتـي والــدّاء يــا مــن قَـيّـدوا

فــكُّـوا لِـعـقـلي الـقـيد يــا عـلـمائي

رُدّوا إلَـيَّ الـرّأيَ تَــحْـيَـا أمّــتِــي

الـرّأيُ لــلإنـسـانِ مــثــلُ هـواءِ

****

يـا نَـحْنُ ، نـحن الـنّور إن يلج الدُّجى

ضـوء الـلّـيـالـي أحـرف الأدبـاءِ

يـا نـحن ، نحن الغيث ان جثم الشتا

تـــجــري نـــهــور الـــبــوح بـالإرواء

يـا نـحن ، نـحن الـحول أرواح الـمدى

وشـعـورنا الإحـسـاس فـي الأشـياءِ

فــكـمـا أردنـا أن تــكـون نـعـيـشها

إن الــحــيـاة مــشــاعـر الــشــعـراء

يــا مـعشر الـحرف الـكرام رصـاصكم

أضــحـت بـنـزل الــروح مــن نـزلائـي

سـكنت فـوادي مـن جـميل عـبيركم

مـن خـبرتي فـي الـداء كـان دهائي

الـصـقـر عـلـمـني الـحـيـاة ولـيـتـني

أعــلــنـت يــومــا لـلـصـبـابة لائـي

لـيـت الـصِّبا مـا كـانَ حـقْل صَـبَابَتِي

وشـربـتُ مــن طـبعِ الـصّخور دوائـي

هـــذا أنـــا والــهـم إطـبـاق الـدجـى

إنــي جـمـعت الـحـبر مـن ظلمائي

هـمِّي هُـمُوم الـنّاس ما ذقت السَّنا

ســهـران أعْـتَـصِرُ الـحـروف ضـيـائي

سـطـرت هـذا الـشعر أحـلام الـورى

مـن لــهـفـة الأجـداد و الأبــنــاء

بـلسمت فـي الـناس الـجراح وإنـني

مـن عمق جرحي ما وجدت شفائي

الـصّـبـح أوراقـــي لــبـوح قـصـائـدي

لــن يـبـلغ الـشـعراء أفــق سـمـائي

شمسٌ وقد سبق الخيال بي المدى

وأنـا الـسـفـيـر لـمـنـطـق الـعـلـياء

هـــي حــيّـة آيـــات بــوح خـواطـري

أبـطـلـت مــا يـلـقى مــن الـسـحراء

بـاسمي الـه الـحرف قـد عـقد اللواء

الله أبـدع فـــي الــحـروف لــوائـي

أنـا أصـدق الإحـساس مـثلي مثلكم

روحـي تــهـيـم صــحـبـة الأدبـاء

لا تــحـسـبـوا هـذا تــعــالٍ إنــمــا

رفـــع الـبـيـان ونـشـركـم أشــلائـي

يــا مـعـشر الـحـرف الـكـرام أحـبـكم

ويـخـون عـمـق مـشـاعري إنـشائي

شـكـرا لـحلو الـنشر يـلتهم الأسـى

والـــهــمُّ مِـــنِّــي مُــلــتـهٍ بِـــرجــاءٍ

شـكرا أخـي في الحرف عفوا إن أنا

قــصــرت فـي الإطـرا لـلأسـمـاء

***

أنـــا فـــارس الـبـيداء عـنـتر لــم أزل

فَـتَـنَـقّـشِـي يـا عَــبْــلُ بـالـحـنّـاءِ

سـيفي يـراع الـوَعْي أبـقى ومْـضُه

مِـــن ومْــضِ قـصـف الـقـوة الـرعـناء

لـــو أن مــالـك قـــد تــأمـرك إنــنـي

مـــازلــت ابـن الــنّــهـر والــغـبـراء

هــذا أنــا يــا عـبـل شـرقـيُّ الـهوى

مـــا لِــنْـتُ فـــي الـتّـغريب لـلإغـراء

لـم تَـخْطَفِ الأضـواء ثَـغْركِ مِنْ فمي

و لِـغـيرِ طَـرْفـك مــا انْـثَـنَى إيـمـائي

مــازلــت عـــودي والـربـابـة والـمـهـا

وغـزالـتـي والـسـهـم يـــا حــورائـي

مـازلـت سـيـفي والـرمـاح ومـهـرتي

والـمـائـج الــخـداع فـــي رمـضـائـي

واحـات ضلي في الهجير وسلسلي

والـبـلـبـل الـغـريـد فـــي ضـوضـائـي

يـــا أنـــتِ بـنـت الـعَـمّ أجـهـر عاشقا

يـا طــرفــك الــفـتـان بـاسـتـحياء !

أمــي وأنــت الـبـنت إن وقُـرَ الـهوى

ولأنــت لــي إن مــا صـبـا حـسنائي

يــا أنــت يــا ضـمأ الـحشا بـقريحتي

أنــت الـضّـلال ومـنـك لِــي إروائــي

صــغــت الــفـواد قـصـيـدة لـعـيـونك

بــجـمـال كــونـك لا تــفـي بـوفـائـي

مــا تـهـت يـومـا عــن هـواك مـضيعا

بـــل كــنـت تــحـت الـقـيد والإمــلاء

خـمـسون عـقـدا و الـظلام يـلوكني

مـتـخـبـط كــفـراشـة فـي الــمــاء

الأمــس كـنـت لأن كـلـي كــان لـي

والـــيــوم كــلــي ضــائــع بأدائي

ديـني وعـقلي ، مـا ملكت ، قرابتي

أسُـــسٌ لــيَـا مـحـفـوظة كـدمـائـي

مـــاعــدت عــنـتـر يـاعـبـيـل وإنــمــا

نـصـفـي هـنـا والـنـصف مــن حــواء

مـستنسخ شـكلي واسمى يعربي

مـــا عـــدت غـيـر الشكل والأسـمـاء

إن تـسـألـي يـاعـبـلُ عـــن أخـبـارنـا

يـخـبـرك هـــذا الـحـال عــن أنـبـائي

أمــا أنــا فــي الـحرب جَـنْدَلتُ الـعِدا

وأفـل ســيـفـي عَـنْـهـمُ كُـبْـرائـي

هـــو مــالـك قـــد عــاد فـيـنا حـاكـمٌ

أشـقـى الـدِّيـار بـحـكمه الـعشوائي

مـا كَـرّ يـومَ كَــرِيْـهَـةٍ بـمـهـنـدٍ

أو فَـــكّ عُــقْـدَ عَـــوِيْــصَـةٍ بِـسَـوَاء

ولـتـعـلـمـي إنّ الـــرّعــاةَ يُــتــاجـروا

وتــزاحــم الأسـمـنـت أرض رعــائـي

لا تـحـزني إن عــاب أهـلك بـشرتي

هــي غـيـرة مــن أحـرفي الـسمراء

لا تـخـجلي إن قـيـل رجـعـي الـهوى

فــا أنــا أنـا كـالشمس فـي نـظرائي

وتــصـبـري إن الـسّـيـاسَـة غــيّــرت

بـدل الأخـوة أخــوّتـي كـفـلائـي

لا تــكــفـري ان طــالــبـوا بـهـويـتـي

خـدام بــيــت الله عــنــد أدائـي

واسـتـنـفري جــيـل الـرّبـيع وذكــري

أهـل الــقـصـور بــأنـهـم أجــرائـي

أهـلـي وأنــت الأهــل مـهما أفـرطوا

ربـعـي وإن هــم مـا رسـوا إقـصائي

واسْـتَأنِسِي يـا عـبل لا تـستيئسي

الــلــيـلـة السوداء ام بــهــائــي

لا تــنـكـري ان قــيــل ابـن زبـيـبـةٍ

هـم إخوتي والـكـبـر لـلـسـفهاء

مـــا سـحـنة الأحـبـاش ســر بـلائـنا

وتـعـصـب الأعـــراب مـبـضـع دائــي

مــن صـوروا الإسـلام لـبس عـمامة

أو أن تـــقــوى الله فـي الازيـاء

مــن قـسـموا ديــن الـنـبي طـوائـفا

والــحــق أوضـــح مـــا يــكـون لـــراءٍ

مـن شـوهوا الـقران فـي نظر الورى

واسـتـبـدلـوا الـتـكـفـير بـالـسـمـحاء

يـاعـبـلة الــسـودان إنــيَ مـوصـلي

يـا عـزةٌ إنـي مـن الـبـيـضـاء

ربــعـي الـعـروبـة أرضـهـا ، إنـسـانها

فـــي كـــل فـــجٍ دونـمـا اسـتـثنائي

الأرض أمـي والـعـشـائـر أخــوتـي

وبـكـلـهـم لـي قـبـلـتي إســرائـي

لـيـلايَا أنــت الأنــس أنــت كـرامـتي

حـريـتي ، والرأي فــي اسـتـفتائي

يـــا ابـــن أمّـــي والـعـجـينة يــا أنــا

يـــا غـايـتي فــي دعـوتـي وغـنـائي

يــا أيـهـا الإنـسـان فـي طـهر الـثرى

هـــو أنـــت أنـــت الـــروح لـلـبـطحاء

كــسـر قــيـود الـطـيـن حـلـق عـالـيا

ان الـــتــعــصــب دمـنـة الأدواء

****

هــذا أنــا مــن بـيـن أطــلال الـهدى

مـتـمـلمل والـفـجـر بــعـض سـنـائي

لا مـــا جــلـدت الـــذات ذو عــجـز ولا

فـتـشت عـن غـدي الـجميل ورائـي

أحــلامـي الـبـيـضاء واحـــات غــدت

والـصـبـح أشــرق بـاسـما أضـوائـي

ذاب الــجــلــيـد لأنـــنـــي ذوبـــتـــه

حـلمي لـهذا الـيوم شمس سمائي

خـلـفت أمـسـي حـيث كـان مـخلدا

وحــدائـق الأســبـان بــعـض فـنـائي

ومآذني فـي الـشرق صادحة النداء

لا الـسـنـد تـنـسـاني ولا حـمـرائـي

يـا أيـها الـصقر الـمحلق فـي الـذرى

عـرنـي جـنـاحك كــي أحـلـق نـائي

وأحـــدث الـبـحـر الـمـضيى بـهـمتي

وأزف لــلــواحــات عـــصـــر رخـاء

سـطرت مـن لـغة الـغصون قصائدي

وكـتـبت مــن لـحـن الـطـيور غـنـائي

ونــشـرت لـلأزهـار حــرف خـواطـري

ورفــعـت مــن ألــم الـذبـول دعـائـي

حـلّقت كـالعصفور فـي نَفَسِ الضياء

أشــكـو لـوجـه الـنـور طــول بـلائـي

كـفـنت أشـباح الـمساء مـن الـضياء

وطــويـت مـــوج الـلـيل فــي الاثـنـاء

نـــاشـــدت إيــنـاع الــزمـان ربـيـعـه

لــمّـا اسـتـبـد الأرض قــحـط شــتـاء

غـنـيـت يـــا كـــلّ الـبـحور تـنـفسي

مـــاء الـسَّـحاب وغـيِّـمي بـسـمائي

وحـملت غـمَّ الأرض من لغة الشَّذى

ولـقـد أجــاب الـدهـر صــدق رجـائي

فـاسـتـشرفوا بـعـد الـنـضال مـالـكم

كـــي نـبـتـني الأوطـــان بـالـشـرفاء

واسـتـنـفروا الألـبـاب تـوحـيد الــرؤى

كـي تــسـعـد الــبـلـدان بــالأبـنـاء

أشـتـاق فـيـك الـعدل يـا وطـن الـعنا

شـــوق الـفـراش لـنـشرة الأشــذاء

يـا روعة الضاد المسطر في الضحى

ليلي سجى و احتجت كأس طلائي

مــا حــرّم الـقـرآن لــو ثَـمِـل الـنُّهى

بِـمُـعـتَّقِ الإشْــجَـانِ عـنْـد مـسـائي

أبَــلابــل الـفـيـحـاء أنــطـق لـحـنـكم

حِــسّ الـحَـواسِ بـأحـرفي الـخرساء

هــي دقّـة الأجـراسِ حـرّكها الـهوى

لِــلّـه حـــيّ عــلـى الـفـلاح نـدائـي

هـي دعـوة الـعقل الـرّشيد أصُـوغها

مِــنْ أبـيـض الأحــلام يــا جُـلَـسائي

يــا أعــذب الأنـهار يـا سُـحب الـصّفا

صُــبّــي رَوَائـك أيْــنِـعِـي أرجــائـي

يـا إخــوتـي والله مـــا حــلـمٌ دَنَـــا

إنْ لـمْ نَـــقــمْ لِـلْـحُـلْـمِ بِــالإدْنَــاء

مُـنْذُ انْـبِلاج الـرُّشْدِ مِـنْ طَيْشِ الصّبا

صَــلّـت لِــوُحـدة أمّــتـي أحْـشَـائـي

وتَـرتَّـلًـتْ انْـفـاسُ نـفـسيَ بِـالـمُنى

هـــيَ دعـــوةٌ يـــا إخوتي لإخَـــاءِ

يــا ابــن الـجـزائِر إنّـكـم بِــن خَـالتي

وشـقـيـقـكم مـن امِّــكـم صَـنـعـاء

يــا ابــن الـفـرات وإنـنـي بـن عـمكم

وبــكـربـلاء أهــلــي وهـم أبــائــي

مـــن أرض تُــبّـع انــتـم مـهـمـا نــئـا

مِــصـرٌ بــكـم يــا اخـوتـي أعْـضَـائي

مـــا بــيـن نـيـلـي والـفـرات حـظـارة

خــيــر الــبــلاد تــواصـلـت بـسـمـاءٍ

ولـكـم تـتـوق الـنفس جـمع شـتاتها

عــذب الـطـيوف ،مـتـى يـكـون لـقاء

نــاشـدتـكم يــا قــوم كــل فـضـيلة

رصّ الــصــفـوف ووحـدة الأنـواء

قــد جـئتكم والـشعر صـوت طـموحنا

والأمـــنــيــات كـــبــيــرة بـــدلائـــي

مـدوا يـــدا لـلـحـلم فــكـرا لـلـبـناء

كـــي نـبـتـني لـلـعـرب صـــرح إباء

يــا اخـوتي والـحب جـو ( جـروبكم )

تــشـتـاق لــثـم فـراشـكـم أفـيـائـي

هـــذا أنـــا أقـبـلـت مـــن صـنـعائكم

وزبــيــبــهـا لــنـبـيـذكـم إهدائي

الــبـن صــاف قــد جـنـيت لـكـاسكم

وثـمـلـت خــمـر حـروفـكـم اطــرائـي

مـــدوا يـــدا لـلـيُمن جــدي فـرعـكم

وبـكـفـكم سـيـفـي عــلـى الأعداء

***

الــجـذر مـنـي ضــارب فــي عـمـقها

والـشـعـر شِــعْـرَى لامـــع بـسـمـاء

مـنها الـجمال عـلى النشيد بأحرفي

وهــنـا الـفـخـار بـغـيـر مــا اسـتـعلاء

هــذا أنــا مــن أرض مأرب ، سـدها

مـن جـنـتـيـها جـئـتـكـم بـجـنـائـي

ســبـا ، مـعـيـن ، حـمـيـر وظـفـارهـا

يـزنٌ ، وذو الــقـرنـيـن قـــبــل أولاء

مــن عـصر عـادٍ مـن ثـمود ومـن إرمْ

مـن غــابــر الـفـيـنـيق والـعـنـقـاء

افــريـقـسٌ قـحـطـانُ بــابـلَ جــرهـمٌ

أرض الــسـعـيـدة مـــوطــن الأبـاء

مـــن عـلـمـوا الإنــسـان اول حـرفـة

مـن نـقشوا فـي الصخر حرف هجاء

هــي جــدة الـفرعون ذو الأوتاد هـم

أبـاء نـــيـــل الــنــوبــة الــغــنــاء

مــن قـصر سـامٍ مـن أزآل ولـمْ يَـزَلْ

يـهـفـوا لــهـا الـعـربـيُّ رغــم تـنـائي

مــن عــرش بـلقيس الـعظيمة لـجة

عــجـبـاً لــعــرشٍ لــجــة مـــن مـــاء

أم الـيـمـانـيِّـيـن هــدهــدهــا أنا

والــمــلــهـم الأفكار لــلــعـقـلاء

مــن شَـرَعـت لـلشعب حـكم ولاتـه

حـق الــشــعـوب ، تــبــادل الأراء

يـــا أيـهـا الـمـلأ الـكـرام : خـطـابها

لـلـشـعـب مـــا أمـــرت بـــلا إفــتـاء

مـــن وحّــدَتْ خـلـف الـبـحور بحكمها

ولِــوحْـدة الأحْــفـادِ صِـــدقُ نــدائـي

مـن معبد الشّمس الذي نقشت به

أولـى حـــروف الــقـول والإنــشـاء

أرض الـسّـعِـيدة عـبـلـتي وعـروبـتي

أنــذرتـهـا روحـي بـلا اســتـغـلاء

تَــعِــزُ الـمُـظَـفّرُ والــعَـروس قِـلاعـهـا

أنـــا بـــن شِــبَـام الـشّـامِخاتُ بِـنـاء

مـن دارِ أروى من زبيد ( ام بايكو ) *

والـــبــنُّ لـلـتّـصـديـر عـــبــر مــخــاء

عـدنٌ يــمـنـي لـلـشّـمـال أحـنـهـا

حــنّ الـبواخر ، فـي الـهوى مـينائي

الـوحـدة الـصّـغْرى هُـنـا قـد حُـقِّقَتْ

لـــي حــاضـر أبــهـى كــمـا أبــائـي

فـمتى مـتى يـا إخـوتي يـا مَعشري

الــوحــدة الـكـبـرى تــظـم أجــزائـي

مـــا الــقـدس يــا أحباب إلا طـعـنة

والــواقــع الــمـرفـوظ نـزف دمـاء

لـبـنـان أنـــت الــحـب أنــت لـبـانتي

الله كـم أهـواك يــالــبـنـائـي

يـــا لـيـبيا الـمـختار أختك تـونـسي

هـلا رقــقــت لــتـونـس الـخـضـراء

مــا أنتما شـطرين او شـطر الـثرى

فــلــتــبــدأوا لـــتـــوحــد بـحـداء

أجــزائــر الـمـلـيون يـــا أرض الفدا

يــا جــزء كـلـي يــا عـظـيم جـزائـي

يــا مـغرب الأشـواق مـاغرب الـهوى

والــنـاس تــكـرم فـــي الـقـرابة نــاءٍ

ونـواكـشوط الإخــوان مـهـما بـاعدوا

مـا ضـــر أهـــداف الـكـبـار تـنـائـي

مـا غـبت عـني يـا عـراق و انـت لي

إصـباح نـفسي مـشرقي وعِـشائي

مـصـر الـكـنانة يـا أواصـر أمــتـي

يــا قـبـلتي فـي الـفكر أنـت عـزائي

أســتــاذة الـتـاريـخ ذخـــر عـروبـتـي

يـا مــنـبـت الـعـلـمـاء والعظماء

الله يــجـمـع فـي رخـاء شـمـلـنا

ويــقـيـك شـر دســائـس الـجـبـناء

أكـويـتـنا الـفـيحاء كــم لــي أكـتـوي

بـلـهيب عـشـقك حــان لـي ابـدائي

يـا دار زايـــد والــغـرام يــزيـد بـــي

أخــشـى عــلـيّ بـصـدكـم إنـهـائي

حـتـى مــا يــا مـكـتوم أكـتـم حـبكم

وأمـوت لا الــقــى بـه إرضــائـي

نـهـيان مـنـي مــن قـريب وشـائجي

اشـتـقـت يـــا نـهـيـان وصـــل هـنـاء

مــن يـبـلغ الـسودان حـر مـشاعري

مــن يـنـقل الاشـوق عـن شـركائي

يـا زارعــيــن الـــود فـــي واحـاتـنـا

لا ضــر هــذا الـفـصل فـصـل جـنائي

يــا غـارسـين الـشـوك وسـط دروبـنا

لــيـس الـجـنوب وان جـفـا غـرمـائي

يـاعـبلة الـصـومال كـم صـام الـهوى

واشـتـقت رطـب الـوصل يـاسمرائي

يـا نـجد حـان الـجد سـاعد سـاعدي

يـا ذخــرنــا يـــا دوحـــة الـشـرفـاء

شــدوا يــدي يــا نـجـد عـونـا نـبتني

مــجــد الــعـروبـة شـامـخـا الـعـلـياء

أمــنـامـة الـبـحـريـن هــمّـي زاخـــر

هـلا غــسـلـت بـبـحـرك أعـبـائـي

حــرّرْت حـبـي يــا حـجـاز وأنـت لـي

الـعـرق نـبـض الـعرق فـي سـودائي

شــكــرا لأنـــك بـالـجـوار حـجـزتـني

عــن مـا كـرهتُ وكـنتَ عـنه ردائـي

مـــاذا أقــول وعـبـلة فــي مـهـجتي

نـفَـس الـشـهيق وزفـرتـي ودمـائـي

مـلكت بـأغواري الـهوى حـتى غدى

مــنـي هــواهـا داخـلـي أحـشـائي

هــي بـلـبل الأيــك الـغريد قـصيدتي

روح الــنِّــضـال وفــكــرتـي وإبــائــي

فــي كــلّ مـا حـولي أراهـا مـشهدا

حـال الــكــريــم وواقـع الأرزاء

يـا زهـرة فـي الـشام أذبـلها الأسى

لا تــنـحـنـي زهـر الـــربــا لــفـنـاء

مـــا ثـــورة الأزهـــار أفـنـاهـا الـضـما

بــل عــانـقـت قـلـب الـثـرى لـنـماء

يــا يـاسـمين الـشـام أخـبـر عـبلتي

أنــي لـهـا فـي الـقحط غـيم سـماء

روحــي لـهـا سـقـيا وأنـفـاسي نـدا

ولـــهــا مـن الــخـفـاق نــهــر رواء


في الخميس 21 فبراير-شباط 2013 04:34:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=19367