آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

هادي في مواجهة صالح
بقلم/ صادق عبدالرزاق العامري
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
الثلاثاء 20 مارس - آذار 2012 11:56 م

كان الرئيس هادي خلال الفترة الماضية يراعي نفسية صالح على اعتبار انه يمر بوضع نفسي صعب يستدعي من الناحية الإنسانية قدر من المراعاة وأيضاً لتجنيب البلاد كل مسببات التوتر , بالإضافة الى نصائح تقدم للرئيس هادي بتجاهل استفزازات صالح خصوصا في مرحلة ما قبل الانتخابات , إلا أن هذه المراعاة بدأت تتراجع وتتلاشي , كلما تمادى صالح في مضايقة هادي وبما يهدد حالة الوفاق , لكن الأمر اختلاف بعد الانتخابات الرئاسية فلم يعد من المقبول ان يظهر الرئيس هادي الى جوار صالح في لقاء يديره صالح , فهذا أمر يعد خرق لحالة التوافق فالرئيس هادي جاء كرئيس للبلاد يمثل كل القوى السياسية ولا يمثل المؤتمر الشعبي العام , ومحاولة إظهاره تابعا للرئيس السابق كاستمرار للوضع الذي كان قائما قبل الانتخابات لا يخدم السير نحو إخراج البلاد من الأوضاع الراهنة بل يؤدي الى مزيد من التأزم فسيبدو الرئيس هادي أمام الشعب فاقد المصداقية وعابث بالإرادة الشعبية التى اختارته رئيسا للبلاد وسيتضاءل الأمل بقدرته على قيادة البلاد في عملية التغيير المنشودة

كان لخطاب صالح في جامع الصالح تأثيره في خلق صيغة جديدة في العلاقة بينهما بما حمله من مضامين حيث وصف صالح عملية نقل السلطة بالمؤامرة وهذا يعنى من ناحية أخرى عدم اعترافه بشرعية انتخاب هادي ولا بشرعية حكومة الوفاق وخطاب صالح يعد أيضا تراجعا مبطنا عن المبادرة الخليجية وملحقاتها ,

صالح لا يدرك أن الوضع قد اختلف عقب إجراء الانتخابات فعبدربه منصور هادي لم يعد النائب اوالقائم بأعمال الرئيس بل أصبح رئيساً بكامل الصلاحيات ولا مجال أمامه يسمح له بالقبول بخروقات صالح ومضايقاته وأعماله الصبيانية

وأمام مضامين خطاب صالح كان على هادي ان يكشف لصالح حقيقة الأمور والى أين تتجه ليضع بذلك حدا لتصرفات صالح واستفزازاته وممارساته المرفوضة فكان قراره بمنح شهداء الثورة مزايا شهداء الوطن رسالة شديدة تحمل مضامين اعتراف الرئيس بنهج الثورة وإيمانه بأهدافها والسير نحو تحقيقها , ثم أعقبه خطاب باسندوه في احتفالية الوفاء للشهداء وكان خطاب باسندوه مواكبا لروح قرار تكريم شهداء الثورة , الأمر الذي يعني ان وضع العلاقة بين هادي وصالح قد تغيرت شكلا ومضمونا وان هادي اعلان رسمياً مواجهة خرف صالح , لكن انعكاسات هذا الأمر ستكون كبيرة على المؤتمر الشعبي العام , فعلى المؤتمر ان يتعامل براسين صالح من جهة وهادي من جهة أخرى , وهذا الأمر لن يطول فالمؤتمر أمام خيارين إما الاصطفاف مع الرئيس المخلوع أو الانحياز الى الرئيس هادي , فان كان خيار المؤتمر التمسك بالرئيس المخلوع فانه بذلك سيخسر الرئيس هادي الذي سيعلن انه لا يمثل المؤتمر الشعبي العام ولا يسير وفق سياسية المؤتمر , ومن المرجح ان المؤتمر سيفضل السير مع الرئيس هادي وهذا هو الخيار المناسب والمنطقي , لان قيادة المؤتمر تدرك ان استمرار صالح في قيادة الحزب تعنى ان صالح سوف يستخدم المؤتمر ويستغله لتنفيذ رغباته الانتقامية ومؤامراته ومكائده وسيكون المؤتمر هو الخاسر في نهاية المطاف بخروجه من مسرح الحياة السياسية كحزب خائن للشعب ومتآمر على الوطن ,

 كل ذلك يعنى ان الأيام القادمة ستشهد حراكا داخل مؤسسات حزب المؤتمر تؤدي الى فرز جديد ربما يفضي الى خروج صالح من قيادة الحزب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان مواقف الرئيس هادي الأخيرة ستفرز وضع اخر في التعامل مع صالح وعائلته والمتعاونين معه فلم يعد مقبولا استمرار عبث صالح وعائلته داخل البلاد 

وأمام مواقف هادي التى ستسعى حثيثا نحو استكمال نزع تأثير صالح على مختلف الأجهزة والمؤسسات السيادية في البلاد , وأمام ذلك فان صالح سيتجه الى الضغط عبر وزراء المؤتمر والمقربين له الذين لا يزلون في مواقعهم لإحداث مزيد من التوترات وخلق الأزمات أمام الحكومة والرئيس الجديد

هذه الأوضاع بمجملها ستستدعي تحركا دوليا موازنا , فان على الدول الضامنة للشعب اليمني بتنفيذ المبادرة ان تفي بالتزاماتها تجاه إغلاق ملف الرئيس المخلوع بصورة نهائية , وليس أمام تلك الدول من خيار سوى إجبار صالح على مغادرة البلاد والا فان الوضع مرشح لمزيد من التوترات والتصعيد في ظل استمرار عبث صالح ومن معه بأمن واستقرار الوطن