رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
إذا استقال الرئيس من منصبه لشخصية جنوبية فسيوجه ضربة قاضية لخصومه السياسيين
الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر -عضو مجلس النواب وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ورئيس مكتبه التنفيذي بمحافظة عمران ورجل الأعمال البارز صاحب الصوت المدوي في مؤازرة المهندس فيصل بن شملان مرشح اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية والتي مثلت علامة فارقة في الحياة السياسية اليمنية، يتحدث «للأهالي» بشكل مفصل عن قضايا حساسة ومثيرة ومتنوعة.. أفضل عدم التعليق هناك الكثير مما يستوجب قراءته.
* مر أكثر من عام على فوز الرئيس بالانتخابات الأخيرة، وبحسب خطاب الرئيس أنه قطع من البرنامج 85%.. كيف تقيم ما تحقق من برنامج الرئيس بعد مرور هذه الفترة؟
- البرنامج الانتخابي الذي خاض به المؤتمر الشعبي الانتخابات السابقة كان فيه وعوداً واضحة، وذاكرة الشعب والمعارضة هذه المرة أقوى من ذاكرتهم في الانتخابات السابقة، ولا أدري إلى ماذا استندوا في قياس نسبة الإنجاز، إنما لم نر على أرض الواقع إلا مزيداً من التدهور في معظم مناحي الحياة.. فالجانب السياسي لا زال يراوح من وضع قاتم إلى وضع أكثر قتامة، والأمور الأمنية في قلق شديد، أما حياة الناس فالمستويات التي وصلت إليها قياسية، ولا نسمع بالمنجزات إلا إذا تابعنا القنوات الرسمية اليمنية المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، وإن تحققت بعض المشاريع لا تساوي شيئاً أمام الاحتياجات الكبيرة وأمام الوعود المقطوعة.
على سبيل المثال قضية البطالة، والوعد الشهير الذي استبشر الناس به خيراً، بأن البطالة ستنتهي خلال عامين, إلى الآن انتهى عام ونحن نرى البطالة في تزايد كبير.
* هناك برنامج تنفيذي هو مشروع الصالح لامتصاص البطالة وإيجاد فرص العمل.
- أنا أدعو لإنشاء سجل وطني للعاطلين، وأن يتم تجديد هذا السجل كل ثلاثة أشهر، لنرى هذا المنحى الخاص بالبطالة.. هل هو في تزايد أم في تناقص، وهكذا بالنسبة للأسر الفقيرة.
أما المشاريع فنحن نسمع مشروع الصالح للبطالة وللسكن ولغيره ولغيره، بالشكل الذي يتنافى مع الدستور والقانون، فهذه البرامج قد تحولت لدعاية انتخابية مستمرة باستخدام المال العام.
* هل تقصد تسميتها بـ»الصالح»؟
- لا يجوز تسمية مشاريع الدولة باسم الرئيس بوجوده، تكرم الشعوب بعض قادتها بعد رحيلهم كجانب رمزي، أما أن رئيس الدولة يسمي مرافق الدولة ومشاريعها باسمه الشخصي ويكاد يكون هو عنوانها الوحيد فهذا مخل وغير سليم.
* قد يحمل اسم الصالح دلالة على فعل الخير؟
- الرئيس ليس في موقع فاعل الخير، إنما في موقع من يقوم بواجبه الدستوري الذي أصر على تحمله في الفترة القادمة.
* هناك أيضاً أداء الحكومة.. هل المدة كافية لأن تكون الحكومة في إطار التقييم؟
- لا تهمني الحكومات المتعاقبة لأنها لا تغير شيئاً، مصدر القرار هو واحد طيلة الفترات السابقة.
* الرئيس قال كنا نلعب من تحت الطاولة، الآن بتحولنا للنظام الرئاسي سيكون كل شيء في العلن؟
- لا.. لم يلعب الأخ الرئيس من تحت الطاولة طوال فترة حكمه، وواضح أن الرجل رجل قيادي، دائماً يضع نفسه في الصف الأول، وكل مقاليد الأمور في يده، ولم يلعب من تحت الطاولة في أي وقت، بل أحياناً يصل الأمر إلى تدخلات على مستوى بعض المديريات، مدير أمن أو مركز تعليمي.
* لماذا لا يعطى الرئيس فرصة التحول نحو النظام الرئاسي ويتحمل هو المسؤولية مباشرة بدل الحكومة؟
- الدستور اليوم يحمل الرئيس المسؤولية، أما موضوع النظام الرئاسي أو البرلماني أو ما سمي مبادرة الرئيس، فللأخ الرئيس والمؤتمر الحق في أن يقدموا ما يريدون من المبادرات السياسية، وللمعارضة الحق أن تقدم ما تراه مناسباً، إنما الواجب أن نتخاطب مع صاحب الحق في الاختيار.
* تقصد الشعب؟
- الشعب.. هو التخاطب الذي يليق بجدية وأهمية مثل هذه المبادرات والمقترحات التي تتطلب أن يتم الشرح لمزايا وعيوب كل خيار من هذه الخيارات، وكل مبادرة من تلك المبادرات، وإذا كان لم يحصل توافقاً سياسياً بين القوى السياسية، فيجب التوضيح للجماهير بشفافية قبل إنزالها عبر الخطوات الدستورية والقانونية اللازمة.
إنما بهذه الطريقة وبهذا الشكل يفهم منها أنها هروب من هذا الواقع، وكما قال البعض أن الأخ الرئيس يبحث عن حل لمشاكله وليس حل لمشاكل البلاد، الرئيس يريد أن يرسل رسالة للناس أني لم أكن أحكم في السابق إنما أعطوني فرصة لأحكم وهذه منافية للواقع، فما تعانيه اليمن هي المركزية الشديدة.
ثم هل هذا هو الوقت المناسب لطرحها، هل اليوم نحن لم يعد أمامنا شيء مهم وأساسي نتحدث عنه، والاضطرابات في اليمن على أشدها.. هناك حرب مهددة أن تعود شمال اليمن في صعدة، اضطرابات كبيرة في معظم المحافظات، غليان كبير في معظم المحافظات الجنوبية، قضايا مصيرية كبيرة تهدد البلاد.
* ألم تقولوا في المعارضة أن بوابة الإصلاحات هي البوابة السياسية؟
- بلا شك.
* الآن الرئيس يطرح مبادرة لحسم هوية النظام السياسي، بنظام رئاسي وحكم محلي واسع الصلاحيات؟
- له الحق ولا تخلوا أي مبادرة من الإيجابيات والسلبيات، وهي وجهة نظر، إنما النظام الرئاسي أو البرلماني يقوم على الآلية الانتخابية، والآلية الانتخابية إذا لم تكن سليمة وشفافة وقادرة على أن يعبر من خلالها الشعب التعبير السليم عن إرادته فكل هذه الأمور الأخرى لا معنى لها.
* تمر البلاد حالياً بمرحلة جمود.. هل لا زلتم تراهنون على الحوار؟
- كنا نعلق عليه آمالاً كبيرة، وأن يجنب البلاد كثيراً من السيناريوهات غير المحمودة العواقب، من خلال أن يكون بوابة ومفتاحاً لإظهار الجدية وإعادة الأمل للناس في أنه يمكن أن يتحملوا سنيناً عجافاً من أجل سنين أخرى تعوض عن هذه السنين، وإذا أخطأوا في الاختيار مرة -إن كان لهم حق الاختيار فعلاً- فعليهم أن يصلحوا هذا الخطأ في المرة القادمة.
أما أن يفقد الناس الأمل فهذا ما حذرت منه سابقاً، ولم يستمعوا لتحذيري، وتصريحي ذلك قوبل بمهاجمة كبيرة، إن السلطة إذا أوصدت الأبواب أمام التغيير السلمي فإن السلطة تدفع الناس لثورة شعبية، قلتها صادقاً وردوا عليها بما لا يليق، وأعتقد أن ما يجري اليوم يعزز ذلك.
* أشرت إلى غليان في الجنوب وهناك من يطالب بإعادة النظر في الوحدة؟
- من المحزن أنه بعد 17 سنة من الوحدة التي تمت طواعية في 90م بقناعة اليمنيين قيادة وشعباً في الشطرين.. ونصل إلى مرحلة القلق على الوحدة ونسمع بعض الأصوات التي تضيق بالوحدة بسبب أخطاء السلطة، وتحمل الوحدة وزر ما اقترفته هذه السلطة ضد اليمن واليمنيين في كل محافظات الجمهورية، وهو نفس الأسف الذي نشعر به، أنه وبعد حوالي نصف قرن من الثورة اليمنية لا زال شبح الإمامة يلاحقنا.
* ما هو السبب؟
- السبب أن السلطة لم تستوعب، وإن استوعبت لم تحترم الأسس التي قامت عليها الثورة وكذا الوحدة، ولم تـع معنى لماذا ثار اليمنيون؟ ولماذا قدموا تلك التضحيات؟ وما هو الوضع الذي كانوا يأملون به من وراء تلك الثورة؟ ولمّا كانت نتيجة طبيعية لنضالات المناضلين والثوار أن تصل اليمن إلى مرحلة الوحدة، وأن يتوحد الشعب اليمني في ظل دولة واحدة؟ تمت لكي ينعم اليمنيون بخيرها، ولتكون قفزة نوعية على ما يجب أن تكون قد حققته الثورتان السابقتان، فإذا بالأمور تعود للوراء، ونعيش أجواء ما قبل ثورة 26 سبتمبر، وإذا بالبعض يشعر بأجواء تعيد للذاكرة بعض المشاعر (بغض النظر عن الواقع ومفارقاته عن الماضي).
* تقصد أن هناك تصرفات وأخطاء للسلطة تذكر الناس بالإمامة والاحتلال؟
- هناك أخطاء وتصرفات تتنافى مع مبادئ الثورات المجيدة، مع الأسس التي قامت عليها الوحدة وأسس دولة الوحدة، وتوقعات اليمنيين للوحدة، والمحزن أكثر أن السلطة فوتت الفرصة الكبيرة التي منحت لها من قبل اليمنيين طيلة 17 سنة وخاصة الـ 13سنة الأخيرة، التي كانت خلالها كل مقاليد الأمور مجمعة في يد واحدة، واليمنيون كانوا ينتظرون مزيداً من تعزيز مشاعر الوحدة، وتعزيز أهداف ومبادئ نضالات اليمنيين طيلة العقود السابقة، إشعار كل يمني بخيرية هذه الوحدة على حياته واعتزازه ببلده وانتمائه، أن يحس بالانتماء للبلد الكبير.
* ما علاقة الثورة والوحدة بالأداء السياسي.. ولماذا تربط بعض الأصوات هذا بذاك؟
- لماذا قامت الثورة؟ ولماذا قامت الوحدة؟ قامت الثورة ليتخلص الناس من الاستبداد من الحكم الفردي، ومن مصادرة حقوق المواطنة، ومن تقسيم المواطنين إلى درجات، ومن فساد في تركيبة الحكم الذي يُجهل الناس ويخلق ضنك العيش، والتحرر من مستعمر أجنبي يخرق سيادتك ويتحكم في مصيرك.. من أجل هذا قامت الثورة.
ولماذا قامت الوحدة؟ حتى تنتهي صراعات سنوات طويلة في اقتتال داخلي، واستخدام الشطرين قواعد سياسية متقدمة لقوى إقليمية ولقوى دولية، وينتقل اليمنيون من حالة صراع إلى حالة وئام وبناء حتى يتحقق لليمن واليمنيين التنمية والعدالة في ظل هذا الوطن الكبير، الذي ينتمون إليه.. فإذا به يراد بنا أن يكون ولاؤنا لشخص وليس لوطن، فالوطنية اليوم أصبحت في نظر السلطة أن تسهم في تكريس السلطة بيد شخص واحد، وهذا أبعد ما يمكن عن الوطنية.
* وهل هذا مبرر لأن تكون الثورة والوحدة محل إعادة نظر؟
- أبداً.. فلا رجعة عن نضالات اليمنيين وعما اكتسبوه.. لا رجعة، مثلما ثار اليمنيون على أوضاعهم السابقة من استعمار وحكم إمامي بائد، مثلما ثار اليمنيون على واقع استخدام خارجي واقتتال داخلي إلى رغبة في أن يكونوا دولة واحدة قوية مزدهرة، اليوم سيناضل اليمنيون من أجل تحقيق مبادئ الثورة والوحدة بشكل سليم وصحيح.
* أنتم ترفعون شعار النضال السلمي، في ردفان ووجهوا بالرصاص، وفي حضرموت.. كيف سيصمد هذا الشعار مع مواجهات السلطة؟
- ندين ما حصل في ردفان والضالع والمكلا وعدن وغيرها من تصرفات مخلة بالدستور والقانون اليمني من قبل السلطة تجاه أبناء اليمن ونطالب بسرعة معاقبة الجناة والإفراج عن الجرحى والكف عن تمييع القضايا، ومن جهة أخرى فإن هذه التضحيات الشعبية أعطتنا شعوراً بأنه بإذن الله هناك فرج قريب، فهذه مناطق تغيير سياسي إلى الأفضل لليمنيين، ردفان والضالع مناطق خير لأبناء اليمن وشرارات انطلاقة وهذا لا يعني أن الناس سيتخلوا عن حقوق من سقط من الشهداء والجرحى.
عموماً نحن نستنكر ونحذر من تكرارها ونؤكد على أهمية أن يعطى اليمنيون حقهم في نضال مشروع لانتزاع حقوقهم، فالأمن يجب أن يكون لحماية الوطن والمواطن وليس لمهمة مصادرة حقوقه.
* على ذكر الأمن، حملة تنظيم السلاح حققت نتائج إيجابية.. هل تشعر أن هذا القانون يطبق بشكل عادل لأن هناك من يقول أنه يطبق بشكل انتقائي؟
- نحن مع تنظيم حمل السلاح في المدن الرئيسية، ومن الإنصاف الإشادة بموقف أبناء اليمن لما أظهروه من استجابة وتعاون وعدم ممانعة لقرار السلطة المتعلق بمنع حمل السلاح, رغم أن الإجراءات المنفذة مؤخراً لا تتطابق ونصوص القانون, ومع هذا استجاب الجميع بما فيهم المشائخ الذين كانوا متهمين ظلما بأنهم ضد تنظيم حمل السلاح, فعندما توفرت الجدية لدى السلطة استجاب الجميع, والآن السلطة مطالبة بالالتزام بنصوص القانون, وأن تسعى -إذا كانت جادة فعلاً- لمعالجة أسباب حمل السلاح في المدن, ومنها غياب سلطة القانون وتجاوزه وخصوصاً من قبل السلطة والمحسوبين عليها, وتحقيق استقلالية وفعالية القضاء, وتحسين الأداء الأمني ليكون أداة بيد القضاء لفرض العدالة وإعادة الحقوق, وهذا يتطلب بناءً مؤسسياً سليماً للأمن والجيش, واهتمام أكبر بالجندي وتحسين أوضاعة ورفع مستواه معيشياً وتأهيلاً وفهماً لمهامه, حتى نشعر كمواطنين أن الجندي أصبح على درجة من الفهم والوعي الكامل بحقيقة عمله والمتمثلة في حماية المواطن وليس إهانته أو قمعه, وكذا اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتفاهم مع بقية القوى السياسية المؤثرة لضمان عدم حدوث سوء استخدام للسلطة من أي كان, ولحماية الأفراد والجماعات من أي تعسف قد يصدر من قبل القيادات الأمنية والعسكرية، وهذا يستلزم رفع الوصاية الشخصية عن مؤسستي الأمن والجيش, وإعطاء قياداته - التي يجب أن تكون ذات كفاءة ونزاهة ووعي- صلاحيات كاملة للقيام بأعمالهم وفقاً للقانون وفرض رقابة كافية على تصرفاتهم.
كما يجب على الدولة المساهمة الفاعلة في حل قضايا الثار من خلال فرض لجان ثأر فاعلة, وإتاحة الفرصة للناس لتشكيل هذه اللجان وتوفير الإمكانيات اللازمة للقيام بعملها, وتحمل الديات والتكاليف الضرورية لحل قضايا الثار.
ولو كان في السلطة خير لكان مبلغ الاعتماد الإضافي الذي سيذهب أدراج الرياح كافياً لإنهاء قضايا الثأر في اليمن, وتحقيق السلم الاجتماعي, وتوفير المناخ الملائم لإنهاء ظاهرة حمل السلاح في المدن,مع أهمية أن تتوقف السلطة عن تغذية الصراعات بين القبائل, وأعتقد أن لسان الحال يقول اليوم للسلطة: إعطيني الأمن ولن أحمل السلاح.
* هل لديك استعداد أن تخرج بسيارتك بدون مرافقين يحملون أي سلاح؟
- هذا ما آمله وليس الاستعداد فقط، وعندما فرضوا هذا القرار الجديد وكنت ككثيرين غيري من الملتزمين به.
* أنتم في المعارضة.. وأنت كشخص قيادي في المعارضة متهمون بتطفيش الاستثمار من خلال هذا الصخب والاحتجاجات؟
- كنا متوقعين أن يقولوا مثل هذا الكلام، فقد قالوا أن الشارع خرج ونحن ركبنا هذه الموجة، ويوم يقولوا أننا لسنا سوى فقاقيع إعلامية، ثم يقولون أننا سنوقف الاستثمار بهذه الاحتجاجات، وأن الخير قادم لولا أن مثل هذه الأعمال ستوقفها، حتى وصل الأمر إلى أن البعض يقول في الاعتماد الإضافي الذي مرر أنه لمواجهة أعمال الاحتجاجات السلمية.. 13 سنة مضت واليمنيون لم يحركوا ساكناً ولم يقوموا بأي تعبير سلمي قوي لانتزاع حقوقهم، وأعطوا فرصة بعد فرصة، ومنوا بوعود كثيرة، وقالوا من هذا الجيب لهذا الجيب ومن هذا الصندوق لهذا الصندوق، وإذا بالحال أسوأ، وكل هذه الوعود التي تقال لدينا في إرشيف الصحف العامة ما يثبت بأنه لا يوجد وعد الآن إلا ومعنا درزن من الوعود السابقة المماثلة، فما الذي يجعلنا اليوم نؤمن بأن هذا الوعد سيتحقق.
* ما هي بدائلكم، فأنتم لستم سوى محترفي نقد في نظر الخطاب الرسمي؟
- بدائلنا أن نصلح النظام السياسي، وندعو لانتخابات، ونقدم للناس برنامجنا كبديل، ويأتي المؤتمر ببرنامجه، ونرى من سيختار الشعب، وأؤكد على أنه إذا أتيحت للناس فرصة الاختيار فلن تبقى هذه السلطة الفاسدة في الحكم.
* لا زلتم تشككون في أرقام الفوارق السعرية للنفط؟
- أؤكد لك أن الموازنة المقدمة الآن لمجلس النواب والاعتماد الإضافي المقر هو وصمة عار في جبين المؤتمر الشعبي العام، وهو منفذ من منافذ الفساد، المخجل الذي تعاني منه اليمن والذي لم نشاهده في أي مكان آخر أن يصبح الفساد مقراً بقانون، والمجلس أصبح في وضع غير قادر على أن يقوم بمهمته، لا في مناقشة موازنات ولا في مناقشة اعتمادات إضافية، ولا أمور مصيرية.
* إذا كنتم وصلتم إلى هذه القناعات.. لماذا لا تنسحب المعارضة من مجلس النواب وتدعوا لانتخابات مبكرة؟
- ندعو لانتخابات في ظل النظام الانتخابي الفاسد، هل نحن في بريطانيا أو في تركيا حتى أدعو لانتخابات مبكرة فتقام اليوم الثاني، الصناديق التي عبئوها في الانتخابات السابقة هي جاهزة للانتخابات القادمة، البركة في الأمن القومي والأمن السياسي والتوجيه المعنوي، واللجنة العليا للانتخابات، والخزينة العامة والوظيفة العامة والإعلام العام.. فما الذي سيتغير في ذلك؟!! نريد مرجعية لأن نصل إلى انتخابات نزيهة وحرة.
* بمعنى أنكم لن تدخلوا الانتخابات بمثل هذه الآلية الانتخابية؟
- هذا رأيي الشخصي، من الذي سيدخل شعباً معتصماً منذ شهور؟!! سيدخلها شعب يومياً يخرج في مواجهة الدبابة والطقم العسكري.
* ما هو الحل إذاً؟
- أن يعرف الناس سبب الخلل ويقوموا بإصلاحه، الخروج عن الدستور والقانون من قبل السلطة هو سبب الخلل، الفساد الذي ترعاه القوانين هو السبب فيما وصلنا إليه، التهاون بحقوق المواطن وحقوق المواطنة بالشراكة السياسية لأبناء اليمن في هذا البلد، التهاون بالأسس والمعاني التي ضحى من أجلها الشعب اليمني وقام لأجلها بثورتي سبتمبر وأكتوبر، ووحدة 22 مايو.
* قلت في الأيام الماضية أن السلطة تنتقص من السيادة اليمنية على إثر المباحثات اليمنية الأمريكية بخصوص الإرهاب، وردت عليك السلطة عبر المصدر العسكري، بأنك من تقوم بالتفريط بالسيادة؟
- هم لم يقولوا أني مفرط بالسيادة لأنهم يعرفوا من يفرط بالسيادة، لأنهم لو قالوا مثل هذا الكلام لأقمت عليهم دعوى قضائية وكسبتها وأقلت من يقول هذا، ودأبنا واضح وقدمنا من أجل هذا الوطن، ولا زلنا مستعدين أن نقدم جماجم كثيرة من أجل سيادته واستقلاله ولله الحمد، ما وقفنا موقفاً يمكن أن نخجل فيه أمام الله أو خلقه.
وبعد أن ردوا على تصريحي بذاك الرد المتشنج، إذا بنا نسمع أن هناك وفود أجنبية تأتي لزيارة السجون للتأكد من وجود يمنيين داخلها.
* المصدر العسكري.. هل كان له الحق أن يرد على تصريحات سياسية؟
- هل أنا اتهمت المؤسسة العسكرية بأنها من ستقدم التنازل، أنا اتهمت السلطة، والمؤسسة العسكرية اليوم لا تدير نفسها، ولا توجد مؤسسة عسكرية مستقلة، المؤسسة العسكرية مثلها مثل بقية مرافق الدولة، مصدر القرار فيها واحد، والسياسة ترسم من جهة واحدة، وبخصوص العمالة التي يرمى بها الآخرون، لم يصل أحد في الشراكة مع أمريكا مثلما وصلت السلطة إليها اليوم، الرئيس أكثر زعيم عربي خلال السنوات الأخيرة يزور أمريكا، والسفير الأمريكي في اليمن ضرب الرقم القياسي بين كل سفراء العالم في زياراته لقصر الرئاسة في اليمن، حتى يقول البعض الأفضل أن يخصص له جناحاً داخل قصر الرئاسة في اليمن.
* هذه علاقات ثنائية؟
- ما الذي استفدناه من هذه العلاقات؟
* سابقاً قال محمد قحطان: لو كنتم في السلطة لكانت علاقتكم بأمريكا أفضل؟
- نحن اليوم في عصر المصالح، والقوي هو الذي يحافظ على مصلحته، ونحن لا نلوم الأمريكان أو الأوروبيين على أنهم يحاولون الحصول على مصالحهم أياً كانت، إنما اللوم في من يفرط في مصالحه، وإذا ما وجد صاحب المصلحة القدرة على أن يحقق مصلحته فلا نلومه وسنكون أفضل من هؤلاء للحفاظ على مصالح البلاد.
* كيف تتحقق تعددية سياسية بدون تعددية إعلامية مسموعة ومرئية في الإعلام؟
- نعاني في اليمن من حملة كبيرة جداً لتشويه وعي المواطن من خلال تعبئة القنوات الرسمية ومنع بقية الأصوات إلى الحد الذي ضاقوا برسائل التلفون التي كانت ترسل من خلال صحفيات بلا قيود، مع أنها لم تخرج عن الأطر القانونية والدستورية ويمتنع الوزير حتى اليوم من التصريح لهم، وهذا الامتناع لا يستند إلى أي مبرر قانوني أو دستوري، كما أن أصحاب الصحف يعانوا معاناة كبيرة حتى يحصلوا على ترخيص صحيفة.
* تداولت أخبار أنك ومجموعة من المستثمرين المحسوبين على المعارضة تقفون وراء إنشاء قناة؟
- نحن وصلنا إلى أهمية أن تكون هناك قنوات يمنية مملوكة للأفراد وللقطاع الخاص وللمهتمين بالشأن العام، فسعينا إلى تأسيس قناة وأسميناها «قناة سبأ الفضائية» وحصلنا على ترخيصها من بريطانيا، مقرها في برمنجهام في المرحلة الأولى، وسيكون لها مكاتب إقليمية، قناة تعبر عن اليمنيين وتعبر عن الرأي والرأي الآخر، ومن خلالها نحاول أن نساهم بدور وطني في العمل الإعلامي الهادف والواعي، الذي يحقق الخير للجميع، لن نكون قناة مهاجمة ضد أحد، لكننا لن نسير في النهج الذي يتم الآن من تشويه الوعي بأمور ليست صحيحة، سواء للترويج للسلطة أو للمعارضة، والمعارضة ليست بحاجة الآن لترويج الأباطيل حتى توصل صوتها ورسالتها، كل ما تحتاجه أن تكشف الحقائق، وإذا ما استطاعت أن تكشف الحقائق فقد قامت بمهمتها الكبيرة.
* متى ستطلق هذه القناة؟
- إن شاء الله نأمل أن نطلق البث التجريبي خلال فترة قريبة وسيستمر عدة شهور، وبعدها ستطلق بشكل مستمر.
* هل لا يزال حزب الإصلاح حزب الشدة؟
- الإصلاح حزب الشدة للشعب سواء كان في السلطة أو المعارضة.
* كتب البعض أن حميد الأحمر جسد الوحدة الوطنية، كونه من قبيلة حاشد وقريب من الأسرة الحاكمة ووقف في صف المعارضة وترشيح بن شملان، هذه الميزة مع ما يقال أن قبيلة حاشد هي من تمتلك السلطة مع قبائل أخرى.. هل الحكم في اليمن يدار بهذا الشكل؟
هناك هضم للقبائل ولحاشد ولسنحان، مناطق اليمن كلها مهضومة والقبائل من جملة المهضومين والمظلومين.
مع أن القبائل يدفعوا من دمائهم دائماً من أجل الدفاع عن توجهات الدولة، وأؤكد لك أن القبائل اليوم مع تأسيس مجتمع مدني يحكمة القانون وتسوده العدالة ومستعدون أن يناضلوا من أجل ذلك.
* هل وصلتم إلى مرحلة وعي؟
- نأمل بأنها مرحلة وعي، ومرحلة من مراحل النضال، نحن كنا في حاشد مع الأئمة لسنوات طوال وكنا عموداً من أعمدتهم، وقامت الثورة وانحازت حاشد إلى صف الجمهوريين.
* قيادة الجيش والمفاصل العسكرية قيادات تنتمي لقبيلة ولأسرة؟
- قلت لك حاشد وسنحان مهضومون، اليوم الإقصاء داخل سنحان نفسها، الأمر ليس سنحان ولا حاشد ولا المناطق القبلية، اليوم بعض كبار الضباط في سنحان يتم إقصاؤهم، الموضوع يتعلق بالوطن الكبير (الجمهورية اليمنية) وليس بالأشخاص.
* أنت الآن ترفع صوتك كمعارض قوي في البلد.. هل تضررت مصالحك الاقتصادية نتيجة رفع صوتك؟
- ما أقدمت على هذه الخطوة إلا وأنا مستعد، ولا أحب الشكوى، ولا أريد أن أحول حراكي السياسي إلى منافحة ومدافعة عن المصالح، أما المصالح التي تتكلم عنها فالجميع يعرف الحرب التي تشن على المشاريع التي أدخل فيها وهي مشروعة وشفافة وسليمة وقانونية، ومع هذا تحارب محاربة كبيرة، لكن الله سبحانه هو الرزاق وقد من علينا بالكثير من النعم التي توجب الشكر عليها، والشكر أن نقوم بواجبنا الديني بنصرة المظلوم والتعبد لله ولخير اليمن كوطن، ومن ضمنه النصح وقد نصحنا، وأن نعدل الاعوجاج إن استطعنا، أما تضرر المصالح الشخصية فهو موجود ولكنه ثمن أنا مستعد لدفعه.
* في الفترة الأخيرة ظهرت تكتلات قبلية على رأسها مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه شقيقك الشيخ حسين.. كيف تفسر هذه الظاهرة؟
- تعرض هذا الكيان لهجوم من بعض الجهات، قد يكون بسبب عدم قدرة الإخوة على إيصال وجهة نظرهم بشكل سليم، وعدم تعودهم على العمل التنظيمي الكبير، القانون والدستور في اليمن يجيز للناس التعبير عن مصالحهم الخاصة والعامة، والتجمع لمحاولة تحقيقها.
إنما أنصحهم، وهذا ما أعتقد أنهم يعونه إدراك المرحلة وما تمر به اليمن، وأننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن نبني دولة المؤسسات، الدولة المدنية التي تحكم بالقانون والدستور، والتي تحقق المواطنة المتساوية بين جميع أبنائها، وأعتقد وأراهن أن القبائل في اليمن هم دعاة مجتمع مدني، وهم مناصرون لدولة الدستور والقانون، وإذا كان لهم أي ثقل شعبي باعتبار أنهم أفراد في هذا الشعب وأصحاب حقوق سياسية فيه، فلن تستخدم إلا لمثل هذا المجال.
وأنصح المجلس الوطني أن يجعل القضايا الوطنية هي الهم الأساسي التي يسعى لمساندتها، وفي الشأن السياسي أدعوه أيضاً إلى مساندة أداء المشترك والشخصيات المستقلة والحراك الوطني في جميع أنحاء اليمن، لا أعتقد أن هذا الكيان يمكن أن يحسب على السلطة، لأن السلطة هي أول من حاربته.
* هل هذا الكيان بدأ يضمر، هل تعتقد أنه كان فقط ناتجاً عن ضغط معين وردة فعل سياسية؟
- فيه شخصيات كبيرة من جميع المناطق، اجتماعهم أكثر من ردة الفعل.. لكن كيف تستطيع القيادة التي جمعتهم أن تستخدم هذا الكيان الاستخدام الإيجابي السليم!!
* هناك ثلاث دوائر في حياة الشيخ حميد، «الأسرة، القبيلة، الحزب» ما هو ترتيبك لهذه المسائل؟
- الدين والوطن، مقدم على كل شيء، نسأل الله أن يعيننا على القيام بواجباتنا كمسلمين وأبناء بلد له علينا حقوق، وكأعضاء في مجتمع، وفي تكوينات هذا المجتمع، وفي أسرة نقوم بواجباتنا تجاه أنفسنا وأسرنا وتكويناتنا، وكلها ولاءات يعيشها الإنسان، ولا يوجد بينها أي تضاد، وإنما هي متداخلة ومتعاضدة، ونحن نفخر ونعتز بكوننا أعضاء في الإصلاح الذي ما وجدناه إلا دائماً تعبيراً صادقاً عن هذا الشعب وعن وجدانه، مدافعاً حقيقياً عن حقوقه ومصالحة بالنصيحة وبالعمل خلف الجدران كجندي مجهول، ودخول الساحة عندما يتطلب ذلك، كما نعتز ونفتخر بالمشروع الوطني الرائد في العمل السياسي الذي أصبحنا أعضاء فيه وهو أحزاب اللقاء المشترك التي مثلت اليمن بتنوعاته وضربت للعالم مثلاً في قدرة اليمنيين في التجمع من خلال إطار واحد يقدم فيه مصالح البلاد على كل مصلحة وفوق كل الاختلافات والفروقات والتي في كل الحالات لا يجب أن تفرق بين الناس، لأننا محكومون بدين وبثقافة موجهاتها واحدة.
* هل أنت واثق من متانة العلاقة بين أحزاب اللقاء المشترك؟
- نعم..
* لكنكم قاتلتم عام 94م مع السلطة لإقصاء الحزب الاشتراكي؟
- نحن لم نقاتل لإقصاء الحزب الاشتراكي من السلطة وإنما قاتلنا للحفاظ على الوحدة، فإقصاء الحزب الاشتراكي أو غيره لا يمكن أن يكون هدفاً نقاتل من أجله، ولو كان هذا هو الحال لكنا تفاوضنا مع السلطة وأخذنا الضمانات الكافية لضمان بقائنا في السلطة، والحصول على حصتنا منها وهو ما لم يحدث بعلم الجميع.
* لكنكم في الأخير قاتلتم الحزب الاشتراكي وأقصيتموه من السلطة؟
- قاتلنا ضد الحزب لأن بعض قياداته أعلنت الانفصال، مع أنني اليوم أكثر قناعة بأن إعلان الانفصال هذا قد يكون دفع إليه الحزب الاشتراكي بسبب بعض أعمال السلطة والتي لم تكن واضحة لدينا آنذاك.
عموماً فإن السلطة أجادت استغلال تاريخ الاختلافات الإيديولوجية بيننا وبين الاشتراكي، وقد يكون الحزب أخطأ وهو كان في موقع السلطة أيضاً أنه لم يحاول الانفتاح والتواصل مع بقية القوى السياسية، واكتفى بالتعامل مع السلطة وحسب، فساهم ذلك في حدوث ما حدث.
* المهم حصلت الحرب ودفع الاشتراكي ثمنها بإقصائه من السلطة؟
- الثمن لم يدفعه الاشتراكي فقط، فالإصلاح نال قسطاً وافراً من تداعيات حرب 94م، وشنت عليه حرباً سياسية معلنة وخفية، وأقصى أعضاءه من الوظائف العامة بما فيها الصغرى، وأغلقت المعاهد العلمية التي كانت محسوبة عليه وغير ذلك مما تعلمون به.
والحقيقة أن اليمن بأكملها دفعت ثمن تداعيات حرب 94م، تمثل ذلك في استفراد أحد الأطراف السياسية بالسلطة، مستغلاً حرص بقية شركائه على مصالح الوطن العليا، وتجنب استمرار النزاعات، فسعى للاستئثار بالسلطة بطرق مشروعه وغير مشروعه، واستبدال شراكته مع الداخل بشراكته مع الخارج، وهو ما أدى إلى فقدان التوازن في البلاد، واستشراء الفساد، وزيادة الظلم وسوء الإدارة وتزايد معاناة الناس، وتضييق الهامش الديمقراطي والانقلاب على أسس قيام الثورة والوحدة.
* واليوم أين أنتم يا إصلاح؟
- نحن اليوم نقف مع الحزب الاشتراكي وبقية القوى السياسية الحية ضد ظلم السلطة وفقاً لما يتيحه الدستور والقانون.. للحفاظ على الوحدة والبلاد بشكل كامل من ممارسات السلطة.
فكما كنا بالأمس مع السلطة ضد دعوة الانفصال، نقف اليوم ضد ظلم السلطة للدفاع عن الوحدة..
* واليوم هناك أيضاً دعوات انفصال؟
- نحن ضدها تماماً وسنواجهها بمزيد من الوحدوية، وسنواجهها بمقارعة الظلم والكفاح في سبيل أن ينعم كل اليمنيين بخير الوحدة والثورة.
* هل ستقاتلوا دعاة الانفصال هذه المرة أيضاً؟
- لسنا بحاجة لمقاتلتهم لأنهم وحدويون كبقية اليمنيين، وما دفعهم لمثل هذه الدعوات إلا الظلم الواقع على كل اليمنيين، وفقدان الأمل بالحاضر والمستقبل، وهذا بسبب أداء وتصرفات السلطة، وأريد هنا أن ألفت نظرك ونظر القراء الكرام إلى أن بعض من صدرت عنهم شعارات ضد الوحدة مؤخراً هم ممن قاتل مع السلطة في حرب 94م ضد الانفصال.. فما الذي أوصلهم لهذا الحال بالله عليك؟
* لكن باجمال قال أنه سيقاتلهم؟
- باجمال ومعظم متنفذي حزبه لم يسبق لهم أن قاتلوا من أجل الوطن أو الوحدة، ولن يقاتلوا من أجلهما، وهؤلاء الذين يريدون مقاتلتهم هم أكثر وحدوية ووطنية منهم.
أما هم فلا همَّ لهم سوى جمع الفيد على أنقاض هذا الشعب المتعب والمنهك بسبب سياساتهم الخاطئة طيلة السنوات الماضية.
* ما سبق معناه أنك تعتقد أن كل الاحتقانات والغليان في المحافظات الجنوبية والدعوات الانفصالية ستنتهي إذا زال الظلم والفساد السلطوي بحسب رأيك.. فكيف هذا؟
- نعم.. فالوحدة اليمنية لم تكن نزوة أو أمراً دخيلاً على اليمنيين، وليست نتاج عبقرية شخص أو عدة أشخاص، إنما أتت نتاج نضال طويل لعقود من الزمن، وعبرت عن رغبة كافة أبناء اليمن، وإذا أعيد الاعتبار للوحدة وللثورة وأعيدت الحقوق لأصحابها من أبناء الشعب، وانتهى الفساد السياسي والمالي والإداري، وأعيد الأمل في المستقبل فكل هذا سيزول.
* وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
- يمكن تحقيق ذلك من خلال تسوية الملعب السياسي وإصلاح الآلية الانتخابية، والاعتراف بمشاكل أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه، ووضع المعالجات العادلة والجادة لها، ووضع حد للفساد والعبث بمقدرات البلاد والشعب، وإقالة ومحاسبة الفاسدين، وبناء مؤسسات الدولة بناءً سليماً بعيداً عن الشخصنة والمناطقية، وتحقيق الفصل الفعلي بين السلطات، والمواطنة المتساوية، وإطلاق الحريات، واحترام الدستور والقانون وغير ذلك من المطالب العادلة لأبناء اليمن والتي تعبر عنها المعارضة بكل صدق وجدية..
* ومن الذي سيحقق لكم كل هذا والسلطة ترفض حتى مجرد الدخول معكم في حوار جاد؟
- إذا اختارت السلطة أن تقف ضد الشعب فليكن وهي بلا شك الخاسرة..
* ما الذي يمكن أن تنصح به الأخ الرئيس بحكم كونه الممسك بكل الخيوط للخروج من الوضع الخطير الذي تمر به البلاد والوصول إلى بر الأمان؟
- هناك الكثير الذي يمكن أن يقوم به الأخ الرئيس لو أراد.
* مثل ماذا؟
- مثلاً في مجال مؤسسية الدولة يمكن أن يمنح حكومته ووزراءه كافة صلاحياتهم التنفيذية دون السماح بالتدخل في أعمالهم من هذا أو ذاك، ويكتفي هو بالتوجيه والمتابعة والرقابة، كما يمكن أن يتخلى عن تعيين رئيس وأعضاء السلطة القضائية ويفصلها عن تدخلات وزارة العدل ويوفر للقضاة الإمكانيات والاستقلال والحماية للقيام بمهامهم، وكذا يمكنه إيقاف وصايته على مجلس النواب ويثق في ولاء كتلته ذات الأغلبية الساحقة المنتمية لحزبه في القيام بدورها دون التدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى على مستوى جدول أعمال المجلس.
وفي مجال محاربة الفساد فيكفي أن يقدم كل من تورط في أعمال فساد سابقة من وزراءه وموظفيه للمحاسبة والمعاقبة، ويوقف المفاسد الكبيرة والتي لم تعد خافيه على أحد في القطاعات الهامة كالنفط، ويسمح بالشفافية في إدارة شئون البلاد، ويزيل العوائق من أمام مجلس النواب للقيام بدوره الرقابي.
أما في المجال السياسي فبإمكانه الاستجابة للمطالب العادلة لأحزاب المعارضة في إصلاح الأوضاع السياسية والانتخابية، لكي يكون للديمقراطية معنى وليظل الأمل بمستقبل أفضل موجود.
وفيما يخص الحقوق والحريات فما عليه إلا منع أجهزة سلطته القمعية من مصادرة الحقوق ومنع الحريات وانتهاك الحرمات.
وفي مجال السيادة الوطنية يتوجب عليه للحفاظ عليها أن يتصالح مع شعبه وشركائه في الحياة السياسية، ولن تكون البلاد بحاجة لتقديم أي تنازلات لأيٍ كان.
وفيما يتعلق بمشكلة المتقاعدين مثلاً بمقدوره اتخاذ قرار صادق وجاد يعيد كافة المبعدين إلى مواقعهم، وبناء المؤسسة الأمنية ومؤسسة الجيش بناءً وطنياً وفقاً للدستور والقانون، بعيداً عن المناطقية والجوانب الشخصية، حتى لا يقال أن الجيش والأمن تحولا من مؤسسة وطنية إلى مليشيات خاصة.
فما المانع على سبيل المثال أن يصدر الرئيس قراراً بتعيين أحد المتقاعدين من ذوي الكفاءة والقدوة ليكون قائداً للحرس الجمهوري، ولماذا لا نرى شخصية عسكرية من لحج أو شبوة أو غيرها قائداً للأمن المركزي.
* لم يتبقى سوى أن تقول لماذا لا يستقيل الأخ الرئيس من منصبه لرئيس يأتي من محافظة جنوبية؟
- أما إذا قام الأخ الرئيس بمثل هذه الخطوة فسيكون كمن سدد لغرمائه السياسيين الضربة القاضية، وأثبت وحدويته ووطنيته الكبيرة، وأنه يضع اليمن فوق كل مصلحة.
* ولتكن أنت أو الأخ أحمد علي نائباً لهذا الرئيس؟
- لا.. لا.. ليكن رئيساً جنوبياً بدون نائب بالأصل، حتى تترسخ الوحدة فعلاً.
* قد يفسر البعض كلامك هذا بأنه محاولة فقط لمنع توريث وانتقال السلطة من الأخ الرئيس لابنه أحمد؟
- الناس يقولوا أن البلاد بأكملها معرضة للانهيار، وأنت تتحدث عن منع توريث الرئاسة، قد لا يبقى هناك ما يورث.. كما أننا في دولة جمهورية ولسنا ملكية..
أما الأخ أحمد إذا كان فعلاً يسعى للرئاسة، فأنا أنصحه بترك العمل العسكري والانخراط في العمل السياسي، وليسعى لإثبات نفسه ونيل هذا المكان إن استطاع بجداره من خلال السعي لاستعادتها ديمقراطياً ممن سيستلمها من والده.
ولو كان من حوله صادقين معه لبينوا له لو أن هناك فعلاً إمكانية لتحقيق طموحه هذا، فإن هذه أسهل وأفضل طريقة لوصوله لكرسي الرئاسة إن استطاع أن ينال ثقة الشعب وذلك من خلال إيمانه الصادق بالديمقراطية وانخراطه في العمل السياسي.
* ارتبط والدكم الشيخ عبدالله ولا يزال بعلاقة تحالف استراتيجي قوي مع الأخ الرئيس.. فكيف تصف علاقتك أنت بالأخ الرئيس؟
- إن الوالد حفظه الله في علاقته القوية والصادقة -على الأقل من جانبه- مع الأخ الرئيس ينطلق من مبدأ تحقيق المصلحة العليا للبلاد، وهذا ديدنه مع كل الرؤساء في اليمن منذ قيام الثورة، ولم يتردد لحظة واحدة في الاختلاف مع هؤلاء الرؤساء إذا كان ذلك سيحقق مصلحة البلاد، وعلينا التفريق بين العلاقة الشخصية والعلاقة الرسمية السياسية، وبغض النظر عن الروابط الشخصية التي تربطنا بالأخ الرئيس أياً كانت.. إلا أن علاقتنا السياسية به مرتبطة ومنطلقة من تحقيق مصلحة البلاد، فإن سار فيما فيه خير البلاد وقدم مصالحها على مصالحه فنحن معه في هذا النهج، ما لم فلن تجدنا إلا منحازين لقيمنا ومبادئنا ووطننا مهما كانت التبعات..
* إلى أين تمضي البلاد الآن؟
- إلى مفترق طرق.. لم يعد هناك متسعاً من الوقت للمناورة، وعلى السلطة أن تختار؛ إما أن تبادر في اتخاذ الخطوات السليمة التي تجنب البلاد المزيد من الاحتقانات، وفتح الأبواب أمام ما نحب جميعاً أن نتجنبه، من خلال استجابتها الصادقة لمطالب أبناء اليمن ممثلين بالحراك الشعبي وبالقيادات السياسية وإما أن تلتقطها السلطة وتستجيب وتنهي هذا الحوار الذي بدأ بشكل صحيح وسليم يوصل الناس إلى آلية مرضية في الأداء السياسي والانتخابي ويتعاون الجميع على مخاطبة الشارع الذي يعيش حالة من الغليان وتوعيته بأن محطة الانتخابات القادمة ستكون مخرجاً للتعبير عما يريده، وأن تؤمن السلطة بأنه من حق الشعب أن يغير إذا ما أراد التغيير، وإن لم تبادر فقد نصل إلى مرحلة أسوأ مما نحن عليه حالياً وتتحمل المسئولية بمفردها.
* هل أنتم جاهزون؟
- الشعب اليمني جاهز.
* أنتم جاهزون كمعارضة؟
- نحن اليوم في وضع أفضل من وضع 26 سبتمبر 62م، وأفضل من وضع 14 أكتوبر 67م، نحن اليوم كقيادات في وضع أفضل من الوضع الذي قامت فيه الثورتين، فاطمئن.. هذا الشعب هو الذي أنجب من قاموا بتلك المنعطفات الهامة، وهذا الشعب قادر إذا لم تستجب السلطة لمطالبها الحقيقية أن ينتج وضعاً أفضل، والفرصة لم يعد فيها الكثير.