آخر الاخبار

عاجل. رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...كشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة تفاصيل اعلان الصليب الأحمر الإفراج عن عشرات المعتقلين كانوا في سجون الحوثي.. هادي الهيج: ''المفرج عنهم أناس اعتقلوا من البسطات والشوارع'' بن مبارك يبحث في واشنطن مع مسؤول أمريكي التعاون لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بالزي العسكري.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزات الإسرائيليات من غزة ترامب ينفذ مجزرة إقالات.. طرد 12 مفتشا عاما خلال ساعات

تمرد على الخرافة
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و 13 يوماً
السبت 12 يونيو-حزيران 2021 04:43 م

 أيقظتني أمي مع أذان الفجر وعلى ضوء الفانوس تناولت فطوري الساخن وأنا اتساءل : ـ إلى أين سترسلني أمي في هذه الساعة ؟! وحين بدأ الديك ينفض ريشه ويمط رقبته ويصيح كنت قد أكملت تناول الإفطار فسلمتني أمي الكيس ووضعت حدا لفضولي : ـ

هذه علبة عسل وهذه علبة سمن سلمها للولي شهاب الدين في راس جبل الصفا . كنا نرى من منزلنا ضريح الولي كنقطة بيضاء تزين رأس الجبل البعيد لكن الوصول إليه سيرا على الأقدام يتطلب ساعتين على الأقل.

وأضافت أمي : ـ عندما مرض أخوك نذرت للولي أن تعافى بعلبة عسل وعلبة سمن وقد تعافى ولابد من الوفاء بنذري . ودست في جيبي خمسين ريال . سألتها : ـ وهذه الفلوس للولي ؟ ـ لا هذه لك لأنك ستتعب في صعود الجبل . ومضيت وأمي ترقبني ..

رويدا رويدا بدأ الصبح يرسل أول خيوط الضياء ، اختفت بيتنا عن ناظري ، بدأت أقدم رجلا وأؤخر أخرى . ـ لن أذهب إلى الولي لأن الولي قد مات ومن يأكل العسل والسمن هو القائم على الضريح ولن يعلم بما حدث . ـ سأذهب إلى الولي وأسلم العسل والسمن إلى قائم الضريح والخمسين ريال تكفيني لشراء كرة جديدة بعشرين ريال وما سيبقى سأصرفه في المدرسة لأسابيع .. ـ

لن أذهب إلى الولي سأذهب إلى سوق الربوع وأبيع العسل والسمن هناك ثم اتمتع بالنقود وأشتري كرة جديدة وبذلة رياضة وثوب جديد ، وهذا الحذاء بدأ يتمزق سأشتري أيضا حذاء جديد. ـ لكن ماذا سأقول لأمي ؟ ـ من أين جئت بقيمة البذلة والثوب والحذاء ؟! ـ هل ستغضب أمي ان أخبرتها أنني لم أذهب إلى الولي ؟ ـ هل ستضربني ؟ ـ

هل سيخبرها الولي بأنني لم أذهب إليه ؟ ـ كيف سيخبرها وقد مات ؟ صراع رهيب في داخلي وأخيرا حسمت الموقف . أوقفت أول سيارة وركبت إلى السوق . في السوق وجدته كان يجلس على دكة مرتفعة ويدخن المداعة "النرجيلة " ، أنه صديق أبي ، أتذكر أنه كان يزورنا ويعطيني عشرة ريال فكيف أنساه ؟! وحين صافحته سألني على الفور : ـ أنت ابن المرحوم ؟

ـ أيوه احتضنني وترحم على والدي وطفرت دموعه ، طلبت منه أن يبيع لي العسل والسمن لأننا نحتاج للنقود لنذهب بأخي المريض للعلاج في المدينة. فتح علبة السمن وشمها : ـ ما شاء الله سمن بلدي ممتاز . وفتح علبة العسل ومد أصبعه وتذوق العسل : ـ عسل سدر بلدي فاخر . نادى ولده وسلمه العسل والسمن ثم أخرج من جيبه رزمة كبيرة من النقود وسألني : ـ

كم تحتاجون من الفلوس لعلاج أخيك ؟ فاجأني سؤاله : ـ لا أعرف أول مرة سنذهب إلى المدينة . وبدأ بالعد مائة مائتين ثلاث أربع .... ألف ريال . وضع النقود في جيبي ثم حذرني من اللصوص . وأضاف : ـ أنا اشتري أفخر علبة عسل بلدي بـ 100 ريال وأفخر علبة كبيرة من السمن البلدي بـ 50 ريال لكن لأنك ابن المرحوم هذا ألف ريال أعتبره هدية مني وربنا يشفي المريض ويعافيه وإذا احتجتم أي شيء فأنا بمقام والدك .

ودعته ودخلت السوق اشتريت البذلة والكرة وبعض الحلوى ثم ركبت أول سيارة باتجاه قريتنا . وضعت يدي على جيبي حتى لا يسرق أحد نقودي وباليد الأخرى ما اشتريته من السوق ، وحين وصلت منزلنا لم تكن أمي بالبيت ، من المؤكد أنها في الحقل واخواني في المدرسة ،

فرحت لأنني نجوت من أسئلة أمي التي قد توصلني للاعتراف بكل ما حدث. وجدت المفتاح في النافذة فتحت الباب وخبئت البذلة والنقود في مكان لا يخطر على بال أمي وبقيت ألعب بالكرة حتى عادت أمي . الغريب أنها لم تسألني عن شيء فلم يخطر ببالها أنني لم أذهب ولم يكن لدي أي شعور بالذنب . بقيت أبحث عن كذبة جديدة أبرر بها حصولي على البذلة والنقود وحين أعياني التفكير قررت أن أعترف لأمي بما حدث وليكن ما يكون . اقتربت من أمي فقرأت على وجهي التردد وأنني أخفي عنها أشياء : ـ مالك ؟ ماذا فعلت ؟ ـ

أريد أن أعترف لك بكل صراحة . ـ قل ماذا حدث ؟ اعترفت لأمي بكل ما حدث لكنها لم تصدقني ، أخرجت البذلة والنقود ورغم رؤيتها للدليل إلا لم تصدقني ، سلمتها النقود ولبست البذلة وأمي لم تصدق ، مرت أسابيع ثم أشهر ، تمزقت الكرة وصارت البذلة بالية وأمي لم تصدق ما قلته . مرت أعوام ، مات الشيخ صديق والدي فتذكرت ما حدث وسألت أمي : ـ لماذا لم تصدقي أنني لم أذهب إلى الولي بالسمن والعسل ؟! وصعقني جوابها : ـ لأن من يسرق نذر الولي يحوله إلى خروف لكنك ما زلت ولد .!!

عودة إلى وحي القلم
وحي القلم
محمد مصطفى العمرانيخطبة استثنائية
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمرانيالعالم على قرن ثور !
محمد مصطفى العمراني
سيف الشرعية والتحالف الذي لم يخرج من غمده بعد
أبو محمد بن يحيى الأزدي
محمد مصطفى العمرانيأشكركم لنشركم خبر وفاتي
محمد مصطفى العمراني
مشاهدة المزيد