آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

همي همك.. لماذا أغضب السلطة‎
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 24 أغسطس-آب 2010 01:25 ص

يقول كتبة النظام العسكري بأن هذا المسلسل أساء كثيرا لأهالي تهامة ، وأنه أهانهم وتهكم عليهم وبعاداتهم وتقاليدهم وأنه صورهم بصورة بشعة ومضحكة ، وأنهم يرفضون هذا الشيء تجاه جزء هام من الشعب اليمني ، وان هذا الرفض ينسجم مع مبادئهم التي ترى في الإنسان اليمني حالة استثنائية لا يمكن بحال من الأحوال مسها أو الاقتراب منها .

وهذه الغضبة المضرية على المسلسل وعلى بطله جاءت بشكل عنيف وقوي من كتاب المؤتمر الشعبي العام الذين تقافزوا فزعا ونخوة تجاه أهالي تهامة الذي يعرف الجميع كيف هو وضعهم وماذا يعانون وكيف تتم معاملتهم !؟

بكل صدق لن يرى التاريخ اليمني صفاقة اشد من صفاقة هؤلاء الكتبة المدعون زيفا والمنتفعون زورا والذين يتحركون ليس على أساس مبادئ الكاتب أو المثقف الوطني الذي يتلمس حاجات مواطنيه ويعالج مواضع الخلل ، بل كل تحركاتهم قائمة على مصالح ضيقة شخصية أو دفاعا مستميتا لبؤر النفوذ المتسيدة التي أنهكت البلاد والعباد من جراء عجرفتها وظلمها وهيمنتها على المساكين والبسطاء ، وإلا لماذا لم يكتب شخص واحد منهم عن مهجري الجعاشن إذا كانوا فعلا يهتمون لكرامة اليمني وسمعته ، قضية الجعاشن التي لا يختلف عليها أحد من ظلم وعسف وحالة لم تعد مقبولة أبدا ولا يمكن استيعابها تحت أي مبرر ، فهل يعقل أن يقرر شيخ ترحيل منطقة بأكملها وتقف الدولة كلها مكتوفة اليدين لا تستطيع عمل أي شيء لهؤلاء المواطنين ، لماذا لم يتحدثوا عن ما يعانيه اليمني العادي في أقرب مطار مجاور أو في أي بلد آخر ، لماذا لم يكتب احدهم عن كرامة اليمني الذي تعرض لمحرقة بشرية واضحة أو للقتل المباشر على الحدود أو البصق على جوازه أو أهانته لأنه فقط يمني لا أقل ولا أكثر ! أو لماذا لم يتحركوا للفضيحة الدولية التي أظهرت أنه مازال لدينا عبيد نشتريهم من سوق النخاسة ونبيعهم بصكوك شرعية تصدر من محاكم الدولة ! فهل هنالك امتهان أكثر لإنسانية الشخص من كونه عبد مملوك !؟

نحن نعرف مِثلهم أن تركيبة النظام العسكري في اليمن قائم على المزاوجة بين الرتب في الجيش ومشائخ القبائل ، وإن اقتسام النفوذ هو أمر معروف للجميع وليس من حق أحد أن يعترض عليه وفي المقابل و على كل طرف أن يدافع عن مصالح الآخر باستخدام أسوء الأساليب وربما أقذرها أن أستدعى الأمر .

فالسلطة السياسية للعسكر ، والسلطة الاجتماعية لمشائخ القبائل الذين من حقهم الحكم بين الناس وفرض الإتاوات وبناء السجون الخاصة بهم يزجون بها أي إنسان ولمدة غير محددة وكلها مرهونة بمزاج الشيخ الذي لا يعترف بنظام أو قانون أو دستور ، وهذا الشيخ الذي هو في الغالب شبه أمي يمتلك صلاحيات حتى على سجون الدولة وبقصاصة ورق يدخل إنسان وبقصاصة أخرى يخرج آخر ، وفي مقابل هذه الصلاحيات الإقطاعية التي يمتلكها الشيخ يضمن ولاء رعاياه للدولة العسكرية ومن خلاله يتم تحجيهم وقمعهم أن أضطر الأمر لذلك ، بينما يتفرد العسكر بالحكم والمناصب العليا والإدعاء بأن البلد ينعم بالمؤسسات الدستورية والديمقراطية المميزة وحرية الإعلام التي يحسدنا العالم عليها .

أما قضية المسلسل وما يعرضه ، هو أمر حقيقي يتحدث عن معاناة حقيقية لجزء من الشعب اليمني تم تسلميه لمشائخ عاثوا فسادا وأهانوا كرامة الإنسان وتمادوا في سلب حقوقه، والمسلسل ومن خلال ما يعرضه من مواقف مؤلمة و في قوالب كوميدية هو يدعوا في نفس الوقت لإنهاض كرامة الإنسان ودعوته للتحرر والتمرد من هذا الظلم الذي طال أكثر مما يجب وهي دعوة مشروعة في ظل وجود دستور آن الأوان لتفعليه والعمل عليه ، وهذا العمل ينسجم تماما مع الرسالة الإعلامية التي يجب أن تتبنى مثل هذه الأعمال التي تمس حياة المواطنين وطريقة عيشهم حتى وأن كانت هذه الأعمال لن ترضي المتنفعين ومصاصي دماء الفقراء .