آخر الاخبار

قوات الجيش الوطني تفتك بالمليشيات الحوثية جنوب مأرب.. حصيلة الخسائر عاجل.. رئيس حزب الإصلاح يلتقي قائد قوات التحالف العربي .. تفاصيل الاجتماع منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين نتنياهو يراوغ بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة ويكذب على حماس.. ماذا قال؟ المبعوث الأممي يبيع الوهم ويتحدث حول إمكانية توحيد البنك المركزي في اليمن وصرف الرواتب واستئناف تصدير النفط

الكهرباء بين الحلم المستحيل والواقع المرير.
بقلم/ هشام أحمد العزعزي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 20 يوماً
الثلاثاء 26 يونيو-حزيران 2012 05:31 م

تعتبر الكهرباء حاجة أساسية، بدونها تصبح الحياة أكثر صعوبةً فبها يستطيع الإنسان القيام بمعظم شئون حياته اليومية بل هي تعد الركيزة التي تعينه على القيام بمختلف المهام خاصة إن الشعوب تتجه إلى عالم الحداثة والتطور الذي يعتمد بشكل أساسي على الكهرباء، التي تعتبر بشكل أو بأخر حلقة وصل بين الدول فعلى سيبل المثال بغير الكهرباء لا يمكن أن نستخدم الإنترنت، ومختلف الشعوب تعتبر الكهرباء آمر سهل يمكن الحصول عليه بمختلف الطرق ولا تعتبره بذلك الآمر الذي يحتاج إلى طاقات وجهود مهولة للحصول على قليل من الميجاوات....

ولكن نظرة المواطن اليمني إلى الكهرباء تختلف عن باقي شعوب العالم فهو ينظر إليها بأنها ذلك الشيء الصعب الذي يتطلب مثابرات ومناورات حثيثة ويعده حلم يسعى إلى الوصول إليه لكي ينير به بيته ويضئ شارعه، فما أن تنطفئ الكهرباء فتبدء رحلة المعاناة التي نادراً ما تنتهي بسرعة بل تظل تخطو طويلاً لعلها تجد مخرجاً لكي تعود من جديد، فاذا تخلينا كم طفل في الحضانة انقطع عنه الأكسجين بإنطفاء الكهرباء ولو لثواني قليلة وكم مريض أضطر إلى تأجيل عمليته لعدم توفر الكهرباء أو الوسيلة الاحتياطية للحصول عليها وكم من أم لم تجد ماكناً لتضع فيه ما تبقى من الأكل لليوم التالي، ولطالما سمعنا عند حوادث المولدات الكهربائية وكم روح أزهقت بسببه، ولأهلنا في المناطق ذات درجات الحرارة العالية معانة تختف عن معاناتنا، فكل هؤلاء الفئات واكثر من ذلك تضرروا من انطفاء الكهرباء فمن يحمل ذنبهم هل الإنسان الذي تجرد من كل معاني الإنسانية وأقدم على جريمة قطع الكهرباء عن ملايين من الناس أم الحكومة التي لم توفر الحماية الكافية لخطوط نقل الكهرباء؟ فالنقاط الأمنية بكل مجنديها وأسلحتها وقفت عاجزة أمام خبطة من حديد سببت بانقطاع الكهرباء فهل يعقل ذلك؟

وإن رجعنا للوراء قليلاً سنتذكر قول وزير الكهرباء صالح سميع :\" من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليذهبنّ إلى صناديق الاقتراع \"

وبالفعل شـارك الشعب اليمني بكل فئاته في الانتخابات وُأنتخب عبد ربه وأًصبح رئيساً شرعياً لليمن وحصل على نسبة ما يقارب 99% فإذا فرضنا أن هذه الانتخابات كانت نزيهة سوف ندرك أن الغالبية الساحقة من الشعب كانت تلهث وراء أقرب طوق نجاة للتعلق به لينتقل بها إلى بر الامان والرخاء.

وها هي الحكومة اليوم التي علق الشعب عليها اماله تثبت كل يوم أنها غير قادرة على أداء مهامها، أما خطوط نقل الكهرباء تبحث عن حامي لها لأنها سئمت وكلت من كثرة الاعتداءات التي تطالها فدموع باسندوة ،و وعود سميع ،وأماني قحطان بالطبع لن تقدم أي ادنى حماية لأبراج الكهرباء.

سميع منذ توليه لمنصب الكهرباء أغدق علينا بالوعود من ضمنها بأنه سيحول صنعاء من مدينة الانطفاءات المتكررة الى المدينة الفاضلة التي تتلألأ بالنور ، وتتوهج لمعاناً بالضياء ولكن لم يفِ بذلك الوعد، ولن أحمله عبء حماية خطوط الكهرباء فهذه المهمة تعود إلى وزارة الداخلية، ولكن عليه تكمن مهمة إيجاد الحلول إما بنقل المحطة أو إنشاء محطة أخرى كذلك مهمته تكمن بتسديد العجز الذي أثقل كاهل الوزارة ويجب عليه فرض هيبة الدولة ليتمكن من سد ذلك العجز ، فالدولة لا تستعرض قواها إلا على المواطن البسيط أما الشيخ الكبير الذي لا يسدد قيمة فاتورته الباهظة الثمن فهنا تغيب الدولة وتغيب وزارة الكهرباء، أما من ناحية الخسائر التي تسببها الخبطات فهي خسائر خيالية فقد بلغت قيمتها منذ تولي سميع المنصب حوالي 40 مليار ريال!!

فهذا المبلغ الضخم كفيل بإنشاء محطة توليد أخرى إذا كانت محطة مأرب خارجة عن نطاق حماية الدولة الي تعد من مهام وزارة الداخلية.

وتشير الإحصائيات المقدمة من الجهات الرسمية انه وفي الآونة الأخيرة تعرضت خطوط نقل الكهرباء إلى أكثر من 33 اعتداء خلال 48 ساعة، فأين آمن الدولة الذي وعد بتحقيقه قحطان؟ وهل الدولة تعجز عن حماية أبراج الكهرباء من الخبطات اللاتي ترمى من قبل أولئك الخارجون عن القانون؟ أم أن هناك تواطئ من قبل جهة معينة هدفها بقاء اليمن في حالة توتر دائم؟

آمر غريب فعلاً وهنا يجب أن يعرض قطان للاستجواب ليبين لنا ما تخفيه الكواليس، فالدولة التي لا تستطيع حماية برج من أبراج الكهرباء فكيف لها أن تحقق التنمية والنهضة لليمن؟!!

تساؤلات كثيرة بحاجة للجواب ، والضحية في كل هذا المواطن اليمني البسيط الذي لا حول له ولا قوة، إنما يكابد لمواصلة حياته، فإلى متى سيظل الوضع هكذا؟ وإلى متى ستظل خطوط الكهرباء يتيمة الحماية تفتقر ولو لنقطة أمنية واحدة؟

الواقع الذي نعيشه صعب ومرير بالفعل، ولكن أتمنى ألا يكون حلم مستحيل فقد يأتي ذلك اليوم الذي ينتظره الجميع للخروج من ذلك الواقع المرير والانتقال من عالم الظلام الذي يعيشه المواطن اليمني كل يوم إلى عالم النور والضياء الذي يحلم به .