آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

الأحزاب السياسية وحاجة المجتمع
بقلم/ مساعد الاكسر
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 20 فبراير-شباط 2008 09:14 ص

مع أن الحاجة أم الاختراع إلا أن أحزابنا السياسية في اليمن سواء الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة استطاعت أن تقلب هذه المفاهيم المتعارف عليها في كل بقاع الدنيا والتي دائما ما تأتي مثل هذه الأحزاب من اجل سد حاجة المجتمع وملئ الفراغ السياسي لكي لا يكون هناك انفراد واستفراط للسلطة من قبل فئة معينة من المجتمع ويكون الهدف الحقيقي لهذه الأحزاب هو العمل على تطوير المجتمع في جميع مجالاته التنموية من خلال صقل مهاراته وبناء مؤسساته والاستفادة من كل موارده وترشيد استغلالها وتقييم النظام العام والهيكلة الإدارية لجميع الوزارات ومؤسسات المجتمع لكي تعمل على إصلاح ما أفسده النظام وما عفا عليه الزمن وأصبح من مخلفات الماضي البغيض.

ورغم حاجتنا الماسة للنهوض والإسراع في خطى بنانا التحتية والصحة العامة والتعليم والتنمية الشاملة إلا أن أحزابنا السياسية ومع الأسف لم تستطع أن تحقق شيء من هذه الضرورات والتي هي في الواقع عملها الأساسي سواء كانت في السلطة أو خارجها فمتى نرى هذه المعارضة وأولئك الرجال الذين لا هم لهم الا خدمة الوطن والدفع بعجلة التنمية نحو المستقبل المشرق لهذا الوطن وشعبه المعطاء أولئك الرجال الذين يصنعون التاريخ بأفعالهم والذين يفعلون أكثر مما يقولون إن المعارضة الحقيقية هي التي تنتقد السلطة في مواطن النقد وتكون وجهها الآخر لإصلاح ما فسد وكذلك السلطة التي أختارها الشعب عبر صناديق الانتخاب هي التي تقبل النقد وتعمل على تلافي أخطاءها وتعطي للمعارضة وبرامجها الحية والفاعلة مساحة من الإصغاء والعمل على كل ما هو مفيد وبناء من جانب المعارضة إن المعارضة الحقيقية هي التي تصيغ خطابها السياسي بعيدا عن العواطف ودغدغة المشاعر وهي التي تصنف أولويات المجتمع ضمن برامجها الانتخابية وبعيدا عن المزايدات والمكايدات الحزبية والمناطقية وهي التي تتقن وتتفنن في أعمالها وتصقل مهاراتها في ميادين العمل هذه المعارضة التي تعمل بصمت لرسم السياسات والبرامج والخطط وتجعل من مقاعدها البرلمانية وصحافتها ساحة وميدان للنقد والطعن في كل ممارسات السلطة الخاطئة وتجعل من صحافتها منبرا للسان حال المجتمع ونشر المفاهيم والقيم الوطنية .

إن ما يميز الأنظمة الديمقراطية في العالم أن تأتي السلطة من خلال أصوات الجماهير الغفيرة والتفويض الذي منحه الشعب لهذه السلطة لإدارة شئون البلاد والعباد ومقابل ذلك تأتي المعارضة التي حصلت أيضا على تفويض مماثل وان كان اقل عددا لمراقبة أعمال هذه السلطة من خلال المؤسسات والصحافة الحرة بعيدا عن المزايدات السياسية والمكايدات التي تحرم الطرفين من متعة الوفاء بالعهود والالتزامات وكل ما نراه اليوم ونلمسه في بلادنا ومن خلال تلك الممارسات ان هذه الديمقراطية أصبحت هي المحرومة من أدنى الحقوق الواجبة لها على الطرفين ذلك الحرمان الناتج عن جهل بعض هذه الأطراف بالحقوق والواجبات المستحقة لهذا المنهج الحضاري الذي ارتضته الأمة لإدارة شئونها ومن يتأمل المسار الديمقراطي في اليمن سيشهد أن هذا الشعب ديمقراطي من شعر رأسه حتى أخمص القدم إلا أن الواقع اليمني والخصوصيات الفريدة لهذا الشعب الذي هو المصدر الرئيسي لكل الأحزاب يؤكد ان الممارسات الديمقراطية تفتقر الى الشفافية والذوبان في جميع مؤسسات المجتمع المدني التي تعاني من سلطة الفرد والمحسوبية المتفشية في جميع قطاعات الدولة ذلك الداء الذي لم تستطع جميع الحكومات المتعاقبة على معالجته ومع كل ذلك العجز الواضح من السلطة نجد أن المعارضة في المقابل تنأى بنفسها عن الذوبان والانصهار في هذه المؤسسات والقطاعات لتفرض وجودها وإذا شاءت الأقدار وتمكنت المعارضة من إدارة العمل في قطاعات معينة فسرعان ما تذوب عكسيا وتسلك نفس المسارات التي سار عليها أسلافها ومن هنا تزداد المشكلة ويستفحل الفساد ويعود البلد لنفس معاناته ألسابقه وتعود السلطة والمعارضة لنفس المنزلق والمواويل والخطب الرنانة بعيدا عن ابسط الحقوق والواجبات والاستحقاقات المترتبة على هذا المنهج الديمقراطي نحو مواطني هذا البلد وبدلا من التقدم خطوة تأتي خطوات إلى الوراء وتزداد الفجوة اتساعا بين المواطن الذي يريد الإصلاح وبين من يسعى إلى السلطة سواء كان على رأسها ام انه لا يزال ينتظر دورة في المعارضة التي لا هم لها إلا الشعارات والخطب الرنانة التي عفا عليها الزمن .

إن أبراج السلطة وأبراج المعارضة هي الداء الحقيقي لانتشار الظلم والجهل والفقر والفساد .