حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
يقول الحوثي إن سبب الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه اليمن هو "تجنيد الآلاف من المنتمين لحزب الإصلاح".
واضح تماماً أن الحوثي عثر على كلمة السر التي سيفكك بها الصعوبات التي تواجهه. بالنسبة للحوثي فكلمة "حزب الإصلاح" أصبحت شبيهة بالسكين السويسرية، تلك الآلة المعقدة التي تفتح كل شيء من علبة التونة إلى قنينة الفودكا. اخرجها من جيبك فقط وسيكون كل شيء على ما يرام. لن يكترث أحد لكل الهراء الذي ستقوله بعد ذلك.
كما يتحدث الحوثي عن وجود الدولة في صعدة وهو لا يعرف بالضبط ماذا يعني مفهوم الدولة ( السيادة، واحتكار القوة) فهو يهرف في الاقتصاد أيضاً ، دون أدنى فكرة.
فعندما يشيع في العالم أن بلداً ما تعيش به ميليشيا كبيرة مسلحة تخوض حروباً داخلية منذ عقد من الزمن، ولا يعلم أحد ما هي الخطوة التالية لهذه الميليشيات، فعندئذ ينهار التصنيف الائتماني للبلد وتشطب من قائمة الاستثمار، ثم تتوقف الطائرات حتى عن المرور في أجوائها.
هكذا ينهار البلد اقتصادياً ويتكوم الفقراء في الشوارع ثم يسهل اصطيادهم وتحويلهم إلى مجاهدين يعملون كل ما في وسعهم لكي يصيروا شهداء. التعبير الأخير للروائي الأفغاني عتيق رحيمي..
ثم..
ضعوا هاتين المعلوماتين معاً:
قبل أشهر سمع صخر الوجيه في البرلمان جملة "كما وظفتم عشرات الآلاف" فقفز إلى المقدمة. أمسك بالمايكروفون - كما نقلت غالبية الصحف المحلية- وتحدى: اعطوني كشوفات التوظيف وكشوفات الخدمة. أتحدى، إذا كان العدد قد تجاوز 200 شخصاً، وهو عدد جرى توظيفه بالاتفاق..
2- قبل أن يستقيل صخر الوجيه من المالية كانت صراعاته مع وزير الدفاع قد بلغت أعلاها بسبب موضوع "اللجان الشعبية" التي شكلها وزير الدفاع في الجنوب. طالب الوزير بأكوام من الملايين وطالب صخر بكشوفات اللجان .صعد الخلاف حد الملاسنة بين الرجلين!
أما المعلومة الأهم فسمعتها من ضابط رفيع عضواً في فريق الدفاع والأمن في الحوار الوطني. قال لي إن محافظة واحدة مثل ذمار تستحوذ على (17 ألف ضابطاً و 97 ألف جندياً) من حاصل 450 ألف فردا ً هو إجمالي عدد القوات المسلحة اليمنية. وأن محافطة عملاقة كحضرموت لم تقدم سوى 54 ضابطاً (خريج كلية عسكرية) منذ العام 1994م.
وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية هما الجهتان اللتان ترفضان الكشف عن حقيقة وضع القوات المسلحة وليس حزب الإصلاح. السكين السويسرية لا تنفع في هذه الحالة.
لو أن كائناً فضائياً نزل الليلة إلى صنعاء وسمع كل ما يدور فيها سيقتنع أن حزب الإصلاح أنتج كل ذلك الخراب.
لا بد وأن يكون كائناً فضائياً أو مخلوقاً بلا ذاكرة لكي يقتنع بكل هذا الهراء.
للذكرى:
في عمران انتصر الحوثي وانهزمت فكرة/ إمكانية الديموقراطية، التنوع، فكرة الدولة، والتصنيف الائتماني للبلد، أي سمعتها وشخصيتها التاريخية..
وهكذا في كل حرب تنتصر فيها ميليشيا محلية تكون الهزيمة الكاملة من نصيب مشروع الدولة نفسه بصرف النظر عن الفئات التي تخسر مواقعها.
أما الحقيقة المفزعة للنصر الإلهي في عمران فقدرها تقرير للأمم المتحدة كالتالي: 35 ألفاً مشردون خارج المحافظة، و 634 ألفاً شردوا داخلها. عندما يكون لديك هذا القدر الضخم من الضحايا كيف يمكنك فرز المشهد لمنتصر ومهزوم.
ثم كيف بمقدورك مساررة التاريخ بالقول إن تغيير قائد عسكري تطلب هذا الخراب البشري الهائل؟ في خطاب الحوثي، كما في حركته على الأرض، ليس للكائن البشري/ العامل البشري قيمة حسابية أو أخلاقية. لم يسبق قط أن أعلن عن ضحاياه، أو خساراته البشرية.
لكن خطاب الحوثي يقول إنه دعا الدولة لاستلام عمران. أي لإرسال موظفيها المدنيين كي يدفعوا الرواتب ويشغلوا محطات الكهرباء على أن يحتفظ هو بالقوة وآلة القهر، أي بالمعنى المادي للدولة. ثم لا يمانع من وجود "جيش محايد! في المدينة" فيما يشبه قوات حفظ سلام قادمة من وراء الحدود.
في هذه الصورة يوجد من يقول إن الحوثي أعاد عمران للدولة. سأستعير من طاهر شمسان: يتحدث الحوثي دائماً عن الدولة دون أدنى فكرة عن ماهية الدولة أساساً..
قال صحفي حوثي إن هادي قد يفكر بنقل دار الرئاسة إلى صعدة فيما لو علم ما يجري فيها من الأمن والسكينة.
فكرة الأمن جوهرية في خطاب الحوثي.
حسنا، لنحتفظ بهذه المعلومة التي رواها لي ناشطان مدنيان زارا صعدة والتقيا قياداتها ودونا ما لاحظاه.
- القطاع الطبي في صعدة، كل صعدة، يتكون من تسع ممرضات!
- ثلاثون معسكر اعتقال في صعدة.
- من ضمن حالات الاعتقال مواطن من ريمة محبوس/ مختطف بسبب ارتدائه لمعوز ساده من غير سروال داخلي. في روايته قال المواطن الريمي إنهم طلبوا منه ضميناً تجارياً مقابل الإفراج عنه.
أما أبو علي الحاكم، القائد العسكري الذي لا يدري ما الذي يجري في العالم، فكانت تعليقاته على ما سمعه من مواثيق عالمية تمنع تجنيد الأطفال إنها قوانين كفار لا تعني أنصار الله..
سأقول لكم باختصار كيف يحقق الحوثي الأمن:
لا يمنع الشخص من ممارسة الجريمة وحسب، بل من التعبير عن رأيه، وممارسة طقوسه. لا يسمى هذا الشكل من التطويع الشامل أمناً بل فاشية. فهو يقضي على كل أبعاد الكائن البشري محولاً إياه إلى دالة أحادية البعد تعمل بحسب التوقعات، ولا تنتج سوى امتثال إجباري دائم.
إنه يمنعك حتى من حقك في أن تتململ ككائن بشري.
معلومة فاشية:
يتبادل إعلاميو الإصلاح معلومات عن اختطاف 2500 شابا إصلاحياً في عمران. عثر الحوثي على كشوفات أعضاء الحزب من مقراته وبصورة تخمينية من خلال كشوفات اللواء 310. بطريقة ما استطاعت ميليشيات الحوثي إلقاء القبض على كل ذلك العدد من الشباب. قال لي صحفي إصلاحي يقيم في صنعاء إنهم يمرون على بيته بصورة متكررة ولا يجدونه. قال شاب آخر إنه طلب من أولاده أن يهتفوا بالصرخة في الليل والنهار حتى يمنحوه السكينة وهو في صنعاء، فهي باب الخروج الوحيد.
قلت لأصدقائي في صنعاء:
الحوثية حركة جهادية دينية تسعى لتأكيد ذاتها على هذا النحو، وتعمل على إلغاء التنوع والاختلاف وصولاً إلى الصورة النهائية للمجتمع الذي تريده حيث تسكنه ثنائية الخير والشر. لا التنوع الخلاق. ولأنها قادمة من خارج التاريخ، بلا نظرية في السياسة ولا خبرة مع الديموقراطية والمجتمع المفتوح فإنها تعد بالمعنى الحداثي فخاً هائلاً للمستقبل.
ملحوظة:
من يعتقد أن هذا خطاباً إيديولوجياً فهو شخص ليس لديه أي فكرة عن المصطلحات التي يلهو بها.