المناضل الباشه بن زبع في موكب الحق
بقلم/ حسين العجي العواضي
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 24 يوماً
الأربعاء 11 إبريل-نيسان 2007 04:14 م

لتصفح الملف كامل اضغظ هنــــا

توفي شيخنا الكبير بعد رحلة عمر طويلة حافلة بأنبل وأعظم المواقف التي عرفت عنه.

الباشة الثائر المتمرد على الظلم والطغيان الذي ينشد الحرية والمساواة ويقتحم في سبيل قناعاته وقيمة براكين الموت غير آبه بما يترتب على تلك المواقف والمبادئ، هو الباشة الكريم المعطاء الذي ينفق بلا حساب ويجود بلا من ولا رياء، رجل يعطي عطاء من لا يخاف الفقر الى ان صار مضرب الأمثال في سنين القحط والخير وفي عهد الرخاء والشدة، ملأت سمعته وكرمه اليمن وفاضت سمعته وشهرته إلى جزيرة العرب حتى لقب بحاتم اليمن، وقد قيل في كرمة القصائد والأشعار وجرت تتحدث بذلك الأمثال المشهورة في اليمن وشهادات رجال اليمن.

بن زبع هو الرجل المصلح صاحب الأيادي البيضاء والفزعة في إطفاء النزاعات وحقن الدماء، والإصلاح بين الناس بما عرف له في أوساط القبائل من الصدق والنقاء والجهر والحرص على القريب والبعيد.

نبذة عن حياة الشيخ المناضل

§  ولد عام 1912 في منطقة آل زبع الجدعان بمديرية رغوان محافظة مأرب.

§ تلقى تعليمه الأول على يد كتاب قريته ثم أكمل تعليمه على يد معلميه حيث تلقي على أيديهم نصيبه من العلوم الدينية والدنيوية في سجن الرادع.

§  ترعرع في كنف والده الشيخ ناصر بن زبع الذي كان من أبرز مشائخ المناطق الشرقية آنذاك.

§  عرف الشيخ الباشا في حياة أبيه مقداماً في قومه مشهوراً بعطائه.

§  برز الفقيد أكثر بعد أن حل مكان والده الذي توفي في منتصف الأربعينات في عهد الإمام يحيى حيمد الدين .

§  ودخل معترك العمل الثوري المضاد للنظام الأمامي خاصة مع بداية عهد الإمام أحمد وكان هو وأخويه المناضلين صالح بن زبع وناجي بن زبع رحمهما الله جميعاً نواه عمل قبلي غير منظم في منطقتهم التي عانت من ظلم وقسوة المرحلة شأن بقية مناطق الوطن.

الفقيد وإخوانه في موكب الثورة

o   رفض الفقيد وإخوانه تسليم أحد أخوانه كرهينة كما كان معروفاً في نظام الرهائن, وكذلك رفض دفع واجبات المنطقة للأمام بل أذن للناس أن يمونوا أسرهم من (الشونة) وهي مخازن الإمام التي كانت تظم واجبات المنطقة, وكانت تحت إشراف والده وأمر بفتحها للمواطنين في سنة قحط.

o   أمضى عقد الخمسينات مناضلاً جسوراً في مواجهة الإمام أحمد وشجع القبائل على التمرد وتنقل في تلك الفترة بين المعتقلات وسجون الإمام؛ فيما كان أخية المناضل الشيخ /صالح بن زبع يقضى قرابة تسع سنوات بين سجني غمدان بصنعاء – والقلعة بحجة على خلفية مواقفهم المعارضة ولجوء أخوية الباشا وناجي في الجنوب اليمني.

o  ومن منفاه الأول الذي ظل متنقلاً فيه بين جنوب اليمن والمملكة العربية السعودية عاد ليجد حكم الإعدام في انتظاره وهو قابع في سجن الرادع الذي أودعه الأمام فيه متنصلاً عن وعده بالعفو عنه، تمكن الفقيد من الخروج من السجن بقوة السلاح في بادرة هي ربما الأولي في تاريخ عهد الإمام احمد, وبعدها التجاء ثانيةً إلى أمارة بيحان ومحمية عدن, وكان قبلها قد تمكن من الحصول على دعم إمارة ببيحان لبعض قبائل المناطق الشرقية هو ورفيق دربة المرحوم الشيخ / احمد بن علي الزايدي أحد كبار مشائخ ومناضلي المنطقة الشرقية (قبيلة جهم).

بعد قيام الثورة عاد من منفاه الأخير وناصر الثوار وقضى فتره عمل حافلة بالمواقف البطولية والإصلاح بين القبائل.

شغل منصب عاملاً ( مدير ) في منطقته في بدايات الثورة ثم عضواً في مجلس الشعب التأسيسي من العام 1978م – 1988م.


له 9 من الأبناء 6 ذكور هم (صالح، عبد الوهاب، ناجي، أحمد، علوي، عبد الرب الباشة) و3 إناث.

-
له 56 من الأحفاد 31 ذكور أكبرهم ناجي عبد الوهاب الباشة و25 إناث.
لقد كان الراحل ثورة متحركة تجسدت في شجاعته وجسارة مواقفه ورفضه للظيم وضل على هذا العهد حتى لقي ربه, ولم يعرف عن هذا الثائر مهادنة للنظام، مقترباً من قرن من الزمن عاصر فيه الإمامين يحيى وأحمد وخمسة رؤساء جمهوريين.

ما أوردته هو بعض مما عرفته عن المرحوم قبل وفاته او مما جمعته عنه من أهله وأصدقائه وقد ركزت على أهم المواقف والأحداث بشيء من الأجمال دون الدخول في التفاصيل فالمقام هو مقام تأبين وليس مقام كتابة سيرة الفقيد.

مقام تأبين وليس مقام كتابة سيرة الفقيد , فما أردته بهذا هو أن أحاول تقريب الصورة للقارئ حول سيرة ومواقف المرحوم كمشاركة متواضعة منَّي في تأبين رمز قبلي أحبه وأعتز بما أثره ولقد خسرنا وخسرت القبائل اليمنية شخصية نادرة لاتتكرر.

صورة أحاول ترجمتها كما علقت في مخيلتي من أيام الطفولة حينما كنت أسمع كثيراً عبارة يتداولها الناس فيما بينهم للقياس على المرحوم بقولهم ما أنت بالباشه بن زبع ومن كثر ما سمعت هذه العبارة كنت أتخيل إنها عبارة عن أسطورة من الزمن الغابر ولم أعرف أنه حياً إلا عندما أقمت لدى الشيخ عبدالله عناز في الجوبه أثناء دراستي هناك وعناز هذا كان رجل مضياف ويثقل على نفسه مع قل في يده وذات يوم سمعت أحد المشايخ ينصحه بقوله خف على نفسك فما أنت بالباشا بن زبع فسألت مضيفي هذا من هو الباشا فحدثني عنه وحينها عرفت أنه لازال حياً,

بعدها سمعت عنه الكثير وحفظت بعض أشعار يتناقلها العامة كانت تقال فيه من شعراء المنطقة الشرقية منها :-

اهوين ياميتين باشه والزراعة واجده ... كان الفسل يضوي على ضمة سبول

الباشه اللي لوقفز سوَّا خطى متباعدة ... تبون مثله ياقلالين العقول

وقصائد كثير لا تحضرني أذكر منها بيت مشهور يبدوا أن قائلة من جيران المرحوم يقول :-

قال الفتى حلَّيت في ديرة عشرها بن زبع .. اللي قرونه في السماء سوَّت دحوش

وعرفت الباشه عن قرب في مواقف قبلية كانت تجمعنا في وساطات بين متحاربين مثل حرب كانت بين جهم وعبيدة وفي مناسبات منها موت المرحوم الشيخ علي العكيمي وفي كل مرة نلتقي كان الباشه نجم المواقف فهو المتحدث وهو يحتل الصدارة ورأيه دائماً في محل إجماع يمتلك زمام أي موقف يحضره بقوة شخصيته وثقة الأطراف في حياده وصدق نواياه .

ثم تطورت العلاقة إلى حد كبير خاصةً عندما كنت أزوره في أول مرضة عندما كان يتعالج قبل فترة في عمان و جده والقاهرة وكم كنت أقف مبهوراً أمام مواقفه وتصرفاته مع أولادة كان لطيف المعشر وودود إلى حد الطفولة شديد الهيبة حازماً إلى حد البطش كان شخصية نادرة يصعب عليك أن تدرسها وتحللها ويكفيه أنه عاش عظيم ومات عظيم لم ينحني يوم لأحد إنه أسطورة قبلية لا أعتقد أن تتكرر

رحمه الله برحمته وانا لله وإن إليه راجعون

* رئيس للجنة الاتصال بمؤتمر تحالف القبائل