قوات الجيش تسحق هجوماً حوثياً في صعدة
عاجل..اعلان حوثي بشأن عودة خدمة السويفت البنكية للبنوك السته الواقعة في مناطق سيطرتها
توقعات بانقلاب المليشيات على اتفاق خفض التصعيد الأقتصادي
مليشيات الحوثي تنهي حياة أحد الأسرى من قوات الشرعية تعذيبا في أحد سجونها بصنعاء
آلاف المتظاهرين يحتشدون قرب الكونغرس احتجاجاً على خطاب نتنياهو
اتفاق قادته السعودية والإمارات: خارطة طريق جديدة تنص على تصدير النفط وتوحيد العملة ووقف تدمير الاقتصاد والقطاع المصرفي
ألمانيا تلاحق «حزب الله».. وتبدأ بحظر مركزه الإسلامي في هامبورغ
تعرف على المبالغ المالية التي رصدها الاتحاد السعودي للهجن في بطولة كأس العلا للهجن
حرس الحدود» السعودي يضبط كميات من القات المهرب جنوب المملكة
هيئة الأسرى والمختطفين .. جماعة الحوثي المسلحة أصدرت 145 قرار إعدام بحق مختطفين مدنيين
الخلاف على شبكة الاتصالات «هواوي» مجرد معركة في نزاع لم يبدأ البارحة. وها هي قضية تايوان تعود، والخلاف على حدود الصين البحرية، وأمن حلفاء واشنطن هناك. لا شك في أن الصين دولة مدهشة في قدرتها على الصعود كقوة حديثة، تسير وفق برنامج طموح وصامت، تتمدد على الخريطة وفي الأسواق، عسكرياً وتقنياً واقتصادياً. ومن الجلي أننا نغادر عالم القطب الواحد الأميركي، الذي نشأ بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات. وبدأ صراع الأقطاب، ما لم تنجح القوى الكبرى في احتوائه وتنظيمه. وسيصل لاحقاً إلى منطقتنا، الشرق الأوسط، ويقسمها، كما قسمها إبان التنازع الأميركي السوفياتي على مدى عقود. الصين تسللت إلى آسيا وأفريقيا بنعومة، وهي محل رصد المؤسسات الغربية، التي تشكك في أهدافها النهائية، وترتاب في أن الصين تخفي مشروعاً كبيراً للهيمنة على المصادر والأسواق.
وليس جديداً أن الثورة التقنية الطارئة تسببت في النزاع والحرب الباردة التي على الأبواب، فالحرب الباردة الماضية قامت ودامت لعقود نتيجة اختراع السلاح النووي، وصار الخوف من الدمار الشامل سبباً في وقف الحروب الكبرى، إلا أنه أشعل مزيداً من الحروب الصغيرة.
والخلاف على «هواوي» في معظمه أمني وعسكري، وإن كان الجانب الاقتصادي لا يقل أهمية. إنما هيمنة الصين في مجال شبكة الاتصالات تقلق الولايات المتحدة، من تهديد لقدراتها العسكرية. فمعظم الأسلحة الاستراتيجية تدار عبر الاتصالات، سواء طيرانها، وأسلحتها النووية، وغواصاتها. وإلا لو كانت تنافساً اقتصادياً فلربما عقد الأميركيون صفقات شراكة مع الصينيين في أسواقهم، كما يحدث عادة في تقسيم المصالح التجارية.
ولا نلمس بعد للصين أي رغبة في لعب دور سياسي على المسرح الدولي، وتحديداً في منطقتنا، سواء في آسيا أو أفريقيا؛ لكن المواجهة الأميركية الصينية قد لا تترك هناك خيارات كثيرة؛ حيث سنعود إلى عالم المحاور، عندما تضطر كل حكومة إلى التموضع في معسكر ضد آخر، من دون ذلك تبقى الدول عارية في الغابة.
الخلاف على حق شركة «هواوي» في نشر شبكتها من الجيل الخامس يفتح الخلافات في وقت كان يعتقد فيه بإمكانية التعاون والتعايش، في ظل عالم تنظمه أعراف واتفاقات، مثل اتفاقية التجارة العالمية التي كانت تبشر بعولمة اقتصادية تقرب الدول والشعوب في سوق واسعة، سعة الكرة الأرضية.
ما هي الحرب الباردة لمن لم يدركها أو لا يتذكرها؟ كانت جملة حروب بأسلحة تقليدية، لا تنخرط فيها القوتان مباشرة. بدأت منذ الكونغو وجنوب شرقي آسيا، وإندونيسيا. وكانت منطقة الشرق الأوسط المسرح الأوسع للحروب الصغيرة، والأرجح أن صراعات القوى العظمى ستكبر فيها لاحقاً. فالخلاف الروسي الأميركي في أوكرانيا والقرم كان سبباً للتدخل الروسي الأخير في سوريا، واستمرار الحرب بين موسكو وواشنطن هناك إلى اليوم.
ماذا عن تجنب الأحلاف؟ الذين يعتقدون أن في العالم مكاناً للحياد مخطئون، فحركة عدم الانحياز التي قامت خلال الحرب الباردة، وبلغ عدد الدول المنضوية تحتها 120، عدا أنها كانت مجرد لافتة بلا تأثير، فإن معظم الحكومات الأعضاء منحازة برغبتها أو من دونها آنذاك.
عرفنا الصين في سنوات البناء والاستعداد لموقعها العالمي، دولة محايدة جداً تحاشت الصدام، ونجحت في عدم التورط في الحروب، على الرغم من النداءات ومحاولات الاستنجاد بها. لكن من يدري بعد معركة «هواوي»، إن كانت بكين راغبة في الاستمرار في سياستها القديمة الحيادية، أم ستكشر عن أنيابها وتتبنى مواقف صريحة في النزاعات وتعمل وفقها؟