عاجل..وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن حدث خطير يضرب الكيان الصهيوني داعيا الشرطة للتحرك بشكل فوري تفاصيل لقاء طارق صالح مع قائد القوات المشتركة للتحالف العربي مجدداً.. الأمم المتحدة تقدم دعماً جديداً لـ (مسيرة) الموت الحوثية وبن حبتور يشيد بدعمها السخي وقفة احتجاجية بمأرب توجه رسالة عاجلة لمجلس الامن ومجلس حقوق الإنسان ومبعوث الامين العام للامم المتحدة اشهار الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين بمأرب المليشيات تكشف حقيقة موافقتها على استئناف تصدير النفط تركيا تفنّد مزاعم بشأن تصريحات منسوبة لوزير الخارجية السعودي أردوغان يرفع خطاب الحرب والمواجهة ويطالب تركيا بتعزيز قواتها لردع إسرائيل ويهدد ما فعلناه في أرمينيا وليبيا سوف نعمله مع الإسرائيليين المليشيات ترتكب جريمة مشهودة شرقي تعز في ذروة إنشغال اليمنيين بالقصف الصهيوني على الحديدة مليشيا الحوثي تستكمل احتلالها وسيطرتها على مساجد ومراكز أهل السنة بصنعاء
في تجارب الأمم ومنها التاريخ الإسلامي فحين تتعقد أوضاع الصراع وتطول فترته لا تخرج الأمة من عجزها وعدم قدرتها على الحسم الناجز إلا حين يخرج (بطل) من أبطالها ليقود الناس ويحشد الإمكانات ويؤلف المقدرات في منظومة المعركة الحاسمة التي تتغير بعدها كل الموازين.
بطبيعة حال تجارب التاريخ فإن هذا البطل لا يخرج من تلقاء نفسه، ولا يحضر على واجهة الحدث بقراره الذاتي المحض، لكن تصنعه وتخرجه (العصبة المؤمنة بقضية النضال) عصبة الحق وقيادة التخطيط وشريحة (البدء)، فبطل التحولات لا يمتلك قدرات خارقة، ولا يكون وحيد زمنه، بل يكون هنالك عدة أبطال تختار (العصبة) أحدهم بناء على مؤهلات وصفات تتناسب مع ظروف التغيير وبيئته بما يكفل اقتناع الناس به والتفافهم حوله مع قدرته على قيادة النصر، فالعصبة مهما كانت قوية فإنه لا يمكنها صناعة التحولات بالاعتماد على شخصيتها الاعتبارية الجمعية بمعزل عن إبراز بطل تنفيذي مناسب.
في التاريخ الإسلامي شواهد على أبطال وفرسان انتقلت الأمة بهم من وضع الاستضعاف إلى وضع التمكين والسيادة؛ كيوسف بن تاشفين الذي انتشل الأندلس من كبوتها في معركة الزلاقة، ونور الدين محمود زنكي الذي أعاد هيبة الأمة بعد هوان في معارك تل حارم، وصلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، وسيف الدين قطز الذي مرغ أنف جنكيز خان والمغول في عين جالوت، وطارق ابن زياد الذي اخترق انتصارات الصليبيين بفتح الأندلس، وعبدالرحمن الغافقي الذي غير موازين القوة ورجحها لصالح معسكر الحق في معارك فرنسا، وخير الدين بربوس في أفريقيا، وغيرهم العشرات الذين ما زالت كتب التاريخ تضيء بمواقفهم التي كانت سببا في حسم الصراعات بتحقيق التمكين والسيادة بعد فترات الهوان والعجز.
ويمكن تلخيص هذه التناولة في أربع عبارات:
1/ لا يمكن للعصبة المؤمنة بقضية النضال صناعة النصر الناجز إلا بإبراز قائد (بطل) يلتف الناس حوله ويملك مؤهلات القيادة المناسبة لظروف وبيئة التغيير، فالقائد حاجة نفسية لدى الجماهير قبل أن تكون قناعات فكرية.
2/ جميع قادة وأبطال تاريخنا لم يكونوا الوحيدين في تصدر النضال بل جاءوا على إثر نضالات زملاء لهم، وفي فترات ركود ومراوحة ما بين وضعي نصف نصر ونصف هزيمة.
3/ ميادين النضال هي التي تبرز قادة التحولات فكلما كان البطل قادما من عمق تجربة النضال وتراكمها؛ كلما كان أدعى للقبول وأقدر على النجاح.
4/ بطبيعة الحال فإن بطل النصر وصانع التمكين لا يحظى بإجماع الناس على قدرته وكفاءته بل يكون له خصوم وأعداء، لكن كل هؤلاء حين يرون بوادر النصر لا يسعهم إلا القول بقول أبي سفيان وهو يرى مشاعل النصر المحمدي تزحف نحو الفتح الأكبر في ظل تهاوي رايات قريش: (لقد أصبح ملكك عظيما يا ابن أخي، ولا يسعني إلا أن أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)!