إخوان الاردن وصفقة القرن
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 6 سنوات و 3 أشهر
الأربعاء 01 أغسطس-آب 2018 09:01 م

 

أكد البرلماني والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، سعود أبو محفوظ، أن الجماعة الأم في الأردن متماسكة ولم تتأثر بخروج عدد لا يتجاوز 2% من أعضائها، مشيرا إلى أن هياكل الجماعة مكتملة وتمارس كافة أنشطتها الدعوية والسياسية والخيرية والاجتماعية والبرلمانية.

وأكد نائب رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، و‏عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، ومدير عام صحيفة السبيل سابقا، أن الأردن دائمًا تتعملق في مواقفها الثابتة بتوحد حكومتها مع شعبها؛ لمواجهة الضغوط والمؤامرات التي تسعى لإجبارها على التنازل عن إشرافها على الأوقاف الإسلامية في بيت المقدس أو تقبل بصفقة القرن.

وقال أبو محفوظ: “بعدما فعل الربيع العربي أفاعيله بالحركة الإسلامية، فإنه لا وجود للإخوان في العالم إلا في مصر، ولا تنظيم للجماعة نجح كما في مصر رغم الإخفاق السياسي.

*ماذا عن الواقع السياسي داخل الأردن عامة والحركة الإسلامية خاصة الإخوان المسلمين؟

** الإخوان المسلمون جزء من تحالف وطني للإصلاح، تشكّل قبل سنتين من الآن للدخول في انتخابات المجلس النيابي، وكان شرطهم للانضواء تحت لواء التحالف هو المواطنة الأردنية فقط، فدخلت فيه كافة الأطياف السياسية والطائفية، وانتُخب الجميع في شفافية وبشرف دون تمييز بين المسلم والمسيحي، وكان هذا التحالف مثالا للشراكة الوطنية الحقيقية.

ونجح لهذا التحالف 15 نائبًا، وانبثق عنه تحالف نيابي وهو كتلة متماسكة منضبطة، تؤدي دورها وفق خطتها في المشروع الوطني بطريقة تدعو إلى الارتياح.

تيار وطني

*ما ملامح خريطة الإخوان في الأردن اليوم ولماذا التشويش الذي حدث مؤخرًا؟

** الإخوان المسلمون في الأردن تيار وطني ملتزم.. يعمل على أساس بناء وتنمية منذ 73 عاما بدون توقف، وهو تيار سلمي إصلاحي مدني، يختلف مع بعض الحكومات أحيانا، ويلتقى مع بعضها أحيانًا أخرى، والتنافس موجود ولكن لم يحصل أي صدام بين الجماعة والدولة.

*وما موقفكم من الانقسام الأخير؟

** لأسباب كثيرة حدثت مجموعة انشقاقات غزَّتها الدولة وفتحت لها المجالات أحيانا، ولكنها لم تتجاوز نسبة من 1 إلى 2% من الجسم الإخواني العام.. وجماعة الإخوان ما زالت قائمة ولها حضور برلماني وشعبي وسياسي، ومركزها القانوني محفوظ، ولها شرعية تاريخية وشرعية إنجاز، وتملك الآلاف المؤلفة من الرموز التي خدمت البلد طيلة حياتها.

خصوصية أردنية

*ما انعكاسات الربيع العربي على الأردن؟

** نحن طلاب حرية في الأساس، وحتى قبل أن ينزل الشعب المصري إلى الشارع نحن نزلنا في 7 يناير 2011، وكان سقف مطالبنا إصلاح النظام، خاصة المواد 35 و36 من الدستور، بمعنى أنه لا يجوز حل مجلس النواب إلا بعد استكمال دورته، وأن يكون رئيس الوزراء قادما بإرادة شعبية، وألا يكون مُعينًا. وقمنا بـ6 آلاف فعالية منذ 2011 حتى الآن، ولكننا كنا في غاية الالتزام والانتظام والتصرف بإيقاع واحد، ولم نخسر في هذه المظاهرات جريحا واحدا، ولم نكسر لوح زجاج، وهناك خصوصية أردنية وهي أن الأردنيين جميعا نسيج واحد وأسرة واحدة، والدم عندهم مرفوض سواء من الحكومة أو الشعب.

*ما قصة خروج البعض من الإخوان وإثارة الغبار حول الجماعة؟

** الإخوان المسلمون في الأردن تنظيم عريق تأسس في 19-11-1945 قبل تأسيس المملكة، ثم حصلوا على الترخيص الرسمي في 9 يناير 1946؛ بينما استقلت المملكة في 25-5 1946، وهم جزء لا يتجزأ من الدولة الأردنية، وعملت أجيالهم على الدوام على بناء الوطن في كافة المجالات، ولكن أي تنظيم يستمر عشرات السنين لا بد أن يحدث فيه بعض الاستدراكات، ونتيجة الربيع العربي حدث تباين بين النظام والتنظيم.. فبعض الإخوة غادروا وأسسوا كيانات أخرى ولكن عددها محدود. وبقي التنظيم الأصلي الكيان الرئيسي ماضيًا في سبيله دون تأثر بهذه النسبة الضئيلة.

صفقة القرن

*ما حقيقة ما يتردد عن تعرض الأردن لضغوط من السعودية للرضوخ لصفقة القرن؟

**صفقة القرن صفحاتها ماضية وهي في مرحلة التطبيق، وإلا ماذا تسمي قرار ترامب نقل السفارة إلى القدس.. وماذا تُسمي قانون يهودية الدولة.. وكذلك الانقلابات الإقليمية على كل المألوف والمعروف.. صفقة القرن ماضية في طريقها وتؤسس للانقلاب على كل الموروثات وكل الأعراف، وتريد صفقة القرن وأد الإسلام في المنطقة.

* ما حقيقة سعي بعض دول المنطقة للاستيلاء على الإشراف على بيت المقدس في الأقصى المبارك؟

** أنا شخصيًا أدعم الأوقاف الأردنية في القدس باعتبارها آخر ما تبقى لنا من حصرية إسلامية، وهي تملك 1000 موظف، وتقوم على رعاية المقدسات والمرافق والمدارس الكثيرة في القدس، شريطة أن يعاد هيكلتها وضخ دماء جديدة، ومدها بكفاءات بعيدًا عن البيروقراطية الكئيبة، كما أن المطلوب توحيد كافة المنظمات الأردنية العاملة لأجل القدس، واستفزاز الذات الوطنية الأردنية لخدمة بيت المقدس، لتأكيد الرعاية الأردنية بصورة شعبية ورسمية؛ لأن القدس فوق الخلافات السياسية، وعليها إجماع وتوافق ولا اختلافات فيها.. ونحن مستعدون لأن نتعاطى مع الجميع في سبيل استنقاذ ما يمكن استنقاذه في بيت المقدس.. فصفقة القرن الآن تؤكد أننا في وقت الشدة، والمسجد الأقصى في شدة ومحنة، وهو ليس فقط في عين الخطر؛ بل تجاوز ما بعد الخطر، والأردن هي رأس حربة الأمة في الدفاع عن بيت المقدس، وهنا يتوجب أن يُفسح المجال لكل أبناء الأمة لكي يأخذوا دورهم في مواجهة فحيح الأفاعي في بيت المقدس؛ حيث إن هناك 50 ألف حاخام في 112 دولة يعملون ليل نهار لشطب الأقصى وإنزال أورشليم يهودية بالبراشوت قسرًا مكان بيت المقدس.

العرب والترك

** كيف ترى الموقف التركي والقطري الداعمين لموقف الأردن وإشرافها على المقدسات الإسلامية في بيت المقدس في مواجهة صفقة القرن؟

** العرب والترك هما ساقا الإسلام على مدار التاريخ منذ زمن عبد الملك بن مروان وجيش المعتصم كله كان من الترك.. فالعرب دماغ ورأس وجمجمة الإسلام، والترك قبضته ويده، وإذا اتحد هذان العنصران فالأمة ستكون بخير.. والثقافة الصهيونية عملت على المباعدة بينهما عبر الطروحات التي حملها بعض أبناء الطوائف وأصبحت للأسف ثقافة لدينا، تركيا لديها في داخل المدينة القديمة التي مساحتها 1 كم 40 أثرا، ومنها السور، ويجب أن يُرمم حتى نستعيد الوجود الفاعل.. كما أن تركيا تملك آلاف المواقع والمشاريع القديمة الثقافية والعلمية والتعليمية والشرعية والعبادية داخل فلسطين والجسور وسكك الحديد ويجب أن ترمم.

 

وتركيا الآن لا شك أنها في عين الخطر، ولكن يجب أن تكون الأولوية القصوى لما قدّمه الله.. فالله قدّم قضية بيت المقدس لتكون قضية القضايا، فيجب على الأتراك أن يعيدوا مجد أسلافهم، ويحب أن يعملوا على هذا.

أما قطر.. فالحقيقة أنها قدمت للأردن نصف مليار دولار، والحكومة لها حساباتها وهي تعيش في محيط الكل يدركه، ومن يقدم لنا يد المساعدة فهو مشكور.