توكل كرمان في مؤتمر ميونخ: دول الغرب تحالفت مع الثورات المضادة وباركت الإنقلابات والمؤمرات ضد دول الربيع بهدف تدمير المنطقة.
وفاة موظف أممي في سجون الحوثي تُثير تساؤلات حول مصير العشرات
عاجل: شركة الربع الخالي تعاود أعمال تأهيل خط العبر الدولي الرابط بين اليمن والسعودية
عاجل :المظاهرات الغاضبة تجتاح محافظة عدن والمجلس الانتقالي يغرق شوارع واحياء مدينة عدن بالأطقم المسلحة والمدرعات ويهدد بإعتقال المحتجين
عدن : وقفة إحتجاجية للنقابة العامة للنقل والمواصلات رفضًا للقرارات الصادرة بحقها وممارسات استهداف حقوقها
عدن : نائب وزير التربية يلتقي المديرة القطرية للمجلس النرويجي لمناقشة سبل التعاون المشترك
شرطة مأرب تدشن دوري الشهيد عبدالغني شعلان ورفاقه الأبطال
انطلاق بطولة الوفاء لمأرب الرياضية بمشاركة 12فريقا للمحافظات غير المحررة.
تقرير من جبهات مأرب.. احباط هجمات ومحاولات تسلل حوثية وقوات الجيش ترد على مصادر النيران وتلحق بالمليشيات خسائر في الأرواح والعتاد
عدن: وكيل وزارة المالية يحمل وزارة الخدمة المدنية مسؤولية تأخير صرف مرتبات الموظفين النازحين
تمر على الشعوب ذكريات لمحطات تاريخية في حياتها سواء كانت تلك المحطات تشكل تغيّرا إيجابيا ليكون محل افتخار فيعدونه عيدا أم تشكل انتكاسة وطنية فتكون ذكرى نكبة، وفي كلا الحالتين فإن تذكر ذلك الحدث واستحضار أيامه أيّاً كان منحاه يُعد ضرورة تمليها القيم الوطنية كون تلك الذكريات تمثل بوابة لانطلاق الشعب نحو تجاوز أسباب النكبة أو تعزيز أسباب الاحتفاء بهذه الذكرى.
يأتي سبتمبر وله في ذاكرة اليمنيين حضورا طاغيا بفعل أحداث كان لها أعمق الأثر في صناعة تغيير إيجابي وآخر سلبي في أنفسهم قبل أن يكون في واقعهم، إذ حدث فيه ثورة وانقلاب عليها ليعيش اليمنيون اليوم واقع الحدث الأخير المتمثل في الانقلاب وفي ذكرياتهم سبتمبر الثورة على الإمامة وفي أحلامهم المستقبلية القضاء على هذا الانقلاب الذي جعل من حياتهم أقرب ما تكون إلى عهد الثلاثي البغيض.
لقد تعرض سبتمبرنا لخطر وجودي يكاد يطمس بهاء نوره بظلام سبتمبر الإمامة إن لم نجعل من ذكرياته محطة محورية تُشعل في النفوس ثورة طاغية على الإمامة وأساطينها.
إن الإحتفاء بسبتمبر الثورة يجب أن يكون وفقا لرؤية مختلفة عن الاحتفاءات السابقة لعام٢٠١٤م، ذلك أن المعطيات الواقعية قد تغيرت، والعوامل الاقليمية والدولية قد تبدلت حدّ الإنعكاس في بعضها، وطرفا النزاع المتمثلان في الجمهوريين والإماميين قد امتلكوا أدوات وأوراق مختلفة تخدم كلا منهما بحسب الخبرة والرؤية والجرأة التي يتميز بها هذا الطرف عن ذاك.
وإن مما ينبغي أن يفقهه الجمهوريون أن غياب الرؤية الإيجابية الفاعلة بالاحتفاء بسبتمبر والتي تمليها ظروف المرحلة وطبيعة الصراع لا يشكل إلا المزيد من هدر الأموال في غير طائل ذلك أن الهدف من الاحتفاء بسبتمبر اليوم لا ينبغي أن يكون في إطار المكايدة مع الإمامة على ما جرى به العرف بين المكونات المختلفة، أو في إطار صناعة الغيظ لكل ضد دون اعتبار لما ينتجه ذلك الاحتفاء من أثر تكون له ارتداداته على الواقع المعاش. ولا أعني بذلك دعوتي لعدم الاحتفاء بسبتمبر إنما يجب أن يصاحب احتفاء الجمهوريين بيوم ولادتهم اتفاق حقيقي بينهم على دفن المشروع المناويء للثورة السبتمبرية دون إعارة اهتمام لماضي المماحكات أو لحاضر المزايدات ليتحقق لهم مستقبل يزخر بالانجازات التي لم ولن تتحقق قبل أن ترقد الإمامة في قبرها.
ولعل عداوة اليمنيين للإمامة لم تعد محل شك لدى كل الأطراف لكن تقصير الكيانات الجمهورية في القيام بمقتضيات تلك العداوة هو الخطأ الذي سيجعل من كل كيان جمهوري هزيلا أمام العدو المتفق عليه وبالتالي يتم تسليم رقاب الجميع لمقصلة الإمامة لتجدد فرحتها الثانية خلال عقد من الزمان. والحق أن تغني الجمهوريين بسبتمبر واحتفائهم به بينما هم أشتات في مواجهة أعدائه لا قيمة له في علم السياسة ولا وزن له في منطق سنن الصراع ذلك أن كل محتفٍ بسبتمبر وهو ما زال في مربع الكيد لأي كيان جمهوري إنما يضع خنجره في خاصرة سبتمبر يوم احتفائه الأجوف به سواء شعر بذلك أم لم يشعر، فما قيمة أن توقد شعلة السادس والعشرين من سبتمبر وأنت في طور الإعداد لاشعال معركة مع المدافعين عنه، أو أن تلك المعركة مع أخيك الجمهوري مسيطرة على وعيك على حساب معركتك ضد أعداء سبتمبر المجيد.
إن ذكرى سبتمبر يجب أن تكون محطة جمهورية لنصرته، ومنعطفا فاعلا يُلحق الهزيمة بأعدائه برؤية واضحة تجعل من استعادة الوطن هدفا لا نكوص عنه ليتمكن الساسة المهووسون بالتشاكس - إن كان لا بد منه - من مواصلة مشاكساتهم على أرضية الوطن بعد استعادته من قبضة الإمامة التي لن يجد أحد في ظلها فرصة للتشاكس مع خصم سياسي أو لنصرة حليف سياسي آخر كون الهزيمة ستكون قدرا محتوما على كل يمني وذاك ما لا نرجوه وما لا نتوقعه.