آخر الاخبار

الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب طارق صالح يفسد فرحة الحوثيين بهذا الظهور بعد إتحاد غالبية القوى السياسية في اليمن.. المجلس الانتقالي يشذ عن الإجماع الوطني ويعلن عدم مشاركته في اجتماع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بعدن .. مقتل أحد القيادات العسكرية العليا بالحرس الثوري الإيراني بتحطم مروحية ومصرع من كان عليها جنوب شرقي إيران ماليزيا تعد مشروع قرار لطرد إسرائيل من الأمم المتحدة المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر تسع محافظات يمنية ويكشف عن المحافظات الأكثر تأثرا التصعيد الإسرائيلي المرتقب ضد الحوثيين.. متى وكيف؟ نزول ميداني للجنة مشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص لتحديد مواصفات وأسعار خدمات الحج وضمان الجودة

رحيل الشيخ الزنداني محاولة لرؤية نصف الكوب المملوء
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: 6 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 24 إبريل-نيسان 2024 04:50 م

رحيل الشيخ الزنداني

محاولة لرؤية نصف الكوب المملوء 

رأيت الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله لأول مرة في القاهرة في جامع الدكتور مصطفى محمود في حي المهندسين في يوم جمعة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وكنت خلالها طالباً في جامعة القاهرة ومن ساكني شارع الحسين القريب في المهندسين.

كنتُ أتأمل الدكتور الشهير مصطفى محمود في حديقة الجامع وأعجب لتلفّته وحركة يديه أثناء صلاته حين صعد الشيخ عبدالمجيد الزنداني فجأةً منبر المسجد ليخطب خطبة الجمعة.

ربما أكون قد اندهشت لوهلة فهذه أول مرة أرى فيها يمنياً يخطب جمعة جامع الدكتور مصطفى محمود الإستراتيجي في قلب القاهرة وفي وقتٍ تشنُّ فيه الدولة المصرية حرباً على التيارات أو الجماعات الإسلامية وخصوصاً الإخوان! 

في العادة ، كان خطباء جامع مصطفى محمود هم أحسن خطباء مصر وكانوا يتناوبون الخطابة جمعةً بعد جمعة واحداً بعد الآخر ، وكان من أبرزهم عبدالصبور شاهين ووكيل لوزارة الأوقاف لا أتذكر اسمه كان شديد البلاغة والاقتضاب.

من عادتي أن أعدّ الأخطاء اللغوية لخطباء الجمعة ، وما تزال هذه السجية حتى اليوم وقد أورثتها ابني وضاح ، رغم أن آخر جمعة حضرتها في صنعاء كانت منذ 7 سنوات بعد أن أصبحت صلاة الجمعة منبراً للصرخة وثكنةً لاستعراض السلاح وفجاجة السياسة!

 في جمعة القاهرة تلك في ذلك اليوم اكتشفت أن الشيخ الزنداني لم يخطئ خطأً لغوياً واحداً فحمدتُ له ذلك!

وفي ظني أن تلك هي أول قطرة في نصف الكوب المملوء لهذه الشخصية!

وكانت ثاني قطرة هي كاريزما طوله الفارع بعمامته الإبّية ولحيته المحنّاة

لم أكن يوماً من المهتمين أو المعجبين بالشيخ الزنداني

كما لم أكن كارهاً له!

ربما لأن اهتمامي كان منصباً على الشعراء والأدباء في العالم العربي وتاريخ آدابه.

لكنني ربما احترمت مثابرة الرجل ودأْبه في مجال اهتمامه وتلك هي القطرة الثالثة في نصف كوبه المملوء .. واحترمت أكثر بعد تأمّل احتفاظه بمبادئه وعدم تحوّله طوال مايقرب من سبعين عاماً وهي الفترة التي غيّر فيها كثيرون أفكارهم من النقيض إلى النقيض خصوصاً في أحزاب اليمن وزعمائه وقادته درجة الانقلاب على الجمهورية والوحدة والمستقبل!

ولذلك ،فإن الثبات على المبدأ في ظني هو السمة الأهم في هذه الشخصية ولعل ذلك أن يشكل القطرة الرابعة في نصف كوبه المملوء!

هذه كانت نظرة طائر عن نصف الكوب المملوء لهذه الشخصية .. نظرة طائرة وسريعة!

فماذا عن نصف الكوب الفارغ!؟

لن أتحدث عن نصف الكوب الفارغ لهذه الشخصية الإشكالية شديدة الحيوية والنشاط! لا المناسبة تسمح ولا أنا مهتم أساساً بأنصاف الأكواب الفارغة وتتبّعها!

ثمة ما يشغلني!

ثم إن البلاد أصبحت كوباً فارغاً من الرجال المحترمين والأحلام الكبيرة هذا إذا كان الكوب ما يزال موجوداً!

رغم ذلك ، يمكن القول أن لكل واحدٍ منا نصف كوبه الفارغ!

وكل شخصية اعتبارية كبيرة أو صغيرة في العالم كله لها نصف كوبها الفارغ ونصف كوبها الممتلئ.

لكنني تمنيت لو أن الشيخ الزنداني رحمه الله ذهب إلى تركيا راضياً لا مجبراً وقبل سنواتٍ أبعد ليشاهد تجربة حزب وزعامة وتسامح واختلاف وتباين ونجاح ربما لأضاف ذلك إلى تجربته وفكره ، وإلى علاقته تحديداً بالسياسة وبالأجيال والمستقبل.