تصريح جديد لوزير الخارجية السعودي بشأن التوقيع على خارطة الطريق اليمنية
الاعلان عن تهديد بيئي كبير لليمن ومنظمة بحرية دولية تطلق مناشدة عاجلة الى المجتمع الدولي
بيان يكشف ماذا أخبر نتنياهو بايدن خلال اتصالٍ هاتفي.. يتضمن قراراً مهماً
حزب الإصلاح يتحدث عن معلومات مؤكدة تكشف عن مصير المناضل محمد قحطان المختطف لدى المليشيات
الصراخ على قدر الألم..سيّد الحوثيين يبوح بأوجاعه جراء قرارات مركزي عدن
تحذير عاجل وهام ..الشعور بالتعب في هذا التوقيت إشارة لنقص فيتامين مهم بالجسم
البنك المركزي اليمني يضرب بيد من حديد ويوقف تراخيص 15 منشاة للصرافة خلال 24 ساعة
صيدلية متكاملة و كنز رباني .. هذا النوع من الطعام يقوي الذاكرة ويغذي المخ ويحسن بنية الدماغ
وزارة الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم القتل قصاصا بحق مواطن يحمل الجنسية اليمنية
أوروبا تحتضن مؤتمر دولي يسعى لتطوير قدرات خفر السواحل اليمنية
من هو وليّ الله؟
أهو الذي يمشي على الماء أو يطير في الهواء؟
أم هو صاحب الضريح الذي يقصده الناس لقضاء حوائجهم؟
وهل يعرف الولي علم الغيب المستقبلي؟
وهي الولاية تؤتى بالوراثة أو تحتكرها طبقة معينة من الناس؟
وهل تبيح الولاية لصاحبها ترك الفرائض بدعوى أنه قد رفع عنه التكليف وصار من الواصلين؟
إن الولاية صلة بالله لا يضع قوانينها ومعاييرها سواه وحده سبحانه وتعالى، ويتبين تعيينها من خلال نصوص الوحيين، فالله عز وجل قد عرف الولاية بقوله:
{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وحول ذلك يقول ابن كثير في تفسيره: “يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ هُمُ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، كَمَا فَسرهُمْ رَبُّهُمْ، فَكُلُّ مَنْ كَانَ تَقِيًّا كَانَ لِلَّهِ وَلِيًّا”.
فكل من اتقى الله تعالى فهو ولي من أوليائه الصالحين الذين يحظون بمعيته، ولا يستلزم ذلك أن يكونوا من أهل الكرامات الخارقة للعادات، فاستقامته على أمر ربه تعالى هي أعظم الكرامات، فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “غاية الكرامة لزوم الاستقامة، فلم يكرم الله عبدا بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه، ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته”.
ومما ينافي التقوى والاستقامة ومن ثَم يناقض الولاية، ادعاء البعض بأنهم قد رُفع عنهم التكليف، فيتركون ما افترضه الله عليهم، وهذا محض كذب وافتراء، فسيد البشر وخير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم خاطبه ربه قائلًا {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} وهو الموت كما ذكر المفسرون، ويتحفنا القرطبي هنا بلطيفة من لطائف تفسيره، فيقول: “فَإِنْ قِيلَ: فَمَا فائدة قول: “حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” وَكَانَ قَوْلُهُ: “وَاعْبُدْ رَبَّكَ” كَافِيًا فِي الْأَمْرِ بِالْعِبَادَةِ. قِيلَ لَهُ: الْفَائِدَةُ فِي هَذَا أَنَّهُ لَوْ قَالَ: “وَاعْبُدْ رَبَّكَ” مُطْلَقًا ثُمَّ عَبَدَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً كَانَ مُطِيعًا، وَإِذَا قَالَ “حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” كَانَ مَعْنَاهُ لَا تُفَارِقْ هَذَا حَتَّى تَمُوتَ.
لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته رغم الأوجاع والآلام محافظًا على أداء الفريضة، وكانت الصلاة آخر وصاياه.
إن الولي لا يعلم الغيب من دون الله، فالله سبحانه وتعالى لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول، سواء كان رسولا بشريًا أو رسولًا ملكيًا، ومقام النبوة حتمًا أعظم من مقام الولاية، ومع ذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، بل أمره القرآن أن يبين للناس هذه الحقيقة (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ).
إن كرامات الأولياء ثابتة بالكتاب والسنة وأجمعت عليها الأمة، فمنها مثلا كرامة أهل الكهف في لبثهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا في كهفهم دون طعام أو شراب، وكرامة اختصاص مريم أم المسيح عليه السلام بوجود الفاكهة في غير أوانها، وكرامة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما نادى أثناء خطبته في المدينة القائد سارية بن زنيم بأن يحتمي بالجبل وهو بالعراق، فأخبر سارية بعد مقدمه أنه سمع صوت عمر فصعد الجبل.
لكن الحق الذي عليه أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أن الكرامة من فعل الله لا دخل للولي فيها وليس له كسب في الكرامة، ولا يظهرها بقصد ولا يتحكم فيها، ولا تُؤتى برياضات معينة، وهي تأتي للعبد تثبيتا وطمأنة لقلبه، لذلك قالوا إن كرامات الصحابة أقل ممن جاء بعدهم، لأنهم كانوا على إيمان أكثر رسوخا.
وليس كل أمر خارق للعادة يعد كرامة أو دليلا على الولاية، فكثير منها يتلبس بأحوال شيطانية، قال الشافعي رحمه الله: “إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فلا تغتروا به، حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة”، نسأل الله أن يقيمنا على سنة النبي صلى الله وسلم وطريقته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون