آخر الاخبار

تفاصيل لقاء ‏رئيس هيئة الأركان العامة برؤساء هيئات ودوائر وزارة الدفاع اشتعال حرب طاحنة ومسيرات أوكرانية تهاجم موسكو.. وروسيا تقترب من السيطرة على منطقة استراتيجية وهامة 5 مشاريع صينية عملاقة في أفريقيا قد تقلب الموازين وتغير الأحداث في عدة دول الهلال ينتزع متعب الحربي من النصر بمبلغ لا يصدق رابطة أمهات المختطفين تطالب بالافراج عن 549 مختطفاً و 199 مخفيا قسرًا وتستنكر الانتهاكات المستمرة بحقهم تدشين الورشة التدريبية لبرنامج المنح المدرسية بمأرب. السلطات المحلية بذمار توجه نداء عاجلا للأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بسرعة إغاثة المتضررين من السيول في مديرية وصاب ما حقيقة اكتشاف أول إصابة بـ ''جدري القرود'' في اليمن؟ مستجدات قيفة رداع... مليشيا الحوثي تهرّب مغتصب الطفل وتدفع بتعزيزات ووساطة والقبائل تتداعي وتحشد مسلحيها عاجل.. اطلاق المرحلة التجريبية للإنترنت الفضائي في اليمن وتحديد موعد دخول التغطية للخدمة رسميا

مشكلة المغترب في سفارته
بقلم/ إبراهيم عبدالقادر
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 25 يوماً
الأحد 07 يونيو-حزيران 2020 10:53 ص
 

‫تخوض هذه الأيام مواقع التواصل معركة وطنية جديرة بالشكر والإهتمام، وهي تسلط الضوء على معاناة أكثر من ألف مواطن عالق في منفذ الوديعة في طريقه للعودة للوطن، وهي معركة كشفت جزء يسير فقط من المشكلة التي يعاني منها المغترب منذ عشرات السنين دون أن يشعر بمعاناته أحد، وظل صامتا يتحمل التبعات وضحية يدفع من دمه لمن لا يستحق ولا يرحم.‬

‫من سوء حظ المسؤول اليوم، سواء في السفارة أو أي وزارة أخرى، هو أنه عاش لزمن مواقع التواصل الإجتماعي، زمن الضجيج الذي لا ينام، الفيس الذي لا يغيب عنه الشمس، كل شيء مرصود ومسجل ولم يعد هناك شيء خلف الجدران والمكاتب المغلقة، ولو سألت اليوم أي مسؤول ما هي أسوأ اللحظات التي عشتها طوال مسيرتك الوظيفية، لرد عليك: هو أنني عشت لزمن يستطيع فيه أي مفسبك مغمور ينشر غسيلي ويفضح ما أقوم به أمام الرأي العام!

‫بالعودة للمشكلة الحاصلة في منفذ الوديعة، المتعلقة بالسماسرة واللصوص الذين استغلوا حاجة المغتربين ولهفتهم للعودة لليمن ووضعهم البائس والمضطر، لعمل فحوص الخلو من مرض كورونا، هي مشكلة صغيرة من كارثة كبيرة لا أحد يستوعبها ولا يعرف تفاصيلها، هي فقط جزء يسير من معاناة المغترب، ومن حسن حظ هذه المعضلة أنها حدثت في زمن يوجد فيه الفيس بوك وتويتر، لذلك حظيت بضجيج وتغطية وحملات، بينما غيرها تمر كما لم يكن هناك شيء.‬

المشكلة المسكوت عنها وهي المعضلة الرئيسية، والتي لو وُجد لها الحل الجذري لانتهت كل المشاكل وتلاشت، فساد السفارات اليمنية ومنها سفارتنا في السعودية، هو الأساس الذي تنبثق منه كل المشاكل، هو الأصل والبقية تفاصيل، العالقين في منفذ الوديعة مجرد مشكلة سُلط عليها الضوء والإعلام، لكن المشكلة الرئيسية هي في الفساد المستشري الذي ينخر في السفارة منذ عشرات السنين، وهو فساد متوارث، ضحيته بكل أسف هو المواطن المغترب، الذي هو روح الإقتصاد الوطني وما تبقى منه.

لو سألت أي مغترب في السعودية اليوم وكل يوم وقديما، ما هو أكثر شيء يجلب لك الهم والضجر والسهر، لأجاب بصراحة، هو اليوم الذي أذهب فيه مضطرا للسفارة لإنجاز أمر ما أو غرض معين، وهذا منطقي ومتعارف عليه بين اليمنيين هناك، كما لو أنه ذاهب للجحيم وليس لسفارة يفترض أنها وضعت لخدمته بالدرجة الرئيسية وتذليل الصعاب أمامه.

السفارة اليمنية بالرياض مجرد وكر للفساد، يتناوب عليه شلة من النافذين ويتعاقبون عليه حفنة من اللصوص، هذه الحقيقة المرة باختصار ولا مبالغة فيها، وهي حقيقة كل سفاراتنا في العالم، كل شيء فيها ينجز بالمحسوبية والفساد العابر للحدود، فوضى منظمة وعبث ممنهج، المبالغ التي تفرض على المعاملات لا تجدها في أسوأ سفارات العالم فسادا وعبثا، كل شيء في سفاراتنا قابل للبيع والشراء والمساومة، بما في ذلك الجوازات الخاصة والدبلوماسية والمعاملات من أصغرها حتى أكبرها، فما بالك بتجديد الجواز الذي هو مجرد ختم يوضع على ورقة حين يطلب منك مبلغ يتجاوز الـ 500 ريال سعودي!

قيمة الجواز تبلغ (400) ريال سعودي، بالإضافة إلى (100) ريال لتمديد الجواز من داخل السفارة، و(150) ريال تمديد الجواز من خارج السفارة، و(150) ريال تعديل الجواز، و(700) ريال قيمة تربتك، و(250) ريال تأمين، (1000) مقابل فقدان الجواز، (500) تصديق عقد الزواج،(10) ريالات رسوم ختم الجواز لكل شخص خارج من المنفذ إلى اليمن،( 300) ريال من أجل طلب توكيل، وفقا للصحفي "نبيل الأسيدي"، هذه المبالغ الغير قانونية ليتها حتى تذهب للصالح العام يمكن وقتها يتعايش الناس مع السرقة، لكنها مبالغ يتقاسمها الأطراف والنافذين وحسب.

مشكلة المغترب في سفارته ابتداء، وحين تتحدثون عن المشكلات سعيا لإيجاد حلول لها، فعليكم أن توجدوا علاجا للكارثة الأساسية، المتعلقة بالمبالغ الباهضة والمهولة التي تفرض على المغترب وتأكل لقمة عيشه، عليكم أن تنظفوا السفارات من الفساد والعبث الذي أصبح شيء يتفاخر به المسؤول، فالسفارة حين تصبح طرفا يؤرق المغترب ويزيد من مشاكله وأوجاعه، فلا شيء يمكن أن نتحدث عنه، ما لم يعاد تعريف دور السفارة ومهمتها، الدور الذي يرتكز كليا على الأمور الخدمية التي تساعد المغترب وتخفف من مشاكله، لا أن تصبح الأزمة رقم واحد.

ثم إن السفارة، مثلا في الرياض، لماذا لا تحول كل المعاملات للنظام الإلكتروني؟، ما الذي يمنع خاصة والمملكة كل شيء فيها أصبح الكتروني وعممت التكنولوجيا في كل المؤسسات والوزرارات؟ لماذا لا تستفيدون من الدول الذي تقيمون فيها؟ أم أنكم فقط ناجحون بالعبث؟، ولكن لضمان السلامة من الفساد، أمموا السفارة بالمعاملات الإلكترونية وحصنوها بالتكنولوجيا، ذلك أحفظ لحقوق الناس وقطعا للفساد وأيادي اللصوص، لكن لا يريد المسؤول عندنا هذا، لأنه يعرف أنه لن يجد غير راتبه، وهذا لا يكفيه.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
كاتب صحفي/ حسين الصادر
على ضفاف السد مرة أخرى
كاتب صحفي/ حسين الصادر
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد جميح
إيران والمشكلة الطائفية
د. محمد جميح
كتابات
امين الدهمشيصلوا في بيوتكم
امين الدهمشي
عبدالله القيسيمغالطات الخُمُس
عبدالله القيسي
محمد حسين الرخميعيال الكورونا
محمد حسين الرخمي
مشاهدة المزيد