آخر الاخبار

الرد الإيراني خلال أيام.. البنتاغون يستدعي جمع الملحقين العسكريين العرب في واشنطن لتطمينهم ويناقش معهم رد طهران المحدود عاجل خمسة عشر محافظة يمنية مهددة بأمطار غزيرة وسيول جارفة خلال الساعات القامة والمركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر المواطنين رئيس هيئة الأركان من حضرموت يطالب مختلف القوات والقطاعات العسكرية بالاستعداد مباحثات بين وزير الأوقاف والإرشاد ومفتي الديار المصرية في مجالات التعاون المشترك أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بنيت على «سطح مبنى» اللواء سلطان العرادة يشيد بمواقف دولة الكويت حكومة وشعبا وتدخلاتها الإنسانية في شتى المجالات نادي الهلال يتعاقد مع بديل سعود عبدالحميد أول لاعب سعودي يحترف في إيطاليا صور.. وفاة أكثر من 50 شخصا في ملحان المحويت والسلطة المحلية تطلق نداء استغاثة عاجل حديث لرئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ما المشاريع التي دشنها الرئيس العليمي حتى الآن في تعز وكم عددها؟

العلفي واللقية والهندوانة ممهدين لثورة 26 سبتمبر
بقلم/ عبدالعزيز العرشاني
نشر منذ: سنة و شهرين و 28 يوماً
الأربعاء 31 مايو 2023 06:06 م
 

في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء الأحد 26 مارس من العام 1961م زار الطاغية أحمد يحي حميد الدين مستشفى الأحمدي في الحديدة لتفقد المصابين من حرسه الخاص الذين اسعفوا للمشفى بعد انقلاب المركبة التي يستقلونها في موكبه، وكان في استقباله الملازم محمد بن عبدالله العلفي-

ضابط المستشفى- الذي منع الحرس الخاص من دخول المشفى موهما لهم أنها رغبة الطاغية حتى لا يزعجوا المرضى، وفي الخفاء وتحت الجاهزية الخلية المكلفة بتصفية الطاغية وتتكون من ثلاثة أشخاص وهم الملازم العلفي كما أسلفنا وهو قائد الخلية والملازم عبدالله بن محمد اللقية- وكان ضمن قوة الحديدة، شارك في ثورة 48 وعمره 18 عاما وحبس أكثر من مرة، ومازال قبره مجهولا حتى اليوم بعد إعدامه- والنقيب محسن بن حمود الهندونة- وهو ضمن الحرس الخاص للطاغية ولد وتربى وحفظ القرآن الكريم في دار سلم بمديرية سنحان وكان شيخ ضمان في منطقته- يعاون الخلية

مدير المستشفى حسين بن عبدالله المقدمي، والجامع المشترك لأعضاء الخلية أن أعمارهم لا تزيد عن الثلاثين عاما، وأنهم من محافظة صنعاء وفي هذا رد على من يقول أن صنعاء حاضنة للأماميين ومخزون بشري لهم ماضيا وحاضرا، وحقيقة الأمر أن صنعاء كانت وستظل جزء لا يتجزأ من الجمهورية اليمنية ومن محيطها العربي والإسلامي لم تسلم نفسها للغزاة.

وكان ضمن الخلية الهادفة لاجتثاث الحكم الكهنوتي وقتل الطاغية كثير من المدنيين والعسكريين منهم الزعيم عبدالله السلال رئيس خلية الضباط الأحرار في الحديدة "وكان حينها مديرا لميناء الحديدة، وأقيل بتهمة اشتراكه في مؤامرة الإغتيال".

بعد عزل الطاغية عن حرسه الخاص أطفئت الأنوار وأطلق عليه الثلاثة وابل من الرصاص في مواضع متفرقة من جسده فسقط مضرجا بدمائه وتظاهر بالموت ليظهر بعد ذلك أنه حي، فتم إلقاء القبض على اللقية والهندوانة بينما قاوم الشهيد القائد العلفي حتى ارتقى شهيدا.

عُذب البطلين الجسورين عذابا شديدا على غرار من سبقهم من الأحرار الذين مات البعض منهم جراء التعذيب ومن تبقى سيق إلى الإعدام وهو شبه ميت، أثناء التحقيق الّحوا على اللقية للبوح ببقية شركائه ولكنه أعلمهم أنه وحيد وأن الأمر من مقتضى نفسه، حتى في المحاكمة الصورية سألوه عن بقية شركائه،

ويحكي كتاب "ثورة وثوار" للثائر السبتمبري عبدالرحيم عبدالله بعض من تفاصيلها فقد رد الشهيد اللقية بصوت متعب ضعيف بعد أن سئل عن بقية شركائه؟ ليس معي أحد بل الشعب جميعه، وقد عاهدت الله والشعب أن انتقم له- وكان عهده هذا في الكعبة الشريفة أثناء حجه-.

ويضيف اللقية كما يورد المصدر: وإنني أعلم علم اليقين أن الشعب لن يترك هذه الشجرة الخبيثة تنمو في أرض اليمن الطاهرة بعد الآن، وأن الشعب سيف قاطع لا يرحم الظالمين والدخلاء عليه.

وكرد على حديث البطل أستل البدر سيفه وغرسه عميقا حتى نصفه في فخذ اللقية ثم أخرجه يقطر دما، واللقية صابر لا يتحرك ولم تنبس شفته بالتأوه بل قال للبدر بصوته الضعيف المتقطع: إنني أراك الآن بطلا وخلفك من تعرف، وإنني أعلم أنني سأعدم، وإذا خرجت سليما فإنني لن أتنازل عن قتلك وقتل أبيك، فأنتم سلالة خبيثة لا بد من اجتثاثها. كان الموقف لـ عينة من أبطال اليمن المعاصر يذكرنا بالصحابي حبيب بن زيد وهو يعذب أمام مدعي النبوة مسيلمة الكذاب حتى استشهد، كان الزعيم السلال ضمن الحاضرين في المحاكمة آتى به زمرة الطاغية ليسمع اللقية وهو يذكر اسمه كعضو في محاولة الإغتيال. انتهت المحاكمة سريعا ليصدر أمر إعدام بطلنا بالسيف، وتم تنفيذ الأمر في ميدان الشهداء بتعز، وأثناء الحكم قطع السيف فقط نصف رأسه ولكنه لم يصدر أدنى أنة توجع بل كان يردد "الله الله" حتى فارقت روحه الطاهرة جسده، وكذلك أعدم البطل الحر النقيب الهندوانة. استطاع الشهيد العلفي واللقية والهندوانة وأخوانهم الثوار أن ينتزعوا الشجرة الخبيثة من اليمن، إذ أن الطاغية ظل طريح الفراش قريبا من عام ونصف حتى توفي في 19 سبتمبر 1962م، ولم يبقى البدر معتليا عرش اليمن سوى ستة أيام لتقوم ثورة 26 سبتمبر الخالدة.

المراجع:

١. "اليمن ثورة وثوار" للمناضل السبتمبري عبدالرحيم عبدالله.

٢. "مغامرات مصري في مجاهل اليمن" د. مصطفى الشكعة.

٣. "موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه" د. عبدالولي الشميري.

٤. موسوعة "ويكيبيديا".