موعد قرعة دوري أبطال أوروبا 2024-2025 والنظام والتصنيف روسيا تعلن الرد وتشعل الموجهات وتقصف مطارات عسكرية في أوكرانيا.. وكييف تستهدف نفط روستوف بعد أول فوز بالدوري السعودي.. رسالة مثيرة للحماس من رونالدو العثور على الحارس الشخصي السابق للرئيس الأذربيجاني ميتا في تركيا الجيش الاسرائيلي يعلن بدء عملية عسكرية واسعة في جنين وطولكرم برئاسة محمد بن سلمان.. قرارات جديدة ومهمة لمجلس الوزراء السعودي إنهيار حاجز مائي ومصرع امرأتين وطفلة وفقدان 26 آخرين في اليمن مواطن يروي تفاصيل مثيرة ومذهلة عن واقعة سطو مسلح داخل أحد البنوك البنتاغون يكشف عن معلومات جديدة تهدد ناقلة النفط سونيون في البحر الأحمر عاجل..حصيلة أولية لضحايا سيول الأمطار الغزيرة بمحافظة المحويت
مثلت غزة بأحداثها الأخيرة ظاهرة بشرية فريدة وحدثا عالميا عجيبا في تأثير وقائعها وردود الافعال تجاه تلك الوقائع .
تلك الأحداث المتمثلة في الحرب الضروس المندلعة بين المقاومة الفلسطينية بغزة من جهة وبين المشروع الغربي الاستعماري العنصري الاستيطاني وأتباعه من جهة أخرى والتي مثلت غزة فيها نموذجا أسطوريا خاطب الضمير العالمي والشعور الإنساني بطريقة متفردة .
ذلك الخطاب كان أشبه بصوت قادم من السماء يخاطب البشرية بلسان واحد وبعبارة واضحة وسط ضجيج وصخب يملآن الآفاق في حين كانت البشرية سادرة في غيها مُنَكَسة أفئدتها منحرفة أفهامها تعيش أجواءََ من السراب وفصولا من الوهم وحالات من النشوة الكاذبة التي أودت بها إلى الوقوع في التيه والتخبط في اوكار الغفلة والذوبان في حَمَأة المادة .
صوت السماء ذلك كان موجها بشكل كبير إلى (أولي الألباب) وجعل من الفطرة البشرية قاسما مشتركا بين المخاطبين كلهم . واستهدف الضمير العالمي بخطاب أشبه بخطاب الأنبياء المنزل من السماء في ظروف شبيهة وبأجواء إنسانية قاحلة ومنقطعة عن السماء .
ذلك الصوت القادم من السماء بدد بنوره ظلام الدعوات العربية والدولية المنادية بالمرونة والانفتاح والتماهي مع (نتنياهو) والتنازل مقابل ذلك عن مبادئ الدين وقيم العروبة القيمة متجاهلين أن (النتن) منَصَبُُ في دائرة الحكم الإسرائيلية على مدار الثلاثين سنة الماضية باسم التشدد والتطرف وأنه ونفَسَه اليميني الأشد تطرفا هو من قتل عرفات ورابين أصحاب مبادرة (سلام الشجعان) على - علاتها ومثالبها -
والتي جعلت من السلام طريقا وحيدا للحل ومن الدولتين هدفا واقعيا على الأرض تتصل فيه جغرافية غزة بالضفة الغربية وتصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية فكان لا من نهاية عملية لهذه الخدعة فكانت أحداث غزة الأخيرة هي التي أسدلت الستار ورسمت تلك النهاية . بل وكشفت للعالم بأن المقاومة الفلسطينية هي النموذج المتفرد الذي سلك الأسلوب الصائب في التعامل مع (النتن) وتطرفه ودوافعه ومحركاته .
بالإضافة إلى أنها أي (المقاومة الفلسطينية) هي مختبر الفحص الوحيد والدقيق الذي قدم تشخيصا دقيقا لحقيقة المنطلقات وكنه المواقف لمختلف الأنظمة والدول والحركات والجماعات والشخصيات على مستوى العالم .
فكان لزاما ظهور المستور من الحقائق والمخفي من المواقف بل وكان لا بد من سقوط الأقنعة عن الوجوه وانقشاع الأغطية عن السوءات وذوبان ستائر التدليس وأن تنمحي وتتوارى تلبيسات إبليس ليكتشف العالم أن ثمة ورطة يجب الخروج منها ومظلمة ينبغي التراجع عنها ونذالة لا تليق بالإنسان وحقارة مجافية للفطرة البشرية .
ولجلاء ذلك الدخان ورفع تلك التلوثات والعلائق التي علقت بالإنسانية ووقعت البشرية فريسة في فخها كان لابد أن تضحي غزة بنفسها على أعواد مشانق الظلم وتقدم نفسها قربانا على صلبان الممالأة وحراب التواطؤ بداية بأطفالها ومرضاها وعجزتها وانتهاء بكل ذوي الأرواح ومواد الحياة وعوامل البقاء قاطبة ليصل الصوت السماوي بمفاهيمه ومضامينه وأبعاده بصورة جلية وأبعادِِ علية إلى القلوب الغلف والأعين العمي والآذان الصم للبشرية قاطبة .
وبالفعل بادرت غزة بشجاعة منقطعة النظير إلى الارتقاء إلى ربها بمن فيها كثمن قيَمِيٌ وتضحية نبيلة وعلى طريقة عينة من الأنبياء المرسلين الذين يؤثرون الفناء على البقاء لتحيا بذلك الفناء ضمائر إخوانهم من البشر بمن فيهم من القتلة والظلمة وبمن فيهم من الملأ المتواطئين ومن قطعان المخدوعين من الضلال التائهين .
. أخيرا غزة نحن على يقين بأن الفوز (الكبير) لا يناله ولا يسلك طريقه إلا الكبااااار وأن ذلك متعذرُُ على (الصغار) .