د٠عوض محمد يعيش
المراوغه والمناوره السياسيه والتنصل من الاتفاقات والمعاهدات مسلمة من مسلمات الفكر الحوثي!! وتنهض هذه المسلمةعلى فكرة (البداء) !!
البداء فكرة امامية وتعني في اللغة "الظهور بعد الخفاء٠"،يقال بدأله:اي ظهر له ماكان خافياً عنه "!!!
فكرة البداء هذه مستقاه من خلال التأويل الخاطئ لقوله تعالى في الآية 47 من سورة الزمر:
( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون) !!
ومع ان الزيدية (القُح) لا يقولون بفكرة البداء لأن زيد بن علي أنكرها لذلك فهم يقولون :"بأن علم الله قديم غير متغير وبأن كل شيء في اللوح المحفوظ "!!
غير ان الجاروديين في غالبهم يقولون بفكرة البداء ومن ثم فيغلب على الحوثيين انهم على هذا المفهوم وبالتالي فهم ينتهجون المراوغة والمناورة السياسية و النكث للعهود وعدم الوفا بالعهود بدليل ماكانت تتناوله الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة بشأن اختراقاتهم المتكررة لاتفاقات الصلح والهدنة اثناء حروبهم مع الجيش ومع القبايل ،!!
الحوثيين في مسلكهم في نكث العهود والاتفاقات انما يفعلون ذلك من باب انه:(وعدناكم صادقين ولكن بدا لله غير ذلك ) !!
فقد "خرقوا اتفاقات من يوم 21 مارس بالعشرات ،ولن نذهب بعيدا فقد تعهد الحوثي وحماعته محيطة بصنعاء انهم لا ينوون دخول صنعاء فاقتحموها!!
وقالوا إن هدفهم تنزيل الجرعة وتغيير الحكومة وتنفيذ المخرجات ولا رغبة لهم في الحكم فاستولوا عليه بقوة السلاح !!
ولم يسقطوا الجرعة وانما جرّعوعباد الله بعشرات اضعافها!!
ثم الزموا المكونات السياسية على توقيع اتفاق السلم والشراكة فنقضوه بعدم الالتزام بملحقه الامني !!
وحاصروا عبد ربه منصور ووقعوا معه اتفاق بأن يرفعوا عن منزله الحصار ويفرجوا عن مدير مكتبه ونقضوه!!
وعدوا بتحويل مقر الفرقة إلى حديقة فاحتلوها،٠٠٠"!!
وهكذا،هي منهجيتهم حتى اليوم بدليل مراوغاتهم المعرقلة لخروج حوار الكويت بحلول سلمية تنقذ اليمن واليمنيين من الوضع المأزوم الذي نعيشه اليوم "!!
وترقبوا ودون عجلة مئآل اتفاقهم الوطني السياسي مع المؤتمر الشعبي المتعلق بتشكيل مجلس سياسي مشترك لإدارة البلاد (وفقاً للدستور) الصادر يومنا هذا الخميس !!
🔹 موقف الحوثيين من الانخراط في العمل السياسي السلمي احد الدلائل لصورة من صور مراوغاتهم ومناوراتهم التي تحتاج الى شيء من الإيضاح لذلك فسأقف قليلاً عند هذه المسألة!!
🔸من المعروف ان انخراط الحوثيين في العمل السياسي امراً ميسورا لهم من زماااان لو صدقت نواياهم !!
خاصة وقد تمت مناشدتهم ومطالبتهم بترك العمل المسلح والانخراط في العمل السياسي وطنياً ودولياً شعبياً واعلامياً !!
بمقدور الحوثيين ان يعلنوا عودتهم الى حزبهم الاصلي ( حزب الحق) او ان يعلنوا لانفسهم حزباً سياسياً مستقلاً ، وبذلك يكونوا قد أكدوا سلمية توجههم ومدنية نهجهم !!!
الرئيس السابق حليفهم اليوم قبل ان تسقطه ثورة فبراير 2011 دعاهم الى ذلك اكثر من مرة عبر العديد من تصريحاته ، والكثير من حواراته ولقاءاته الصحفية والتلفزيونية !!
فكثيراً ما كان يؤكد بأنه ليس هناك مايمنع الحوثيين من ان ينشئوا لأنفسهم حزباً سياسياً يؤطرون انفسهم فيه طبقاً للدستور والقانون وكسآئر بقية الاحزاب في الجمهوريه!!
🔹سعياً من الحوثيين لآزالة صورتهم غير المقبولة العالقة في ذهنية الرأي العام محلياً واقليمياً ودولياً قاموا باطلاق مسمى " انصار الله " على حركتهم !!!
تفاءل البعض بتلك التسميه ظناً منهم بأنها خطوة على طريق جديتهم لإعلان انفسهم حزباً سياسياً بذات المسمى تيمناً بحزب الله اللبناني والذي كان يسمى بهذا المسمى في بداية تأسيسه !!!
كان التناقض واضحاً الى درجة كبيرة لدى اولاد الحوثي بدر الدين بشأن استعداد الجماعة الحوثية لترك السلا ح واعمال العنف والتخريب و بشأن رغبتها-الجماعة- في الانخراط في العملية السياسية السلمية!!
فقد كان يحيى بدر الدين الحوثي قد وجه رساله منذ مدة الى العلماء عبّر فيها عن ترحيب الجماعة الحوثية بتأسيس حزب سياسي مدني في ظل الدستور والقانون على ان لا تقوم الدوله بوضع شروط تعجيزية تحول دون قيامهم باعلان حزبهم السياسي!!!
بينما اخيه عبدالملك لايتفق معه في هذا الإتجاه وذهب حينذاك في تصريح له اوضح فيه الى ان مسألة تشكيل الجماعة الحوثية لحزب سياسي امر سابق لأوانه !!
وان الجماعة ستعلن عن ذلك في الوقت الذي تقرره هي !!
مراوغة واضحة ومماطلة اكثر وضوحاً!!
ليس ذلك فحسب بل و زاد (عبد الملك) في إيضاح و تأكيد موقف الجماعة الرافض لفكرة ترك العمل المسلح والانخراط في العمل السياسي السلمي في ذلك البيان الذي يُعرف ببيان المظلومين من مواطني صعده !!
الذي حرره عبد الملك شخصياً بخطه وسبقت الاشاره اليه في وقفة سابقه والذي قال فيه : " ..... لانرغب على الاطلاق في تشكيل حزب!!!
وليس للدوله ان تلزمنا بذلك!!!
كما ليس لها -الحكومة -ان تحرمنا من حرية الكلمة بحجة عدم تشكيلنا لحزب لان الدستور يكفل لنا كمواطنين:
حرية الدين!!
والمعتقد!!
والفكر!!
والكلمة !!،
كما ان الدستور لايلزمنا بالتحزب حتى نحصل على حق حرية التعبير " !!!!
🔸بالمناسبة الى اي حد يا ترى لازال عبد الملك الحوثي يؤمن بلزوم وضرورة إحترام وصيانة تلك الحقوق و الحريات التي كان يُنادي ويزايد بها في مواجهة السلطة حينذاااك كحق من حقوق جماعته؟؟!!
خير من يجيب على هذا التساؤل اليوم على ما اظن ؛ هم : سلفيوا دماج !!
والاصلاحيون!!
وصحافيوا وإعلامي اليمن المستقلين !!
وأسر وأقارب المعتقلون و المخفيون قسرياً !!
عودة الى لُب الموضوع فلا اظن ان هناك من صعوبةً تذكر من اجل استقراء مابين هذين الموقفين المتناقضين لولدي بدر الدين الحوثي بشأن جدية الجماعة في الإنخراط في العمل السياسي السلمي،!!
إذ يسهل القول هنا وبكل شفافية ووضوح بأن قادة الفكر الحوثي غير جادين-غالباً- في ترك الاعمال المسلحة!!
و غير جادين-غالباً- في الانخراط في العملية السياسية السلمية !!
بدليل استمرار مواصلة قيام الحوثيين بحروب جهاد الظالمين وجهاد المستكبرين وحتى اليوم من ناحية !!
وبدليل مراوغاتهم المعيقة لمسار حوار الكويت اكثر من الطرف الآخر من ناحية ثانية!!
ومن ناحية ثالثة فلو انهم جادين حقاً في ترك الاعمال المسلحة لقاموا بإعلان انفسهم حزباً سياسياً خاصةً وهم اليوم بقوة السلاح الآمر الناهي في البلاد بإعتبارهم سلطة الامر الواقع !!
وبالتالي فلم يكن هناك من يجرؤ ان يضع شروطاً تعجيزية تحول دون قيامهم باعلان حزبهم السياسي واشهاره!!!
ومن ناحية اخيرة فالتعددية السياسية هي مفرد من مفردات العمل الديموقراطي السلمي والفكر الحوثي كفكر من حيث الأصل يناهض وبشدة فكرة الديموقراطية !!
وقد اشرت الى هذه المسألة المهمة في اكثر من وقفة!!
حين الإشارة الى حوار الحوثي الاب مع صحيفة الوسط !!
وحين اشرت لى ماذكره في مؤلفه "ارشاد الطالب الى احسن المذاهب" !!
وحين التعرض لملازم حسين بدر الدين الحوثي!!
وحين التعرض للوثيقة الفكرية الثقافية الحوثية !!وكلها في مجملها تنهض على ثبات معتقدهم بان مسألة الإمامة او رئاسة الدولة مسألة سبق وان حُسمت من زمااااان وحُددت حصراً في ابناء جدتهم فاطمة!!
وفوق ذلك فهم تيعمدون دائماً سيما في الفترة الأخيرة ترسيخ هذا المفهوم وتعميقه من خلال قيامهم بالترويج في اوساط العامة وتزوير عقولهم والتدليس عليهم برواية يدعّون نسبتها الى الرسول علية الصلاة والسلام مؤداهاانه قال:( من سمع داعيتنا اهل البيت فلم يجبه كبه الله على منخريه في نار جهنم ٠)!!
أووووووه اي تضليل فكري هذا الذي يسعى الفكر الحوثي لتسويقه في اوساط العامة وحشو عقليات تابعه به ! !!
وفق مفهوم الفكر الحوثي هذا فاغلب خلق الله سيُكَبون على مناخيرهم الى النار !!
شخصياً اثق بأن مثل هذا الزعم افتراء على الله و على رسوله!!
العقلية الجمعية في اليمن ضحية التضليل والتزوير على مر التاريخ بفعل خيانات الحكام الفعليّون والتواقون الى الحكم وبفعل كتائبهم المأجورة من حملة الاقلام المسمومة وسليطوا الألسن الآثمة!!
يستحيل -برأيي - ان يكون لدى من يقوم بتزوير عقول الناس وتضليلها أدنى قدر من الاخلاق!!
، ذلك ان تزوير العقول والأخلاق ضدان يستحيل ان يجمعهما شخص واحد او جماعة واحدة او ان يلتقيا مع بعض في سلوك واحد!
والله تعالى من وراء القصد!