آخر الاخبار

العلماء يكشفون عن فوائد النوم قبل منتصف الليل. العلماء يكشفون عن مقدار النوم الذي يحتاجه الإنسان يوميًا حسب العمر؟ هذا ما سيحصل إذا استخدمت روسيا صواريخ إيرانية في الحرب! الكرملين يعلن: لن نتابع مناظرة ترامب وهاريس لهذا السبب؟ من العاصمة القطرية الدوحة رئيس الوزراء يناقش عقد مؤتمر دولي لدعم التعليم وتطوير استراتيجيته اليمن تٌكرّم الطالبة روان عبدالعزيز الحائزة على المركز الأول في امتحانات الثانوية مزارع الموت ومراعيها في اليمن. الآلاف من القتلى والجرحى في 20 محافظة يمنية ومليشا الحوثي تتصدر قائمة الانتهاكات.. تقرير دولي الأهداف الحوثية الخطيرة لاحتفالاته بالمولد .. نقاشات عميقة في ندوة لبرنامج التواصل مع علماء اليمن وزير الأوقاف مخاطبا الجنة المشتركة بين وزارتي الأوقاف والمالية: نطالب بإصلاح الإختلالات ونحثّ عليه ونأمل أن تسير كل مؤسسات الدولة دون استثناء في ذلك الكشف عن مخطط جديد لإيران ''أكثر خطورة'' عبر ادواتها في اليمن ودول اخرى.. تفاصيل المخطط

عن الليبراليون الجدد
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 25 يوماً
الأربعاء 13 فبراير-شباط 2013 05:28 م

الدخول في العمل السياسي يستلزم التمسك بأصول المعرفة والحركة في الحياة ، فالمعرفة القرآنية والنبوية كفيلة بأن تمدنا بأسس الحركة وحدود صياغة العلاقات مع من نختلف معهم ، لأن التوافقات لا تمثل سوى مساحة للاستقطاب والتجاذب النابذ الذي يعمل تفكيك القيم وتذويب وجودها ، في القلب والضمير ، فكثير ما تقود التقاربات إلى تماثلات وتؤدي إلى تأثير متبادل ، لكن الملاحظ أن التأثير السلبي على الكيانات الإسلامية يؤدي إلى إنتاج حالة من الاستقطابات المقطرة بشكل فردي ينجو نحو التوسع التدريجي لأن الحفاظ على القيم من جهتنا كإسلاميين يستلزم التزام أخلاقي في التعامل ، لكن قوى العلمنة ليس لديها أخلاق ونسبوية في تعاملاتها ويمكن أن تشكل حالة النسبية التي تمارسها في حياتها بمثابة حبل كي لفه حول عنقها وخنقه بها ، لأن المطلق الأخلاقي لنا كاسلاميون ايجابي يمتلك القدرة على التجاوز والانفكاك من لحظة الجاذبية النفسية الشهوية المغرية وحصار النوازع الغرائزية بتكثيف الإيمان ويقننه الغيب في الضمير ، لأن ذوي التفكير النسبي غير قادرين على التجاوز وعبيد اللحظة الضاغطة والملحة..

نحن نواجه ليبرالية جديدة تحاول تحوير القيم وتحوير الافهام ، والسخرية من التراث الإسلامي ومحاولة تلويث الوعي والذاكرة الإسلامية وتجميد القدرة على الاجتهاد والتجديد الإسلامي الحقيقي المنبعث من النص الثابت والمستهدي بالسنة النبوية وفهم الصحابة والسلف الصالح ومن تبعهم ، فهم يسخرون من التراث الإسلامي والسنة النبوية ولا يسمحون إلا بنوع واحد من التراث بالمرور وهو الذي تم تعديله ليتوافق مع القيم الغربية ، وينادون بفرز التراث وغربلته بحيث لا يأخذون إلا ما يتناسب مع ما يمكنهم من اللحاق بالتنوير الغربي –كما يقولون- فيما يأخذون التراث الغربي بمجمله وكأنه وحي من السماء.!

فالعلمانية وعاء عقدي كبير يجمع العديد من التيارات والمفاهيم المختلفة والمتناقضة كالصراع مع الدين وتعظيم الدنيا بتوظيف جميع نشاطات الإنسان لتحصيل زخرفها ، بكافة الطرق والسعي إلى الظفر بزينتها ، كما تسعى إلى فصل الإسلام عن العلم وهو أمر لا يمكن تقبله لأن أصل الفصل بين العلم والدين نشأ في أوروبا نتيجة الحرب الشرسة التي كانت تشنها الكنيسة على القلم في العصور الوسطى..لكن الإسلام لم يحاب العلم بل عاش متفاهما معه داعما له ، النتيجة أن العلمانية التي انبثقت منها الليبرالية الجديدة جاءت بتصور للحياة منحرف وخطير فيه خيانة وغش للإنسان أطلقت يد الإنسان التصرف كما يشاء ومنعته من التفكير في النتيجة ، بل أخبرته بعد وجود نتيجة وأن ما يفعله اختبار يفعل به ما يشاء ، ولن يحاسب عليه ، وبالتالي فإنه سيطلق يده في هذه الدنيا وربما بطش وظلم وأفسد فلا يوجد من حساب كل ما هنالك قانون يستطيع التغلب عليه إذا وجد محامي جرائم جيد ..

كما أن المواطنة بالمعنى العلماني فيها مخالفات لعدد من أحكام الإسلام الثابتة ، المختصة بشؤون الدولة التي يلزمها القيام بها..

كما أن من آثار الدعوة إلى المواطنة وفق الفلسفة العلمانية فصل المسلم عن محيطه الإسلامي وعزله عن التضامن مع إخوانه المسلمون إذا ما أعتدي عليهم أو حل بهم بلاء.

كما تحاول الليبرالية الجديدة التموضع في الجسم الحركي الإسلامي والتقوقع المرحلي والاستراتيجي فيه بغية نفث سمومها في الدماغ الحركي الفردي والجمعي وذلك أنها فهي لا تستقطب بشكل مباشر ومتصادم ولكن تخترق بشكل متكيف متكيس بالقيم ومتشرنق فيها بهدف تفكيكي البنية الحركية من خلال نفث أفكار السياسية والفلسفية وتركز على الأدبية لما للقدرة لدى الأدب من تضمين ذكي للمضامين الفلسفية والفكرية بطريقة جذابة ومغرية ، وقدرة على تحريك المشاعر وتخديرها بالكلمات الجذابة المطعمة بالفكر فالذين لا يدركون دور الأدب في صراع الأفكار بظنونه مشتركا إنسانيا بريئا من أي محتوى فكري وفلسفي وأيدلوجي وانه أداة إمتاع لا يحمل أي مخاطر على القيم والمعتقدات والحقيقة التاريخية تؤكد أن الليبرالية في أوروبا نشأت على شكل مدارس أدبية ، ومنها وصلت إلى بقية المجالات وتحولت إلى فكر وفلسفة حياتية ومنهجية فكرية متكاملة ، إذا نحن نواجه محاولات لبرلة دمج يصيغ الانحراف من الداخل ويعيد تشكليه وفق ما يؤدي إلى تعزيز عملية التفكيك الشامل...