آخر الاخبار

نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟ الفاتيكان يخرج عن صمته مكرها و يعرب عن موقفه من افتتاح أولمبياد باريس

من تحت لفوق
بقلم/ أحمد هادي باحارثة
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 14 يوماً
الجمعة 18 فبراير-شباط 2011 10:52 ص
 

 للمصريين مواسم لأغانيهم الشعبية التي لا يكاد يستمع لها غيرهم ومن يزور بلادهم لمغنين شعبيين لا يعرفون إلا في حدود مصر ولا سيما عند فئات الشعب الفقيرة والوسطى ، وأغاني هؤلاء تحظى بحضور قوي في موضعين الأعراس والمواصلات العامة .

 أما أعراسهم فأشبه شيء بالزلزلة إذ يتم إحضار عدة سماعات ضخام حيث يقام العرس ، وغالبًا ما تفترش لذلك الشوارع الجانبية فعندما تعبر في شارع من تلك تشعر كأنك الأرض تميد من تحتك لقوة الصوت الصادر بل الهادر من السماعات المنصوبة التي يصل طول بعضها قامة رجل ، وعندما يأتي الدور لعرس بعض جيراني فإن نوافذ شقتي المقفلة ترتج بقوة محدثًا ضجيجًا لقوة الأمواج الصوتية التي تتكسر على مصاريعها المغلقة .

 وأكد لي الشاعر المصري أحمد زرزور عند مرورنا مرة بشارع يقام به عرس من هذا الطراز الإزعاجي أن ظاهرة الإزعاج في أعراسنا هذه غير أصيلة وإنما بدأت منذ أواخر عصر الانفتاح أيام السادات .

 أما المواصلات فإنك تحتار عند ركوبك مع بعض النزقين من السائقين أتنزعج من سياقته الهوجاء حتى يبدو لك أنك بصحبة سائق سباق محترف ، أم تنزعج من صوت مسجلته حتى تحسب أنك قد حللت ضيفًا على صالة جوالة للرقص الصاخب أما إذا كانت السماعة بجوارك فإنها تنافس قلبك على ضرب صدرك .

 ومع ذلك فإن لبعض أغانيهم الموسمية على بساطة كلماتها دلالات تتسلل إلى عمق المعاناة الاجتماعية في الحياة المصرية فقلت ربما يكون سر الرغبة في الضجيج الصوتي لتلك الأغنيات أنه يمثل صرخة من كل فرد بواسطة كلمات تلك الأغنية التي تعبرت عن ما يغلي في صدره وعبرت بصوت عال وبوضوح عن كل ما يريد ويود قوله بالفم المليان .

 ومن بين تلك الأغنيات في المواسم الأخيرة ذات الدلالات الاجتماعية المباشرة ( ناس رايقة وناس متضايقة ) و( حاليًا في الأسواق ) و( قضية رأي عام ) ثم أخيرًا أغنية ( الدنيا زي المرجيحة ) وكأن تلك الأغنيات بدلالاتها وبضجيجها كان لها دورها في تهيئة الشارع المصري للتفاعل مع ثورته الشبابية التي كان العالم كله شاهدًا عليها مندهشًا منها ، وإليكم كنموذج كلمات الأغنية الأخيرة التي يخيل إلي أنها كانت كنذير شؤم على نظام الرئيس المصري :

الدنيا زي المرجيحة يوم تحت وفوق

فيها خلق مرتاحة وفيها ناس مش فوق

وأنا ماشي بتمرجح فيها من تحت لفوق

***

الدنيا لما بتدينا بنفرح ونقول

السعد جانا ويا ريته يفضل على طول

ولو أخذت منا تتقصر والفكر يطول

والله بتمرجح أنا فيها من تحت لفوق

***

الدنيا سيما في طبيعتها كلها أفلام

بنمثل فيها وبنخرج قبل ما بنّام

لو عجبك دورك تستعجب وتقول يا سلام

وإن خانك حظك تتمنى لو روحك فوق

والله بتمرجح أنا فيها من تحت لفوق

***

الدنيا مش دنيا عافية ولا عز ولا مال

الدنيا عايزة قلوب صافية مش قلنا وقال

اللي عاداها وقال جافية تحذفه من فوق

إذا كنت عايز تكسبها عيش فيها بالذوق

والله بتمرجح أنا فيها .. من تحت لفوق