اندلاع مواجهات عنيفة بين مليشيات الحوثي ومسلحين قبليين في صنعاء وقبائل خولان الطيال تتداعى إلى منزل «الشيخ الغادر» مليشيات الحوثي ترغم نحو 41 مسؤولاً متحوثا على حضور دورات طائفية في صنعاء الاستخبارات الألمانية تستعين بجيمس بوند محكمة أبوظبي تصدر أحكاما رادعة بحق 54 شخصا بعضهم بالمؤبد والسجن والابعاد في قضية «التجمهر» تحذير سعودي شديد اللهجة لكل القادمين الى المملكة بتأشيرة الحج.. وتلويح بالعقوبات تدخل عاجل من المجلس الصحي السعودي بخصوص علاج السكري والأعشاب خفايا و «كواليس» قرار انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي .. تفاصيل قبيلة آنس تشيع أحد قيادات الجيش الوطني الى مقبرة الشهداء بمأرب استئناف العمل بميناء الحديدة وحصيلة أخيرة بضحايا القصف الإسرائيلي خبير عسكري يأتي برواية مختلفة تماما ويكشف عن طرف ورط الحوثي لتبني الهجوم على تل أبيب!
(قرة العين).. قالها المزارع المسن علي العربي ونحن نتجول معه بين شجيرات الفل المثمرة بزهور ذات رائحة عطرية داخل مزرعته الواقعة في منطقة الحسيني، على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، أشهر المناطق في زراعة الفل وتجارته في اليمن.
ويقول العربي: إن هذه المزرعة ورثها عن آبائه وأجداده، وتغنى بجمالها الشاعر والفنان الأمير أحمد القمندان في خمسينيات القرن الماضي.
ويحكى أن أول من جلب شجرة الفل إلى لحج هو الأمير أحمد فضل القمندان، ويتميز الفل اللحجي عن غيره بورقته الكبيرة ولونه الناصع البياض ورائحته العطرة، والفل ليست له بذور بل تغرس عيدانه وتطرح مواسمه في الصيف.
صعوبات
وينبه العربي إلى أن زراعة الفل ليست عملية سهلة، وأن بيع الفل ك ان يحظى برواج كبير في السابق، بينما يعتمد الآن بدرجة كبيرة على مواسم الأعراس.
ويقول: إن المزارعين يحصلون في هذا الموسم على المال مقابل بيعهم حصادهم من زهرات الفل -التي تستخدم بكثرة في الأعراس والمناسبات والأعياد- التي أصبحت تقليدا معروفا في كثير من مناطق اليمن.
وحول المشاكل التي تواجه المزارعين، قال العربي: لا نستطيع أن نحصل على المال الكافي من بيع زهرات الفل عندما لا تكون هناك أعراس في موسم الصيف الذي تكون فيه وفرة إنتاج الفل.
وأشار إلى أن ما يجنيه من بيع زهرات الفل يكاد لا يفي بمتطلبات منزله ومصروفات أسرته اليومية، فضلاً عما يقوم بدفعه للنسوة اللاتي يستعين بهن لجني ثمرات الفل، ويدفع لكل واحدة منهن ما يعادل دولارا في اليوم، وتصل أعداد النسوة أحيانا إلى أكثر من عشر نساء، كما أن شجرة الفل إذا أصيبت بالآفات فقد يضطره ذلك لشراء المبيدات اللازمة.
مواسم
ويزداد إنتاج الفل باليمن في فصل الصيف الذي يعد موسم الأفراح، حيث يشهد السوق إقبالا كبيرا على شراء عقود الفل، في حين يقل الإنتاج في فصل الشتاء وتكون أثمانه مرتفعة.
وتعد مدينة عدن التي تبعد عن محافظة لحج قرابة 23 كيلومترا من أهم الأسواق التجارية لبيع الفل اللحجي، ويقوم بائعو الفل بخرز حباته وصنع قلائد منه ذات أحجام كبيرة يسمى باللهجة العامية (الجُرز) تستخدمه النساء في يوم الزفاف، حيث يصل سعر القلادة الواحدة أحيانا إلى قرابة 30 دولاراً، بينما تباع القلائد الصغيرة الحجم بأقل من 5 دولارات.
ويصطف عدد من الشباب العاطلين عن العمل على قارعة الطريق العامة الرابطة بين محافظتيْ عدن وتعز وفي أيديهم عقود من الفل، حيث يقومون بعرضها للبيع على المسافرين والسيارات المارة مقابل أثمان ليست كبيرة.
ويقول الشاب ماهر ناصر عوض إنه لجأ للعمل في بيع الفل بعد أن عجز عن الحصول على وظيفة رسمية في الدولة، وإن ما يحصل عليه من المال في بيع عقود الفل للمسافرين يومياً ينفقه لإعاشة أسرته المكونة من ستة أفراد.
معاني
وتشير الإعلامية أمل عياش -وهي كاتبة مهتمة بالعادات والتقاليد في عدن- إلى أن شجرة الفل تكاد تكون بدايتها مرتبطة بالأسطورة، كما ارتبطت بحكايات الحب والغرام والأرض والأغنيات.
وتضيف: إن للفل علاقة بالتقاليد والعادات الاجتماعية في لحج وعدن، منها التعبير عن الحب من قبل الزوج لزوجته بإهدائها الفل كتقليد أسبوعي، بينما تمنع بعض الأسر فتياتهن غير المتزوجات من وضع الفل قبل الزواج.. وأشارت عياش إلى أن أرض الفل تزرع في جوانبها أنواع عطرية أخرى -مثل الكاذي والمشموم- تضعها النسوة على ضفائر شعر الرأس أيام الأعراس والأعياد وغيرها من أيام الأسبوع.