توقيت مباريات نصف نهائي كأس أمم أوروبا
الكشف عن طبيعة الدور الذي تلعبه الصين في اليمن وما حقيقة تواصلها مع جماعة الحوثي؟
أول مشاركة عسكرية لفرقاطة يونانية جديدة ضد الحوثيين
حكومة بريطانيا الجديدة تعلن عن أول اجراء يخص المهاجرين غير الشرعيين
صور نساء يمنيات في ساحة الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية
شاهد.. اليمن بعدسة سويدية
من أفشل مفاوضات مسقط الأخيرة؟.. مسئول يتحدث عن ''اختراقات مهمة'' ويكشف عن جولة قادمة
البرازيل تودع كوبا أمريكا بركلات الترجيح
عادة سنوية في الكعبة المشرفة يشارك فيها 159 شخصا
السعودية تعلن إرسال قوات عسكرية إلى القطاع .. هل تتخلى مصر عن رفضها المشاركة في قوة عربية في غزة
في لقطة مسرحية أكثر منها حربية، قام جنود الاحتلال برفع العلم الإسرائيلي فوق أحد مباني مستشفى الشفاء، على غرار ما يفعله الطرف المنتصر في أي معركة حربية.
تجاوز هذا الفعل كل الأسئلة المنطقية التي يعتبر طرحها من البديهيات:
من هو الطرف المهزوم؟ وكيف تحقق هذا النصر المزعوم؟ لا تزال صدمة السابع من أكتوبر قائمة لم يستفق منها الاحتلال، والذي فقد هيبته وتبددت ملامح الصورة التي عمل عليها دهرًا لترسيخها في الأذهان، كقوة عسكرية واستخباراتية هائلة لا مثيل لها في المنطقة. عجز نتنياهو عن استعادة معادلة الردع، وهو يواجه -كما يسميهم الصهاينة-
أشباحا تخرج لهم من تحت الأرض لا يعرفون متى وكيف وأين سيخرجون، ومن ثم كان تركيزه على صناعة أي نصر وهمي، يلملم به شعثه أمام شعبه الذي يطالب بإقصائه، ولو كان هذا النصر هو تدمير القطاع وقتل الأطفال والنساء والشيوخ.
تأسيسا على هذه الرؤية، صوّر الكيان الإسرائيلي للعالم حصاره واقتحامه مجمع الشفاء الطبي بغزة على أنه انتصار وإيذان بالسيطرة على القطاع، وذلك بعد اختلاق أكذوبة وجود مقر قيادة حركة حماس والأسرى الإٍسرائيليين في المستشفى.
أمريكا لم تتوانى في التوطئة للاقتحام الصهيوني للمستشفى، إذ كانت التصريحات من جانبها تؤكد استخدام حماس المستشفى لأغراض القيادة والسيطرة ووجود أنفاق تحت المبنى، لتعطي غطاء شرعيا للاجتياح الصهيوني.
غير أن الاقتحام أسفر عن فضيحة كبيرة تضاف إلى سلسلة الفضائح التي لحقت بالاحتلال منذ الحرب، فلم يعثر على أنفاق، ولا على قيادات، ولا على أسرى. لم تكن هناك سوى حفاضات الأطفال و “ببرونات” الرضاعة، والأطفال الخُدّج الذين لا يجدون حضانات، وأجهزة التنفس العاطلة، لكن لا بأس بوضع دلائل ولو كانت واهنة كبيت عنكبوت، للبرهنة على نصر زائف.
عثر الاحتلال على (لابتوب)، لكن يبدو أنهم لم يكن لديهم وقت كافٍ لعمل كلمة مرور سرية للجهاز، لأنهم فتحوه مباشرة بغير عناء، في مشهد طريف جدا، يشعر المشاهد بأن المقاومة التي هزمت بسريتها جيش واستخبارات الصهاينة، عبارة عن بعض الصبيان الهواة الذين لا يكترثون للسرية، ولم يكلفوا أنفسهم عمل (باس وورد) للجهاز. ثم تأتي الأسلحة التي هلل لها الصهاينة كأنما عثروا على منظومة صاروخية للقسام، وأعني بضعة بندقيات من التي قد يحتفظ بها أي مواطن فلسطيني في بيته، وسترات ذخيرة تعد على الأصابع. سنتجاوز هنا ما تم تصويره من الحاويات الكرتونية التي أدخلها الاحتلال إلى المستشفى، ليتبين لاحقا أنها نفس الحاويات التي وجدوا فيها الأسلحة.
ونتجاوز أيضا أن الجهاز عندما فتحه جنود الاحتلال كان عليه صورة للمجندة أوري ماغديش التي قالوا سابقا أن الإسرائيليين قاموا بعملية خاصة لإنقاذها ثم تبين لاحقا أنها لم تكن بقائمة الأسرى لدى المقاومة، سنتجاوز ما قام به نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من رصد حذف مدة في المقطع، وإعادة نشره مع تعتيم الصورة على المجندة لعدم منطقية وجود صورتها كخلفية لجهاز تابع للمقاومة، كما بينوا أن الجهاز من النوعية التي لا تحتوي على محرك أقراص مضغوطة، ما يدحض مزاعم وجود أقراص إلى جوار اللابتوب.
سنتجاوز كل هذا ونتساءل: هل المقاومة التي تخوض هذه الحرب الشرسة باقتدار مع الكيان الصهيوني، ستترك بضعة بندقيات وسترات للذخيرة ولابتوب في المستشفى؟ هل عجزت المقاومة التي بنت مدينة أنفاق كاملة تحت الأرض، هل عجزت عن إخفاء هذه الأسلحة الخفيفة، ولم تجد سوى المستشفى لتخبئها فيها بهذه السذاجة؟ ولماذا تركت المقاومة وراءها هذه الأسلحة ولم تأخذها معها وهي التي بحاجة إلى سلاح؟ السؤال الأهم: إذا كان الاحتلال يهدد على مدى أيام باقتحام المستشفى ويطلق مزاعمه بأن هناك مقرات للمقاومة داخل المستشفى، هل ستنتظر المقاومة طيلة هذه الأيام والتحذيرات لكي تفر دون أن تطمس أي معالم لوجودها في المستشفى؟ أسئلة حتما لا يستطيع الاحتلال الإجابة عليها، لأنه لا يعبأ سوى بإظهار نفسه في شكل المنتصر، ولو كان نصرا زائفا ترفع له الأعلام الإسرائيلية على مستشفى، لكن هذا ما يحسنه الاحتلال فحسب، يقصف المستشفيات والمساجد والكنائس والمنازل، أما على الأرض، فهو مرتعد مرتعب يجر أذيال خيبته وهوانه.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون