ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
حدثت صديقي عن الداعية المغربي الشيخ الدكتور سعيد الكملي وأسلوبه الرائع وطرحه المتميز ومحاضراته القيمة ، وجهوده الطيبة ومواعظه التي يستفيد منها الناس والتي أستمع إليها أحيانا فأخبرني أنه صوفي وأنه وأنه وما حدثته عن داعية أو عالم أو كاتب إلا وجدت أنه قد حفظ له بعض العيوب والمآخذ التي لم أكن أعلمها فتعجبت وحاولت أن اوضح له أن أي خلاف مع عالم أو داعية في القضايا التي يحتمل فيها الخلاف بل ويستحب فيها الاجتهاد لأهله لا يعني أن ننكر كل جهوده وننسف كل ايجابياته ونعرض عن كل اجتهاداته فهو ليس ملاكا لا يخطئ والأصل أن نتحلى بالإنصاف وأن نتذكر قول الإمام مالك: " كل يؤخذ من قوله ويرد ؛ إلا صاحب هذا القبر " ، يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم . إلا أنه أصر وعاند ولم يعد يرى لعالم فضيلة أو لداعية مزية أو لكاتب إبداع فقلت في نفسي : ـ مثل هذا الشخص يريد ملك من الملائكة ينزل إليه من السماء ليحدثه فيستمع إليه أما البشر فلن يقبل منهم ولن يأخذ الثمرة من الشجرة ويترك الشوك فيها .
وإذا جئنا نتعامل بمنهج صديقي هذا فلن نستمع لأحد ولن نقرأ لأي أحد فلا يوجد عالم قد بلغ الكمال أو داعية قد سلم من زلة وجل من لا يسهو وسبحان من لا يخطئ .!
وللأسف البعض تخصص في الطعن في العلماء والدعاة فلا تجد عالما أو داعية إلا ونبشوا سيرته ونقبوا عن تاريخه ليجدوا له زلة أو هفوة أو ما يمكن أن يفهم أنه زلة أو خطأ ونشروه وعنونوا له بفضيحة الشيخ فلان وكارثة الشيخ علان وإن لم يجدوا له ما يريدون سألوا عنه بعض العلماء فيقول عنه حديثا عاديا فيضعون له عناوين كبيرة مثل " العلامة الفلاني يفضح فلان الفلاني " وغيرها ..
وقد وجدت مرة في اليوتيوب فيديو بعنوان : " الشيخ الألباني يكشف حقيقة علي الطنطاوي " وعندما شاهدت الفيديو وجدت ان الشيخ الألباني رحمه الله يقول : الشيخ علي الطنطاوي ليس عالما من علماء السلف هو أديب ويكتب في الأدب وفي التاريخ ولم يكتب في العقيدة ورأيه في الطلاق كذا وكذا ، فقلت : ـ سبحان الله أين الفضيحة في حديث الشيخ الألباني عن الطنطاوي رحمهم الله جميعا ؟! ليس كل العلماء لهم جهود في العقيدة وليس كل العلماء هم مثل الألباني فأين الخطأ ؟! كونه ليس بعالم أو اديب أو كاتب لا يعني أنه قد تردى في سواء الجحيم أو أنه قد فضح وكشفت حقيقته وإنما هذا في مجال الأدب وذاك في العقيدة والآخر محدث وهذا في الفقه له الجهد الكبير وهكذا ولكن بعض هؤلاء الذين تخصصوا في البحث عن عيوب العلماء والافتراء عليهم لم يتركوا عالما ولا داعية إلا ونبشوا له ولفقوا له ودبلجوا هداهم الله وليس هذا من النصيحة ولا من النصح للمسلمين وإنما هؤلاء يخدمون بعملهم هذا أعداء الأمة في تشويه الرموز والإفتراء على القدوات وتنفير الناس من العلماء والدعاة . وللأسف البعض من صغار طلبة العلم وقد نصبوا أنفسهم للجرح فلم يتركوا أحدا إلا وجرحوا وقالوا فيه ونفروا الناس منه وهذا منطق عجيب ومسلك غريب لم يسلكه لا سلف ولا خلف .!
◼️ منهج العلامة العمراني في الأدب مع العلماء ورحم الله شيخنا العلامة محمد بن اسماعيل العمراني لقد استطاع أن يأخذ الثمرة من الشجرة ويتجنب شوكها ، كان يأخذ العلم من مشايخ الهادوية وممن هم في غاية التشدد والتعصب للهادوية ويرون مجرد قراءة كتب علماء اليمن من المجتهدين الكبار أمثال شيخ الإسلام الشوكاني والمقبلي والجلال والأمير وابن الوزير رحمهم الله جميعا خروجا عن المذهب الصحيح ومعاداة لأهل البيت ومن يقرأها ضال منحرف عن طريق الحق ومن النواصب .
فكان يرد عليهم بأدب ويناقشهم بالحجة دون أن يصل إلى الخصام معهم أو يتطاول عليهم يقول القاضي العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ جلست للدراسة على أيدي الشيخ المحقق العلامة محمد بن صالح البهلولي وهو محقق في علم الأصول واللغة فبينما كنت أدرس في كتاب " إحكام الأحكام " لابن دقيق العيد ، وأثناء ما كنت أقول : قال الشوكاني يتصدى لي مباشرة معارضاً إياي بقوله : ـ ( اعرض عن هذا فهو مغفل جامد ) فصبرت وكتمت غيظي عله يتراجع، وبعد أيام توصلنا إلى مسألة وافقت قولاً للسيوطي مباشرة ، قال : ـ ( السيوطي حشوي حاطب ليل يقبل كل ما سمع ) فقلت: ( أصبر وأمضي في الدرس ) .
وبعد أيام وصلنا إلى درس فتذاكرنا أقول العلماء ، فقلت للشيخ : ـ
هناك رأي لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسألة التيمم ، فهو يقول : إن التيمم لا يرفع الحدث ! ) فقال : ـ ( هو أغا ) وهي كلمة تركية أستعملها أهل اليمن ويقصدون بها ( أمياً ) يعني أن عمر ابن الخطاب ـ والذي كان وزيراً للنبي صلى الله عليه وسلم ، بل الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : ( لو كان بعدي نبي لكان عمر ابن الخطاب )
(1) ، يقول عنه: أنه أمي : فمكان مني إلا أن أطبقت الكتاب ( حتى أحدث صوتا مزعجا ) ، وقمت مغاضبا وقلت للشيخ : ـ ( خاطركم وإلى اللقاء ) يعني مع السلامة ... فقال الشيخ : ( إلى أين ؟ ) ، فقلت : ( والله لا أدري ، جئنا نتعلم أم جئنا لنكسر شرف العلماء ، ونقدح ، ونعرض بالأئمة الأعلام ؟ هذه ليست دراسة هذه ( ... ).
اليوم الأول قلتم : إن الشوكاني جامد مغفل، واليوم عرضتم بالسيوطي وقلتم : أنه يسمع كل ما قيل ، وهو حشوي، واليوم الثالث تطاولتم على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : وقلتم عنه: أمي ، فأخشى أن تتطاولوا إلى جانب النبوة فتقولوا منكرا من القول وزوراً، هذا ليس علم ) . فأجاب : ـ
هذا لا يتصور منا ، أتريدنا أن نكون جامدين قراءتنا .
قلت : ـ لا ، ولكن إذا اعترضتم على شيء ، دعا داع إليه ، فلا يمنع ذلك من الرد ، ولكن بأسلوب علمي نقدي غير مجرح ولا مبدع ولا معرض بأحد نأخذ القلم ونكتب هذا القول ممن كان !!
رأي شخصي لفلان من الناس وفيه نظر !! وذلك لكذا وكذا... والصحيح والله أعلم كذا وكذا ...
وأنا بالتالي أكتبها في حاشية كتابي ، فما أن أقول بقولك أو أرد عليه إن كنت أهلا لذلك رداً علمياً مثل سائر العلماء ) .
واتفقنا في نهاية المطاف أن نرجع للقراءة من غير تعرض لأي عالم مهما كان بسوء أو مكروه ، إذ الرجل ( يعني شيخه ) كان عالماً محققاً في علم الأصول واللغة ، ولكنه كان متعصباً لمذهب الزيدية ويحاول مراراً أن يقلل من شأن غيره من أهل المذاهب الأخرى ، ولكن لم يمنعني ذلك من الاستفادة منه . إلا أن شيخنا العمراني رحمة الله تغشاه ـ ظل يصف الشيخ محمد البهلولي رحمه الله بأنه العلامة الأصولي المفسر اللغوي ويثني على علمه رغم تعصبه الشديد الذي ينبه عليه ، وترجم له شيخنا العمراني في مشايخه وأشاد بعلمه وظل يذكره بالخير ويشيد بعلمه ويعرف له حقه رغم ما حدث له معه .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ ورد هذا الحديث في باب فضائل عمر ابن الخطاب وقد اختلف فيه العلماء حيث صححه الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الترمذي ، وكذا حسنه الألباني في " صحيح الترمذي " وذهب الإمام أحمد وابن حبان إلى أنه منكر .