اليمن.. ثنائية الإيمان والحكمة..محاولة لفهم التاريخ
بقلم/ أحمد البابلي
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 6 أيام
الأربعاء 21 مارس - آذار 2007 04:19 م

مأرب برس – خاص

تهلل وجه رسول الله صلى الله علية وسلم واستبشر عندما رأى وفود أهل اليمن في عام الوفود تأتي مبايعة له وناطقة بالشهادة لا خوفا من جيش ولا درأ لخطر وإنما مؤمنة موحده ..

ولكن كيف حدث هذا ؟ أيعقل أن تكون كل هذه الوفود الإيمانية نتيجة لجهود من أرسلهم النبي إلى اليمن ؟ صحيح أن من أرسلهم النبي إلى اليمن هم من أصدق الرجال وأكثرهم رجاحة وفضلا ( معاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد....)

لكن أيعقل أن تكون كل تلك المجاميع الإيمانية نتيجة لجهودهم .. أم نتيجة لقصة باذان ( عامل اليمن الفارسي) الشهيرة ؟؟

هناك أمر سماوي خفي في الموضوع لا تميزه العين ولا يدركه العقل المادي ترى ماهو ؟ لكن مثلما أزال رسول الله الشك في النفس الإنسانية بنور التوحيد والإيمان أراد الله أن لا يجعل هذا التساؤل بدون إجابة ربانية إذا علمنا أن كلام رسول الله لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.. نعم أبشروا يا أهل اليمن قالها أشرف المرسلين بشهادة كل الرواه :- جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة .. الإيمان يمان والحكمة يمانية . صدق رسول الله أذا هي الحكمة والإيمان التي قالها رسول الله بكل الصراحة والوضوح وبدون خجل من الوفود الباقية المحيطة به لماذا يا ترى ميََََز أهل اليمن بثنائية الحكمة والإيمان ؟ لماذا اختار اليمن دون بقية أصقاع الأرض ؟

نحن نعلم أن رسول الله لم يزر اليمن في حياته.. لم يدخلها لا غزوا ولا فتحا لا قبل بعثته الشريفة ولا بعدها .. كررها النبي أكثر من مرة لقد دعا بالبركة للبلد الذي لم يره بقوله اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا ثلاث مرات لكي يقطع الشك باليقين ولكي لا يعتبرها صحابته مجرد دعوة عادية أسيرة احتياج آني .. لا .. هذا كلام يسير إلى الخلود ما سرى الليل والنهار .

نحن لسنا في معرض سرد أحاديث الرسول الأكرم في أهل اليمن فهي كثيرة ومعروفه لكننا سنركز على عنوان هذا المقال فقط.

كمحاولة للفهم من وجهة نظر شخصية لتفسير كلام رسول الله الذي قاله قبل أربعة عشر قرنا من الزمان في إيمان أهل اليمن وحكمتهم نورد بعض الشواهد التي تميزت بها اليمن منذ تاريخها القديم وحتى زمنها المعاصر وعندما نربطها في سياق واحد نجد ان ما قاله رسول الله في ما يخص الايمان والحكمة هو جدير بالوقوف عنده والتأمل فيه وما يزيدنا ذلك إلا ايمانا برسول الله وبدعوته وأيضا بعظمة البلد الذي ننتمي إليه:-

أورد القرآن في أخبار المرسلين في قصة سيدنا سليمان بن داوود عليهما السلام قصة بلقيس تلك الملكة اليمنية التي كانت تحكم اليمن والتي قدمت كملكة يمنية وولية أمر ما يمثل قمة الحكمة السياسية عندما قرأت رسالة سيدنا سليمان وقالت " ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون " النمل 32 للمرة الأولى تضرب اليمن وبالشهادة الربانية أول درس ديمقراطي للبشرية حينما تداولت الملكة كتاب نبي الله سليمان مع أهل الشورى في مملكتها وقالت " إن الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون "النمل35 وهذا التبصر الفطري بما سيحدث أرقى درجات الحكمة الامر الذي جنبها وبلادها ما كان سليمان عليه السلام يزمع فعله عندما قال " فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون " النمل37 وكما الحكمة فقد ضربت بلقيس مثال الايمان عندما قدمت على سليمان وأسلمت معة لله رب العالمين .

نعم برسالة الهدهد .. وكأن الزمن يعيد نفسه في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الوفود .. نفس الرساله .. ونفس الدعوه .. وأيضا كان من أهل اليمن ..نفس الجواب .

غريبة هي علاقة اليمنيين بالدين فهم ذوو نزعة تدينية بالفطرة وهذه الفطرة نأت باليمن كثيرا عن الوثنية باتجاه الديانات السماوية التي بعث في اليمن العديد من الرسل فقد اعتنق اليمنييون اليهودية قبل آلاف السنين عندما كانت هي الرسالة السماوية السائدة في ذلك الوقت وقد بقي من اعتنقها في اليمن جنبا الى جنب مع أخوانهم المسلمين متعايشين بسلام حتى نهاية الاربعينيات من القرن العشرين عندما هاجر معظمهم إلى الكيان العبري وبقي عدد من المئات منهم في اليمن لم تغريهم الوعود الوردية بالحياة الرغيدة في أرض الميعاد ، مفضلين ظروفهم المعيشية غير المترفه في اليمن ومتمسكين بأرضهم إلى آخر رمق في الارض التي عاشوا فيها بسلام ومحبة ضاربين كيمنيين مثالا رائع في الاصالة وكأن الحكمة لا تغادر اليمنيين مهما كانت ديانتهم.

تماما مثلما كان للنصرانية أو المسيحية مؤمنين كثر في اليمن قبل بعثة النبي الاكرم فقد احتضنت الارض اليمنية الرسالات السماوية في صدور أهلها بحثا عن جوهر الدين الحق وقد سجل القرآن الكريم لمسيحي اليمن مثالا ايمانيا عظيما عندما خيروا بين دينهم ونار الأخدود فاختاروا دينهم كما أتانا في سورة البروج .

أما قصة اليمنيين مع الاسلام فهي جديرة بالتوقف عندها قليلا حيث سجل التاريخ بأحرف من نور مبادرة اليمنيين إلى اعتناق الاسلام بشكل لم يناظرهم أحد من قبائل وأقطار الجزيرة العربية ، ما حدا بمفكر عربي للقول " أن هناك عدة تأويلات لسبب تلك المبادرة والمسارعة لكن أقوى تأويل هو ما جعل الله في نفوس اليمنيين من الايمان وفي قلوبهم من الرقة ومحبة الخير وما ادخره الله لهم بمحض فضله من إنعام و فضل "

وقد أكرم اليمنيون وفادة رسل رسول الله الذين ارسلهم اليهم ليعلموهم أمور دينهم عندما رأى رسول الله قلوب أهل اليمن قابلة للايمان فأخذوا عنهم دين الله وعملوا به وتحاكموا إليه ولعل دين الله ورسول الله لن ينسوا لليمن ولليمنيين بناء الجامع الكبير في صنعاء كأول دار للتوحيد خارج أرض الرسالة المحمدية سنة 6 للهجرة في وقت كانت الاصنام والأوثان تملأ بيت الله الحرام في مكة المكرمة .

حمل اليمنيون الرسالة الإسلامية إلى مشارق الارض ومغاربها... نعم... المشارق والمغارب بدون مبالغة فمثلما وطئت أقدام القائد اليماني عبدالرحمن الغافقي أرض فرنسا عبر الاندلس فاتحا غربا وصل اليمانيون إلى اقاصي آسيا داعين شرقا ، ناشرين ومبشرين بدين الله لما عرفوا عنه من ايمان ولما حبا الله اليمانيين من قدرة على التكيف في المجتمعات التي هاجروا اليها حيث ضربوا بأخلاقهم ومعاملاتهم وبحكمة نماذج مشرفة للمسلم الحق الأمر الذي دفع أهل البلدان التي هاجروا اليها إلى اعتناق الاسلام ، ويوجد العديد من اليمانيين الذين تبؤوا أعلى المناصب في البلدان التي هاجروا اليها سواء في آسيا كأندونيسيا وماليزيا وسنغافورة أو في أفريقيا كالحبشة وتنزانيا ومدغشقر كل ذلك بالكلمة الطيبة والموعظة والقدوة الحسنه .

نعود إلى ارض اليمن التي أصبحت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا تشع بالاسلام حوت بين جنباتها جميع المذاهب الاسلامية التي اعتنقها اليمانيون جنبا الى جنب بروحانية ومحبه وتعايش يعبدون ربا واحدا ويتوجهون نحو قبلة واحدة , لم تشهد اليمن تلك التمايزات الطائفية التي ظهرت في البلدان الاسلامية بحدة منكره إذ عاش الزيدي والشافعي والصوفي والسلفي على أرض اليمن بدون أي تصادم وفق منهج اسلامي يمثل سماحة الاسلام بعيدا عن التطرف والعنف وإثارة الخلافات ولم يخل التاريخ من حوادث شاذة بالطبع لكن اي نظرة متفحصة الى تلك الحوادث تجد وبوضوح ان العامل الخارجي هو السبب وتظل الفطرة اليمانية دائما هي المنتصرة .

في زمننا المعاصر نجد كيف استطاع اليمانيون بنفس الحكمة التي شهد لهم رسول الله بها قبل مئات السنين أن يتخلصوا من استعمار اجنبي جثم على بلادهم لما يزيد عن مائة عام في جنوب البلاد ومن كهنوت امامي عزل اليمن عن القرن العشرين في شماله ببسالة منقطعة النظير آمن اليمانيون خلال نضالهم لهذا الغرض بعدالة قضيتهم وثقتهم بالنصر رغم انعدام اسبابه ليتم تتويج ذلك بالثورتين المباركتين في سبتمبر وأكتوبر .

صحيح أن هناك أحداثا مؤسفة شهدها اليمن بعد قيام ثورتيه نتيجة لعدة عوامل من بينها الصراع بين الثوار واعتناق الفكر الماركسي الذي جعل أصدقاء الامس يذبحون بعضهم بعضا وايضا من دعم خارجي ليصبح اليمن ساحة لتصفية الخلافات العربية العربية في الستينات من القرن الماضي إلى الإنقلابات المتعددة في السبعينات وكل تلك الاحداث وإن كانت أحداثا مؤسفة ومظلمة في تاريخ اليمن كما هي عادة البلدان لا تستقر إلا بعد هيجان وتوتر غير ان الحكمة اليمانية والمعدن الاصيل لليمانيين يأبى إلا إن يعود ليشكل للعالم العربي والاسلامي أنجح تجربة وحدوية شهدها التاريخ المعاصر باعلان الوحدة اليمنية في مايو 1990م , نعم فعلوها مرة أخرى صدقت يارسول الله "الحكمة يمانية " فتحت ظروف دولية معقده وتوتر إقليمي محتقن استطاع اليمانيون ان يعيدوا لحمة بلدهم ويجمعوا شمله تحت راية واحدة متحدين وموحدين في وقت كان العالم يتجه باتجاة النظام الاوحد بعد زوال القطب السوفيتي وبداية عصر الامبراطورية الامريكية التي ترى في تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ سياسة كونية لها فكانت الوحدة اليمنية بين شطري اليمن بمثابة سباحة ضد طوفان لا يمكن التغلب عليه الا بارادة الله وهي التي انتصرت في النهاية .

في عام 1994م تمكن اليمانيون بالحكمة والايمان معا أن ينتصروا لوحدتهم ويحفظوا شمل بلدهم ضد دعاة الفرقة والانفصال الذين لم يفهموا حقيقة حكمة اليمانيين وايمانهم عندما حاولوا شطر اليمن وكأنهم يريدوا للتاريخ ان يرجع الى الوراء ورغم أنهم اعتمدوا على دعم خارجي لا محدود إلا ان السواعد اليمانية وبالامكانات المتوفره تغلبت على دعاة الانفصال ليصدر قرار حكيم جدا بالعفو العام بعد ذلك والذي طوي به ملف الحرب ليعود من أرغموا على الاشتراك في الانفصال إلى حضن الوطن الأم مواطنين صالحين وهم يطوون صفحة سوداء من تاريخ اليمن بفعل قرار حكيم متبصر للمستقبل .

مرة أخرى وعقب خروج اليمن من أتون حرب الانفصال مثقلا بهموم اقتصادية واصلاحات سياسية كبرى يفاجأ العالم بالقوات الأريتيرية تحتل جزر حنيش اليمنية في البحر الأحمر في عمل عسكري أرعن كان سيدخل المنطقة في توتر إضافي كان العالم في غنى عنه , وكانت اليمن تستطيع بقوة حقها التاريخي والجغرافي وبإيمان أهلها بعدالة قضيتهم أن ترد على العدوان عسكريا لكن ذلك كان سيدخل اليمن في نفق لم يكن أحد سوى الله يعلم كيف ستخرج منه لكن بدلا عن ذلك أذهل رد الفعل اليمني العالم فبعد أن تلقت اليمن الصدمه استطاعت ضبط ردة فعلها بحكمة غير مسبوقة في التاريخ العربي (الذي يحفل بردات الفعل الغير مدروسه ) عندما أعلنت قبولها بالتحكيم الدولي مع أريتيريا لإثبات حقها في الجزر ورغم اتهام بعض الاطراف الداخلية نتيجة للمماحكات السياسية للقيادة اليمنية بالتهاون في الرد على العدوان إلا ان نتيجة التحكيم الباهرة لصالح اليمن بعد ثلاث سنوات من العدوان أسكتت كل أصوات الحرب اللامسؤولة وأعيدت الجزر لأصحابها الحقيقيين بحكمة جنبت اليمن إراقة أي قطرة دم كان من الممكن صونها .

وتتواصل الامثلة اليمانية المترعه بالحكمة وضرب الأمثله المشرفة فعلى صعيد الديمقراطية والانتخابات جرت أول انتخابات نيابية حره في عام 1993م تلتها انتخابات أخرى عام 1997م ثم 2003م وجرت أول انتخابات رئاسية عام 1999م تلتها انتخابات 2006م والتي كانت أول منافسة ديمقراطية حقيقية على من يحكم اليمن , بالاضافة الى انتخابات المجالس المحلية لعام 2001م وعام 2006م في اطار اللامركزية الادارية , كل هذا الحراك الديمقراطي كان نابعا من توجه داخلي يمني لم يكن يلزم القادة اليمنيين أي شئ لاستحداثه وخوض غماره في محيط إقليمي لا تزال الديمقراطيه فيه تحبو على إستحياء, فقد كان هذا التوجه الديمقراطي قبل أحداث 11 من سبتمبر2001م والتي أصبح بعدها فرض الديمقراطية من الخارج هو الهاجس الذي يقض مضاجع الحكام .. نعم ادرك اليمنيون ذلك قبل 11 سبتمبر 2001م ومرة أخرى ( يدرك اليمنيون بفطرتهم وحكمتهم ما لا يدركه غيرهم إلا مرغمين ) .

وإذا تكلمنا أهل اليمن فلا بد من ذكر حفيدات بلقيس وأروى بنت أحمد الصليحي وذكر حصتهن من الايمان والحكمة فقد توج ذلك بوصول المرأة في اليمن إلى درجات مرموقة فإذا كانت ولية الأمر في التاريخ القديم فقد وصلت إلى أن أصبحت نائبة في البرلمان ووزيرة وسفيرة وقاضية في وقت تحتاج فيه المرأة في بعض الدول العربية إلى فتوى دينية لا لأن تتنسم أعلى المناصب ولكن لتقود السيارة ويضرب اليمانيون مثلا آخر لا يخلو من الحكمة مؤداه ( أن التطور الفكري لا يقاس دائما بالتطورالمادي ).

عندما ننظر إلى العالم المتصارع اليوم نجد أن العالم منقسم على نفسه فمن محاور الشر والخير إلى مفهوم الدول المعتدلة والمتطرفة إلى الدول المناطحه والمنبطحه إلى تقسيمات عديدة يصعب على أي دولة تخوض غمار السياسة أن توازن بين مصالحها ومبادئها وإذا حاولنا أن نرى موقع اليمن في هذا الخضم نجد أن الحكمة تبرز من جديد يمانية وتفسير ذلك فإنه يصعب على أي محلل أن يصنف اليمن ضمن التصنيفات السابقة حيث تحافظ اليمن ببراعة على الموازنه بين مبادئها الوطنية والدينية والقومية والأخلاقية في مقابل مصالح ومتطلبات وضغوط لا ترحم تقوم على الواقع والامكانيات الداخلية وتفرضها المتطلبات الدولية التي يدفعها النظام العالمي الجديد , فالبرغم من أن اليمن ما انفكت تعلن عن مواقفها القومية والعروبية تجاة العراق وعدم شرعية احتلاله وفلسطين ودعم مقاومتها امام الاحتلال والضغوط على سوريا ورفضها وغيرها إلا أن اليمن في نفس الوقت تحتفظ بعلاقات مميزة مع الولايات المتحدة بل وتدفعها على دعم خططها التنموية وهكذا وبكل حكمة تواصل اليمن مسك العصا من المنتصف وتحافظ على شعرة معاوية مع الجميع وهذا ما يسمى في علم السياسة بالمسايسة ومانسمية نحن " بالحكمة اليمانية " .

نصل إلى ملف ساخن وهو الاحداث الأليمه في محافظة صعدة ورغم أن الاحداث لا تزال جارية هناك وتؤثر على استقرار الوطن وتنميته إلا أن اليمنيين وكما تجاوزوا محنا أشد فتكا وتأثيرا على الوطن على مر التاريخ هم قادرون على تجاوز هذة المحنة بحكمة وصبر , وقد يتساءل أحدهم قائلا وهو أين الحكمة في موضوع كهذا والقتال دائر ونزف الدماء يجري لكن الاجابة هي أن الحكمة قد تستدعي بل وتستوجب الشده أحيانا , فقضية الحوثي هي ليست قضية دينية أو مذهبية وإسباغ هذة الصفة عليها تؤثر في النظرة التاريخية لليمن التي لم ولن تعاني من توتر ديني أو مذهبي كما أسلفنا ولكن الحقيقة هي أن الدولة وبعد استنفاذ جميع الوسائل السلمية تواجه تمردا غير شرعيا مهما كانت مطالبه قام برفع السلاح في وجه الدولة مما استوجب ردعه بكافة الوسائل بما فيها العسكرية وإن كانت هناك وسائل كثيرة يجب أن تتبع الحل العسكري وحل الموضوع جذريا بحكمة وروية كما هو ديدن اليمنيين دائما .

ختاما نرى من كل ما سبق أن التكريم الرباني لليمن جاء من معطيات تاريخية وجغرافية وإنسانية سامية جعلت اسم اليمن مقترنا بالحكمة والايمان واذا كانت اليمن قد حازت على هذا الشرف بمنحة ربانية فإن اليمانيين مطالبون بالحفاظ عليه وضرب أروع الأمثله لتطبيقه بأيديهم حيث أن المستقبل أمامهم والتاريخ لا يرحم .

( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِم آيةٌ جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)