فخامة الرئيس سأصارحك وإن شئت عاقبني
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر
الأحد 07 فبراير-شباط 2010 04:51 م

الأخ رئيس الجمهوريه اليمنيه الأكرم

سلام الله عليك ورحمته وبركاته أما بعـــــد:-

منذ ما يقارب العام وأنا في هم وغم تحول بسببهما ليلي الى نهار ونهاري الى ليل ، لا لشي وإنما لأني بليت بحب اليمن ، نعم بليت بحب وعشق اليمن التي صارت شقيه مع أنها تلقب بالسعيده ، وأمست بلد الخوف مع أنها بلد الإيمان والأمان ، وأصبحت تحتضن على ظهرها وحوش كاسره كلاً منها يريد الإنقضاض على الأخر مع أنها بلد الأخوه والمحبه والسلام .

كل ذلك أحزنني وأبكاني ، فقمت جاهداً أبحث عن السبب لأعرف هل هو داخلياً أم خارجيا ، وهل هو مؤقتاً أم مزمنا ، وهل هو بسيطاً أم مستعصيا ، وبعد ذلك الجهد والإجتهاد عرفت السبب وإذا بهِ داخلياً أكثر منه خارجي كون الثمره لا تفسد إلا من داخلها ، وهو مؤقتاً أكثر منه مزمنا إذا تلافينا مسبباته ، وهو بسيطاً أكثر منه مستعصا لانه لم يتكمن بعد من إختراق الجسد اليمني بأكمله .

ذلك السبب يا فخامة الرئيس هو السلطه الرسميه التي تحكم الجمهوريه اليمنيه والتي أنت على راسها يا فخامة الرئيس لماذا ؟

لأنك يا فخامة الرئيس تركت الحبل على الغارب لذوي القربى والأعوان يسرحون ويمرحون على أرض السعيده كما يريدون دون عقاب أو قل دون إنذار بل قل دون لفت نظر .

فخامة الرئيس القوي في ظل حكمك يبقى قوياً ولو سرق أونهب أو إغتصب أو قتل ، والضعيف في ظل حكمك يبقى ضعيفاً ولو سُرق أو نُهب أو قُتل ، وهذا خطاء جسيم كان سبباً في إنهيار دول ، وتفكك إمبراطوريات ، كونه يورث حقد الفقراء على الاغنياء ، ويجعل الشرفاء خائنون وعملاء عندما يرون أموالهم تنهب ، وحقوقهم تضيع ، وجهودهم تهدر.

الواجب والمفروض يا فخامة الرئيس أن يكون في ظل سلطتك القوي ضعيفاً حتى تأخذ الحق منه ، ويكون الضعيف في ظل سلطتك قوياً حتى تأخذ الحق له ، والواجب يا فخامة الرئيس أن أي شخص في حكومتك سواء كان قريباً أو بعيداً قل شاكروه وكثر مبغضوه الواجب تنحيته عن السلطه وإنزال حكم القانون في حقه حتى يكون عبرة وعظه لكل من تسول له المساس بثوابت هذا الوطن الغالي أو بحقوق هذا الشعب الكريم ، وفي المقابل فإن أي شخص كثر شاكروه وقل مبغضوه الواجب أن يكرم ويرفع الى أعلى الرتب ليكون مثلاً به يقتدى وأثراً بهِ يحتذى ، وليعرف الشرفاء والمخلصون من خلاله أنهم إن قدموا لهذا الوطن ما يستحقه من وفاء وإخلاص فإنهم لن يغبنوا بل سيعطون حقوقهم وينالون إمتيازاتهم .

فخامة الرئيس القضاء لا تحكمه القوانين بل تحكمه الرشوه والوجاهه وذوو النفوذ ، وذلك سبّب أكل أموال الناس بالباطل ، وأن الغني يزداد غنى لأخذه أموال الفقراء والمساكين دون مقابل ، والفقراء يزدادون فقراء لعدم وجود من يأخذ حقوقهم ممن سلبها .

فخامة الرئيس معيار التوظيف في كافة مرافق الدوله العليا منها والدنيا ليس الكفاءه والخبره والأمانه والثقه بل معياره الأهل والأحبه والأنساب والأصحاب وإن لم يوجدوا فالمعيار الواسطه ومن يدفع أكثر سيحظى بوظيفه مرموقه .

فخامة الرئيس مفهوم حرية التجاره يعني أن بإمكان أي شخص أن يمارس أي نشاط تجاري مادام هذا النشاط ليس مخالفاً للشرع والقانون عند جميع الدول أما عندنا فمفهومه أن يدخل التاجر للبلاد ما يشاءمن سلع سواء ما كان منها جيداً او رديئاً وسواء أكان حسناً أو قبيحاً ، وفيما يخص الأسعار فمن حق التاجر أن يرفعها وقت ما يريد دون ضمير أو وازع ديني أو رقيب فكل ما يهمه هو كسب أعلى قدر من الأرباح .

فخامة الرئيس وجد خريجي الجامعات أنفسهم لا يملكون واسطه وليس في جيوبهم المبالغ التي تمكنهم من الحصول على وظيفه فما كان منهم إلا أن باعوا إما ذهب نسائهم أو ما ورث لهم أبآئهم من أرض ليشتروا سيارات أجره علهم يكسبون من ورائها فإذا بأسياد القوم وكبارهم يقيمون شركات لسيارات الأجره من أجل محاربة المواطن المسكين الضعيف رغم أنهم في غنى عن تلك الشركات .

فخامة الرئيس الشعب اليمني وفي وكريم فها أنت تسمع بالإنقطاعات المتكرره للكهرباء ولكن الشعب لم يظاهر أو يعمل ما يقلق السكينه العامه بل من كان قادراً منهم على شراء مولد كهربائي شراه ومن لم يكن قادراً رضي بما هو مقسموم له من الاسى والحرمان .

فخامة الرئيس الذئاب الشرسه من الداخل تتربص بك أنت شخصياً وتريد الإنقضاض عليك ، مستغلة كل ما ذكرته سابقاً من أجل تأليب الناس عليك وتكرهك في قلوبهم فلماذا لا تستعين بالشرفاء والمخلصين ليعينوك في تدبير شئون دولتك ويحبّبونك عند شعبك ، نعم عليك الإستعانه بالذين أيديهم نظيفه من الأموال الحرام وأنت أكثر الناس معرفة بهم .

فخامة الرئيس والله إن الذئاب تنتظر الفرصه لتنقض عليك ويعلم الله أنهم لو تمكنوا لطمسوا كل ما له صلة بأسم على عبدالله صالح ، وليس غريباً أن يصل بهم الأمر الى هدم مسجدك لكي لا يبقى لك أثر ، كيف لا يمكن أن يحصل ذلك وهم يلقبونك بألقاب لا تليق بشخصك ، ويشوهون سمعتك عبر وسائل الإعلام المختلفه كونهم يجعلون الحبة قبه والحبل ثعباباً ، ويطالبونك بالتنحي عن السلطه مع علمهم إنك مختار من قِبل الشعب ولم تغتصبها .

فخامة الرئيس ليس مهماً أن يكون المجتمع الدولي راضياً عنك ، بل المهم والأهم هو أن يكون شعبك الذي منحك ثقته راضياً ومؤيداً ومؤازراً ومناصراً لك ولحكومتك لأنك منهم وهم منك .

أخيراً فخامة الرئيس قلت ما يجول في خاطري ليرتاح ضميري وينشرح صدري ولم يتبق لي إلا أن أقول لك إنك عشت عظيماً حراً حكيماً فبالله عليك بل أترجاك بل أتوسل اليك أن تعمل وتفعل كل ما يبقيك بعد موتك عظيماً حراً حكيماً .

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته