ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
الرئيس اليمني، الذي بدأ حكمه 'مرتديا كفنه'، تمكن من تجاوز جميع الازمات ويسير ببلاده اليوم الى بر الامان. "كنت اشعر بصعوبة المهمة واعرف ان فقداني لحياتي سيكون في اية لحظة، لكن التضحية في سبيل الوطن واجبة وسهلة". "لقد اخترت كفني ولم اخش شيئاً عندما طلب مني تحمل المسؤولية.. وما كنت اخشاه هو ان ينتكس الوطن." بهذه الكلمات وصف الرئيس علي عبدالله صالح مشاعره القوية وهو يعتلى على كرسي حكم اليمن يوم 17تموز/يوليو 1978.
دعونا نعود مع التاريخ الى الوراء لنتذكر أبرز العناوين في أول خطاب ألقاه الرئيس صالح عند توليه مقاليد الحكم.
"نؤكد لجماهير الشعب اصرارنا على مواصلة مسيرة البناء الشامل في اطار من الحرية والديمقراطية.. وسوف امد يدي نظيفة الى الجميع من اجل بناء اليمن ومن اجل سعادة شعبنا وامنه واستقراره وسيادته.. ولن نفرق بين مواطن وآخر الا من حيث السلوك والممارسة".
فماذا تحقق خلال 29 سنة من حكم صالح لليمن؟
قراءة تاريخية في الظروف التي تولى فيها الرئيس الحكم
عاشت اليمن معظم سنوات عقد السبعينات من القرن المنصرم في دوامة العنف والفوضى ما جعلها مرحلة حرجة بكل المقاييس سواء فيما كان يسمى شمال اليمن او جنوبها حيث شهدت البلاد اوضاعاً خطيرة ومعقدة نتجت عن حالة الفراغ السياسي التي جاءت كمحصلة طبيعية لجملة من الأحداث والاغتيالات السياسية الدامية وحالة من العبثية وعدم الاستقرار على المستوى الداخلي وعدم وضوح الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن ضبابية الرؤية لعلاقة اليمن بالخارج على المستوى الاقليمي او الدولي.
كانت هناك اضطرابات عنيفة في المناطق الوسطى قبل قيام الجمهورية اليمنية فجاء تولي علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في تلك الفترة بعد انتخابه من قبل مجلس الشعب التأسيسي، رغم عدم ثقة البعض في قدرته على تجاوز كل تلك المعضلات التي كانت تمر بها اليمن في تلك الفترة قبل مجيئه، الا انه بدأ بتشخيص للحالة التي تعيشها اليمن في تلك الفترة فاتجه في البداية لايجاد وثيقة وطنية حدد فيها الخطوات الرئيسة حول القضايا الداخلية والخارجية فكان ان اتخذ قراراً هاماً لتشكيل لجنة الحوار الوطني من 51 عضواً ان من كافة الوان الطيف السياسي في الساحة اليمنية ومن هنا بدأت حالة الانفراج السياسي ورغم ان الدستور اليمني في تلك الفترة كان يحرم الحزبية. الا ان الرئيس اعترف بالاحزاب وجعلها تشارك ضمن الاطار الكلي الذي جمع كل تلك القوى السياسية فكانت هذه الخطوة الاولى لاحداث الاستقرار فعكست نفسها على الانفراج بين المواطن والدولة والانفراج بين شطري الوطن قبل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وانتقل الصراع المسلح الدامي الى حوار فكري سياسي ثقافي اقتصادي واثبت ان الحوار هو السبيل الوحيد لانقاذ اليمن مما كان يعانيه.
ويمكن تلخيص أبرز نقاط الواقع السياسي الحرج الذي شهدته فترة السبعينات من خلال جملة من المؤشرات الواقعية في تلك الفترة وهي كما يلي :
اولا: سادت الصراعات بين القوى السياسية في البلاد وأخذت اشكالاً وابعاداً مختلفة.
ثانيا: اندلعت القلاقل والصراعات المسلحة وأعمال التخريب التي انتشرت في عدد من المناطق وخصوصا في المناطق الوسطى من اليمن.
ثالثا : ازدادت التوترات التي كانت حاصلة في العلاقات بين شطري اليمن، حينها، وما كانت تؤدي اليه من تداعيات على صعيد الاشتباكات والصدامات والمواجهات العسكرية بين الطرفين.
رابعا: حوادث الانقلابات والاغتيالات، إذ شهد العام 1974م انقلابا عسكرياً قاده المقدم ابراهيم الذي استولى على السلطة، وتولى رئاسة اليمن، لمدة ثلاثة اعوام وبعد اغتياله في تشرين الاول 1977م، تولى السلطة المقدم احمد الغشمي، وبعد اشهر معدودة، قتل، هو الآخر، وذلك في يوم الرابع والعشرين من حزيران 1978م، بواسطة حقيبة ملغومة حملها اليه مبعوث من سالم ربيع علي رئيس الشطر الجنوبي من اليمن، انذاك.
خامسا : وكذلك الحال بالنسبة لجنوب اليمن الذي شهد هو الآخر انقلابات ودورات عنف وصراعات ومواجهات اكثر دموية، وبصورة متكررة بين اطراف السلطة واجنحة النظام الاشتراكي الماركسي في الشطر من الوطن اليمني.
سادسا : عاشت اليمن قبل عام 1978م، حالة من الانفلات الامني الكامل والفراغ السياسي، ووصلت الاوضاع الى حد، كان معه اليأس قد دب في نفوس اليمنيين الذين كانوا قد فقدوا الامل، وكانوا يتخوفون من حرب اهلية شاملة تأتي على الاخضر واليابس.
مجلس الشعب واختيار صالح "المنقذ" في ظل عجز بقية الاختيارات عن المواجهة
بعد مقتل الرئيس الغشمي، وفي أوضاع حرجة للغاية كانت فيها البلاد على مشارف هاوية الحرب الأهلية، قرر مجلس الشعب التأسيسي ان يظل في حالة انعقاد دائم في وقت احجم فيه الكثيرون عن تولي السلطة ورفضوا تحمل مسؤولية قيادة اليمن لأن الأوضاع وحوادث الاغتيالات والانقلابات أرهبت الجميع وزرعت الخوف في نفوسهم وجعلتهم يتهربون ويرفضون تولي منصب رئاسة البلاد على اعتبار ان الجلوس على كرسي الرئاسة كان يعني "الموت". وفي السابع عشر من يوليو من العام 1978 تولى الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في اليمن حيث جرى انتخابه لأول مرة رئيساً للبلاد من قبل 75% من اعضاء مجلس الشعب التأسيسي الذي كان قائما حينها وذلك بعد أن رأى مجلس الشعب التأسيسي ان اليمن بحاجة الى شخص قوي لديه القدرة والكفاءة على خوض غمار التحدي ومواجهة الاخطار المحدقة بالوطن وابنائه ليستقربهم الرأي على علي عبدالله صالح الذي كان، وقتها يشغل منصب قائد لواء محافظة تعز.
بداية ديمقراطية ذكية وحذرة لسياسة معالجات ذكية للرئيس صالح
اعتمد صالح بعد تولية الحكم مباشرة سياسة قائمة على نشر مبادئ الابتعاد عن التبعية والولاءات الحزبية والمناطقية الضيقة من خلال تجسيده بشكل فعلي لقيم التسامح والحوار حيث بادر الى اصدار قرار عفو عام، شمل جميع المتورطين في اعمال الفوضى والتخريب التي شهدتها اليمن، حتى ان اولئك الذين تورطوا في مؤامرة الانقلاب الفاشلة شملهم هذا القرار ما شكل تمهيدا سياسيا ذكيا لوضع حد لأعمال العنف والصراعات والفوضى التي كانت سائدة في اليمن وذلك
من خلال جملة من الخطوات العملية:
أولا: كانت اولى خطوات الرئيس علي عبد الله صالح عند توليه مقاليد الحكم في اليمن، عام 1978م، ان عمل على تهدئة الأوضاع في البلاد واعادة مناخات الأمن والاستقرار من خلال جملة من الخطوات والتدابير التي حرص على اتخاذها سار الرئيس منذ اليوم الاول لتوليه، على منهجية الحوار، والتسامح، ومد يده بيضاء للجميع من مختلف القوى والاطراف السياسية، مركزاً على اسلوب الحوار، منذ البداية، اساسا للتعامل مع الاخرين وفي معالجة مختلف القضايا الوطنية التي كان في مقدمتها تلك الاوضاع التي تمثلت باعمال العنف والفوضى والصراعات السياسية وحالة عدم الاستقرار التي كانت سائدة في اليمن خلال الفترة التي اعقبت قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وحتى عام 1978م.
ثانيا: عمل على تشكيل لجنة حوار وطني ضمت ممثلين عن مختلف القوى والتيارات والفعاليات والسياسية والاجتماعية في الساحة اليمنية.
ثالثا: توصلت لجنة الحوار الوطني الى صياغة وثيقة وطنية وافق عليها جميع الاطراف، وسميت "الميثاق الوطني".
رابعا: عقد على اثر ذلك مؤتمر عام تم انتخاب اعضائه من قبل المواطنين، على مستوى المناطق اليمنية. كذلك شاركوا في استفتاء على مشروع الميثاق الوطني . وكان لذلك المؤتمر الذي استمر كتنظيم، اطلق عليه المؤتمر الشعبي العام وضم في صفوفه جميع الاطراف السياسية والتيارات الحزبية، أن أقر الوثيقة. وهذا التنظيم هو الحزب الحاكم حالياً في اليمن . اما الاحزاب القائمة في الساحة اليمنية فقد كانت جميعها منضوية فيه قبل ان تعلن عن نفسها وتتشكل كاحزاب مستقلة بعد قيام الوحدة اليمنية في ايار 1990م.
خامسا: انتهج الرئيس علي عبدالله صالح سياسة تقارب ذكية رمى من خلال الى تهدئة الموقف مع من كان يعرف بجنوب اليمن، ووضع حداً للتوترات التي كانت قائمة فيه من خلال الحوار السلمي وسلسلة من اللقاءات التي كانت تتم بين المسؤولين في الشطرين قبل الوصول الى تحقيق الوحدة.
أسباب اختيار صالح للحكم
أولا: خبرته العسكرية القوية التي جعلته المؤهل الوحيد للسيطرة على الوضع المعقد بما يملكه من شخصية نافذة تظهر واضحة من خلال نظراته الثاقبة ونبرة صوته القوية باعتباره قائدا عسكريا ماهرا ومتمرسا يجيد استخدام جميع الاسلحة ويحرص على تطوير قدراته القيادية العسكرية. ولأهمية الخبرة العسكرية الفذة التي صاحبته منذ مطلع شبابه حيث كان يحرص رؤساء اليمن السابقين على الاستعانة بقوة هذا الرجل وحزمه وخبرته العسكرية والقبلية لمواجهة أي طارئ او تهديد امني لاستقرار البلد خصوصا وان قدرات صالح في القيادة العسكرية ساعدته في ترقي المناصب والرتب العسكرية الى ان أصبح قائدا عسكريا للواء تعز الذي كان يمثل محورا عسكريا هاما في البلاد وجعل من صالح شخصية قيادية مهمة لها دورها الكبير في المحافظة على أمن واستقرار البلد.
ثانيا: علاقته القوية بالقبائل، فالرئيس يعتبر رمزا قويا للقبائل اليمنية. فهو رجل قبلي اكتسب جميع عناصر القوة والشجاعة والشهامة القبلية ويعرف بحرصه على المحافظة على الاعراف والتقاليد الايجابية القبلية. وهو رجل ينتمي الى واحدة من اكبر واقوى القبائل اليمنية وهي قبيلة حاشد ويعتز صالح ويفاخر بجميع القبائل اليمنية وكثيرا ما يتصرف بطريقة تجعل منه نموذجا قبليا مثاليا بالنسبة للقبائل اليمنية من خلال حرصه على المحافظة على اصول وعادات اعراف القبائل الحسنة شكلا ومضمونا حيث يحرص على اظهار ثقافته القبلية ومعرفته بجميع القبائل وعلاقاته بأفرادها ومشايخها بالاضافة الى يحرص على ممارسة جميع الطقوس الايجابية للقبيلة في عادات الاعراس والعزاء والاعياد كما انه يحرص على ارتداء الزي القبلي في المناسبات الداخلية والخارجية وقد استطاع صالح ان يحظى بمكانة متميزة بين القبائل اليمنية قبل صعوده الى الحكم وأن يرتبط بعلاقات قوية بها.
ثالثا: الشجاعة وروح المغامرة التي كان مشهورا بهما صالح في الوسط العسكري حيث كان من المعروف عنه أنه لا يخشى شيئاً، فكان شجاعاً ومشاكساً وعرف عنه جميع زملائه في تلك الفترة انه لا يخاف شيئا وقد أثارت شجاعته وجرأته إعجاب رؤسائه بالجيش فترقى في الرتب العسكرية بسرعة حتى أصبح في عام 1975 القائد العسكري للواء تعز، وقائد معسكر خالد بن الوليد ما أكسبه نفوذاً كبيراً، ومثل الجمهورية العربية اليمنية في عدة محافل خارج البلاد وبعد توليه مسئولية أمن تعز عاصمة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وعاصمة الجمهورية العربية اليمنية الثانية، أصبح علي عبد الله صالح من أكثر الشخصيات نفوذاً في اليمن الشمالي، وبالتالي فقد أقدم صالح على تحمل المسؤولية وخوض غمار التحدي الصعب في خطوة وصفته حينها، بأنها مجازفة خطرة من جانبه الى درجة ان الكثيرين قالوا، يومذاك، ان علي عبدالله صالح قرر الانتحار، اختار الموت لنفسه. فهو عندما تقدم نحو كرسي الرئاسة، وقبل ان يتولى مقاليد الحكم، كان يتوقع الموت في اي لحظة، الى درجة انه كان قد جهز لنفسه كفنا واحتفظ به استعداداً للقاء الموت الذي كان يتوقعه. الشيء المدهش في تاريخ علي عبدالله صالح في حكم اليمن هو ان هذا الرجل لم يخطط أبدا للوصول الى كرسي السلطة الذي يتربع عليه منذ تسعة وعشرين عاما ولم يخطر بباله او يحظى باهتمامه او يندرج ضمن احلامه وطموحاته منذ بداية حياته ومقتبل شبابه ان يصبح في يوم من الايام حاكما لليمن وكان منتهى احلام الضابط علي عبدالله صالح أن يصبح قائدا عسكريا محنكا يتمكن من استثمار مهاراته وابداعاته القيادية عبر قيادة لواء عسكري كبير يحظى فيه بالحب والاحترام من الاف الجنود. وهذا ما حققه صالح بالفعل عندما اصبح قائدا للواء تعز ويفاخر الرئيس صالح دائما بأن السلطة جاءت اليه وانه لم يذهب اليها او يبحث عنها. وهذه حقيقة تاريخية موثقة حيث لم يكن صالح يعلم ان الاقدار ستسوق اليه كرسي الحكم. ولعل الذين أشاروا بأصابعهم باتجاه الضابط علي عبدالله صالح باعتباره الرجل المناسب للقيام بهذه المهمة الانتحارية ـ في ذلك الوقت ـ كانوا على يقين كامل في انفسهم بأن هذا الرجل سيلقى مصير الحمدي والغشمي وانه لن يمضي عليه العام حتى يكون في ذمة الله. لكن المفاجأة التي خبأتها الاقدار وفاجأت الجميع بها هو ان صالح نجح في حكم اليمن واظهر براعة غير عادية في استئصال أسباب ومسببات الحرب الاهلية.
رابعا: استخدامه لذكائه السياسي الفطري وتوظيفة بطريقة ديمقراطية سليمة تدرأ الأختلاف والنزاع المسلح بالحوار حيث اجتمعت المهارة والحنكة والذكاء السياسي وهي الصفة الابرز والغالبة على الرئيس صالح مع الصفات العسكرية القوية وكان ذلك الاسلوب الديمقراطي هو الذي مكن صالح من تدشين بداية موفقة لحكمه في 1978م وهو ايضا ما شكل أحد أسباب نجاحه في السيطرة على الوضع المعقد التي كان عليه البلاد في تلك الفترة ومربط الفرس الذي مكن صالح من تجاوز الصعوبات التي واجهته في بداية حكمه خصوصا هو انه جاء بلغة العقل والحوار بدلاً عن لغة المدافع والانقلابات والمؤامرات والبؤس الاجتماعي والاقتصادي والخوف النفسي التي كانت تسيطر على الوضع اليمني بشكل عام لأن صالح أساسا جاء الى الحكم بطريقة ديمقراطية تمثل الشعب ولم يصعد الى السلطة على ظهر دبابة.
تقييم لمسيرة حكمه لثلاثة عقود
على مدى قرابة ثلاثة عقود أمضاها الرئيس صالح في السلطة يجمع المراقبون والمحللون السياسيون على ان الرجل اثبت مهارته وحنكته السياسية منذ اللحظة الاولى لوصوله الى السلطة وهو لا يزال منذ ذلك الوقت في سدة الرئاسة. ورغم تعدد إنجازاته الا ان الوحدة اليمنية تبقى هي أهم انجاز حققه حيث أصبح رئيسا لليمن الموحد بعد جهوده السياسية التي بذلها باتجاه دمج الشطرين في العام 1990 وقام الرئيس صالح بترسيخ هذا المنجز الكبير حينما تمكن بعد أربع سنوات من إعلان الوحدة اليمنية من الحفاظ على وحدة اليمن بعد نجاحه في سحق محاولة جنوبية للانفصال وأتاح له هذا الانتصار السعي الى اطلاق مسارا ديمقراطيا متناميا حيث فتح جميع الابواب والنوافذ اما مبادئ التعددية السياسية ومبادئ الحريات الصحفية كما نظم انتخابات تشريعية العامين 1993 و1997 إضافة الى انتخابات رئاسية في1999 وهو ما جعله يستحق في ديسمبر 1997 قرار البرلمان اليمني بترقيته الى رتبة مشير تقديرا لدوره "التاريخي والوطني في إقامة اليمن الجديد".
كما برزت مهارات صالح على صعيد نجاحه الفائق في انتهاج سياسة خارجية متميزة وتميزه في تعزيز علاقات اليمن بكل الدول العربية والاقليمية وبالنظام العالمي حيث كانت سمعة اليمن السياسية والدبلوماسية في الماضي لا تكاد تذكر لكنه تمكن من خلال سياسة خارجية نشطة ومتفاعلة من الدفع بتواجد اقليمي ودولي اكبر لليمن كما أستطاع ان يقود بلاده الى علاقات قوية ومتميزة مع دول الخليج والولايات المتحدة من خلال ترسيم الحدود مع الاشقاء في عمان والسعودية ودولة اريتريا وبهذا يكون قد اوجد الامن والاستقرار لليمن كما انه تمكن من تجنيب اليمن غزوا امريكيا كان محتملا بعد ضرب المدمرة كول وليس هذا فحسب بل استطاع ان يبني العلاقات بين بلاده وبين واشنطن الى درجة غير عادية بعد ان اصبحت اليمن حليفا للمجتمع الدولي في الحرب ضد الارهاب.
وعلى الصعيد الاقليمي تمكن الرئيس صالح من وضع اليمن على بداية طريقها باتجاه الاندماج ضمن اطار المنظومة الخليجية واسفرت جهوده عن ضم اليمن جزئيا في بعض منظمات مجلس التعاون الخليجي وفي خلق مشروع يمني خليجي مشترك باتجاه تأهيل اليمن للإندماج مع المنظمة الخليجية بعد ان تمكن بحكمة واقتدار من تجاوز أزمة سنوات الأزمة التي سببها الغزو العراقي للكويت في 1990 وتلافي اثار طرد اكثر من مليون عامل يمني واستعادة الدعم الخليجي الذي كانت اليمن قد حرمت منه.