آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

مأرب أم الثورة وحامية حماها
بقلم/ د. محمد مفتاح
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر
السبت 26 سبتمبر-أيلول 2020 09:23 م

كن مارب القلعة الحصينة المعول عليها حماية أحلام اليمنيين ومكاسبهم الوطنية ضد المشاريع الصغيرة فحسب بل كانت راس حربة في مواجهة النظام الإمامي الكهنوتي ومطلقة الشرارة الأولى لثورة 1948م وشوكة في حلقهِ عصية عن البلع وصخرة تحطمت عليها كل مؤامرات القوى الرجعية المتعطشة للتسلط.

ولم تنتصر مارب في معركتها العسكرية فحسب بل مثلت هرماً أخلاقياً، ضمن لها التربع على عرش تلك الفضيلة بعد انتصار رجالها على أنفسهم ورغباتهم الخاصة وانحيازهم الى القضايا العامة.

وعرف عن مارب دائماً منذ انطلاق ثورتي ٢٦ من سبتمبر و ١٤ اكتوبر انها كانت تميل الى الدولة وهاهي قبائل مارب اليوم بكل رجالها ورموزها يقفون الى جانب الدولة والثورة وينتصرون لها ولعل الطبيعة الماربية ورغبتها الدائمة في الحياة في ظل دولة عادلة قد جعل من مشائخ القبائل وأغلب أفرادها يغطون غياب الدولة خلال الثلاثين العام الماضية وقاموا بالكثير من مهام الدولة والتي يأتي في مقدمتها حل المشاكل والنزاعات كواجب وطني وديني.

إن قبائل مارب اليوم بمختلف أسمائها ورموزها لها دور نضالي بارز وتضحيات يشهدها العالم في مواجهة النظام الكهنوتي الإمامي البائد ومارب كانت ومازالت السباقة في كل المواقف البطولية اليمنية والشيخ الشهيد البطل/ علي ناصر القردعي اكبر مثال فهو فخر ليس لمارب وحدها بل لكل مواطن حر وكرجل وكثائر من أبرز ثوار عام 1948م .

إن قبائل مارب كان رموزها قادة و مدد للثوار في كل المحطات التاريخية ففي عام 67 مــ كان لهم دور بارز في فك حصار السبعين عن العاصمة صنعاء وحين حاول الإماميون الالتفاف على الجمهوريين بصنعاء من الجهة الشرقية تصدت لهم قبائل مارب وخاضت أشرس المعارك ولا أستطيع حصر رموز مارب النضالية وقادة الملاحم الوطنية لكثرتهم ولكنني فخور بقبائلها الشرفاء.

لقد عمد سارقي الثورات على تشويه مأرب وأبنائها ورجالها وقبائلها حتى كان البعض اذا سمع عن مأرب تراه يشمئز نتيجة للكم الهائل من شائعات الأعلام والذي لطالما شوه بإبناء هذا المحافظة و لكن ارادة الله وحكمته تقشعت السحب الضبابيه وبان المستور وكشفت ألاعيب اعلام الشياطين وبانت الحقيقه وعرف ابناء اليمن من شماله الي جنوبه ان مأرب هي التاريخ وهي الأصاله وهي بلاد كل اليمنيين بعد ان احتضنت على ارضها ملايين من الناس ومن جميع المحافظات بلا استثناء وبلا تمميز عنصري او طبقيه مقيته .

ان ابناء مأرب اليوم يكبرون في الملمات وتناسوا كل خلافاتهم القبلية والسياسية وأياً كانت تلك الخلافات وفي الحقيقة فإن معظم خلافات القبائل غذاها النظام السابق خلال العقود التي حكم فيها.

في مأرب القبائل والأحزاب وحدوا صفوفهم حين شعروا أن النظام الجمهوري في خطر وأن كارثة وطنية تلوح في الأفق بل واثبت الماربيون انهم حماة الدولة والقانون وأنهم تواقون للعدالة والحرية والمواطنة المتساوية وما مواقف قادة الأحزاب السياسية بمارب الذين وحدوا مواقفهم وحددوها مسبقاً سوى ترجمة للإرادة الجماهير الماربية وتواصلت تحركات أبناء مارب بمختلف ألوان الطيف الحزبي والقبلي فاصدروا بيانهم المشهور الرافض للانقلاب وأعلنوا فك الارتباط مع صنعاء التي أصبحت تحت سيطرة المليشيا الانقلابية .

وقبلهم كانت السلطة المحلية بمارب ممثلة بمحافظها اللواء / سلطان بن على العرادة قد قطعت جميع التعاملات مع الانقلابيين وتمسكت بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.

ستظل مواقف شيوخ وأفراد قبائل مارب ومطارحهم الشهيرة بنخلاء والسحيل وغيرها وتمسكهم بشرعيتهم وجمهوريتهم نقطة مضيئة في حياة اليمنيين في هذه الحقبة الزمنية المعاشة فتلك الصورة توضح تكامل مواقف المكونات في مارب سلطة محلية وأحزاب سياسية وقبائل جميعها رفضاً للانقلاب وانتصروا للشرعية والدولة.

تستطيعون تلمس أخلاق مارب وعظمة ورقي تفكير أبنائها في تعاملهم مع الوافدين من كل مناطق اليمن التي ذابت فيها كل الفوارق والعناوين التي قد تكون مدعاة للتخندق وستظل مارب لكل أبناء اليمن.

ان مارب اليوم وكما يعلم بذلك الجميع من احفاد الأماميون انها عصية ومقبرة لكل وافد يضمر الشر في نفسه ولعل الدروس التي تلقوها على أطراف هذه المحافظة الصامدة والتي سيدونها التاريخ في أنصع صفحاته والتي هُزموا على مشارفها شر هزيمة ومازال اليوم من احفاد الأماميون يكنون الحقد على ابناء مأرب لأنها لم تعترف بالإمامة ولم تنحني لهم يوماً ولن تنحني ابد الدهر .

نحنا ابناء هذه المحافظة من صغيرنا حتى اكبرنا نقول بان حماية مأرب هذا واجبنا جميعاً وليس على ابناء مأرب وسندافع كلنا عن النظام الجمهوري وعن كيان الدولة وعن الشرعية تحت أي ظرف وأياً كانت التضحيات والأثمان المطلوب سدادها فنحن مستعدون ؟

اليوم ونحن نحتفل بالعيد الثامن والخمسون من ثورة ٢٦ من سبتمبر بانتهاء الأمامية ودحرها ولكن مازالت الثورة مستمرة فا الحوثي والأماميون وجهان لعملة واحدة ففي السابق حكم امامي كهنوتي واليوم نفس الإمامية والسلالية والتي لقحت وطورت بافكار عقائدية لادينيه .

وفي نهاية مقالي هذا اختم بمسك حديثي هذا بالتوجه والشكر لسيادة اللواء محافظ محافظة مأرب الأخ / سلطان العراده وتهنئته بهذا اليوم الوطني العظيم في نفوس كل اليمنين الأحرار فهو رمز من رموز النضال الماربي ورمز من الرموز الوطنيه التي انجبتها المحافظة والذي بان معدنه الأصيل والنفيس بوقفته البطوليه والشامخة شموخ الجبال الرواسي في وجه الأعاصير الخارجيه الطامعه بهذه المحافظة حرسها الله فنعم الأمير سلطانها ونعم الرجال المخلصين هو .

وفقكم الله وسدد الله بالخير خطاكم ومزيدا من النجاح والتقدم والأزدهار في سبيلكم الخيّر الذي تقدموه لهذا المحافظة من الأمن والإستقرار والرخاء دمت ودامت ارواحكم عامرة بالصحة ودمتم بألف خير