الموسيقى قادمة إلى المدارس اليمينة
بقلم/ علي الخيل
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 25 يوماً
الثلاثاء 17 فبراير-شباط 2009 08:37 م

تعتبر الموسيقى وسيلة تواصل الذهن بالروح في الشخصية الواحدة وهي أيضاً وسيلة فاعلة تسهم في تهذيب المشاعر و تعزيز التفاهم تحت مظلة قيم الجمال والانسجام. وفيما تؤكد دراسات أهمية الموسيقى كغذاء أنساني ومادة تعليمية باعتبارها علم من العلوم إلا أنها في اليمن لم تحض بالاهتمام لدى الجهات ذات العلاقة لتعزيز حضورها.

انطلاقا من هذه الأهمية كانت الفكرة والمبادرة للصندوق الاجتماعي للتنمية الذي قام مؤخراً بتوزيع العديد من الآلات الموسيقية لمدارس (الجودة ) التي يمولها و يدعمها الصندوق في محافظات ( أمانة العاصمة ، إب ، تعز ) كتجربة أولى إذا تم نجاحها سيتم تعميمها على مختلف المدارس في بقية المحافظات.

كما قام الصندوق بتبني وتنظيم دورة لتعليم الموسيقى بالتعاون مع البيت اليمني للموسيقى لعدد 12 مدرساً و مدرسة من مدارس الجودة في أمانة العاصمة وإب وتعز وستستمر شهر بهدف تعليم مادة الموسيقى كخطوة في طريق التأسيس لإضافة الموسيقى مادة أساسية في هذه المدارس.

حول هذا الموضوع استطلعنا اراء عدد من مدرسي الأنشطة المدرسية في هذه المدارس المشاركين حالياً في دورة أساسيات الموسيقى في البيت اليمني للموسيقى.

مدرس التربية الرياضية ناجي البرطي من مدرسة أساسية بأمانة العاصمة، أشاد بمبادرة الصندوق لإحياء مادة الموسيقى في المدارس من خلال رفدها بالات موسيقية و لأنه لا يوجد من يستطيع التعامل معها طلب الصندوق ترشيح عدد من مدرسي المدارس التي يمولها الصندوق ضمن مشروعه (مدارس الجودة ).

وأضاف إننا نتعلم هنا كطلاب مبتدئين أساسيات الموسيقى حتى يتسنى لنا نقل ما تعلمناه وتطبيقه في المدارس و تعليمه للطلاب ضمن مادة أساسية موسيقية.. مشيراً إلى أهمية الدورة في سياق جهود تنشيط الحراك الثقافي والفني في المدارس التي غابت عنها مادة الموسيقى منذ سنوات رغم أهميتها،مشيداً بجهود الصندوق واهتمامه لتعليم مادة الموسيقى بالمدارس التابعة له.

أول دورة

فيما اعتبر المدرس بمدرسة الرازي بأمانة العاصمة خالد احمد أن هذه الدورة تمثل بداية الزرع و النواة الحقيقية لدراسة وتعليم مادة الموسيقى في التعليم الأساسي باليمن وخاصة بعد غياب وانقطاع طويل.

وأشادت بأهمية الدورة باعتبارها أول دورة تقام على مستوى اليمن في سبيل إرجاع دور الموسيقى إلى الساحة التربوية والتعليمية من خلال ما نتعلمه في دارسة النوتة الموسيقية وكيفية العزف على الآلات ، مؤكداً الأهمية التي تمثلها ممارسة وتعلم مادة الموسيقى في المدارس كونها مادة أساسية توازي أهميتها المواد العلمية الأخرى لافتة إلى انه سيتم نقلها وتدريسها في المدارس تدريجاً.

حضور جديد

المدرس في مدرسة خالد بن الوليد بمحافظة إب علي الزوم قال :" جئت من محافظة إب لتحقيق احد الطموحات في تطوير قدراتي وهواياتي في تعلم الموسيقى وتعليمها للآخرين في المدارس المختلفة، من اجل تأسيس حضور جديد للموسيقى في المدارس ، كونها من الوسائل التي لابد من استخدامها في المدارس اليمنية لاكتشاف الحس الموسيقى وتطوير إبداعات ومهارات الشباب وتنميتها،مؤكداً أهمية الاستفادة واستغلال هذه الدورة لاكتساب مهارات الموسيقى باعتبارها أول دورة على مستوى اليمن في هذا المجال.

أداة لتنمية المواهب

فيما أشارت المدرسة في مدرسة الشهيد محمد الدرة بتعز منى قاسم إلى أهمية إقامة هذه الدورة في مجال اكتساب مهارات أساسية في قواعد ومهارات استخدام الآلات الموسيقية..وقالت:" لازالت نظرة المجتمع لموسيقى قاصرة ولكن من خلال حضرونا في هذه الدورة نؤكد أن تلك النظرة تغيرت لدينا إذ صرنا نؤمن أن الموسيقى مادة أساسية لابد منها.

وشددت على أهمية إضافة مادة الموسيقى إلى منهج المرحلة الأساسية وتعليمها للطلاب وخاصة الأطفال في الصفوف الأولى لتنمية مواهبهم ورغباتهم وترويح عن أنفسهم وتفريغ الكبت الناتج عن تلقي مواد حفظيه وعلمية جامدة.

واثنت على مبادرة الصندوق الاجتماعي للتنمية في إعطاء مدارس الجودة أجهزة موسيقية وتدريب المدرسين عليها بهدف تشجيع المواهب وإبرازها على المستوى المحلي والخارجي.

التربية الموسيقية

فيما أكد المدرس عبد العزيز الكامل ما طرحه زملائه بخصوص أهمية التربية الموسيقية للطلاب و تفعيل الأنشطة المدرسية و دعوة التربية والتعليم إلى الاهتمام و إعادة هذه المواد إلى المقررات .. واستدرك: لكن فترة الدورة قليلة و لابد من تكثيفها و استمرار تنظيم دورات أخرى لمدرسي الأنشطة المدرسية في مختلف مدارس الجمهورية.

فيما رأى الفنان ومدرس مادة الموسيقى في الدورة عبد اللطيف يعقوب أن مادة الموسيقى هامة جداً ولكن كان بالأحرى أن تقام دورات لتعليم الموسيقى للأطفال و خاصة في رياض الأطفال وذلك لما يتمتع به الطفل من سرعة الفهم والبديهة و الاستيعاب والعمل على مواصلة تطويرها وصقلها لتخريجهم فنانين وعازفين محترفين كما هي في معظم الدول أو في المدارس الخاصة.

وأعرب عن آسفة لغياب واختفاء عددا من المواد الأساسية الهامة التي كانت موجودة في السابق كمادة الرسم، والتربية الفنية ، والتربية الموسيقية .. مؤكداً على ضرورة مواصلة عملية التأهيل والتدريب الفني لمدرسي الموسيقى لتعليم الطلاب أساسيات العزف والموسيقى كون الفن مرآة تعكس حضارات الشعوب.

ندرة المتخصصين

مُدرسة مادة الموسيقى والمدير التنفيذي للبيت اليمني للموسيقى أنديرا عبدالله وهي مُدرسة متخصصة و عازفة بيانو دارسة موسيقى بالجزائر أكدت أن الهدف من الدورة كبير جداً كونها أول دورة تقام على مستوى اليمن لتعليم مدرسين تربويين الموسيقى ومن ثم نقلها وتطبيقها في المدارس وتدرسيها كمادة أساسية.

وأشارت إلى أن مدارس الجمهورية تعاني من ندرة المتخصصين في مدرسي الأنشطة الرياضية والفنية والموسيقية..

وقالت :" من خلال تعليم المدرسين مبادئ الموسيقى يصبح عندهم الخبرة الأولية لتدريس الموسيقى كمادة أساسية ومساعدتهم في تكوين فرق موسيقية صغيرة واكتشاف ميول الطلاب وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم وتنميتها وتشجيعهم للمواصلة والاستمرار .

وأشارت إلى أن البيت اليمني للموسيقى بصدد إقامة دورة ثانية لمدرسي الأنشطة المدرسية في مدارس مديرية الوحدة بالتعاون مع التربية والتعليم .

الحاجة ملحة..

فيما ارجع رئيس البيت اليمني للموسيقى الفنان فؤاد الشرجبي الفضل في إقامة أول دورة على مستوى اليمن لتعليم الموسيقى للصندوق الاجتماعي للتنمية الذي يقوم بجهد في رفع مستوى الثقافة والتعليم بشكل عام من خلال برنامجهم "تجويد التعليم ".

وقال :" نحن نقوم بعقد دورة مكثفة بناء على طلب من الصندوق الاجتماعي لـ12 مدرساً ومدرسة في مدارس الجودة التابع للصندوق في محافظات (صنعاء، إب ، تعز ) بهدف تعليمهم أساسيات السلم الموسيقي ومبادئ علم النوتة بشكل عام بغرض تدرسيها لاحقاً كمادة أساسية في هذه المدارس وتعريف المشاركين بكيفية اختيار كلمات الأغاني وتلحينها للأطفال.

و أضاف : كما يتم تعريف المشاركين بمفاهيم الموسيقى فنيا ً وعلمياً واستخدامها في كل مرحلة عمرية مع الاهتمام بالعادات والتقاليد اليمنية .. منوهاً بأهمية وجود مادة الموسيقى في المدارس من اجل تفعيل النشاط المدرسي الترفيهي والتخفيف من الضغط والتوتر في أثناء الدراسة و الترويح عن النفس لدى الطلاب إضافة إلى اكتشاف مهاراتهم وإبداعاتهم وتنميها وتشجيعها.

و أضاف الشرجبي :" يتم تدريس الموسيقى في اغلب المعاهد والكليات والدراسات العليا في العالم لإشباع الرغبات العلمية والرياضية والفنية حسب احتياجات الفرد .. متمنيا تواصل هذه الجهود لتشمل كل مدارس اليمن.

* وكالة سبأ