الرئيس والقبائل ونظرية توازن الشر
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 21 يوماً
الخميس 23 أغسطس-آب 2007 08:02 م

التركيبة القبلية معقدة ويحتاج من ينوي العمل على مأسسة القبيلة أو حتى تجييشها أن يحسن لغة التفاهم

 إلى أبعد حد ممكن، ففي أعراف القبيلة لا مجال للإملاء الفوقي أو أن يلغي أحد مكانة أحد.

تأسيس كيان هنا أو اتخاذ موقف مغاير هناك هي تباينات في الرؤى والمواقف السياسية مألوفة في الوسط القبلي ولا تعني أننا أمام التحضير لصدام قبلي أو السير في هذا الاتجاه فهناك ضمانات عدة تحكم الأعراف والعلاقات فيما بين قبيلة وأخرى، ومن هذه الضمانات أن لكل شيخ من المشايخ مكانته في قومه وهي مكانة مكتسبة لا يلغيها كيان ولا يشطبها بيان على اختلاف مستويات وحجم المكانات المعروفة في الوسط القبلي التي تتوارثها الأجيال وتخلقها التراكمات التاريخية فتصبح حقاً مكتسباً لا يخضع لصناديق الاقتراع ولا تطغى عليه إمكانيات التأثير السياسي. تأسيساً على ذلك فإن شيخ القبيلة يغض النظر عن حجم قبيلته لا يجد نفسه مضطراً للدفاع عن لقبه فالاعتبارات الشخصية التي ممكن أن تجر القبيلي إلى استخدام القوة لا تكون متوافرة في مثل هذه التباينات السياسية المألوفة.

هناك ضمانة أخرى يمكن الاصطلاح عليها تجاوزاً
«توازن الشر» قياساً على « توازن الرعب». فحالة توفر الرجال والسلاح تجعل القبيلي، كَبر حجمه أو صغر، يفكر عشرين مرة قبل أي تصرف قد يؤدي بقبيلته إلى المواجهة مع قبيلة أخرى أو كما هي المقولة الدارجة في العرف: "الشر مقسوم نصفين"، بمعنى أن الخلافات السياسية حينما تكون داخل المجتمع القبلي لايجب أن تتجاوز الخطوط الحمراء، فاطمئنوا أيها الإخوة الصحفيون فالقبائل يفهمون بعض جيداً، هم يختلفون كثيراً لكنهم إذا وصلت خلافاتهم إلى الذروة يجيدون التفاهم في الوقت المناسب.

الشيء غير المألوف والذي لا يبعث على التفاؤل هي المفردات المؤسفة التي تستخدم في بعض ما يصدر عن فرقاء الخلاف القبلي الأخير وهي مفردات غريبة لم نتعود عليها فيما بيننا خاصة عبر وسائل الإعلام، والواجب الديني والعرفي أن نتجاوزها مهما كانت الأمور.

يا قبائل اليمن تفاهموا!

تفاهموا فيما يجب واهدأوا فلن يسمح لكم الآخرون أن تتحدوا الآن، والأفضل أن يعود كلُُُ ُ منكم إلى أرضه وقومه، فهناك الأرضية الحقيقية لأي عمل وطني نافع أو الإصلاح لذات البين، فأصواتكم في صنعاء لا توصل غالباً إلى الآلاف من أهلكم ممن يحتاجون منكم الرأي ويأملون فيكم أن تعايشوا ظروفهم ومشاكلهم وتشعرون بمعاناتهم في جبالهم ووديانهم وصحاريهم التي تحتاج إلى جهودكم قبل أن تحتاج إلى جهود الشرفاء من أبناء الوطن في المجتمع المدني الذي فيه من يشعر بمعاناة القبائل فيستحق الوقوف إجلالاً له، وفيه من يتحامل على القبيلة ويجب أن نلتمس له العذر، ففي أوساطنا من الظواهر السلبية ما يستحق النقد والتصويب كما أن فيها، وبقدر أكبر، من الظواهر المشرفة ما يبعث على الفخر والاعتزاز وهو ما لا يتجاهله إلا المصابون بعمى الألوان.

يا قبائل اليمن تفاهموا فليس هناك مكان للإملاء الفوقي أو أن يلغي أحد مكانة أحد في الأعراف القبلية وعلى من يريد أن يخوض العمل القبلي أن يُحسن لغة التفاهم إلى أبعد حد ممكن حتى يصل الجميع إلى اتفاق على ما يجب أن يكون. بدون ذلك لا مجال للنجاح المنشود مهما كانت الفرص والظروف، فالتركيبة القبلية تركيبة معقدة وفيها من التداخلات والاعتبارات الكثير، وعلى من يريد مأسسة القبيلة أو حتى تجييشها أن يحسن التفاهم داخل المجتمع القبلي وخارجه، فالعمل يهذا الميدان أشبه ما يكون يالعمل في حقل ألغام يحتاج إلى مهارة فائقة في إجادة السير في هكذا طريق.

  الأخ رئيس الجمهورية

إضعاف القبائل يضعف الجبهة الداخلية في الوطن، وارتفاع أسعار السلع الأساسية يوسَّع من دائرة التذمر يوماً بعد يوم إلى حدود لم نعتدها من قبل، وتسريح أبناء الجنوب أو تجاهل حقوقهم خطر على الوحدة، وما زال في الوقت متسعا أمام فخامتكم للخروج من الأزمة التي يبدو أنها جدية هذه المرة.

بالمناسبة: الأستاذ حسن اللوزي يدير الآلة الإعلامية الرسمية في واد ثان بعقلية السبعينيات وصور من بلادي.

بالمناسبة وبدون مناسبة

دعوة للإخوة في المعارضة (أنْ) دعونا نختلف على إصلاح الأوضاع وشكل الحكم اللامركزي فهذا مطلوب. غير المطلوب والمؤسف حقاً أن نختلف على الوحدة. صدقوني الجميع سيدفع الثمن غالياً في المستقبل إذا لم نجد المخارج والمعالجات اللازمة للاستحقاقات الماثلة على الساحة الوطنية.

alawi_albasha@gawab.com