إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
مأرب برس - نقلا عن موقع الإذاعة الهولندية:
(الزنداني) اسم لإسلامي معروف، بل هو وأحد من أبرز رموز "الإسلام السياسي" في العالم اجمع. يحبه كثيرون، وله جمع كبير من الأتباع. لكن وبقدر محبيه وأتباعه يوجد من يعتبره خصماً وعدواً. اشتهر بمحاولاته لربط العلوم الحديثة بالدين، وصلاته الوثيقة بالجهاد الأفغاني ضد الغزو السوفيتي، ثم وضعه في القائمة الأمريكية للإرهاب. فضلاً عن فتواه بـ "الزواج فرند". وتأكيده بأنه اكتشف علاجاً للإيدز، وأقام مركزاً لعلاجه في جامعة الإيمان التي يترأسها، والتي ما انفكت تثير الجدل، مثلما هو الحال مع شخصيته.
يسهل التعرف على محتويات البطاقة الشخصية للزنداني: اسمه الكامل عبد المجيد بن عبد العزيز الزنداني. يمني الجنسية، مولود في سنة 1938م بمحافظة إب اليمنية. أكثر ما يميز مظهره: لحيته الحمراء اللون بفعل صبغة الحناء، ووجهه ذا السحنة العربية وقد علته بقعة سوداء من كثرة السجود. لا يرتدي إلا الجلباب العربي، وتغطي رأسه دائماً عمامة صغيرة غالباً ما تكون بيضاء.
ولكن التعقيد يلف بشخصية الزنداني لدرجة أن الكثيرين يصعب عليهم وضعه ضمن جماعة محددة من الجماعات الإسلامية المشتغلة بالسياسة. فقد عُرف بأنه أحد قادة حركة "الإخوان المسلمين" في اليمن. ولكن بعض الصلات جمعته أيضاً بفكر الحركة السلفية الوهابية التي تٌنسب للشيخ محمد عبد الوهاب (1703- 1799م). وجعلت اسمه يرد أيضا عندما يتم الحديث عن الحركات الجهادية التي رفع لواءها منذ سنوات أسامة بن لادن.
سافر الزنداني، وهو صبياً، من اليمن إلى مصر في خمسينات القرن العشرين، حيث أكمل دارسته الثانوية متخصصا في الكيمياء، ثم بدأ دراسة جامعية في الصيدلة. ومارس نشاطاً سياسياً وتنظيمياً ضمن حركة القوميين العرب، قبل أن يتحول خصماً لهذه الحركة وغيرها من الحركات القومية واليسارية. ويبرز كقيادي نشط في الحركة الإسلامية وسط الطلاب اليمنيين، المسترشدة بأفكار حركة "الأخوان المسلمين".
وغلب حينها اهتمام الزنداني بالدين وعلومه، وبالمشروع الإسلامي السياسي على تخصصه الأكاديمي. فانقطعت دراسته للصيدلة في السنة الجامعية الثانية. وعاد إلى بلاده في النصف الأول من ستينات القرن العشرين، ناشطاً سياسياً، وواعظاً دينياً. حيث اشتهر بمحاضراته وتدريسه للقرآن والتفسير والحديث النبوي في المدارس والمساجد والمنتديات. وساهم في تأسيس (المركز الثقافي الاجتماعي الإسلامي) في عدن، الذي يعتبره البعض نواة الحركة الإسلامية في اليمن الجنوبي السابق. كما شارك في تأسيس "حزب الله" في اليمن الشمالي. ثم تصعّد في سلم الحركة الإسلامية اليمنية حتى تولى منصب المرشد العام للحركة لفترة امتدت حتى عام 1978م.
وفي ظل حكم الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي (1974- 1977م) عُين الزنداني رئيساً لمكتب عام الإرشاد الديني في اليمن. ويُعتقد أنه ساهم حينها في إنشاء "المعاهد العلمية" التي يعتبر الكثيرون إنها لم تكن سوى معامل لصنع وإنتاج أعضاء الحركة الإسلامية في اليمن، وتشكيل جسدها الحالي.
في 1976م انتقل الشيخ الزنداني إلى المملكة العربية السعودية، حيث مثل اليمن في "رابطة العالم الإسلامي" بمكة المكرمة. ساهم بدور كبير في تأسيس (هيئة الإعجاز العلمي للقرآن) التابعة لجامعة الملك عبد العزيز، وتولى منصب أول أمين عام لتلك الهيئة. ولمع نجمه كأحد أبرز علماء الدين العاملين فيها وأنشطهم. ويجد الباحثون في الفترة الطويلة التي قضاها الشيخ الزنداني في السعودية سبباً لاختلاط أفكاره بفكر المذهب الوهابي السائد هناك.
ومنذ فترة وجوده في مصر اتخذ الزنداني من الشيوعية عدوه الأول. وانطلاقا من ذلك كان خلال أقامته في السعودية من أبرز الذين قاموا بحشد الدعم للمقاومة الأفغانية ضد الغزو السوفيتي. ولم يكتف في ذلك بإرسال العديد من المتطوعين العرب لمناصرة "المجاهدين" الأفغان، بل سجل بنفسه حضوراً في الساحة الأفغانية، وتردد عليها عدة مرات. وهناك التقى الشيخ الزنداني بأسامة بن لادن. كما يُقال انه التقى الأخير في السودان.
ويؤكد كثيرون أن علاقة وثيقة ربطت بين الزنداني وبن لادن. ولهذا السبب ظل البعض يرى أن الزنداني يشكل محور التقاء واستقطاب للعديد من العناصر والجماعات المتشددة، بما فيها عناصر تنظيم القاعدة وآخرين مارسوا العنف والإرهاب.
بعد تحقيق الوحدة اليمنية في 1990م، وإشاعة نهج التعددية السياسية في اليمن، استقر الزنداني في بلاده فظهر كمنافح قوى، وعدو لدود، للقوى العلمانية واليسارية. وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي اليمني، الذي كان الزنداني يراه تجمعاً "للشيوعيين الكفرة والملحدين"، وهدفاً للممارسة الجهاد ضده.
لكن جهاد الزنداني هذه المرة جاء ضمن نهج التعددية السياسية، وقواعد التنافس الحزبي المشروع. فكان من المؤسسين لحزب الحركة الإسلامية الأكبر في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح) الذي نشأ في 1990م، كامتداد لحركة الأخوان المسلمين في اليمن. ومنذ وقت مبكر تبوأ الزنداني مركز الرجل الأول في الحزب من خلال ترؤسه لهيئته التشريعية المسماة (مجلس الشورى).
ويرى الزنداني "أن الأصل في الحركات الإسلامية المعاصرة أن تستنبط أحكاماً شرعية من كتاب الله وسنه رسوله، بما يناسب الوضع الحاضر" ويقول في حديث مع مجلة (المجلة) اللندنية نشرته في مايو 2003م "أن المسلمين الأولين استنبطوا أحكاما شرعية تناسب ظروف عصرهم وزمانهم، ومن ثم فان الواجب علينا اليوم أن نفعل كما فعلوا". وانطلاقا من هذه الرؤية لا يجد الزنداني غضاضة في اعتماد نهج الديمقراطية والالتزام بأسسه. ومقارنة ببعض رموز التيار السلفي الإسلامي، يبدو الزنداني مرناً حيال الكثير من معطيات العصر. الأمر الذي أدى إلى تكفيره من بعض الجماعات السلفية المتشددة.
وبموجب فوز كبير حققه (حزب الإصلاح) في أول انتخابات نيابية تشهدها اليمن في 1993م، حُظي الزنداني بعضوية أعلى هيئة في الدولة حينها، ممثلة في مجلس الرئاسة الذي كان يتكون من خمس أعضاء برئاسة علي عبد الله صالح.
وظهرت أكثر مواقف الزنداني تطرفاً خلال حرب صيف 1994م في اليمن حينما اصطف حزبه مع حليفه في الحكم (المؤتمر الشعبي العام)، بقيادة الرئيس صالح، في مواجهة الحزب الاشتراكي اليمني. وفضلاً عن فتاواه التي تجددت حينها بكثافة في تكفير الحزب الاشتراكي وتبرير الحرب ضده، وتحريض المدنيين والعسكريين على قتاله، فان الزنداني، وحسب روايات عديدة، ساهم بقدح معلى في حشد "الأفغان اليمنيين" للمشاركة في الحرب ضد الحزب الاشتراكي بروح عقائدية قوية. وطوال هذه الفترة وبعدها أعتبر الكثيرون أن الزنداني هو زعيم المتشددين في (الإصلاح).
ولكن للسياسية ألاعيبها.. ففي 1997م قرر حزب المؤتمر الشعبي الانفراد بالحكم مستنداً على فوز كبير سجله في الانتخابات التي جرت في ذلك العام. وحينها وجد حزب الزنداني نفسه في صفوف المعارضة وسط حشد من خصومه السابقين من الأحزاب الاشتراكية والقومية والشيعية، يتقدمها الحزب الاشتراكي اليمني. وآنذاك لم يكن أمام (الإصلاح) إلا إن يرتب أولياته: السياسة أولاً، أم الأيدلوجية؟ فاختار السياسة، وانخرط في تحالف عميق مع خصوصه السابقين. ومن يومها خفت صوت الزنداني السياسي. وتسيّدت أصوات الإسلاميين ذوي الميول الليبرالية والحداثية خطاب (حزب الإصلاح).
ومرة أخرى ركن الشيخ الزنداني إلى "الدعوة".. وكان قد أنشأ لها هذه المرة جامعة، هي (جامعة الإيمان) التي أسسها بصنعاء في 1994م وتولى منذ ذلك الحين رئاستها.
وإذا كانت هذه الجامعة قد مارست عملها بدون اهتمام كبير من قبل المحيطين بها. فان الأنظار كلها توجهت إليها بعد أحدات 11 سبتمبر 2001م، عندما بدأت الاتهامات تكال ضدها، وتوصفها بأنها معمل لتفريخ الإرهابيين والمتشددين الإسلاميين، ومركزاً لتجميعهم من مختلف أنحاء العالم. وأنها تدرّس طلابها مناهج سلفية متشددة تحض على العنف ضد الآخرين.
وترددت حينها أنباء عن أن جامعة الإيمان ستكون هدفاً لضربة عسكرية أمريكية. الأمر الذي دفع إدارة الجامعة آنذاك إلى تسريح طلابها وإغلاق أبوابها لعدة أشهر. وقد نفت الجامعة الاتهامات الموجهة إليها، وكرر الزنداني أن تلك الاتهامات هي جزء من حملة تقودها أمريكا ضد الإسلام والمسلمين.
الولايات المتحدة لم توجه ضربة عسكرية لجامعة الإيمان، لكن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت بشكل رسمي في فبراير 2004م أنها صنفت الزنداني "إرهابياً عالمياً" وأضافته إلى قائمة المشتبهين في دعم الأنشطة الإرهابية والموالين لإسامة بن لادن. وقالت في بيان صادر عنها أن للولايات المتحدة أدلة دامغة على أن الزنداني يقوم بدعم الإرهابيين ومنظمات إرهابية، وله تاريخ طويل من العمل مع بن لادن، ويُعد أحد زعمائه الروحيين. واتهمته بالقيام بدور رئيسي في شراء أسلحة نيابة عن تنظيم القاعدة وإرهابيين آخرين. والعمل كهمزة وصل لجماعة (أنصار الإسلام الكردية) المصنفة باعتبارها جماعة إرهابية. وأشار البيان إلى جامعة الإيمان، فقال أنه يشتبه في أن طلاباً فيها مسؤولون عن هجمات إرهابية وقعت في اليمن.
بموجب طلب من الولايات المتحدة تم إدراج اسم الزنداني في قائمة تمويل الإرهاب المنشأة بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي ويقضي القراران الأمريكي والدولي باتخاذ عدة إجراءات ضد الزنداني منها تجميد أرصدته وحظر تعاملاته المالية ومنعه من السفر. ولاحقاً أعلنت مصادر حكومية يمنية أن واشنطن طلبت من اليمن في 2005 اعتقال الزنداني. ولكن الحكومة اليمنية رفضت هذا الطلب، وطلبت من الولايات المتحدة تقديم أدلة تدين الزنداني بالتهم المنسوبة إليه.
كانت الاتهامات الأمريكية للزنداني قد بدأت قبل ذلك، على خلفية تفجير المدمرة الأمريكية (كول) في ميناء عدن في أكتوبر 2000. وذُكر حينها اسم الزنداني ضمن آخرين قيل أن واشنطن تطالب بأن تشملهم التحقيقات الجارية حول الحادث. ثم أكدت أنباء لاحقة أن بعض المعتقلين بتهمة المشاركة في الهجوم على (كول) قالوا أنهم نفذوا هجومهم بناءً على فتوى أصدرها الزنداني.
وقد نفى الزنداني حينها هذا الاتهام. ثم نفى الاتهامات الواردة في بيان وزارة الخارجية الأمريكية، وأكد في بيان أصدره بهذا الخصوص في يناير 2004 انه يدين الإرهاب بكل صوره وأشكاله ويعتبره باطلاً. موضحاً بأنه يتبنى تعريف علماء المسلمين للإرهاب، الذي قال انه يتمثل في اتخاذ السلاح خارج الشريعة والقانون.
وأكد الزنداني أكثر من مرة أن ليس له علاقة خاصة بأسامة بن لادن ولم يجمعه معه أي تنظيم واحد. وأوضح أن الأخير كان من ضمن طلاب جامعة الملك عبد العزيز المعجبين بمحاضراته في مجال الإعجاز العلمي. وقال أن لقاءاته معه في أفغانستان كانت لقاءات عادية، وتم فيها مناقشة بعض القضايا العامة مثل أحوال المجاهدين الأفغان.
ويتحاشى الزنداني قول رأيه بصراحة في بن لادن. ويرد على سؤال حول هذا الأمر في حديث معه أذاعته قناة (الجزيرة) الفضائية في فبراير 2007، قائلاً: "لا تسألني عن أوضاع شخص مطارد محارب يخطط مخططات أنا لا أدري ما هي". لكنه يوضح انه وخلال لقاءاته مع زعيم القاعدة كان يشعر أن بن لادن عندما يقول رأيه يقوله باعتزاز وثقة، ولا يُسلّم بشيء إلا إذا اطمأن إليه جدا. ويشهد أن الموجودين في ساحة الجهاد الأفغاني كانوا يحكمون على بن لادن بأنه "رجل شجاع صلب قوي ثابت إذا اقتنع بشيء لا يتنازل عنه بسهولة".
والشيخ الزنداني ورغم مناهضته الشديدة للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية، لا يدعو لمحاربة أمريكا وغير المسلمين لأسباب دينية. ويستشهد بموقف النبي محمد (ص) في إقامة عهد مع "كفار قريش" رغم محاربتهم له. ويقول أن "مصالح الأمريكان يجب أن تراعي والاتفاقيات والعهود الموقعة معهم ومع غيرهم يجب أن يتم الوفاء بها. مؤكداً أن هذا هو نهج الإسلام في تعامل المسلمين مع غيرهم.
ومع ذلك فالشيخ الزنداني أعلن من قبل تأييده للعمليات الانتحارية التي ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيل. كما أعلن مع عدد من علماء الدين في نوفمبر 2004 تأييده "لمقاومة المحتلين في العراق" معتبراً تلك المقاومة حقاً مشروعاً وواجباً دينياً. وفي 2006 اتخذ الزنداني الموقف الأكثر تشدداً في اليمن ضد الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) في أحدى الصحف الدنمركية، وقام بجمع أموال لانتداب محامين لملاحقة صحف يمنية أعادت نشر بعض تلك الرسوم.
ويرى الزنداني أن هناك خياراً واحداً لإصلاح حال أمته، يتمثل في إيجاد إتحاد عربي وإسلامي على غرار الاتحاد الأوروبي. ويقول أن هذا الاتحاد إذا قام فسيضم 57 دولة وسيكون من أقوى دول العالم.
وعلى بعد عن السياسة صدر عن الزنداني في سنة 2004 ما عرف بفتوى "الزواج فرند".. وهي فتوى قال انه أطلقها لمعالجة مشكلات الشباب المسلم في الدول الغربية. ومفادها أن أولئك الشباب وبدلاً أن "يقعوا في الحرام"، يمكنهم عقد قرانهم، بطريقة شرعية سليمة، مع من يحبون من الجنس الأخر، ثم يعاشرون بعضهم جنسياً بنفس طرق علاقات الصداقة السائدة في المجتمعات الغربية، حتى يستطيعوا توفير بيت للزوجية.
وقد أثارت هذه الفتوى ثائرة الكثيرين من علماء الدين الإسلامي، وحتى ثائرة المسلمين العاديين، الذين رأوا أنها لا تحقق المقاصد الشرعية للزواج، وتهدم مفهوم الأسرة. ومع ذلك فقد انتصر مجمع الفقه الإسلامي لفتوى الزنداني عندما أجازها في 2006.
والزنداني يرفض بشدة إعطاء النساء الحق في "الولاية العامة". ويؤكد أن وظيفة المرآة الأساسية هي الزواج وإنجاب الأطفال وإرضاعهم وتربيتهم. ويرى أن الآية القرآنية {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} تعني أن الرجال "قوّامون في كل شؤون الحياة". وهو يبيح للمرأة الحق في ممارسة الدور التشريعي والرقابي في المجتمع، ولكنه يعتقد أن الدور التنفيذي ليس من اختصاصها ويعبر عن ذلك بقوله: للمرأة أن تبدي رأيها في الشأن السياسي، وأمور العلم والفتوى، ولكن "منصب القيادة لا يصح أن يسند للمرأة، لا في البيت ولا في المجتمع" (جريدة "الأيام" اليمنية 20/5/2003).
وللشيخ الزنداني عدة كتب مطبوعة هي: (علم الإيمان)، و(طريق الإيمان)، و(نحو الإيمان)، و (التوحيد). إضافة لعدد من الكتيبات، والبحوث في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية.
ولعل أكثر ما شغل الناس حول الزنداني في الفترة منذ 2005 هو إعلانه انه اكتشف علاجاً عشبياً رخيصاً لمرض الإيدز، وتأكيده أن علاجه المكتشف اثبت نجاحه بنسبة مئة بالمئة لدى الغالبية العظمى من المصابين الذين خضعوا لهذا العلاج. لكن الزنداني يرفض الإفصاح عن تفاصيل هذا العلاج الذي يقول أنه توصل إليه من خلال فهمه لبعض الأحاديث النبوية للنبي محمد (ص). ويرفض حتى الإفصاح عن هذه الأحاديث خوفا من سرقة اكتشافه العلمي. ويقول أنه في انتظار نيل براءة هذه الاكتشاف وتسجيله عالمياً قبل أن يكشف عن تفاصيله.
وفي حين شككت أوساط علمية في ادعاءات الزنداني حول علاجه للإيدز، فإن الكثيرين من المصابين بالمرض بدأوا يتوافدون على الشيخ من عدة دول تعلقاً بقشة خلاصهم من هذا المرض. ومعهم آخرون مصابون بأمراض مستعصية أخرى أعلن الزنداني قدرته على علاجها، من بينها السرطان.
وفي حين ينشغل الكثيرون في العالم بالزنداني، الذي عٌزل في شهر فبراير 2007 عن منصبة كرئيس لمجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن.. يبدو الزنداني مشغولا بسلامته الشخصية في موجهة أعداء كثيرين، وقال أنه تعرض في سنة 2006م لمحاولتي اغتيال تمتا من خلال إحداث عطب في عجلات سيارته. لكن التحقيقات الرسمية لم تثبت ذلك. ويتهم الزنداني من يصفهم بأنهم معادون لدينه ومواقفه السياسية، بالوقوف خلف محاولات اغتياله.