مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية ترامب يفاجئ إيران بتعيين شخصية وزير الدفاع .. من قدامى المحاربين ومن خصوم طهران عدن.. توجيهات حكومية لوزارة التخطيط والتعاون الدولي أمريكا تدرس فرض عقوبات على وزير اسرائيلي تتضمن منع سفره الى الولايات المتحدة أكبر من ميسي ورونالدو.. لاعب ياباني في عمر الـ 58 ينوي الإستمرار مع فريقه
مأرب برس – فلسطين – خاص
أكثر علماً واقل مكاناً ، أكثر إخلا
صاً وجهداً وأقل مكافأة ، تخيل وتصور وتأمل أنك موظف يجري مقابلات التوظيف مع المستجدين للوظائف وتصبح اقل درجة من المستجد ، تخيل إنك متميز علماً وخبرة وجهداً وعطاءً وتجد نفسك تائه بين رضا الوزير ورغبات المدير ولا تملك مفتاح السعادة والمكافأة " الواسطة " .
حالات يومية تشاهد وتلمس وتتذوق ، تمني النفس بنيل حقك وإصلاح ما أفسده العطار فيهب عليك لهب الفساد ليحرق الأمل ، ويقتل حافز الوفاء لديك ، ويعيدك للمربع الأول من فساد الضمائر .
إنه شبح الفساد الذي فتك بنا بأشكاله وألوانه ومعالمه ، الفساد الوظيفي ، والفساد الاجتماعي ، والفساد الإداري ... الخ من أشكال الفساد التي اقتحمت حياتنا وسبحت في سماء المستقبل ، لنغلف بغلاف دونت عليه عبارة غير صالح بدون واسطة ، أو نفاق ، أو كذب وتملق ، لغة أحادية الأبجديات في عصر الإصلاح والتطهير في النظام الفلسطيني.
أي قانون أساسي يضع معايير للتوظيف والترقيات والمحاسبة والتعزيز الإيجابي والسلبي ، أجمعت عليه القوانين الدينية والبشرية ، وأقرتها الشرائع وفق أسس معينة ثابتة .
أما قانوننا الفلسطيني بخصوصيته استند إلى أسس وقواعد معينة لمكافحة الفساد والمحسوبية ، حيث أصبح من يمتلك الواسطة والمعارف هو من يمتلك المبادئ والأسس للترقية في السلم الوظيفي ، ومن لا يمتلك فعليه البقاء أسيراً لدرجته الوظيفية حتى تنزل مشيئة الله أو يتقاعد بلا حراك وظيفي .. ويكتفي بما قسم إليه .
انتهت حقبة حكم فتح وتفردها بالسلطة ، وجاءت حركة حماس كنتاج ديمقراطي طبيعي ، ومن ثم جاءت حكومة الوحدة الوطنية ، فتفاءلنا خيراً وسطع نور الأمل ، إلا أن ما لمسناه من تغيير إنما لم يتعد تغير أسماء الوزراء فقط ، وبقي الحال عما هو عليه ، محسوبية ، واسطة ، فساد إداري ووظيفي ، واستشري بكل أجزاء الجسد حتى طال كل جزيئيات الحياة ، واقتحم مجالات لم تطلها يد الفساد سابقاً .
إنه الفساد والمحسوبية والواسطة ، إنه الفساد الذي افترس الخير بنا ، وحولنا لحطام على ضفاف القهر الوظيفي ، الفساد الذي قتل الوفاء ، وأهدر الالتزام والانتماء .
نستوعب بعض الشيء الفساد كونه أصبح ضمن المنظومة اليومية في ظل انهيار منظومة الأخلاق العامة ، ولكننا لن نستوعبه في شتي الأماكن فهناك خطوط حمراء لا يستوعب العقل تجاوزها .
وزارة التربية والتعليم أحد الوزارات الرئيسية والهامة بما إنها مسئولة عن تربية النشء وإعداده للمستقبل ، وهي الأمل في تربية جيل قادر على العطاء والبناء ومواصله الطريق الشاق لبناء الوطن ومؤسساته ، هذه الوزارة التي تعتبر عنوان رئيسي للمستقبل ، إلا أن الفساد وشبح القهر لا زال يقتحم معاقل التربية وبرامجها الوظيفية ، فتري العجب من ترقيات وتوظيف ... الخ الواسطة والمحسوبية وتهميش المعايير الطبيعية والقانونية للترقيات وللتوظيف ، تصور أو تخيل أو تعايش لحظات بأنك تجري مقابله قبول للموظفين المستجدين ، وتعد تقريرا عن توظيفهم بالقبول أو الرفض وبلحظة تجد أحد من أوصيت بهم يصبح أعلى منك في السلم الوظيفي ، وهو لا يملك أي مميزات سوي إنه ممن يمتلكون مهارة الابتسام للمدير وللوزير .
إنه القانون الأساسي الذي أصبح يحتكم له قانون الإصلاح الفلسطيني ، والمنهج الحياتي الذي يملي علينا شئنا أم أبينا .
ويتبادر السؤال لدي الجميع من المقهورين ماذا ننتظر من موظف مقهور وظيفياً ؟ وما سنجني منه بعدما وجد نفسه في صحراء الفساد يموت ظمأً؟ أترك لكم الجواب !!!
* كاتب فلسطيني