الطريق إلى القدس يمر عبر الطريق الديمقراطي
بقلم/ توكل كرمان
نشر منذ: 3 ساعات و 40 دقيقة
الخميس 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 07:35 م
  

كلمة توكل كرمان في القمة العربية للشعوب في دورتها الثانية..

 

الحقيقة لقد آمنت دائما بان الطريق إلى القدس يمر عبر الطريق الديمقراطي الى عواصمنا من المحيط إلى الخليج.. الآن يتزاوج الاحتلال الإسرائيلي مع الاستبداد العربي، وكلاهما يعتاش ويتغذى على الآخر ويوفر له أسباب البقاء والنمو والازدهار..

أنا ليس لدي أي شك بأن الثورات المضادة على الربيع العربي انجزتها غرفة عمليات مشتركة للاستبداد العربي والكيان الصهيوني، رعوها خطوة بخطوة لتحقيق هدفهم المشترك في اسقاط ثورات الربيع واحلام الشعوب بالحرية والعدالة والديمقراطية وحكم القانون.

تمدد الربيع العربي الكافل للديمقراطية الحامي للحقوق الضامن للحريات يعني بالضرورة كفالة تحرير ارض فلسطين وعودة شعبها المهجر، الأكيد أن ما لم يكن لحرب الإبادة ومجازر التطهير العرقي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في غزة ان تكون لو لم يسبقها اسقاط حكومات وثورات الربيع العربي التي أقول ولا زلت أقول بأنها وان اسقطت الا انها مازالت مستمرة في ثورتها الطامحة للعدالة والحرية والديمقراطية وسوف تنتصر عاجلا غير آجل.

غدا، سوف تنعقد القمة العربية الإسلامية في الرياض كان بإمكان الحكومات العربية التي ستنعقد قمتهم غدا من اجل بحث سبل وقف اطلاق النار في غزة ولبنان، أقول هذه الحكومات العربية كان بإمكانها بقليل من الضغط ان تكفل على الأقل تدفق الغذاء والدواء بشكل كافي إلى قطاع غزة خلال أيام واسابيع واشهر القتل والحصار والدمار، كان بإمكانهم بجهد اكبر إيقاف الحرب التي بدا أنها تجاوزت كثيرا مزاعم كونها ردا على 7 أكتوبر كما يدعي الكيان الصهيوني، والتي تجاوزت بحيث أصبحت تطهير عرقي وحرب إبادة بحق مليونين ونصف من السكان الفلسطينيين في غزة، لكن هؤلاء الحكام العرب وقفوا بين صامت ومتخاذل ومبارك ومحرض وممول من تحت ومن فوق الطاولة، كشعوب عربية نعرف أن الحال هكذا، ما الذي نتوقع من قمة كهذه؟ قمة تنعقد بعد اكثر من عام على بداية حرب التطهير العرقي الفظيعة وجرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، هل ستكون هذه القمة اكثر من مغسلة لجرائم الكيان الصهيوني، وشرعنة لحرب الإبادة تلك، وتحقيق ما عجزت عنه تلك الحرب، أم أنها فحسب قمة لمسح العتب لكي لا يقال لهم انهم لم يفعلوا شيئا، حتى بحجم عقد قمة علمتنا الأيام أنها لا تسمن ولا تغني من جوع.

أنا حقيقة اعتدت دائما بان لا أعول على أنظمة الفشل والاستبداد والفساد العربي، ولا أعول على قمة المهزلة هذه التي ستنعقد بعد اكثر من عام من بداية مجزرة العصر، لكني دائما وابدا أراهن على الشعوب وانحاز إلى الشعوب واعلم أن فجرها وان حجبته بعض الغيوم دائم بلا نهاية، وأن هذه الشعوب هي من تقود كلمة الفصل حين يخيل أنها قد احتضرت او أصبحت عاجزة او مستسلمة، هذه الشعوب لا تموت، قد تنام أحيانا، قد ترهق أحيانا، قد تشعر بالإحباط مؤقتا، لكنها دائما تنتفض وتتمرد وتصنع تاريخها، وهي يقينا ستعاود الكرة مرات ومرات لتسقط أنظمة الاستبداد والفساد والفشل العربي.

نحن الآن ونحن على مرمى حجر وفي القلب من معركة الحرية والتحرر العربي سيبقى شعب فلسطين عصي على المجازر وعلى حرب التطهير العرقي، مكافحا مقاوما ومعه الاحرار من امتنا ومن العالم كله، نحن نشهد هذه الأيام ونرى أحرار العالم كله يقفون مع الشعب الفلسطيني حتى انجاز الوعد بتحرير الأرض وعودة الشعب المهجر الى كامل الديار "ويسألونك متى... قل عسى أن يكون قريبا".

التحية هنا في نهاية كلمتي وكامل الدعم أيضا والمساندة للشعب السوداني العظيم، الذي يتعرض لحرب ميليشياوية مدعومة من دولة الامارات التي تستخدم ما لديها من فائض ثروة لتدمير شعوبنا، نثق بان السودان بجيشه وشعبه سوف يضع حدا لتلك الميليشيا وسيحافظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

كل اليقين وكل الدعم وكل الفخر لشعبنا في اليمن الذي لازال يقاوم من اجل حريته وديمقراطيته وسيادته، والذي يعاني من انقلاب ميليشياوي سقط دولته واستولى على عاصمة اليمنيين بالقوة والقهر من قبل ميليشيا الحوثي بدعم إيراني مستمر، ومن جهة أخرى يعاني من احتلال ووصاية سعودية إماراتية لبعض مناطقه الحيوية، لكنه لا يزال مناضل، صامد، مصر على تحقيق حلمه بالحرية والكرامة في ظل جمهورية يمنية واحدة ودولة ديمقراطية مجيدة.

التحية أيضاً للثورة السورية التي واجهت كل ذلك القتل وكل ذلك التآمر، وكل ذلك الخذلان، ولا تزال ولم تيأس تتطلع صوب دمشق لتحريرها من الاحتلال والاستبداد معا.

لأحبتنا في ليبيا وهم يواجهون بصمود والتزام أخلاقي ووطني عظيم مؤامرات مماثلة وهم مصممون على اسقاطها وإقامة ليبيا الحرة الديمقراطية ولسوف يفعلون.

لأشقائنا في مصر وتونس والذين تعرضوا لأسوأ ثورتين مضادتين نسفتا كل ما حققته ثورات ربيعهما من حقوق وحريات مطلقة، وحولتا البلدين الى سجن ومعتقل كبير، التحية لأحرار مصر وتونس، لشعب مصر وتونس وهم مصممون على إعادة الكرة وانتزاع الحقوق وبناء دولة المواطنة المتساوية وبالتأكيد سوف يفعلون بلا ريب.

التحية لكل شعوب أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج وقد نكبوا بأنظمة فاسدة، فاشلة، مستبدة تعيش خارج العصر واصبح لزاما وقدرا عليهم ان يطووها ويعبرون الى ضفاف الحرية والكرامة ولا أراهم إلا فاعلون. شكرا لكم..