آخر الاخبار

المدير العام التنفيذي لشركة الغاز ينفي انقطاع تموين الغاز المنزلي على محافظة حضرموت العلماء يكشفون عن فوائد النوم قبل منتصف الليل. العلماء يكشفون عن مقدار النوم الذي يحتاجه الإنسان يوميًا حسب العمر؟ هذا ما سيحصل إذا استخدمت روسيا صواريخ إيرانية في الحرب! الكرملين يعلن: لن نتابع مناظرة ترامب وهاريس لهذا السبب؟ من العاصمة القطرية الدوحة رئيس الوزراء يناقش عقد مؤتمر دولي لدعم التعليم وتطوير استراتيجيته اليمن تٌكرّم الطالبة روان عبدالعزيز الحائزة على المركز الأول في امتحانات الثانوية مزارع الموت ومراعيها في اليمن. الآلاف من القتلى والجرحى في 20 محافظة يمنية ومليشا الحوثي تتصدر قائمة الانتهاكات.. تقرير دولي الأهداف الحوثية الخطيرة لاحتفالاته بالمولد .. نقاشات عميقة في ندوة لبرنامج التواصل مع علماء اليمن وزير الأوقاف مخاطبا الجنة المشتركة بين وزارتي الأوقاف والمالية: نطالب بإصلاح الإختلالات ونحثّ عليه ونأمل أن تسير كل مؤسسات الدولة دون استثناء في ذلك

ثورة 11 فبراير .. آلام وآمال
بقلم/ علي ناصر محمد
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 11 فبراير-شباط 2013 09:54 م

تحلّ اليوم الذكرى الثانية للثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت من مدينة تعز في الحادي عشر من فبراير 2011م ، وتأتي هذه الذكرى الثانية بعد أن قدمت الثورة قافلة من الشهداء وطرحت قائمة طويلة من الجرحى والمعاقين ووضعت المشهد اليمني أمام متغيرات عديدة ومنعطف تاريخي ، ويحق لشباب الثورة أن يحتفوا قبل غيرهم بثورتهم ، فلقد كانوا العلامة الفارقة في إشعالها ودفع أثمانها الباهضة وتقبل ما لحقها من جور داخلي وضيم خارجي في صورة مشابهة لما تعرضت له الثورة الأسبق والباكورة الأوفق المتمثلة بالحراك السلمي الجنوبي الذي لا يزال يجترح أهدافه نحو تقرير المصير مثلما تجترج ثورة الشباب أهدافها التي لا يستطيع أحد أن ينكر سمو هدفها الأنبل في تحقيق الدولة المدنية المنشودة وان كان قد جرى الالتفاف عليها.

في مثل هذا اليوم من العام 2011 سقط نظام مصر وكان بمثابة البيان رقم واحد في اليمن التي لطالما حاكت مصر وتأثرت بها، ففي ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين الشاهد الأمثل لتلك المحاكاة وذلك التأثر والتأثير ، فلقد كان للزعيم الراحل الكبير جمال عبد الناصر دوراً أساسياً ومباشراً في دعم حركات التحرر العربي لاسيما في شمال اليمن وجنوبه وقد اختار الراحل الكبير مدينة تعز ليوجه منها خطابه للمستعمر البريطاني حين قال بأن عليه أن يحمل عصاه ويرحل ، و ليس غريباً على مدينة تعز أن تكون مشعلاً للثورة وموئلاً للثوار ، تلك المدينة العزيزة التي تربطني بها علاقات تاريخية كما هي مع كل من ناضلوا وبذلوا جهوداً مضنية في ثورتي سبتمبر وأكتوبر حيث كانت حاضنة آمنة ومؤتمنة وفي انسجام مع تاريخها أشعلت شرارة ثورة الشباب في مثل هذا اليوم ، فلقد كانت معبرة عما كنا نتحدث عنه في مرحلة ما كان يسمى الأزمة السياسية حيث تحدثنا بصوت عال عن التغيير أو التشطير ، فحق بعد ذلك أن يكون الإسم الأنسب لثورة الشباب هو ثورة التغيير وإن كان لايزال جزئياً وربما لا يلبي طموحاتهم ..

لقد كان الشباب أوعى من كثير من القيادات في فعلهم الثوري وفي فرض الشرعية الثورية التي كان لها قصب السبق في تقديم الكثير مما يجمع الشمل ويحفظ أواصر الاتصال والتلاقي والتكامل مع الحراك السلمي الجنوبي ، فشهدنا إعلان جمعة مناصرة للقضية الجنوبية وكذلك فعلت عدد من النخب لاسيما في مدينة تعز على تقريب وجهات نظر الثوار شمالا وجنوباً في كثير من المواقف التي اطلعنا عليها ومن أبرزها إقرارهم بعدالة القضية الجنوبية وبحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بحسب ما يرتضيه شعب الجنوب ، وكان ذلك موقفا متقدماً على كثير من النخب التي لاتزال المصالح البالية تجرها إلى الوراء وإلى عهد الاحتلال والسلب والنهب والإقصاء ، على أن مواقف الشباب المتقدمة والمتحضرة واجهت موجة من التراجع من قبل بعض النخب الفاسدة أو ما يحلو للبعض تسميتهم بـ ( الثورة المضادة ) الأمر الذي ألقى بظلال معتمة في أوساط أشقائهم الجنوبيين ، بعد أن كان الجميع قد استبشر خيراً لجهة مقاومة ثقافة الكراهية.

إنه لمن الطبيعي أن تواجه الثورات التحررية الكثير من العقبات وأن توضع مختلف العصي أمام دواليبها ، تماماً كما حدث مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ولقد عبرت غير مرة بأن ثورة الجنوب وثورة الشباب تعدان انتصاراً لثورتي سبتمبر وأكتوبر اللتين حرفت الإخفاقات الداخلية والمؤامرات الخارجية مسارهما ولايزال المعول على هذا الفعل التغييري الدافق الذي نأمل أن يوصل البلاد إلى بر الأمان في حالة من التوافق وتجنب المصير المجهول.

إن التهنئة والتعزية تختلطان في هذه المناسبة ولا يسعني إلا أن أشد على أيدي الشباب في الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب وشباب التغيير في تعز وصنعاء بأن يتلافوا أخطاء الماضي وأن يمثلوا القوة الضاغطة لاستكمال حلقات التغيير المنشود، فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل ، ولئن كانت آلامهم من نهضت بالبعض إلى بعض المواقع القيادية في السلطة.

كما أنتهزها فرصة لدعوة الحكومة إلى النظر بمسؤولية إلى أسر الشهداء والجرحى الذين يقفون على أبواب مجلس الوزراء لطلب العلاج، ومحاسبة ومحاكمة الذين قتلوا وجرحوا الشباب في مدينة عدن الباسلة وأخرها مقتل الشهيدة عافية محمد فضل في حي السعادة بخور مكسر تغمدها الله بواسع رحمته واسكنها فسيح جناته وانا لله وإنا إليه راجعون.