آخر الاخبار

نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟ الفاتيكان يخرج عن صمته مكرها و يعرب عن موقفه من افتتاح أولمبياد باريس

صبر اليمنيين .. يحقق لهم المستقبل الأجمل
بقلم/ د. هاشم عبده هاشم
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 20 يوماً
الثلاثاء 14 يونيو-حزيران 2011 05:30 م
 

لم يكن اليمن.. وشعب اليمن.. بحاجة - في يوم من الأيام - إلى وقفة أشقائه وأصدقائه.. كما هي الحال الآن.. وكما هي الحاجة في هذه الأيام الصعبة..

** فالاقتصاد في أسوأ حالاته..

** والخدمات تفتقر إلى الحد الأدنى من القدرة على الوفاء باحتياجات الناس وتوفير متطلباتهم..

** والأمن .. لا أثر له.. بحيث يوفر الطمأنينة للنفوس التي افتقدت أبسط مقوماته..

** والشعور العام لدى الناس مشوبٌ بالقلق.. والخوف .. والتساؤلات..

** الشيء الوحيد المتماسك حتى الآن.. والمطمئن حتى اللحظة.. وغير المتأثر إلى حد كبير.. بكل ما يجري من حوله.. هو (إرادة) الشعب اليمني الخرافية.. وتصميمه على البقاء.. والصمود.. والاصرار على تحقيق اهدافه وتطلعاته إلى رؤية يمن جديد.. بحياة جديدة..

** ومن يعرف الشعب اليمني معرفة حقة.. يعرف أنه شعب يُقدّس الكرامة.. والعزة.. والإباء..

** ويتمتع بدرجة عالية من (الأنفة) و(الحساسية) و(الكبرياء) حتى وإن نام (جائعاً).. وحتى وإن دفع حياته ثمناً لبقائه كريماً..

** كما أن من يعرفون هذا الشعب (العنيد) يعرفون فيه ثباته على مواقفه.. فإذا هو وضع في رأسه أمراً.. فإنه لا يتراجع عنه.. ولا يتراخى في سبيل تحقيقه.. ولا يهدأ حتى يصل إليه..

** وإذا كان هذا الشعب قد قرر هذه الأيام.. أن يُغيَّر نمط حياته.. وأن ينتقل إلى مرحلة جديدة ومختلفة.. فإنه سوف يصل إلى هذه الغاية في النهاية.. ولايمكن لأحد أن يثنيه عن قناعته هذه..

** هذا الشعب.. إذا أحب أحب.. وإذا كره كره.. وإذا أراد شيئاً حققه.. واذا هو لم يرد أمراً من الأمور فإن أحداً لايستطيع أن يرغمه على غيره..

** وإذا كان فيه من يفكرون بطريقة مختلفة.. فإن ذلك هو حال كل شعوب الأرض.. وتلك هي طبيعة البشر أيضاً.. لكن هذا النوع المختلف من الناس بسيط ومحدود.. وغير مؤثر..

** وعندما تقف المملكة مع هذا الشعب.. في أي شكل من أشكال الوقفات الصادقة.. فإنها إنما تجسد بذلك محبة.. وتقدير شعب المملكة لإخوتهم اليمنيين وحرصهم على استقرار بلادهم.. وعلى تأمين سلامتهم.. ومساعدتهم على تحقيق أمانيهم بالصورة وبالشكل اللذين يمكنان اليمن من الصمود أمام الأخطار وتجنب كل ما من شأنه الانزلاق نحو الهاوية لا سمح الله..

** ذلك أن المخاطر كبيرة..

** والتحديات تبدو كبيرة أيضاً..

** وبالتالي فإنه لابد وأن يتوفر الهدوء.. وتنتصر الحكمة.. ويحتكم الكل إلى الخيارات الأكثر أمناً.. وسلامة.. ومحافظة على الوحدة.. والوئام والتماسك بين قوى الشعب المختلفة.. بحيث يقفون جميعاً في مواجهة كل عوامل الهدم.. والتدمير.. واستخدام القوة والعنف.. والتشدد.. وضيق التفكير.. حتى يحافظوا على (يمنهم) بمنأى عن الوصول إلى حالة (الانهيار) الكامل لا سمح الله..

** والحقيقة.. أن الوضع القائم هناك.. وإن كان (مخيفاً) وإن كان (مقلقاً) وإن كان (مؤلماً) لكل من يحبون اليمن.. ويعزّون الشعب اليمني.. الا انه (مثالي) من جانب آخر.. لأن عوامل الانفجار.. متوفرة بدرجة كبيرة.. وأسباب (الانهيار) موجودة هي الأخرى.. وحدوث (الكارثة) متوقع في أي لحظة.. ومع ذلك فإن الشعب اليمني بكل فئاته وطوائفه.. ومستوياته.. مازال (متماسكاً) ومازال (قوياً) ومازال رابط الجأش .. وغير مندفع إلى منطقة اللاعودة.. بالرغم من سوء الأحوال.. وصعوبة الحياة .. وتزايد أسباب (الرعب).. واقتراب الناس من (اليأس) لا قدر الله..

** أقول هذا الكلام.. لأن اليمنيين أثبتوا حتى الآن.. أنهم شعب يخاف على بلده.. وأن هذا الشعب ليس مجنوناً إلى الحد الذي يندفع فيه لتدمير نفسه.. ومكتسباته في لحظة من لحظات الفوضى.. وتلك ميزة عظيمة.. يجب الابقاء عليها.. والمحافظة على وهجها داخل النفوس لمدى أطول حتى يحصل الفرج.. وتستقيم الأمور.. وتتجه البلاد إلى الأفضل قريباً إن شاء الله..

** وإذا كان هناك ما يمكن أن أقوله في النهاية.. فهو مد اليد لنا نحن هنا إخوتهم في المملكة العربية السعودية للعمل معاً.. على إخراج بلدهم بهدوء.. وأناة.. وبعد نظر من حالته الراهنة.. والانتقال به وبهم إلى حياة جديدة.. يستحقونها.. ويجب مساعدتهم في الوصول إليها، والحصول عليها في الوقت المناسب..

** وما هو مطلوب منهم هو .. مواصلة هدوئهم.. وتحملهم .. وصبرهم.. وأناتهم التي أثبتوا معها أنهم شعب (محترم) حقاً.. لأنه وبالمزيد من الصمود والعمل المتأني والمتعقل يمكن ان يتحقق كل شيء في النهاية..

** مع أصدق التمنيات لهم.. بالمستقبل الأجمل الذي يحلمون به.

***

ضمير مستتر:

**(هناك شعوب صبرت فوصلت إلى مرادها.. وهناك شعوب أخرى تعجلت.. فعاشت المأساة أضعافاً).