آخر الاخبار

بعد رفع العقوبات عنه.. مالدور الذي يمكن أن يلعبه أحمد علي عبدالله صالح خلال الفترة المقبلة؟ ..تقرير نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟

المرأة التى هزت عرش القذافى
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 12 يوماً
الأحد 22 إبريل-نيسان 2012 07:55 م
 
 

فى ميناء «جرجيس» التونسى وقفت بجسارة وجرأة لإنزال شحنات الأسلحة والعربات العسكرية، كانت تتولى إدخال الدواء والغذاء للاجئين على الحدود، واجهت الموت عشرات المرات، ورغم ذلك صممت على استكمال مسيرة «النصر والتحرير».

اسمها نرمين ناجى الشريف، ثائرة وقائدة ميدانية، يطلق عليها الثوار الليبيون «بوحريد ليبيا»، استشهادا بالثائرة الجزائرية التى ناضلت ضد الاستعمار الفرنسى جميلة بوحريد.

منذ أن جلسنا معًا وهاتفها لا يتوقف عن الرنين، مرة أحد أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، وأخرى وزير فى الحكومة الانتقالية، وثالثة عامل ليبى بسيط يبحث عن حقوقه ملتمسا لديها الحل.

تشغل نرمين أيضا منصب نائب رئيس نقابة العمال المستقلة بليبيا، فهى نموذج غير تقليدى للمرأة الليبية التى عانت كثيرا من ثقافة وعادات حطت من قدرها ودورها فى المجتمع.

تروى نرمين ذات الـ40 عاما لـ«الشروق» قصتها مع الثورة والقتال حتى النصر والتحرير، تجولنا معًا فى شوارع المدينة بسيارتها ومضت تروى قصتها قائلة: «انطلقت الشرارة الأولى للثورة الليبية فى 15 فبراير من العام الماضى، حين خرج أهالى بنغازى فى تظاهرات بجوار مديرية الأمن للإفراج عن المحامى فتحى ترابيل، تخللتها هتافات ضد التعذيب والتنكيل بأفراد الشعب، ثم مسيرة سلمية فى 17 فبراير بشارع جمال عبدالناصر، وفوجئ المتظاهرون بالأمن يتصدى لهم بأسلحة مضادة للطائرات ورصاصات خارقة وحارقة، فاضطر الثوار إلى الدفاع عن أنفسهم باستخدام أسلحة من صنع أيديهم، ومنها ما يعرف بالجيلاتينا، وهى قنبلة يدوية بدائية، وكان دورى حينها نقل القنابل التى استخدمناها إلى سيارتى، إلى جانب نقل بعض البطاطين والأدوية».

كانت تتولى بوحريد ليبيا نقل المواد الغذائية والأدوية من بنغازى إلى مصراتة، ثم انتقل دورها لاحقا إلى نقل الأسلحة عبر البحر داخل مراكب صغيرة من بنغازى إلى محافظة مصراتة، تضيف: «عندما انتهى مخزون السلاح سقطت مدن فى أيدى كتائب القذافى من بينها الزاوية، فقامت الرابطة الوطنية بالإعداد لشاحنة أسلحة كبيرة قادمة من قطر أطلق عليها الثوار شحنة التحرير، استعدادا ليوم 20 أغسطس الذى أعلن الثوار أنه سيكون يوم التحرير والموافق ذكرى فتح مكة».

وأثناء استطرادها فى الحديث وقفت سيارتها أمام حاجز أمنى بشارع طرابلس، وهى كمائن منتشرة فى أماكن عدة لاحتواء الحالة الأمنية المتردية نسبيا مع انتشار الأسلحة بكثافة فى أيدى الجميع، وعند الحاجز الأمنى كان الجميع يعرفها، وحين أبديت اندهاشى، أخرجت ورقة موقعة من رئيس المجلس الانتقالى مصطفى عبدالجليل مدونا عليها «تسهيل مهمة نرمين ناجى الشريف التى تحمل جواز سفر رقم... ورخصة سيارة... وتسهيل مرورها بكافة النقاط الأمنية».

ثم عادت نرمين للحديث عن «اليوم الأصعب» فى مسيرة الثورة، قالت: كانت مهمتى فى 11 أغسطس إتمام إجراءات شحن صفقة أسلحة ضخمة وعربات عسكرية قادمة من قطر وتفريغها من ميناء بنغازى إلى ميناء جرجيس فى تونس، تمهيدا لمرورها عبر معبر زهيبة عند الحدود الليبية، ثم إلى مدن نالوت والزنتان وجميع مدن الجبل الغربى، وحملت اسم «شحنة التحرير».

تعود بوحريد ليبيا بذاكرتها قليلا لتكشف كيف بدأت رحلة النضال ضد نظام الرئيس، كانت فى تونس عام 2004 لحضور دورة عقدتها منظمة العمل الدولية لرفع معاناة عمال ليبيا، وفى كل يوم يتولى اثنان رئاسة اللجان، تضيف: «كنت أترأس لجنة ومعى مقرر من لبنان، وحين طلبوا منى تسليم رئاسة اللجنة لجزائرى، اعترضت وقلت سأظل رئيسا حتى انتهاء الدورة، وقلت بالنص إننى من بلد رئيسها لا يريد ترك السلطة لأحد، وأنا مواطنة ليبية وأحذو نهج النظام».

ومن المشاهد التى لا تنساها بوحريد ليبيا، حين علمت من أحد الثوار بمقتل القذافى، تحركت بسيارتها مسافة كبيرة حتى تتحقق بنفسها وتراه مقتولا، تضيف: «كان اصرارى على التقاط صورة معه، لأرسلها إلى أمهات الشهداء للتخفيف عليهم، وهو ما حدث».

الشكوى التى تحملها نرمين لمصر، هى السماح بوجود رجال القذافى على أراضيها، مطالبة بسرعة تسليمهم إلى ليبيا لمنع ما وصفته بـ«تسميم العلاقة بين الشعبين»، وتختم حديثها قائلة: «وجود أتباع النظام السابق خطر على مصر الثورة قبل أن يكون خطرا على ليبيا، حيث يصرفون المليارت من أجل وصول رئيس فى مصر يخدم مصالحهم ويحافظ على أموالهم، ونعلم انهم يقودون ثورة مضادة من القاهرة بأعمال تخريبية داخل ليبيا، أو إثارة الفوضى لتشويه صورة الثورة».