آخر الاخبار

المدير العام التنفيذي لشركة الغاز ينفي انقطاع تموين الغاز المنزلي على محافظة حضرموت العلماء يكشفون عن فوائد النوم قبل منتصف الليل. العلماء يكشفون عن مقدار النوم الذي يحتاجه الإنسان يوميًا حسب العمر؟ هذا ما سيحصل إذا استخدمت روسيا صواريخ إيرانية في الحرب! الكرملين يعلن: لن نتابع مناظرة ترامب وهاريس لهذا السبب؟ من العاصمة القطرية الدوحة رئيس الوزراء يناقش عقد مؤتمر دولي لدعم التعليم وتطوير استراتيجيته اليمن تٌكرّم الطالبة روان عبدالعزيز الحائزة على المركز الأول في امتحانات الثانوية مزارع الموت ومراعيها في اليمن. الآلاف من القتلى والجرحى في 20 محافظة يمنية ومليشا الحوثي تتصدر قائمة الانتهاكات.. تقرير دولي الأهداف الحوثية الخطيرة لاحتفالاته بالمولد .. نقاشات عميقة في ندوة لبرنامج التواصل مع علماء اليمن وزير الأوقاف مخاطبا الجنة المشتركة بين وزارتي الأوقاف والمالية: نطالب بإصلاح الإختلالات ونحثّ عليه ونأمل أن تسير كل مؤسسات الدولة دون استثناء في ذلك

دفاعاَ عن الوحدة
بقلم/ منير العمري
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
السبت 23 فبراير-شباط 2008 01:02 م

مأرب برس - خاص

كثر الضجيج واللغط عن قضية المتقاعدين والمسرحين قسرا من وحداتهم العسكرية والأمنية وكذا المسرحين من وظائفهم المدنية – إن جاز التعبير – بل وتحولت القضية وبقدرة قادر من الحديث عن الحقوق والمطالبة بها إلى الحديث عن جنوب وشمال وعن ما قبل 22 مايو 1990م. نعرف جميعاَ أن هناك أيادي تعمل خلف الكواليس في محا ولة لتأجيج صراع انتهى وعفى عليه الزمن.

الوحدة ليست ملكا لأحد بل هي خيار الشعب اليمني في طول الوطن وعرضه – شماله وجنوبه وشرقه وغربه. لقد وجدت هذه الوحدة لتبقى وإلى الأبد. فاليمن منذ فجر التاريخ كان بلداَ واحداَ وسيظل كذلك وهذه حقيقة تاريخية وكذا جغرافية ولا توجد حقيقة غيره وهذه الحقيقة تذكرها كل المراجع والأدبيات التي تتحدث عن اليمن. وإن حدث وتجزأت الأرض اليمنية ذات يوم، فهذا كان بسب الإمامة التي جثمت على صدر الجزء الشمالي من الوطن والاستعمار البريطاني الذي قبع في الجزء الجنوبي منه.

صحيح أن هنالك مشاكل رافقت الوحدة ولكن هذا لا يعطينا الحق بتحميل الوحدة أكثر مما تحتمل. جل هذه المشاكل – بل كلها – نتجت عن سياسات خاطئة ومرتبكة حالت دون الارتقاء بالوطن والاستفادة من الموارد المتاحة. كان الأولى أن يعرف المسئولون الكبار أن الوحدة الاندماجية ستخلف إرث ثقيل وألوفا من المواطنين الذين لا يملكون شئ سوى ماكان يصرف لهم وليومهم فقط من المؤسسات الاشتراكية التابعة للحكومة في الجزء الجنوبي من الوطن.

كان الأليق والأجدر بواضعي السياسيات والمسؤلين رفيعي المستوى أن يضعوا في اعتبارهم أن هولاء الناس بحاجة إلى إعادة تأهيل وأندماج ليتأقلموا مع وضع الرأسمالية الجديد الذي لم يعتادوا عليه من قبل لا أن يتركوا لمصير مجهول. كان يجب أيضا منحهم جزء من الأراضي المؤممة ليبدءوا حياة جديدة.

ترى مالذي يجمع بين المطالب المشروعة والدعوة للانفصال. في تقديري لايوجد ما يربط بين الاثنين سوى ما في نفس يعقوب من مرض وغل وأوهام، وعموما الوقت متأخر جداَ لهكذا مطلب والشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه لم و لن يفرط فيها وسيبذل من اجلها كل غالي ونفيس بما في ذلك النفس والمال والولد لأنه حرام حرام حرام أن نعود بالوطن إلى ماضي لم يصدق اليمنيون أنهم تخلصوا منه. وعلاوة على كل ما ذكر فالله سبحانه وتعالى لا يرضى بهذا وقد أمر من عليين بالوحدة والإتحاد بقوله جل من قائل عليم (يأيها الذين أمنوا اعتصموا بحبل الله جمعياَ ولا تفرقوا).

فاليمن عبر التاريخ بلد واحد ومصير اليمنيين واحد، وحتى في ظل الشمال والجنوب كان كل جزء من الوطن امتدادا للجزء الأخر، فعدن وباقي المدن اليمنية في الجزء الجنوبي احتضنت نضال الأخوة في الجزء الشمالي يوم أن ضاقت بالمناضلين صدور الإمامة وسعت للتنكيل بهم في ما قبل قيام ثورة 26 سبتمبر المباركة. نفس الشئ ينطبق على نضال الإخوة في الجزء الجنوبي الغالي من الوطن في نضالهم ضد المستعمر الغاصب وكانت الأراضي الحدودية في الشمال ملاذاَ آمناَ لكل أولئك الإبطال الذين أنزلوا أقسى الضربات بقوات الاحتلال حتى أجبرته على الرحيل، كما سعت قيادة الثورة في صنعاء إلى دعم المناضلين في عدن وفي حدود الإمكانيات المتاحة.

يقال إن أردت أن تطاع فاطلب المستطاع وهذا ينطبق إلى حد كبير على مطالب الإخوة في الجنوب: فمن حقهم المطالبة بالمواطنة المتساوية في كل شئ، ومن حق المتقاعدين أيضاَ المطالبة بحقوقهم المسلوبة والمنهوبة وغيرها كثير. ومع كل هذا ينبغي أن تظل أن الوحدة بعيدة كل البعد وأن ننأى بها عن كل التوافه والمزالق والمشاكل فهي مصدر فخرنا وعزتنا ولا عزة لنا بغيرها.