إيران تفضل استخدام وكلائها العرب ضد خصومها.. واشنطن وطهران.. خطوات «خاطئة» قد تقود الشرق الأوسط لحافة الهاوية
صحيفة أمريكية تكشف عن تزويد واشنطن للسعودية بشحنة اسلحة متطورة- اكثر من 10 ألف قنبلة توجه بالليزر
وقفة احتجاجية قبلية تطالب بالافراج عن اللواء الركن علي محسن الهدي الموقوف في السعودية
مؤتمرات المحافظات.. محاولة لإنقاذ العمل السياسي في البلاد أم حالة تفتيت وانقسام؟
يونيسف: ''تضرر 180 ألف شخص جراء السيول في اليمن وهناك حاجة ماسة إلى 4.9 ملايين دولار''
الجيش يفشل تحرك جديد للحوثيين في تعز
الانتقالي يتحدى الجميع في عدن ويتمرد من جديد
تدابير خفض التصعيد الإقتصادي وخارطة الطريق.. المبعوث الاممي يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن
بيان لواشنطن حول استيلاء الحوثيون على مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
موسكو: مباحثات روسية يمنية في ثلاث مجالات عسكرية
مأرب برس ـ الرياض
المواطن العربي على مأثور " اللي ماله لسان ياكله الخنفسان
في حين تتوسع عيون المرصد العالمي لحقوق الإنسان على منطقتنا العربية، فإن ما تتجاذبه
المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ذات الوجه الإنساني والقلب السياسي ليس بالضرورة أن يكون من الصواب بمكان في شتى الحالات أو الانتهاكات، ولكن هذا لا يعني أيضاً أن منطقتنا العربية والخليجية بأي حال من الأحوال محصنة من هذه الانتهاكات .. وهذا حديث يطول تأتيك السياسة العربية فيه بالخبر اليقين !!
أما ما يثيرني في هذا الاتجاه هو حالة الإغفاء التي تمارسها بعض المؤسسات الحكومية تجاه مواطنيها، واشدد أنها مؤسسات وليست أنظمة، لأن النظام الذي لا يقيم وزناً لمواطنيه هو نظام استعباد واستبداد ، وهذا للحق تبرأ منه منطقتنا العربية، ولكنها تعيش حالة الإغفاء السابقة بسبب ما تمنحه هذه الأنظمة
لمؤسساتها من سلطة تُستغل للتهميش وانتقاص الحقوق، والإقصاء والضربين فوق وتحت الحزام.
هذا التصوير لمشهد غياب وتغييب الحقوق ليس جديداً ، لكن الجديد فيه تعامل هذه السلطات مع مَن يطالب بحقه تحت تُهم جاهزة تبدأ بإطالة اللسان وتنتهي بالتهور مع حكم جاهز بسحب ولائه .. وكأن الولاء لرموز المؤسسات والقائمين عليها !!
المواطن العربي في ظل هذه السياسات اللاحقوقية يعيش حالة من التراجع الولائي، لأنه بفقدان حقه من جهاز الدولة يسعى للحصول عليه من خلال ائتلاف طائفي أو حزبي أو قبلي ، فتنتشر أقطاب جديدة على ساحة المواطنة تنذر بخراب يسهل بعده إعدام المواطنة على مقصلة أعداء الخارج .
المعضلة الكبرى في هذا الاتجاه أيضاً أن السياسات المبنية على احترام ( ما حول المواطن) لا ( المواطن ) تقود مواطننا إلى التخبط الذي لا يلام عليه والذي يصفه السلطويون بالتهور .. وهم بالأساس سببه الرئيسي لأنهم يتعاملون مع صاحب الحقوق على أساس أنه يجهل ماذا يريد .. تماماً كمن ذهب إلى سوق الخضار ليبتاع برتقالاً بلدياً فإذا ما سأل عن جودته أجابه صانع القرار في السوق أن التفاح الذي لديه أمريكي 100% .. وشتان بين البرتقال البلدي والتفاح الأمريكي!
في تراثنا قالوا : " الإنسان اللي ماله لسان ياكله الخنفسان " من هنا تجد مواطننا يتحدث صارخاً مطالباً بحقوقه خوفاً من أن تضيع وحرصاً على إيصالها قبل يقضم الخنفسان لسانه !! .. ولكن ما الذي دعاه إلى ذلك ؟ .. الإجابة في أوراق آلاف القضايا الحقوقية التي اصفرّت على طاولات المسؤولين بين تسويف وربط خاطئ واستنتاج رديء!!
المطالبة بالحق جزء من ثقافة المواطنة ، والإلحاح في المطالبة فيه جزء من ثقافة الانتماء، والإصرار على تحصيله جزء من ثقافة المسؤولية .. أما السياسات اللاحقوقية فهي بلا شك هدم لكل هذه الثقافات ، ليبقى السؤال ما قيمة الوطن بدون مواطنة وانتماء ومسؤولية ؟!
هذه السطور دعوة إلى التفكير في كل ما من شأنه أن يعزز ويعمق نسق الوطن للجميع .. بعد أن نسأل مَن هم الجميع؟ جميع صنّاع القرار ؟! أم جميع المسؤولين ؟! أم جميع المستفيدين من هباته الكثار ؟!
الدعوة للتفكير عامة .. أما الدعوة للتغيير فهي دعوة خاصة .. وخاصة جداً.
* الباحث الرئيسي المشرف العام على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان.