عام جديد
حسناء محمد
حسناء محمد
  

قد تكون في شأن من شئون الحياة مثل الذي جلس ليستريح في مكان فأطبقت عليه صخرة فما استطاع حيلة ليخرج وينجو بنفسه حتى إذا أجهد عاد ليستريح,

ثم قام وكرر محاولاته للخروج وبقي على حاله فترة ظن بها الهلاك وستيأس، ثم رأى الصخرة قد تحركت قليلا فتجدد أمله ونشاطه فعاد يحاول الخروج فما استطاع فاجهد وجلس يقلب كفي الحيرة في أمره! ثم فتح له أكثر فقام وهو أكثر انبلاجا وحاول الخروج فما استطاع وأجهد حتى خيل له أنه لا نجاة!

فإذا به وهو في قمة نصبه وهمه وغمه وغضبه إذا بالصخرة تنشق أمامه فكأن لم تكن!

فخرج راكضا مبتهجا فسقط في حفرة عميقة مظلمة وإذا به يرى أن حاله خلف تلك الصخرة كان أحسن وأن ما وجد من كدر ليس بشيء أمام ظلمة هذه الحفرة وعمقها واستحالة الخروج منها.

فإذا به يتمنى لو عاد خلف تلك الصخرة ألم يكن يستطيع أن يستلقي بها ويرى من شقوقها النور وفي صبره عليها متسع ومتكأ!

وإذا به وهو في حالة الدهشة والخوف الذي هز اركانه يستفيق من منامه! ويجد أنه ما يزال وتلك الصخرة الجاثمة أمامه فيقوم مبتهجا يراقص نفسه طربا ويقبلها وإذا بها تفتح فيخرج، فيجد أناس اجتمعوا على حفرة يطمرونها، فتأخذ به الدهشة كل مأخذ.

إنه حالنا بهذه الحياة فما تكون فيه من ضيق لا تعلم وأنه هو نجاتك وفرجك.

وما تكون فيه من امتحان وشدة هو ما سيكون سبب سعادتك. 

وما قد تبيع به قيمة لك ومبدأ وانت تعتقد انه كنز عظيم قد يهوي بك الى درك الشقاء والبؤس.

وما تظن به أنه لا شيء وتزهد به قد تراه يوما جوهرا نادرا تتمنى الحصول عليه.


في الأحد 07 يوليو-تموز 2024 08:00:13 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=47013