آخر الاخبار

أكد جهوزية الجيش لردع المليشيات.. وزير الدفاع يوجه رسالة ساخرة للمتورد عبد الملك الحوثي بشأن تهديداته الاخيرة ضد المملكة تقرير استخباراتي أمريكي يتحدث عن مصدر الأسلحة التي تستخدمها المليشيات في هجماتها بالبحر الأحمر واتساب يطرح ميزة جديدة.. “تحويل الرسائل الصوتية لنصوص مكتوبة” بـ5 لغات بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» إلى المنطقة.. ضربات أمريكية تدمّر أهدافاً حوثية مليشيا الحوثي تشيع قيادات برتب رفيعة.. وإقرار بمقتل 312 عنصرا خلال بضعة اشهر في مواجهات مع قوات الشرعية رسمياً.. مليشيات الحوثي تنصّب زعيمها نبياً مقدما على أفضلية نبينا الكريم ومغردون يردون :لهذة الدرجة فوق الرسل والانبياء محكمة العدل الدولية تحدد موعدًا للإعلان عن موقفها من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بعد مغادرته ليفربول.. كلوب يرد على عرض لتدريب المنتخب الأمريكي اليمن: قتلى وجرحى في هجوم إرهابي بشبوة الديوان الملكي السعودي يصدر قرارا بخصوص ثلاثة أسماء ويعتمد لها 3 ضوابط لتسجيلها

أمي الفلسطينية : يا جنة الله على الأرض
بقلم/ ياسمين شملاوي
نشر منذ: 14 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الثلاثاء 15 يونيو-حزيران 2010 10:00 م

من أين أبدا ؟ والى أين انتهي ؟ وهل لحبك بدابة أو نهاية ...؟

هل اكتب لك بالقضبان الحديدية والأسوار العتيقة ؟ أم اكتب لك بنسيج العنكبوت أمام غار حريتي ؟

أم اكتب بالشمس المشرقة أمام ساكني أهل الكهف ، أم بالبراقع السمر تنقشع أمام الأشعة السينية ، أم بالجمر... المر الحلو .. طعم آلامي ؟

 أم أتلو عليك اليوم آياتا من فردوسنا المفقود ... بحروفه ومعالمه المنقوشة فوق جلمود صخر وجنات عذارانا ... مطرزة بأنات أطفالنا وتنهدات شيوخنا المهاجرين النازحين فوق الرمال وتحت الخيام ...يقبضون على مفاتيح الدار ..وصك العودة..وآمال الانتصار.

 أم أتوقف لأكتب الحقيقة التي أنارت كل هذه الخلجات ، حقيقة أن أكثر شعوب الأرض من قاصيها إلى دانيها ، احتفلت بعيدك المقدس " عيد الأم"..

 هنا في فلسطين الواقع مختلف، الذكرى تحمل كل تفاصيل الألم والمعاناة، معاناة وقهر.. أسيرة ..شهيدة.. ثكلى.. باحثة عن أدنى متطلبات الحياة .. متطلعة للأمن والأمان المفقود، هذه هي الأم الفلسطينية، ومن بقيت خارج قضبان الاحتلال..أو الاستهداف المباشر أمست الأم الباكية على ابن فقدته برصاص الاحتلال، أو تلك الأم التي لا تبرح مهرجانات التضامن مع الأسرى منتظرة لحظة تاريخية تحتضن فيها ابنها الذي ربما تفرج عنه سلطات الاحتلال في يوم ما.

 ورغم الألم، تبقى هذه المرأة الصابرة والمرابطة في أرضها، الضعف لا يعرف طريقا لها، وشموخها أقوى من كل محاولات الاحتلال لقتلها أو أسرها.

حقا إنها لوقفة رائعة وعظيمة في يوم مشهود ومعدود بصوره وقيمه الجمالية ، المنقوشة في أعماق أعماق ذكريات الآدمي ، محفورة في نخاع العظام وفوق جدران الشرايين.

فهنا يقبع فريق خلف أقلامهم ووسط كتاتيبهم ينسجون لك من عواطفهم وأحاسيسهم قصيدة لا تنتهي ، وآخرون لا يبرحون آلاتهم الموسيقية يستجدونها بسيمفونية خالدة يهدونها إليك ..

وهناك بين الحدائق ووسط الرياحين من يبحث لك عن أجمل وارق الزهرات لكي تضارع رقتك وعذوبتك لكن هيهات ...

وهنا وهناك يتوزع الفريق الأكبر .. من سوق إلى سوق ومن متجر إلى متجر آخر يبحثون لك عن أقصى ما يصل إليه ذوقهم وإمكانياتهم ليتوجوك بهداياهم ...

 وتحنو للمراقب التفاتة.. تحز نفسه وترعش جفنه وتهز كيانه وهو يرى أولئك القابعين في أركان المساجد أو خلف صفائح القبور يتلون آيات من الذكر الحكيم يرجون فيها المغفرة والرحمة لتقصيرهم تجاهك ..

 وتأبى الطبيعة إلا أن تشارك عيدك فتلبس أحلى حللها وتتزين بأثمن مجوهراتها وأندرها وتعبق بأنعم وارق عطورها ... معلنة عن بداية فصل جديد، ..استمدته من عطائك وحبك اللامحدود..وأسمته.. " الربيع "..

أواه وآه يا أماه ماذا افعل وماذا أقول وانأ لا أملك من الدنيا لكي أهديك في عيدك المقدس سوى نفسي وارداتي وعزيمتي ولبن حريتي وكلها مستمدة منك أنت ...

 أواه وآه يا مرضعتي لبن الحرية والتحدي والنضال...

الله أكبر ، يا دماء تجري في عروقي ، ويدا تشد ساعدي القابض على مرساة المركب التائهة بين عواصف الزمان ...وأرزاء قسوة الأهل والخلان..

أواه وآه يا نبراسا يضيء درب التائهين ، ويخبر أنك وراء كل رجل عظيم ونصفا للمجتمع ومصدرا للنوع البشري ورمزا لبني الإنسان ...

أواه وآه، هل أهديك الجنة ؟ والجنة تحت قدميك ! هل أهديك وردا والورد يستمد عبيره من نشوة أنفاسك المعطرة ..

أم أتوجك بعقد من الياسمين تلتئم حباته من دموعي ؟

أم اكتفي بقول رب العزة " بسم الله الرحمن الرحيم .. فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .. وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم .

أماه ختاما لا أملك إلا أن أشهد ربي على ما أقول :

فلك مني وعد وعهد ووفاء وإيفاء بأن يبقى صدرك البر وسادتي التي أغفو عليها من عناء السفر الطويل وان أبقى ابنة بارة محسنة مخلصة متواضعة مادامت الأرض أرضًا والسماء سماء ولن أرضى عنك بديلا ..لأنني احبك ...

*كاتبة فلسطينية