آخر الاخبار

البحرين بطلاً لكأس الخليج السادسة والعشرين بالكويت توكل كرمان: أحمد الشرع هو من حرر أوروبا من سطوة المشروع الإيراني والروسي وهي في امس الحاجة للتحالف معه واشنطن: الصين تسلح الحوثيين في اليمن وفق اتفاق ثنائي ومئات الصواريخ المجنحة الصينية يتم إعدادها لضرب دول الخليج خبراء هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية يحذرون من انفجار بركان دوفين الخامد .. عاجل تشكيك عائلي من أسرة الصحفي المقري حول مزاعم إعدامه وتورد بنود التشكيك وترفض التعازي الديمقراطيون يقدمون لإسرائيل صفقة أسلحة عملاقة لإسرائيل بقيمة 8 مليار دولار قبل مغادرتهم البيت الأبيض الحوثيون يمنعون وصول المياه الصالحة للشرب للمواطنين بمحافظة إب ويجبرونهم على مياه غير صالحة الحوثيون يستهدفون منزل أحد قيادات الجيش الوطني بصاروخ باليستي  .. فيديو اعتقال ''شلهوم'' مسؤول سابق في سجن صيدنايا سيء الصيت تحسن في خدمة الكهرباء.. أبناء عدن يشكرون مأرب ومحافظها اللواء سلطان العرادة

عقليّةُ القطيع!
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
الأحد 07 إبريل-نيسان 2013 11:28 م

كلّنا نعرفُ عقلية القطيع,.. إذا فرّ غزالٌ ركضت الغزلان كلُّها! وإذا أجفل حمارٌ وحشيٌّ هربت جميعاً وهي تأخذ كلَّ شيءٍ في طريقها. هذه هي عقلية القطيع! وعندما أتأمّل غرائب أحوالنا, وعجائب حالاتنا, وطرائق تفكيرنا, أجدُ تشابهاً مريعاً وتماهياً مخيفاً مع طبائع القطيع.. والفارق الوحيد هو أن القطيع لا يركض عادةً أو يُجفل إلا من الأسود والنمور والفهود! بينما نركض نحن هاربين لا نلوي على شيء وليس ثمّة أسدٌ أو نمرٌ أو فهد! نركضُ لا نعرف إلى أين.. وسط غبارٍ ملأَ عيوننا, وصيحاتٍ أصمّت آذاننا.

مثلاً, إذا زَعَقَ زاعقٌ بفكرة الأقاليم, فإنّ غابة السياسة اليمنية تشتعل بالسكاكين والفؤوس, وكلٌّ يُقطّع ويقلّم على هواه! دون أن يسألُ أحدٌ نفسه.. هل هذا هو الحل.. ولماذا؟.. ولماذا ثلاثة أقاليم في جنوب البلاد, وثلاثةٌ في شمالها؟!.. وهل وراء الأكمة ما وراءها؟! ألم يكن الفساد والفاسدون السبب الرئيسي في كل مآسينا؟ وأن الشعب والأرض كانا ضحيّة ذلك الفساد والمفسدين.. فلماذا نعاقب الأرض بالتقطيع, والشعب بالتقليم؟!

إن المشكلة هي في ثعابين النفط وليست في الحقول! وهي في الفئران وليس في البيت.. هل نهدم البيت ونكسّر أعمدته, ونقوّض قواعده, ونحرق الحديقة, بدلاً عن ملاحقة الفئران والتخلّص منها! ثم إننا إذا سلّمنا بالأقاليم وأصبحت هي الحل المأمول, وبقيت الثعابين والفئران القديمة والجديدة على حالها! وربما تكون قد غيّرت مواقعها وأقنعتها فحسب,.. فماذا تكون قد استفادت البلاد أو غيّرت؟.. المؤكد أن يكون ذلك خميرةً لدعوةٍ جديدة وحراكٍ جديد, وثورةٍ فاتكةٍ جائعة تشتعل في اليمن كله!

إن الفئران تتوالد, والثعابين تُغيّر جلدها كل عام! وهي صبورةٌ حدّ الموت تحت الرمال الحارقة ثم ما تلبث أن ترفع رأسها فجأة وتصعق ما حولها باحثةً عن كلّ ما يؤكل!

سنفترض جدلاً أنه تم التسليم بالأقاليم ولكن ليس على أساس شمالٍ وجنوب.. فهل سيكفّ البعض عن التهديد باشتراط الاستفتاء بعد سنوات!

أخشى أن أقول أن المشكلة ليست في الأقاليم بل في ما بعدها! وليست في الأكمة بل في ما وراءها! وأدعو الله أن تكون مخاوفي مجرّد ظنونٍ وأوهام!

يتحدث البعض ربما بحسن نيّة عن فيدرالية الولايات المتحدة أو روسيا, أو الهند وينسى أن كل دولة من هذه الدول هي قارةٌ ضخمةٌ بحدّ ذاتها! وأن ولايةً مثل ولاية كاليفورنيا الأمريكية لوحدها ربما توازت مع أكبر الدول الأوروبية!

إن البعض ينسى بجهل, أن جنوب الوطن كان مقسّما أو مقلّماً في عشرين سلطنة أو أكثر, وكل سلطنة لها عَلَمُها الخاص,.. وربما عُمْلتُها! وهي جميعاً تحت إدارةٍ مركزية في عدن! وكان الشمالُ في بعض أسوأ أحواله تحت تسلّط عشرات الأئمة والحكّام ولكن دون إدارة مركزية! فهل نعود القهقرى مقهورين.. ونسمي الأشياء بغير أسمائها الحقيقية بحثاً عن السراب في وديان الظمأ, وتوقاً إلى عناقيد الوهم في أدغال الذئاب؟..