توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران مصر تكشف عن الارقام الحقيقة لخسائرها بسبب تطورات البحر الأحمر الحوثيون. يكشفون عن إحصائيات للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي
• وظيفة حاشد في المجتمع اليمني بهتت ويجب عليها أن تتكيف مع المجتمع الجديد
• علي عبد الله صالح أذكى شخصية في اليمن وأكثر الناس قدرة على معرفة التغيرات
• انتهى عصر الدولة الريعية ولم يعد لديها موارد فائضة يتقاسمها الحلفاء
• اللجنة العليا للانتخابات ثغرة ضعف في مبادرة الأخ الرئيس, باعتبارها أضعف ما في منظومة المبادرة
• ما يحدث الآن على الساحة من حراك هو ملمح من ملامح اليمن الجديد.
• مؤتمر خمر القادم أحد عناوين تمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود.
• مراكز النفوذ تحاول أن تستعيد نفوذها لاستمرار الماضي.
• القوى الخارجية لا تصنع الشيء, بل تستغله.
* كسياسي ورئيس منتدى يهتم بالتنمية السياسية كيف تقيم دور المعارضة هذه الأيام؟
- بالتأكيد المعارضة بصيغها المختلفة هي جزء مكمل للمنظومة السياسية اليمنية ومكون رئيس فيها, المعارضة هي محطة وليست هوية لأحزاب, لا استطيع أن أقول حزب معارض وحزب حاكم هكذا بالمطلق, هي محطة تنتقل منها الأحزاب كما تنتقل إليها أيضاً, من يكون اليوم في المعارضة قد يكون غداً في السلطة والعكس أيضاً، ما هو موجود اليوم في الشارع هو حراك أعمق بكثير مما تتصوره الأحزاب والأطر السياسية سواء الحاكمة أو المعارضة, اليمن تمر بنقطة تحول إستراتيجية جداً, عملية الانتقال من اليمن الحالي الذي نحن فيه إلى يمن جديد, يمن تختلف فيه الخارطة السياسية وطبيعة الحكم والتركيبة الاجتماعية وطبيعة الاقتصاد, يمن آخر له ملامح مختلفة.
* ما هي هذه الملامح؟.
- ملامح كثيرة جداً وأحددها ببعض عناوينها:
أولاً أهم ملمح في اليمن الجديد هو تحرر من وعائيين تقليديين للمجتمع, وعاء اسميه (حق) القبيلة وعلبة السّاردين, هذين الوعائيين السائدين حالياً والذين عرفناهما, علبة السّاردين بمعنى وحدة الأيدلوجية الواحدة نوعاً وشكلاً وثقافة وسلوكاً .. لا يوجد تنوع, و(حق) القبيلة ذلك الانتماء الأسري العصبوي الجينوي, هذا تلاشى ويفقد قدرته على الاستمرارية مع عوامل اقتصادية وعامل تحقيق الوحدة الذي لا نحس به, أحد مكونات اليمن الجديد يتشكل ويتخلق تجده في الشارع, في شوارع المدن في الأساس وخاصة بالجنوب الذي يبدو بشكل أوضح, هذا التفاعل ملمح من ملامح اليمن الجديد.
الملمح الآخر لليمن الجديد ملمح جغرافي, هذه الجغرافيا مهمة جداً في مراحل معينة من تاريخ الشعوب تلجأ للتحصن والتمترس في الجبال, هي مرحلة مواجهة الآخر, عندما تواجه الآخر تتعامل معه من خلف مترس, ومراحل تفرض أن لا تواجه العالم بل وتتعامل معه, وهنا يأتي دور السهول والسواحل والوديان, عندما تتعامل مع العالم لا بد أن تخاطبهم من الفضاء المفتوح وهذا متغير جديد, اليمن القادم هو يمن الفضاء المفتوح, يمن التعامل مع العالم, ملمح اقتصادي مهم جداً, عرفنا في التاريخ الأخير لليمن (الدولة الريعية) الدولة تحصد موارد مركزية, نفط وقروض ومساعدات وتقوم هي بتوزيع ما تراه للمجتمع وتتقاسم الفائض فيما بينها هذه المرحلة انتهت وولت ولن تعود.
* هل تقصد ما قبل الجمهورية ؟
- الآن, عندما يكون دخل النفط مركزياً والقروض مركزية والمساعدات مركزية والدولة تحدد لمن تعطي من المجتمع, هذه دولة ريعية أقول انتهت ولن تعود, لأنه أولاً من هذا الدخل المركزي, لن يبقى هناك فائض تتقاسمه مراكز التحالف السياسية.
* تقصد أنه انتهى بالمبادرة الرئاسية الجديدة؟
- لا ... انتهى بطبيعة الاقتصاد, اليوم الدول القادمة ستعتمد على ما يدفعه لها المواطن من ضرائب مثل بقية دول العالم, عندما يعتمد الحاكم على ما يجنيه من ضرائب فإنه يتودد للمجتمع من أجل أن يحصل عليها, ويجب أن يكون المحكوم راضياً, لكن عندما يكون الحاكم عنده موارد مركزية وهو مسيطر عليها وهو الذي ينفق منها على المواطن, فالمواطن تحت رحمته, هذا أدى إلى ملمح آخر هو تحالف الحكم .. الحكام المتحالفين حالياً يغادرون هذا التحالف... هم متعودون أن يعطوا المجتمع جزءاً من هذه الموارد المركزية ويتقاسموا الفائض, اليوم لم يعد أمامهم فائض يتقاسمونه, الموجود بالكاد يغطي الكفاف, لم يعودوا مؤهلين للتحالف، مقومات التحالف انتهت.
* من الذي فرض هذا الفراق بين المتحالفين ؟
- الطبيعة الاقتصادية .
* بمقوماتها الداخلية أو الخارجية أم بهما معاً ؟
- بالاثنين معاً, الوظيفة أو الدور المنوط باليمن تغيّر, لم نعد جزءاً من الحرب الباردة, لم نعد جزءاً من هذا وذاك, أصبحنا جزءاً مستقلاً نعتمد على مواردنا وذواتنا, الحكومة الجديدة ستعتمد على ما يقدمه لها المجتمع من موارد وضرائب ولهذا سيتشكل تحالف حاكم جديد, يستطيع أن يدير هذه الوظيفة الجديدة ويتكيف معها.
* كيف تستقرئ ما حصل مؤخراً في بعض المحافظات الجنوبية والتي بدأت فاعليها تصل إلى المحافظات الشمالية ؟
- أنا أرى أن ما يحصل في الجنوب هو ملمح من ملامح اليمن الجديد, تركوا السلاح وتركوا المفاوضات السرية وتركوا التفويض لشخص ما بأن يحصد باسم الجميع من الدولة ما استطاع, الآن كل واحد في الجنوب يرى نفسه ممثلاً لها بدون توكيل أو تفويض.
* في الشمال ؟
- الشمال أيضاً هناك حراك في المدن وإن كان ما يزال بطيئاً ومشدوداً لثقافة علبة الساردين أي أن الكل كتلة واحدة يحركه شخص واحد, الجنوب تحرر من هذا كثير رغم أنه كان أسيرا لعلبة الساردين, لكن لغياب دولة ضاغطة عليه استطاع كل واحد أن يبحث لنفسه طريق وبالتالي تحرروا من ضغط الحزب وضغط القبيلة, الحراك الذي في المدن سيمتد إلى كل المجتمع اليمني وسيتوسع أكثر في المدن, ما نراه في المناطق القبلية وبالذات ما شاهدناه في حاشد هو محاولة عودة إلى الماضي.
* كيف ؟
- في الأصل.. المجتمعات لكي تستمر مع بعضها لا بد أن يعتمدوا مبدأ يمني بسيط اسمه (دق حساب تدم صحبة) كل يمني فينا, شخص, قرية, مدينة,قبيلة، منطقة، محافظة عليه أن يفتح دفتر حسابه الوطني كم يقدم لليمن وكم يأخذ؟ لا يوجد فائض اقتصادي حالياً يستطيع أحد أن يأخذه, نحن نمشي بحد الكفاف وعندما تصل المجتمعات إلى حد الكفاف لا بد ما تستعمل هذا المبدأ (دق حساب .. تدم صحبة), حاشد تحاسب, الضالع تحاسب, تعز تحاسب, كم تقدم, وكم تأخذ؟ إذا انتهجنا هذا المنهج سنستمر أصحاب.
التحالف القبلي
* لم نتطرق إلى مسألة التحالف القبلي؟
- التحالف القبلي يبتني على هذا الأساس, تحالف لماذا, للحكم؟ وإن كان للحكم فلا يوجد فائض يقتسمه التحالف الحاكم, اليوم بماذا يستطيع الحاكم أن يقنع المواطن لكي يقتنع بدفع تكاليف تسيير الدولة, الدخل ومصادره تغيرت, الدخل يأتي اليوم من الأسفل إلى الأعلى وليست من الدولة إلى المواطن, هذا المتغير سيغير طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم, حيثما تعيش الدولة على نظام الضرائب تتغير التحالفات السياسية, التحالفات القبلية, التحالفات الموجودة حالياً في مناطق قبلية مبرراتها تاريخية وليست مستقبلية, حاشد جزء من تاريخ اليمن، فاعل, ولكنها ليست بذات الفعالية أو الأهمية بالنسبة للمستقبل.
* تقصد بأنه انتهى دور القبيلة؟
- الدور، الوظيفة والموقع, اليوم في الجنوب رفعوا ولوّحوا بعصا الانفصال, هل تستطيع حاشد أن تلوح بعصا الانفصال؟!
* عمن تنفصل؟
- لو حصلت ستحظى بمباركة وطنية عالية, لو أنها فعلت ذلك, وظيفة حاشد في المجتمع اليمني بهتت, أصبح عليها اليوم لزاماً أن تتكيف مع المجتمع الجديد .
* أصبحوا اليوم فاعلين في العملية السياسية ؟
- أقول لك علي عبد الله صالح أذكى شخصية في اليمن وأكثر الناس قدرة على معرفة التغيرات في اليمن, ولو يعلم أنه ما زال هنالك دور لحاشد لما غادرها ولاحتفظ بها أكثر وأكثر, هم الآن يتبرمون بأن الرئيس غادرهم, طبعاً هو ذكي عرف أين المستقبل, لو كان يعلم أنه ما يزال فيهم فائدة لبقائه في السلطة للمحافظة على النظام لما غادرهم.
* أفهم من كلامك أن دور القبيلة انتهى تماماً؟
- لم ينته تماماً, ولكن بدأ بالتلاشي, لطبيعة الاقتصاد .
* إذن ماذا يريد هؤلاء اللذين يجيشون القبيلة من جديد في تحالفات منظمة؟
- هؤلاء يحاولون اجترار الماضي, أن يسكنوا في أطلال ليس أكثر, اليوم كثير من أبناء حاشد تجار في السعودية وفي اليمن, اليوم ابن حاشد مواطن طبيعي مثل أي مواطن في اليمن, لم يعد متمترساً في حاشد.
مبادرة رئيس الجمهورية
* برأيك ماذا عن مبادرة الرئيس مؤخراً, وتحديداً فيما يتعلق منها بالنظام الرئاسي والحكم المحلي ؟
- أولاً: المبادرات السياسية ليست حزماً تعبأ وترسل بالإيميل أو بـ
DHL
, هذه النظم السياسية كائنات حية تتطور وتتخلق, بدأنا في اليمن قبل أكثر من أربعين سنة نتحدث عن خيار نظام جمهوري أم ملكي! وفي عام 90م قلنا نظاماً جمهورياً ديمقراطيا, وبعد تجربة طويلة شارك فيها الجميع أصبحنا الآن نقول ديمقراطي رئاسي أم برلماني! أصبحت القضية أكثر تفصيلاً وأكثر خبرة تتشكل من التجربة والواقع, وهذه ميزة جيدة, فالنظام الرئاسي والبرلماني ما هما إلا آليات أو رافعات, المهم المشروع السياسي الذي تحمله هذه الآلية وهذه الرافعة, أي مشروع سياسي تحمله, قد تأتيك سيارة مرسيدس تحمل (تبن) وسيارة هيلوكس تحمل (تمر) فأيهما أفضل للإنسان, إذن فالمشروع السياسي الذي تحمله هذه الرافعة هو الأهم.
* ماهو الصح من وجهة نظرك؟
- في السياسة لا يوجد شيء اسمه صح أو خطأ, الممكن هو الصواب.
* ما الممكن إذن ؟
- لقد كنت أول من كتب عن هذا النظام (النظام الخليط) في 2005م ونبهت أنه من الممكن عندما يفوز رئيس وزراء من حكومة أخرى قد يحصل انسداد سياسي كما حصل في لبنان مثلاً, وقلت علينا إما أن نتجه إلى النظام البرلماني أو الرئاسي, ورجحت النظام البرلماني.
* لماذا رجحت النظام البرلماني, وهل النظام المختلط لا مكان له مستقبلاً ؟
صعب, خطير, وقد رجحت النظام البرلماني حينها ولم أرجحه اليوم, ذلك لأني كنت أرى أن المؤتمر الشعبي ما دام قادراً على الاستمرار في الحكم, وكنت أتمنى أن يتم التبادل السلمي للسلطة من خلال آلية حزب المؤتمر الشعبي العام, الحزب وليس السلطة, كنت أرى أمامي عشرة أشخاص مؤهلين لكي يكون كلاً منهم الرجل الأول في اليمن بمنصب رئيس وزراء, لكني لم أر أحداً في المؤتمر الشعبي العام غير علي عبد الله صالح يصلح أن يكون الرجل الأول في موقع رئيس الجمهورية, وكان تداول السلطة سيأتي من خارج آلية المؤتمر الشعبي العام, لذا كنت أرجح النظام البرلماني, أيضاً في الاشتراكي تجد شخصيات مؤهلة لشغل دور الرجل الأول من خلال النظام البرلماني وفي الإصلاح كذلك, المنظومة الحزبية اليمنية مؤهلة أن يشغل أي من قادتها منصب أو موقع الرجل الأول في البلد من خلال النظام البرلماني, الكل مؤهل في النظام البرلماني, لكن في النظام الرئاسي كل المنظومة الحزبية غير مؤهلة وسيضطر أي حزب أن يستحضر شخصاً آخر من خارجه, اليوم الأخ الرئيس اختار النظام الرئاسي وهذا طبيعي, هو يريد تصعيد السلطة إلى الأعلى, والمعارضة تريد تركيز النفوذ إلى أسفل الرئيس والمؤتمر يملكون الأغلبية الكافية, إذن ليس من الممكن اليوم قبول النظام البرلماني .
* هل هذا راجع إلى الأغلبية ؟
- للأغلبية طبعاً .
* وهل الأغلبية هي التي ستحسم الموضوع في هذه المسألة؟
- نعم, هذا عمل سياسي .
* في تقديري المسألة دستورية وتستند بالدرجة الأولى إلى إرادة الشعب؟
الأرقام التي لدينا من خلال الانتخابات الرئاسية تؤكد أن الأغلبية ستظل مع الرئيس, هذه حقيقة وما دمنا ذاهبين إلى النظام الرئاسي, يبقى السؤال: كيف نرشد النظام الرئاسي؟
* أنت شخصياً الآن مع النظام الرئاسي أم البرلماني؟
الآن, مع النظام الرئاسي لأنه أصبح هو الحقيقة الممكنة, السياسة هي فن الممكن وليست خيارات تنتقى, علينا أن نعمل إذن جميعاً لترشيد النظام الرئاسي, ولدينا نموذجان, نموذج في السودان ونموذج في أمريكا, كلاهما نظام رئاسي, فاشل في السودان وناجح في أمريكا، طبعاً لعوامل كثيرة مختلفة جداً, لكن فلنحاول أن نجعل النظام الرئاسي اليمني أفضل مما هو عليه في السودان, هنا يأتي نظام الحكم المحلي مكمل وشرط أساسي له, نظام انتخابات, نظام تسيير الدولة, عوامل كثيرة لكي تجعل من النظام الرئاسي ناجحاً, اليوم لا تستطيع أن تقيس في العالم أن الأنظمة البرلمانية ناجحة أو العكس, العملية متداخلة لعدة عوامل تحدد النجاح والفشل.
* أعتقد أن هذا راجع إلى ثقافة الشعوب نفسها, ثقافة الحاكم والمحكوم؟
- الثقافة هي الأساس.
* ألا تؤثر الثقافات إذن على نجاح الحكم من عدمه ؟
- الثقافة أساس, لكن لو ترك للرئيس بوش الفرصة في الاستمرار في الرئاسة مدى الحياة لاستمر, لكن هو لا يستطيع، الحارس أو البواب في البيت الأبيض سيطرده, هذه قضية, القضية الثانية هناك علاقة بين كل الآليات أو عربات النقل بين قوة الدفع وقوة الكبح, السيارة الكبيرة لها بريك قوي إذا حصل خلل في واحد منهما ضاعت العربة وتسببت في خلق مشكلة ما ولهذا يجب أن يكون هناك توازن، القوة التنفيذية هي قوة الدفع وقوة الحركة, مجالس النواب والشورى والرقابة هي الكابح, هي البريك، لا بد أن يكون هناك توازن.
لجنة الانتخابات
* اللجنة العليا للانتخابات يمكن أن تكون ....
- (مقاطعا) اللجنة العليا للانتخابات أعطيناها اهتمام أكثر من اللازم.
* كيف؟
- منظومة إدارة الانتخابات بكاملها محتاجة إلى توازن (بريك) وفيها اختلال كبير, اللجنة أصبحت وسيلة للمماحكة وليس للحل, أعتقد أنها ستكون ثغرة أو نقطة ضعف في مبادرة الأخ الرئيس باعتبارها أضعف ما في منظومته لليمن الجديد.
* كيف ستكون نقطة ضعف؟
- بالتشكيلة الحالية لأنها لا تحظى بوفاق ولا بتمحيص في اختيارها أكثر.
* ما بين أن تكون من القضاة أو من الأحزاب أو من ......... ما الأنسب ؟
- من القضاة, القضاة من أين أتوا هم معينون, لو أن القضاة غير معينين ووصلوا إلى مواقعهم بنظام قضائي مستقل لكان الأمر طبيعياً.
* تقصد أن المعين يبقى رهناً لمن عينه ؟
- طبعاً في الغالب هكذا.
* ما الحل إذن ؟
- البريك ضعيف, اللقاء المشترك ضعيف, هناك تجربة في اليمن عاشت مرحلة زخم ممتازة وهي مرحلة تشكيل وتكوين اللقاء المشترك, ولكن الثقافة السلفية التقليدية تجمدت عند نقطة معينة في اللقاء المشترك ولم تعد قابلة لمواكبة التغيير.
* من كل الأحزاب أم من حزب معين؟
- أنا أتعامل مع اللقاء المشترك كما هو عليه الآن, لكن دعني أؤجل الحديث عن اللقاء المشترك إلى ما بعد مؤتمر خمر القادم.
* وهل مؤتمر خمر سيغير في المعادلة السياسية للمشترك؟
مؤتمر خمر أحد عناوين تمييز بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
* أي خيط أبيض وأسود؟
- دعنا نؤجل الحديث كما قلت وسيتبين من مِن أطراف المنظومة السياسية يدفع باليمن نحو المستقبل ومن منهم يحاول شدنا إلى الماضي.
* من أحزاب اللقاء المشترك ؟!
- نعم من أحزاب اللقاء المشترك.
اللقاء المشترك
* هل أحزاب اللقاء المشترك جديرة بتسلم زمام السلطة؟
- القضية ليست في هل جدير أم غير جدير فقط, لا توجد جدارة من خارج المقدرة, لو كان قادراً لكان تسلمها, عندما يتحدث الناس عن منهج التداول السلمي للسلطة هذا خيار من له حق اختيار هذا الخيار, الذي له حق أن يختار يقول أنا اخترت اللجوء إلى التداول السلمي للسلطة, هو ذلك الذي كان يستطيع أن يحقق ذلك, أما الذي لم يكن باستطاعته تحقيق التداول غير السلمي للسلطة, أو الانتزاع غير السلمي للسلطة, لا يستطيع أن يتباهى بأنه انتقل واختار التداول السلمي للسلطة، هل يستطيع أن يدق على الطاولة ويقول: إما أن نوفر شروط التداول السلمي للسلطة وإلا (...) إذا لم يستطيع أن يقول وإلا, فأحسن له أن يخرس .
* ما رأيك بما يسمى الآن بصراع الجيل الثاني من الأبناء على السلطة؟
- عندما نكون نحن كمواطنين شكلاً من أشكال متاع الدنيا نورث سيأتي يورثنا من يأتي.
* ألا تشي ملامح المستقبل بشيء من هذا؟
- لسنا في شرق آسيا بناظير بوتو ورثت أباها وآخر ورث عمه و........ الخ, انظر إلى تاريخ الأسرة اليمنية, في اليمن لدنيا تجربة في مجالات غير السياسة ولا يوجد توارث, ما نشهده اليوم ليس توريثاً, التوريث بعد الوفاة, ما نشهده اليوم هو إشراك أو تمكين الأبناء والآباء متواجدين، الممكنين بعد أن غادر آباءهم الحياة, ستجدهم حالات نادرة ولكل منهم قصة خاصة.
* أعود إلى التجمعات القبلية وأقول ما سبب تواجدها الآن؟
- بالتأكيد نحن بلغنا مرحلة من الشحة حد الكفاف لم يعد لدى الدولة من موارد فائضة عن تغطية حاجة الكفاف لدى المجتمع, وبالتالي ليس هناك ما يوزع على مراكز النفوذ !! مراكز النفوذ تحاول أن تستعيد نفوذها لاجترار الماضي.
* هل هي رد فعل لقبض يد الحاكم؟
- هذا الأساس فيها، كل واحد يريد حسابه .
* لم أفهم الجواب بدقة ؟
- الشحة ... في الأسرة الفقيرة يتضارب الإخوة والأبناء مع الآباء.
معارضة الخارج
* كيف تنظر إلى المعارضة في الخارج؟
- لقد حسم الأخ الرئيس هذا الجدل في خطابه 30 نوفمبر, ودعاهم للعودة للمشاركة السياسية, هذا مفتاح مهم جداً ومكمل أساسي لمبادرة الرئيس, هذا أحد ملامح اليمن الجديد.
* دعوة الرئيس سابقة قبل أعوام؟
- هناك فرق بين أن نتداعى ونتعازم للغدا, وبين أن نتنافس على السلطة, بناظير بوتو ونواز شريف, فقط أزيل الحاجز غير الطبيعي أمام عودتهم, ثم ذهبوا بأنفسهم لشق طريقهم تعرضوا لمحاولات اغتيالات, نواز شريف اعتقل في مطار باكستان, ثم أعيد, بوتو تعرضت لمحاولة اغتيال ثم إقامة جبرية، لا أحد يفرش لك الطريق ويضع الورد لتأخذ منه السلطة.
* هل تتوقع أن تعود رموز المعارضة من الخارج ؟
- قطعاً ستعود.
* عاجلاً أم آجلاً ؟
- يعتمد على سرعة الحراك.. هل قبل انتخابات 2009م أم بعدها؟
* وعند عودتها هل ستشارك في الحكم ؟
- نعم, وستتغير الخارطة السياسية في اليمن لأنهم سيأتون كقوة سياسية فاعلة وسيكونون مركز ترجيح سياسي وعلى كل الأطراف سواءً في المؤتمر أو في اللقاء المشترك أن يعد العدة للتعامل مع الطرف الجديد.
* هم أطراف جديدة قديمة؟
- ولكنهم مؤثرون، إنهم يمثلون ثقلاً حقيقياً, ربما بقاءهم في الخارج أعطاهم فرصة للتحرر من عقم الضوابط اليمنية.
* في حال عدم عودتهم؟
- ستتشكل قيادات جديدة محلية.
* هل هم من يوعزون إلى أتباعهم حالياً بالانفصال؟
- ليس هناك شيء اسمه مشروع انفصال, الموجود دعوى وتلويح من معظم الجنوبيين بالانفصال.
* ألا تساهم قوى أخرى إقليمية في هذا الموضوع؟
- القوى الإقليمية تستغل ما هو متاح في الداخل, القوى الخارجية لا تصنع الشيء, ولكن تستغله.
* كلمة أخيرة..
- أتمنى أن نتسابق جميعاً كأفراد وأطراف سياسية نحو المستقبل, نحو اليمن الجديد.
* صحيفة إيلاف اليمنية