آخر الاخبار

بعد رفع العقوبات عنه.. مالدور الذي يمكن أن يلعبه أحمد علي عبدالله صالح خلال الفترة المقبلة؟ ..تقرير نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟

جُرحُ الطين
بقلم/ ياسين عبدالعزيز
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 19 إبريل-نيسان 2016 02:28 م

يـا نـاعِبَ الـغابِ ما اجتزنا الشقا.. مِيلا
دهــراً بَـكَـينا.. ومــا أحـيـا الـبكا جـيلا
جـــراحُ هابـيـلَ مــازالـتْ تـسـيـلُ دَمَـــاً
فـي الأرضِ مُـذْ نـسجَ الـحزنُ الـمناديلا
ولـــمْ يـــزلْ حَــمَـأُ الـصـلصالِ يَـسـكُنُنا
يــطـغـى فـيَـحـصُدُنا بـطـشـا وتـنـكـيلا
لا أغـمَـدَ الـسـيفَ قـابيلُ الـهوى نـدماً
ولا حَـفِـظـنـا بِــرُشــدٍ سِــلــمَ هـابـيـلا
كــأنَّـمـا الــطـيـنُ رمـــلٌ والــسـرابُ لَـــهُ
رَيٌّ وأشــواكُــنــا صــــــارتْ مــحـاصـيـلا
يــفــاخـرُ الـــمــاءُ مــفـتـونـاً بِــزُرقَـتِـهِ
ويـسـلبُ الـطينَ فـضلَ الـنفخةِ الأولـى
لــلــمـوتِ نَــــزرَعُ والــغِـربـانُ تُــرشِـدُنـا
وتِـبـرُنا فــوقَ (مـا يُـحيي) الـورى هِـيلا
نــبـنـي حـضـارتَـنـا حــيـنـاً ونـهـدمُـهـا
ونــحـجـبُ الــضـوءَ تـكـمـيماً وتـجـهـيلا
نُـخَـصِّـبُ الــمـاءَ بـالـبـارودِ فـــي دَمِــنـا
ونــنــسـفُ الــحُــبَّ تـكـبـيـراً وتـهـلـيـلا
يـــا أُمَّ بـلـقـيسَ مـــاذا حَـــلَّ فــي سـبـأٍ
وحِــمـيَـرٍ ومَــعِـيـنٍ، بــعــدَ مــــا قــيـلا
لا قُـــــوَّةُ الــقــومِ بــالـشـورى مُـكَـلَّـلَـةٌ
ولا نَـــمَــتْ جَـــنَّــةٌ كـــانــت أكــالــيـلا
لـــم يـتـركِ الـفـأرُ ســداً كــانَ يـزرِعُـها
ولا ارتــــوى بــعـدَمـا ســالــتْ بـرامـيـلا
لا مـعـبدُ الـشـمسِ يـبـني فـوقَ تُـربَتِها
ولا مـــآذنُـــهــا خــــطَّــــتْ مـــراســيــلا
أبـــــــوابُ آزالَ لــــلأهـــواءِ مـــشــرعــةٌ
كــأنَّــهــا مـــــا رَأتْ طـــيــراً ولا فـــيــلا
يــلــوذُ بــالـفُـرسِ والــرومـانِ غـاصِـبُـها
ويــرتــجـي مـنـهـمـا نــصــراً وتــمـويـلا
بِـالطائشينَ و(حِقدِ النارِ) كم ســُفــِكَت
دمــاؤنــا وجــــرت فـــوقَ الــثـرى نِــيـلا
عــراقُـنـا دمَّــرتـهـا الــحـربُ وارتَـهَـنَـت
وشــامُـنـا أصــبـحـت بــيــداً مـجـاهـيـلا
وأرضُ بــلـقـيـسَ بــالأحــقـادِ أشـعـلـهـا
قـــــومٌ يَــعِـيـثـونَ إفـــســاداً وتـقـتـيـلا
عُـمـيُ الـبـصائرِ كـالـقُطعانِ .. أعـقلُهم
يُــبـيـحُ ســفــكَ الــدِّمـا ثـــأراً وتــأويـلا
الـقـتلُ فــي عُـرفِـهِمْ دِيــنٌ بِــهِ عُـرِفوا
والـسِّـلْـمُ - إنْ جَـنَـحُوا - يـبـدو أقـاويـلا
مَن لي بحكمةِ ذي القرنينِ .. أحجرُهمْ
بــالــسَّــدِّ .. أردعُ مـــأجـــوراً وضِــلِّــيـلا
عـسى يـشيدُ بـنو قـحطانَ فـي غدِهمْ
حـــضــارةً تــزدهــي مــجــداً وتــأثـيـلا
يــــا أيــهـا الـبـلـبلُ الـمـحـزونُ مــعـذرةً
هَــلَّا أعــرتَ الـمُـنَى الـخُـضرَ الـمواويلا
مـن ألـفِ عـامٍ بـحارُ الـدمعِ مـا صَـنعتْ
فـجـراً ولا أشـعـلتْ فــي الـلـيلِ قـنديلا
اســكــبْ فــــؤادَكَ لــلإنـسـانِ مـنـتـصراً
ورتـــــلِ الـــذكــرَ لــلأجــيـالِ تــرتـيـلا
ضَـمِّـدْ بِـشَـدْوِكَ جَُـرحَ الـطِّينِ مُـنتصِراً
وفَــعِّـلِ الـحُـبَّ فــي الـصـلصالِ تـفـعيلا
واجـــعــلْ رصــاصــكَ أقــلامــاً مُــنَــوِّرَةً
واصـنـعْ مــن الـمـدفعِ الـمـوتورِ إزمـيـلا
(إقـرأْ) بـوعيٍ وغُـصْ فـي البحرِ مُبتَكِرَاً
وانــظُــمْ لآلــيــكَ إجــمــالاً وتـفـصـيلا
وانــقُـشْ عــلـى هـامـةِ الـدنـيا مُـعَـلَّقَةً
وانــصــبْ لِـحُـرِّيَّـةِ الــنـاسِ الـتـمـاثيلا
كَــفـكِـفْ دمــوعَــكَ فــالأيـامُ حـافـلـةٌ
بـمـعـجزاتٍ تــفـوقُ الــوصـفَ تـخـيـيلا
خُـذْ قـبضةً مِـن تـرابِ الجَنَّتَينِ ضُحَىً
واعـجِـنْـهُ بـالـنورِ والـمـاءِ الــذي سِـيـلا
أضِـــفْ خــلاصـةَ فِــكـرٍ نــاضـجٍ مَـــرِنٍ
وشـــكِّــلِ الـــلُّــبَّ بــالأفــكـارِ تـشـكـيـلا
أوقِـدْ عـلى الـطينِ نـارَ الـعزمِ في ثِقَةٍ
مُـعـانـقـاً رُوحَ إنـسـانـي الـــذي اغـتـيـلا
والـحَقْ بِـرَكبِ الأولى للمجدِ قد وَصَلوا
ورتِّــــــلِ الـــحُـــبَّ قـــــرآنـــاً وإنــجــيــلا