آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تنفجر غضباً على قرار رفع العقوبات عن أحمد على عبدالله صالح ووالده ..بماذا توعدت ؟ ترمب يكشف عن موعد هجوم ايران المحتمل على إسرائيل الرئيس العليمي يتحدث عن معركة عسكرية واقتصادية مع المليشيات :اتخذنا القرار في مجلس القيادة بقناعة تامة هل تكون السعودية وسيطاً بين واشنطن والحوثيين لوقف هجمات السفن؟.. تقرير منحت أبناء مشرفيها أعلى الدرجات..المليشيات تسقط نحو 8 آلاف طالب بغية مقايضتهم بهذا الأمر روسيا تبتعث أكبر مسؤول أمني روسي إلى طهران.. لهذه الأسباب؟ خسائر ضخمة ومهولة تضرب بورصات العالم.. الأسواق العالمية على حافة الهاوية ومؤشر الخوف إلى أعلى مستوياته عاجل: السفير الأمريكي في اليمن يناقش مع السفير أحمد علي القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن وجهود احتواء الصراع والتسوية السياسية أحد ألوية الجيش الوطني ينظم مسيرًا عسكريًا لمسافة 20 كم شرق محافظة الجوف - صور مأرب .. وقفة احتجاجية تطالب الحكومة بوقف عبث مليشيا الحوثي بالقضاء وترهيب المختطفين.

هنيئاً لك الشهادة أيها الزميل العزيز
بقلم/ د/ عبد العزيز المقالح
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر
الثلاثاء 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 10:27 ص

صدمني، بل روّعني نبأ استشهاد الصديق والزميل الاستاذ محمد عبدالملك المتوكل، وعندما حاولت التعبير عن هول هذه الصدمة على نفسي وجدت الكلمات تفرِّ من ذاكرتي ولا يستطيع القلم إلتقاط شيء مما أريد قوله والتعبير عنه، ووجدت أن الكلمات تغشاها ظلمة أشبه بالظلمة التي رافقت حادث الاغتيال المريع، وأشبه ما تكون أيضاً بحياتنا المؤلمة التي جعلت الكثيرين من أبناء هذا البلد يقولون ، وهم على حق، أنه في هذا الزمن القبيح، زمن قتل النفس البريئة بدم بارد وإحساس مفقود يكون الموت راحة والشهادة نعمة من السماء، إذ ماذا تبقى في الحياة من فضائل وجماليات تجعلها جديرة بأن تعاش وتجعل الإنسان يحرص على التمسك بها.

ولمن لا يعرف صلتي القديمة والحديثة بالزميل الشهيد أستسمح القارئ أن أعود به إلى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي حينما جمعتني به المدرسة المتوسطة، كنا في فصل واحد، بل جوار بعض، وقد تطورت الصداقة والزمالة وخرجَتْ من المدرسة إلى واقع الحياة في تلك المدينة الصغيرة الهادئة التي كانت سجناً وتحولت إلى جامعة، لم نكن نفترق وكان دليلنا في البداية شقيقه الراحل الجليل أحمد الذي انتقل إلى جوار ربه وهو في ريعان الشباب وترك في قلوبنا غصة ما تزال ذكراها عالقة بالروح والوجدان. كنا نقرأ كثيرا ونلعب كرة القدم ونحرر صحيفة خطية باسم « الرياضة» نبعث بها إلى أصدقائنا في صنعاء وتعز، وقد نشرت صحيفة النصر في أحد أعدادها ترحيباً بالزميلة الرياضة مما لفت انتباه الإمام وأبرق لنائب حجة يبارك له بالصحيفة الجديدة ، وللحديث عن هذا الموضوع وما أثاره من قلق وردود أفعال مكان آخر.

تواصل الود بيننا وتعمق حتى بعد أن غادرت مدينة حجة وغادرها هو فيما بعد، وكان تواصلنا دائماً ، ولم أكن أخفي إعجابي بشجاعته وأحياناً بتهوره في بعض الأمور التي يتجنب السياسيون (العقلاء)الخوض فيها، وبعد ثورة سبتمبر بعام أو أقل من عام جمعتنا القاهرة، كنا نختلف قليلاً ونتفق كثيراً، وأزعم أنني أنا الذي حرضته على مواصلة دراسته الجامعية ، وكانت ميوله السياسية وراء اختياره لحقل الإعلام بينما كانت ميولي الأدبية وراء اختياري لكلية الآداب وقد جمعتنا في الأخير صنعاء والجامعة والأحلام التي كانت تتبخر ثم تعود إلى الظهور من جديد، وكان اختلافنا في بعض القضايا مثل اتفاقنا في بعض الآخر محاطاً بظلال من الصداقة والزمالة القديمة ، وكان شعار الاختلاف لا يفسد للود قضية عاملاً أساسياً في استمرار الحوار والنقاش والبحث عن طرق للتعاون والتضامن والنظر إلى البعيد في منأى عن اللحظة المتوترة والمتغيرة .

قبل اغتيال الشهيد العزيز بسبع ساعات تقريباً كنا مع عدد من الزملاء في لجنة التقريب بين المكونات السياسية وهو في قلبها نناقش المستجدات على الساحة، وكان آخر ما كتبه بخطه ومازلت محتفظاً به يتضمن الفكرة الآتية: واجبنا هو العمل على تكوين الدولة المدنية الديمقراطية العادلة والبحث خارج هذا الموضوع سيجعلنا نتوه ونبتعد عن جوهر المهمة . وأعتقد أن أعظم تكريم وتقدير لشهيدنا وبقية شهداء الوطن ينبغي أن يكون في الالتفات إلى هذه الأطروحة الوطنية الكفيلة بالانتقال بالبلاد من حالات الصراع إلى حالة الأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية ، وما ينتج عنها جميعاً من استعادة اعتبار للوطن الذي كان وما يزال يحلم ويقاوم اليأس والإحباط.

*نقلا عن الثورة