دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي عاجل :حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين
ما أن سقط النظام الذي جثم على صدر الشعب السوري لأكثر من نصف قرن، حتى راح بعض المتضررين من سقوطه خارج سوريا يحاولون دق الأسافين بين مكونات الشعب السوري لعلهم ينتقمون للنظام الساقط بإشعال الجبهة الداخلية في سوريا وتحويل فرحة الانتصار التاريخي العظيم إلى حرب أهلية ومن ثم إلى تقسيم سوريا على أسس طائفية وعرقية. وبالرغم من أن الأيام الأولى ما بعد السقوط مرت بهدوء وسلام ووئام لم يسبق له مثيل في تاريخ المنطقة، إلا أن بعض الأصوات المغرضة والمعروفة بولاءاتها المشبوهة لأعداء سوريا، بدأت تعزف على الوتر الطائفي، وتنشر الإشاعات، وتختلق وتفبرك قصصاً ليست موجودة إلا في مخيلاتها الحاقدة، فلفقت مثلاً أخباراً عن اعتداءات على بعض الأقليات، وذلك لإفساد الجو الاحتفالي، وثانياً لإرباك الوضع الداخلي وتحويل الأنظار والاهتمام إلى صراع داخلي مزعوم. لا بل إن بعض المفضوحين بدأ يصدر بيانات هزيلة يدعو فيها إلى حماية الأقليات ومناصرتها، بينما الهدف الأساسي من هذا التحريض المفضوح هو خلق بيئة تسمح لاحقا بتفكيك سوريا وتقسيمها لصناعة دويلات طائفية وعرقية يحلم أعداء المنطقة بإقامتها، لكن تلك الأصوات والجهات التي تقف وراءها بدت من خلال تدخلها السافر في الوضع السوري، سخيفة لا بل غبية جداً في لعبة الفبركة والتحريض، بدليل أن بعض وكلائها اضطروا إلى حذف بياناتهم ومنشوراتهم بعد أن اتضحت صبيانيتها وركاكتها وأهدافها المفضوحة.
لقد غاب عن بال المحرضين على اقتتال طائفي في سوريا بعد التحرير أن ورقة الأقليات لم تعد تنطلي على أحد، فقد استغلها المستعمر من قبل، وعانت الأقليات بسببها كثيراً وأدركت متأخرة أنها كانت مجرد أداة لتحطيم البلدان وتقسيمها خدمة للأطماع والمخططات الاستعمارية القذرة. ثم جاءت بعض الأنظمة الطائفية الأسوأ من الاستعمار بعشرات المرات كالنظام السوري الساقط ليلعب بالورقة الطائفية مرة أخرى لحماية نفسه وللظهور بمظهر النظام العلماني الذي يدافع عن الأقليات في وجه الأكثرية المسلمة. وقد نجح النظام جزئياً في استخدام تلك الورقة لفترة من الزمن حتى اندلعت الثورة السورية، ومع أنه استخدم كل الأساليب المخابراتية القذرة للتلاعب بالورقة الطائفية، إلا أن أساليبه المفضوحة فشلت لاحقاً بعد أن أدرك السوريون عموماً والأقليات خصوصاً أن النظام البائد كان يحتمي بالأقليات ولا يحميها. لقد صنعت المخابرات السورية شعارات كاذبة مثل «العلوي عالتابوت والمسيحي عبيروت» لتخويف الأقليات وجعلها تصطف مع النظام ضد الأكثرية، وكانت مخابرات بشار الهارب تدعي أن تلك الشعارات كتبها المتطرفون المسلمون في سوريا، بينما الحقيقة أن كل الشعارات واللافتات الطائفية كانت تخرج من أقبية المخابرات السورية التي شاهد العالم كله قذارتها ووحشيتها وهمجيتها قبل أيام. ولعل أكثر المتضررين من اللعبة الطائفية في سوريا كان العلويين الذين استخدمهم النظام كمخلب قط وضحى بمئات الألوف من شبابهم ورجالهم بحيث أصبحت الطائفة العلوية طائفة بلا رجال كما وصفتها إحدى الصحف قبل سنوات.
وقد تبين لاحقاً أن أكبر نسبة من المسيحيين في سوريا خرجت من البلاد كانت في عهد حافظ الأسد ومن بعده عهد بشار، ولم يبق منهم سوى بضعة ألوف، مع أن النظام كان يصور نفسه للخارج على أنه حليف المسيحيين وحاميهم الأول. وفعل الشيء نفسه مع الدروز حيث كان يدفع بشبابهم خارج البلاد كي لا يشكلوا خطراً عليه. وبالتالي، فإن الأقليات في سوريا باتت بعد سنوات من المتاجرة بها من قبل النظام واعية تماماً للعبة الطائفية، ولم تعد تمر عليها لعبة حماية الأقليات، لكن مع ذلك لم يفهم الحمقى الذين بدأوا يكررون اللعبة الأسدية قبل أيام أن العزف على وتر حماية الأقليات لم يعد مجدياً أبداً، فراحوا مع ذلك يحاولون مرة أخرى وذلك باتهام السلطة الجديدة في البلد بأنها تستهدف العلويين والشيعة من خلال فبركة أحداث وقصص مبالغ فيها لا تمت للواقع بصلة، ولم يرها أحد أصلاً، وظلوا يضخون أخباراً وتلفيقات لبث الفوضى في الشارع السوري وتأليب الأقليات على السلطة الجديدة. والمضحك في الأمر أن الأبواق التي تدعي الدفاع عن الأقليات اليوم كانت على مدى عقود تغض الطرف عما فعله النظام الساقط بالأكثرية التي قتل وشرد منها الملايين، فهل يعقل إذاً أن نصدق دموع التماسيح التي تذرفها تلك الأبواق اليوم على الأقليات؟ على العموم، عندما بدأنا نتصدى للمخربين على مواقع التواصل ونفضح أكاذيبهم وفبركاتهم، انسحبوا فجأة من اللعبة وحذفوا منشوراتهم، وراحوا يكتبون منشورات جديدة ويوجهون التحية للثورة السورية بعد أن فشلت محاولاتهم المكشوفة للمتاجرة بورقة الأقليات.
لا شك أن فكرة الانفصال عن سوريا قد راودت البعض في مرحلة ما، لكن ليس حباً بالانفصال، بل لأن الجميع ضاقوا ذرعاً بالنظام وما فعله بهم، لكن عندما سقطت العصابة لم يعد لدى السوريين بمختلف مكوناتهم أي نزوع للانفصال أو التقسيم، لأن المسبب والدافع الأول والأخير للتقسيم هو النظام الفاشي القذر الذي لا شك كان ينفذ مخططات خارجية لتحطيم سوريا وطناً وشعباً خدمة لمصالح مشغليه في الخارج، وهم معروفون للقاصي والداني، لكن بمجرد سقوط النظام وجدنا أن السوريين عادوا ليلتحموا ببعضهم البعض بطريقة أذهلت العالم، فاختفت الأصوات الطائفية والمطالبات الانفصالية، وراح الجميع بمن فيهم الأقليات يحتفلون معاً بسقوط أقذر وأبشع نظام عرفه التاريخ الحديث، لأنهم كانوا يدركون أن ذلك النظام الساقط كان عادلاً فقط في توزيع الظلم على الجميع دون أي استثناء، وبأن الأقليات عانت من ظلمه وطغيانه مثل الأكثرية وربما أكثر كما يعترف العلويون أنفسهم الذين كان يستخدمهم آل الأسد كأداة لتثبيت حكمهم لا أكثر ولا أقل. وقد شاهدنا أن أبناء الأقليات كانوا فرحين بسقوط الطغيان مثلهم مثل بقية السوريين، وقد شعر العلويون بنشوة كبيرة عندما تطهرت منطقتهم من تماثيل آل الأسد وأضرحتهم. وقال بعضهم إنهم تخلصوا من أكبر كابوس جثم على أرواحهم لأكثر من نصف قرن، ولا ننسى أن الموحدين الدروز كانوا يتظاهرون في ساحة الكرامة بالسويداء منذ أكثر من سنة مطالبين بإسقاط النظام الغاشم، لهذا أيها الأخوة في سوريا المحررة لا تصغوا لأية أصوات نشاز تصطاد في الماء العكر وتحاول تجريب وسائل وأدوات تحريض وتهييج طائفية أكل عليها الدهر وشرب، وداسها السوريون وداسوا تماثيل مستخدميها تحت أقدامهم في طول سوريا وعرضها.