آخر الاخبار

إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم

لم يعد لدى المبعوث من يحاوره !
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 15 يوماً
الخميس 12 فبراير-شباط 2015 11:03 ص



مع إنسداد كل الآفاق في اليمن تبدو كل الاحتمالات السيئة ممكنة ؛ من الاحتراب الأهلي ، إلى تبلور الكانتونات والدويلات المتنازعة.
أغلقت السفارة الأمريكية أخيراً أبوابها بعد أن حاول الراعي والمهيمن الدولي إغماض عينيه عن الاجتياحات المتوالية للعاصمة والرئاسة ومؤسسات الدولة كلها ، وإستقالة الرئيس والحكومة ، والإعلان الحوثي ، محاولاً التركيز على عنوان واحد ووحيد " مكافحة الارهاب " ، وقد تبعته سفارات بريطانيا وفرنسا ومكاتب الأمم المتحدة في اليمن.
يبدو المشهد قاتماً ، والقادم مخيفاً ، مع هذه الإغلاقات التي تقول بالمفتوح : هذه البلد مفتوحة الآن على خيار واحد ؛ حرب الجميع ضد الجميع ! 
غير أن كل ذلك لا يعني شيئاً للمبعوث الأممي جمال بنعمر الذي يستمر في حوارات لم تعد تمثل شيئاً إزاء واقع السيطرة التي تحكمها الحركة الحوثية على جميع مستويات ، على الأقل في العاصمة صنعاء.
لم يكن جمال بنعمر في يوم ما خلال الثلاث سنوات مهموماً بتجنيب اليمن مآلات فشل المرحلة الانتقالية وهاوية السقوط في حالة اللادولة ؛ بقدر ما كان مهمومًا بتسخير كل جهوده ومساعيه وحواراته لإعادة رسم الخارطة السياسية والجيوسياسية للبلد وفق سيناريو مصالح دولية لا يقيم وزناً للمصلحة العامة لليمن واليمنيين ، بل وعلى أنقاضها.
كل الأطراف المتواطئة مع هذا المسار الذي أشرف عليه وجه السوء جمال بنعمر أستلمت ثمن العاصمة صنعاء التي أجتيحت والدولة التي تهاوت والبلد التي ترنحت.
لا يهم بعد ذلك أن تتخبط خطى جمال بنعمر هنا وهناك وهو يهذي كالمحموم عن الحوار والمفاوضات فيما كان أداءه الأخطبوطي المتواطيء قد ساهم في ضياع الثورة والدولة والعاصمة وفتح أبواب الجحيم كلها أمام البلد.
هي هذيانات المحموم الخائف من تهاوي سجله الوظيفي بعد الفشل الذريع ، وليست هذيانات المصدوم من واقع سيّء لم يتعمد الوصول اليه.   
كان الموظف الأممي الذي قدم كمناضل مغاربي سابق من أجل الحرية قد قفز في سلم الترقي الى مساعد للأمين العام للأمم المتحدة ، وبدت الآفاق مفتوحة أمامه. غير أن إنخراطه في لعبة العبث بمصير اليمن ، والمقامرة بمرحلته الانتقالية ودولته وكيانه الوطني في لعبة مصالح غامضة لإعادة ترتيب الداخل عبر الاستعانة بالاحترابات الأهلية وميليشياتها في شمال الشمال ، وعبر تثبيت حالة اللافعل والسلبية الكاملة من قبل الرئيس والحكومة بمبرر التوافق والانصراف الكامل لحوار ماراثوني صمم بطريقة عبثية لكي يخلق بيئة مناسبة لانهيار الدولة ونفوذها وهيبتها ؛ كل ذلك أدى إلى ضياع السيناريو الغامض نفسه وضياع مستقبل بنعمر الوظيفي ؛ كإحدى النتائج الهامشية لفشل المرحلة الانتقالية ودخول اليمن في حالة اللادولة ، وهيمنة الميليشيا الحوثية.
حتى السيناريو السيء الذي أرادوا إعادة رسم خارطة اليمن في نقطته الأخيرة قد أفلت منهم ، حيث تبدو الاحتمالات مفتوحة ، والجار السعودي والخليجي في أوج نقطة تصادمه مع السياسة الأمريكية البريطانية في اليمن ؛ التي تؤدي تحالفاتها وحساباتها الغامضة الى التضحية بأمن البلد النفطي الأكبر في العالم ، وحصاره من الخصم الإقليمي الخطر ذو النفوذ المتنامي في المنطقة العربية : إيران.
وحتى مآلات التصور الذي حددوه لليمن في الداخل قد أفلت منهم إلى حد ما وتبدو مفتوحة على جميع الاحتمالات
مع هذه المآلات السيئة لمهمته ولليمن بلداً ودولة وثورة ومرحلة انتقالية ؛ يحتاج مبعوث الحروب واللادولة والميليشيا والمهيمن الدولي إلى أخذ إجازة طويلة بعيداً عن المهام المتعلقة بمصير الشعوب ودولها ومراحلها الانتقالية ؛ والذهاب في مراجعة طويلة للجرم الذي شارك في صنعه بحق هذا البلد والشعب المنكوب بكل شيء ... منكوب حتى بالمبعوث الأممي الذي لم يفكر بالاستقالة حتى وهو يمشي على أنقاض البلد !