آخر الاخبار

أكد جهوزية الجيش لردع المليشيات.. وزير الدفاع يوجه رسالة ساخرة للمتورد عبد الملك الحوثي بشأن تهديداته الاخيرة ضد المملكة تقرير استخباراتي أمريكي يتحدث عن مصدر الأسلحة التي تستخدمها المليشيات في هجماتها بالبحر الأحمر واتساب يطرح ميزة جديدة.. “تحويل الرسائل الصوتية لنصوص مكتوبة” بـ5 لغات بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» إلى المنطقة.. ضربات أمريكية تدمّر أهدافاً حوثية مليشيا الحوثي تشيع قيادات برتب رفيعة.. وإقرار بمقتل 312 عنصرا خلال بضعة اشهر في مواجهات مع قوات الشرعية رسمياً.. مليشيات الحوثي تنصّب زعيمها نبياً مقدما على أفضلية نبينا الكريم ومغردون يردون :لهذة الدرجة فوق الرسل والانبياء محكمة العدل الدولية تحدد موعدًا للإعلان عن موقفها من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بعد مغادرته ليفربول.. كلوب يرد على عرض لتدريب المنتخب الأمريكي اليمن: قتلى وجرحى في هجوم إرهابي بشبوة الديوان الملكي السعودي يصدر قرارا بخصوص ثلاثة أسماء ويعتمد لها 3 ضوابط لتسجيلها

ديمقراطية على المقاس ومعارضة ناعمة ويا دار ما دخلك شر !!
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 18 سنة و أسبوع و يومين
الأحد 02 يوليو-تموز 2006 08:40 ص

" خاص - مأرب برس "

التجربة الديمقراطية الوليدة في بلادنا تتأرجح بين التقدم والتراجع ، متقلبة .. متشنجة .. غير مستقره ، من الصعب تقييمها أو حتى متابعة أخبارها ومجرياتها ، وكل يوم هي في شأن. هي تجربة مسلية أحيانا ، وأحيانا هي ملله.. انها تجربة من نوع فريد في العالم لا يحسدنا عليها احد ولا نستطيع ان نتفاخر بها أو نزايد بها على الآخرين .

إن الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والمحلية المنتظرة وضعت التجربة في زاوية حرجة جدا ، وكشفت بما لم يكن في الحسبان من جهة أن هذه التجربة ليست وليدة فحسب بل لا زالت جنينا لم يكتمل نموه بعد .. فالمؤتمر الشعبي العام ( الحزب الحاكم ) تعاطى بأسلوب متوتر جدا مع فكرة ترشيح أو عدم ترشيح الأخ علي عبدالله صالح مما افقده الاتزان والمسؤولية في الحوار والمناقشة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسبة والطريقة المناسبة ، فقد أظهر جراءة غير متوقعة بأنه لا يستطيع الاستمرار بدون الرئيس صالح .

أما أحزاب اللقاء المشترك ( المعارضة ) أقامت الدنيا ولم تقعدها ، وأصرت بعناد وكبريا تحسد عليهما بأن تمرر برنامجها للإصلاح الشامل على أجندة الانتخابات ، إلا أنها كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي تكشفت مواقفها المجسدة لواقعها الفعلي ، المتمثل في إستراتيجية اللعب في منطقة الوسط .. فهي لا تريد أن تتقدم لتثبت قدرتها على تسجيل أهدافا ولا تريد أن تتراجع فتظهر لقواعدها عجزها عن المنافسة ، لذلك لجأت كما يبدو لوسائل شتى لحفظ ماء الوجه والهروب من المواجهة التي كادت تكون حتمية فقبلت بوثيقة مبادئ! بدلا عن برنامج الإصلاح ، وتكتمت على مرشحها للانتخابات الرئاسية بشكل يبعث على الشفقة ، وانتهى بها الأمر – حسب ما تنقلت وسائل الإعلام- باختيار الأخ فيصل بن شملان كمرشحا لها.

الصورة اكتملت ملامحها وبدت واضحة ، فالمعارضة – اللقاء المشترك- ستظل كما هي(معارضة ناعمة) مهما صالت او جالت لن تغير شيئا في الواقع ولن تستطيع تقديم نفسها بديلا أفضل من الموجود بوضعها الحالي وإستراتيجيتها المعهودة ، أما السلطة الحاكمة – المؤتمر الشعبي العام – ستظل هي الأخرى كما هي( سلطة متوترة) إزاء مطالب الإصلاح والتغيير ومبدءا التداول السلمي للسلطة .

 

 

الأجانب سبقونا في فهم هذه الصورة ..

أن هذه الصورة الفعلية لتجربتنا فهمها الآجانب وعرفوها قبل ان نفهمها نحن وبما يكشف خطاء اعتقاد السلطة أنها استطاعت أقناع الأمريكان والأوربيين أن التجربة الديمقراطية في اليمن ناجحة ونموذج يحتذي به في المنطقة ، وكما تكشف خطاء اعتقاد المعارضة كذلك بأنها أقنعتهم بأن العقبة الوحيدة أمام نجاح التجربة هو حزب السلطة ( المؤتمر الشعبي العام ) وليس قوى المعارضة. غير أن حقيقة الآمر أن الأجانب وخاصة الأمريكان والأوروبيين عارفين بهشاشة التجربة.

- الناشطة الأمريكية روبن مادريد تقيّم تجربتنا في معرض تعليقا لها على مقالة لي بقولها " أن المشكلة في اليمن هي أن السلطة تريد ديمقراطية على المقاس والمعارضة تريد أن تمارس معارضة ناعمة وعلى استحياء " ، وتردف بالقول " أنها تحاول أن توفق بين المتناقضين حرصا على مهمتها في دعم الديمقراطية في اليمن ". 

- السفير البريطاني في صنعاء سابقا يقول وفقا لأحد الكتّاب " انه يكتب تقريره في صنعاء مساء ليرسله صباحا إلى وزارة الخارجية في لندن ، لكنه يتفا جاء بتقلب المواقف والمسارات السياسية صباحا عما كانت عنه بالأمس فيضطر إلى تمزيق تقريره والشروع بتقرير آخرا ".ولعله أنهى فترة عمله في صنعاء دون أن يرسل تقريرا مكتملا .

مجمل القول ، وبكل أسف هذه هي الصورة الحقيقية للديمقراطية لدينا ، ونحن المسئولون بالدرجة الأولى عن ذلك ، فلا سلطة ارتقت إلى مستوى التضحية بالمصالح والامتيازات ولا معارضة قادرة على إقناع نفسها بأنها تستطيع أن تتحمل المسؤولية ، فما انتهت إليه الأمور بشان مرشحي المؤتمر والمشترك للانتخابات الرئاسية هو حقا مزحة ثقيلة من طرفيها ، وقد كان حريا بالمؤتمر أن يكون عقلانيا في التعاطي والإخراج أكثر مما رأيناه ، وأحزاب اللقاء المشترك كان من الجدير بها أن تكون أكثر عقلانية هي الأخرى ، إذ كان لها أن تنافس بجدية أو لا تقدم مرشحا وتكتفي بتأييد ترشيح الأخ علي عبدالله صالح وتركز على إجراء انتخابات محلية نزيهة .. ويا دار ما دخلك شر !!.

سمير عطا اللهتكرار المستقبل
سمير عطا الله
د.رياض الغيليصناعة الطغاة
د.رياض الغيلي
مشاهدة المزيد