آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تنفجر غضباً على قرار رفع العقوبات عن أحمد على عبدالله صالح ووالده ..بماذا توعدت ؟ ترمب يكشف عن موعد هجوم ايران المحتمل على إسرائيل الرئيس العليمي يتحدث عن معركة عسكرية واقتصادية مع المليشيات :اتخذنا القرار في مجلس القيادة بقناعة تامة هل تكون السعودية وسيطاً بين واشنطن والحوثيين لوقف هجمات السفن؟.. تقرير منحت أبناء مشرفيها أعلى الدرجات..المليشيات تسقط نحو 8 آلاف طالب بغية مقايضتهم بهذا الأمر روسيا تبتعث أكبر مسؤول أمني روسي إلى طهران.. لهذه الأسباب؟ خسائر ضخمة ومهولة تضرب بورصات العالم.. الأسواق العالمية على حافة الهاوية ومؤشر الخوف إلى أعلى مستوياته عاجل: السفير الأمريكي في اليمن يناقش مع السفير أحمد علي القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن وجهود احتواء الصراع والتسوية السياسية أحد ألوية الجيش الوطني ينظم مسيرًا عسكريًا لمسافة 20 كم شرق محافظة الجوف - صور مأرب .. وقفة احتجاجية تطالب الحكومة بوقف عبث مليشيا الحوثي بالقضاء وترهيب المختطفين.

فضائح الوزراء والنواب
بقلم/ احمد منصور
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 17 يوماً
الإثنين 18 مايو 2009 07:20 م

منذ أن فتحت صحيفة " الديلي تلجراف " البريطانية ملف نفقات الوزراء والنواب في مجلس العموم البريطاني في 8 مايو الماضي وحتى الآن لم تتوقف هي مع باقي الصحف البريطانية عن الحديث وبشكل موسع  عن هذا الملف الذي من المؤكد أن الوزراء في معظم الدول العربية لاسيما في الأنظمة الشمولية سينظرون إليه بتعجب واستغراب ليس لأنه فتح ولكن لأن المبالغ التي يتم الحديث عنها هي مبالغ تافهة مقارنة بما يتم سلبه ونهبه في بلادنا، فمعظم الوظائف لاسيما العليا في هذه الدول تحول إلي مكافآت للتربح والإثراء السريع من المال العام من دم الشعب وأمواله، متمثلة في العقارات والأراضي والسيارات والمنح والهبات والبدلات وكل ما يمكن أن يخطر أو لا يخطر على بال أحد حتى اتخمت خزائن البنوك في الغرب بأموال شعوبنا، أحد العاملين في إحدى الجهات الرقابية في مصر قال لي ذات مرة، إن ما تتحدث عنه الصحف من حجم الفساد وقضاياه لا يوازي إلا نسبة ضئيلة للغاية من حقيقته والملفات موجودة لكنها لا تجد من ينظر فيها أو يتخذ قرارا بشأنها لأنها سلسلة متصلة ومخيفة، ومسئول آخر في دولة عربية أخرى قال لي إن لغة الملايين من وراء الصفقات لدى بعض المسئولين في بلاده وصلت أرقاما قياسية حتى أن أحد المسئولين قال له إن أي صفقة تقل أرباحها عن خمسين مليونا لا أفكر فيها، لذلك كنت أتابع مجمل ما ذكرته الصحف البريطانية عن النواب والوزراء البريطانيين فوجدتهم ملائكة مقارنة بما يقوم به من هم أقل من الوزراء والنواب في بلادنا، فأحد مدراء المؤسسات في مصر حول مؤسسته من أغني المؤسسات إلي أكثرها خرابا خلال أكثر من عشرين عاما قضاها في رئاستها واتهم باختلاس وتبديد عشرين مليار جنيه من أموالها، لكنه حر طليق بقصوره وأملاكه لسبب بسيط هو أن جزءا لا بأس به من هذه المليارات كان يذهب للكبار.

هناك مليون فاتورة لنفقات الوزراء والنواب في بريطانيا بين عامي 2004 و2008 قالت صحيفة ديلي تجلراف البريطانية أنها سوف تنشرها أو تنشر محتويات أهمها حتى يعرف الشعب البريطاني كيف تستخدم أمواله من قبل نوابه ووزرائه، وقد نشرت الصحف البريطانية الكثير من التفاصيل عن أهمها لكنها في مجملها لا تساوي صفقة واحدة من صفقات أحد النواب أو أحد كبار الموظفين في بلادنا وليس أحد الوزراء أو الأكبر منه، فالمبالغ التي سيعيدها النواب إلي مجلس العموم لا تزيد عن مائة ألف جنيه إسترليني كما نشرت ديلي تلجراف في عددها الصادر يوم الخميس 14 مايو، المبلغ مضحك طبعا للذين يغرفون من المال العام في بلادنا دون اعتبار، هل هذا معقول تقوم بريطانيا ولا تقعد من أجل مائة ألف جنيه إسترليني أخذها النواب دون وجه حق؟ لاشك أن هناك مبالغ أخرى لكن بعضها وصل إلي حد التفاهة المتعقلة بأفلام فيدو للتسلية اشتراها من المال العام أو أمواس للحلاقة والذي تجاوز القوانين فيهم لم يدفع ضرائبه بشكل جيد أو استعاد جزءا منها أو طلي بيته أو نظف نفقا حوله أو كلف الشرطة بحراسة إضافية، وليس مواكب تغلق الشوارع وتعطل الحياة في بلادنا لأن هذا الشارع يسكن به هذا الوزير وذاك الشارع يمر منه ذاك الوزير، لكن أطرف الفواتير كانت فاتورة وزير البيئة هيلاري بن ابن الوزير السابق وأحد زعماء حزب العمال التاريخيين توني بن وقد كان ضيفي في برنامج بلا حدود يوما ما وزرته في بيته في العاصمة لندن وهو من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية ومن أشد المعارضين للاحتلال الأمريكي في العراق ويكون دائما على رأس كل المظاهرات المعادية لأمريكا والسياسة أو الحكومة البريطانية، الوزير هيلاري بن الابن حسبما نشرت صحيفة الجارديان في عددها الصادر في 14 مايو لم يطلب سوي 147,78 جنيها إسترلينياً فقط على مدي عام كامل مقابل فاتورة طعام فيما هو مخول بأن يطلب سنويا فواتير طعام بأربعة آلاف وثمانمائة جنيه أي بأربعمائة جنيه شهريا لكن الرجل كان متعففا كثيراً في علاقته بالمال العام، لكن الصحف نشرت أن زملاء له كلفوا المال العام مبالغ أخرى كبيرة فهناك أربعة وزراء استغلوا نظام النفقات لصالح أغراضهم الشخصية مثل شراء الشقق وتأثيث المنازل وهم وزيرة السياحة باربارا فوليت، ووزير الهجرة فيل وولاس ووزير الصحفة بن برادشو، ووزير خدمات الرعاية فيل هوب، لكن وزير السياحة لها تهمة أخرى هي أنها رغم أنها مليونيرة طلبت دوريات أمنية خاصة حول منزلها في لندن بتكلفة 25 ألف جنيه إسترليني لكن آخرين لم يأخذوا أكثر من ثمن حفلات شواء أو تليفزيونات بلازما، لكنه في النهاية المال العام وحق الشعب ودافعي الضرائب حتى لو كان بضعة جنيهات، هذه التطورات قادت عواصف سياسية ربما تجتاح كثيرا من السياسيين سواء من المعارضة أو الحكومة، فقد سارع كاميرون دياز زعيم المحافظين وأصدر أوامره لنوابه بإعادة جميع الأموال التي أخذوها من المال العام دون وجه حق، أما حزب العمال الحاكم فالعاصفة كانت فيه أكبر فقد أجبر أول وزير مسلم يعين في بريطانيا شاهد مالك على تقديم استقالته حيث أنه قيد التحقيق كما أجبر مستشارون وأعضاء كبار على أن يجمدوا عضويتهم حتى يتم البت في التحقيقات التي يسعي البرلمان لتطويقها لكن في ظل صحافة حرة تمثل سلطة حقيقية وشعب يدافع عن أمواله وحقوقه لن يمر الأمر بسلام.

المال العام أخطر ملفات نظام الحكم الصالح على مدار التاريخ، ما حدث في بريطانيا وصل إلي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ودول أوروبية أخري، وننتظر أن يصل إلي بلادنا، إننا ننتظر أن يفتح هذا الملف في بلادنا بلاد الخير والنماء والعطاء لنعرف كيف نهبت ثرواتنا طوال العقود الماضية وعلي من وزعت، وكيف نحمي أموال هذه الشعوب لتذهب بحق إلي من يستحقونها وليس لمن ينهبونها.