آخر الاخبار

نصف أطفال اليمن يعانون سوء التغذية.. وزير الصحة يحذر من تبعات تراجع التمويل الدولي النشرة الجوية: نصائح للمواطنين وتوقعات الطقس خلال الـ48 ساعة القادمة متى ستردّ إيران؟ كيف ستردّ؟ لن تردّ إيران؟! تحليل يجيب على التساؤلات وخيار ثالث يتعلق بالحوثيين مفوض أممي يخرج ببيان يفضح الحوثيين ويكشف ما فعلوه في مقرات حقوق الإنسان بصنعاء أكثر من 2200 مستوطنا متطرفا اقتحموا المسجد الاقصى لإقامة طقوسا يهودية في بيان شديد اللهجة.. الحكومة تهاجم ''الغوغاء'' التابعين للإنتقالي الذين اقتحموا احتفالية للشباب في عدن ومزقوا صور العليمي ظاهرة كونية لن تتكرر… غداً المريخ والمشتري في سماء الليل أقرب من أي وقت أمريكا تعلن استئناف بيع الأسلحة الهجومية للسعودية بعد توقف طويل ومصادر تكشف الأسباب أوكرانيا تعلن السيطرة والتقدم و تعزز أكبر توغل في أراضي روسيا بغارات مسيرات هجومية قوات جيش أوكرانيا يقلب موازين الحرب ويعلن السيطرة على 1000 كيلومتر مربع داخل روسيا

للمغتربين فقط
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 3 أسابيع و يوم واحد
الخميس 21 يوليو-تموز 2011 08:46 م
 
  

لم أكن أتصور أن يأتي يوم لا أرغب فيه بالكتابة إليك، أو تمضي دقيقة من حياتي لا أحدثك فيها بما يجري لي وأنت بعيد عني..

فجأة أصبحت الكتابة إليك مولودا يكره المجيء إلى الدنيا.. هكذا أصبحت الكتابة إليك، مخاضا حقيقيا بعد أن كان عشقا يأخذني للمكان الذي يحتويك..

لازلت أتذكر ذلك اليوم الذي غير من مجرى علاقتي بك، كان حضورك فيه مختلفا، خلقت غصة في صدري وأنا أسمعك تقرر الرحيل والاغتراب بعيدا عني، حدثت نفسي بأنها سحابة لن تلبث أن تنقشع, أمسكت قلبي، عصرته وكأنني اعزيه مسبقا بقرب رحيلك..

آه كم أرعبني شعوري بالاغتراب وأنا أراك تغادر لتتركني خلفك للوحشة، مع وعد منك بأنك لن تنقطع عني..

مر العام الأول وأنت محافظ على ذاك الوعد، لكنك سرعان ما نكثت به, ليتسع شرخ البعاد ويقسمنا نصفين، كل نصف ينكر انتماءه للآخر..

نعم، سافرت وتركت خلفك حملا أثقل كاهلي، أبناء يحملون بعض ملامحك، وحلم عودة الأب الغائب.. غادرت وجعلتني امرأة يملؤها الفراغ.. امرأة همها انتظارك وتفقد أشياءك خوفا من تلفها، لكنها بليت وتآكلت وأنا لا زلت كما أنا، أنتظرك وأحلم بسماع وقع أقدامك..

شريك حياتي:

يأتي العيد فأرتدي حرائر الحب، وأمسك ورود الحب بيدي، وأقف على دروب الأمل لأنتظرك, فلا تأتي..

أسافر في خيالي، أزور قصر أحلامنا, وأتجول في طرقات أمانينا، أحتضن أحلام خيالي، فلا تأتي..

أصاب بالمرض، وأشعر بالوهن يأكلني..أشتهي حنانك كالحالم، تتضخم حاجتي لوجودك بجوري, لكنك لا تأتي.. يخيل إليّ بأنني سأموت، وأشعر بالموت يغتالني، وأحلم بوجودك قبل نهايتي، فلا تأتي..

أتخذ قرار النسيان، وأنفذ خطواته بدقة، وأختبر نفسي عند كل ذكرى فلا أنجح، ولا أنت تأتي.. أهرع لغرفة طالما أضيئ نورها بقدومك وأطفأ برحيلك، حجرة ميتة خبا نورها بعدك، فلم تعد تأتي لتكون معي، ولم أعد أنتظرك فيها لأكون معك..

برحيلك رحل كل شيء معك, مختبئ في حقائبك, ثيابك, عطرك..برحيلك رحل القلب تاركا لي نبضه الضعيف وفراقك الأليم..

دلني كيف يمكنني التوقف عن الهذيان بك, والالتصاق بكل ما يشابهك؟أعترف بأني ملوثة بحبك حد الاحتضار, وبأن قلبي لم يزل يحج إليك كل ليلة..

لغيابك داخلي ألف صورة للحزن, ووجوه لخيبات تتناسل داخلي مثل أم ولود, نذرت نفسها لحلم غامض لا يأتي..

ألتحف كل محاولاتي النسيان لكنك تصر على اقتحام ذاكرتي لتصيبني بشظايا الهذيان باسمك, تنسف هداة ليالي وتقض مضجعي بسيل من الأسئلة الحائرة:

كم من الوقت يلزمك لتهديني شهقة الفرح برؤيتك مرة أخرى؟لا جواب يصلني منك فتنفجر الروح باكية..عاتبة.. صارخة:

يا أيتها الذكريات ارحلي، لماذا على صدر حاضري تجثمين؟ بأي حبر للأحداث دونت؟, غادري ذاكرتي,اتركي لي دفتر الماضي خاويا بلا كلمات, بلا صور, بلا عناوين..

أبو أولادي وحبيب قلبي:

ماذا تنتظر لتلتفت إلي لفتة أخيره؟ لم أعد استطع ستر حاجتي إليك, إما أن تقطفني عن شجرة التوت, أو تتركني اهوي على الأرض فأفيق من حلم عودتك..!!!