رصد بقعة نفطية في البحر الأحمر تمتد على 220 كلم قبالة السواحل اليمنية
عملية نوعية لأبطال الجيش تقضي على مشرفاً حوثياً وتصيب اثنين من مرافقيه
برشلونة يحسم مستقبل لامين يامال بعد يور.. التحضير للموسم الجديد
عواقب خطيرة ووخيمة عند تجاهل أعراض اضطراب الإجهاد الحاد.. تعرف عليها بسرعة
مبابي في «البرنابيو»: حلمي حقيقة .. عقد لمدة خمس سنوات
نادي النصر السعودي يوقع مع الحارس بينتو 4 أعوام مقابل 18 مليون يورو
الأمير محمد بن سلمان يشيد بمستوى العلاقات بين طهران والرياض ويؤكد للرئيس الإيراني على أهمية مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات
الذهب يقفز إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بدفعة من آمال خفض الفائدة
اتساع مقلق لاضطرابات حركة الشحن في البحر الأحمر يرفع التكاليف ..تقرير يكشف التفاصيل
خبر صادم ومذهل… الصين تعلن عن إقترب بناء شمس صناعية يحقق حلم القرن
مأرب برس - خاص
قد نتظاهر ضد الارتفاع الجنوني للأسعار، قد نتظاهر ضد الفساد والمفسدين، قد نتظاهر ضد البطالة والفقر
وانتهاكاتإنسانية تقع هنا أو هناك، قد نتظاهر ضد السلطة، ضد المحافظ، ضد الوزير، ضد الرئيس، قد نتظاهر ضد تقصير هنا أو هناك، لكن أن نتظاهر ضد أنفسنا، ضد كرامتنا، ضد سيادتنا، ضد حريتنا، ضد قوتنا، ضد عزتنا، ضد شموخنا وعنفواننا، ضد كبريائنا ومستقبلنا فهذا ما لا يمكن تصديقه..
هي حماقة ربما، غباء ربما، خيانة ربما، شق صف ربما، تمرد عن شرعية ربما، انتهاك دستوري وديني ربما، أما أن يقال إن ذلك يندرج في إطار حرية التعبير والرأي والرأي الآخر، فهذا نضع أمامه ألف علامة استفهام..!!
إن ما يحدث في مناطق مختلفة من اليمن الكبير باسم الديموقراطية، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان لا يمكن السكوت عنه حتى لو تطلب الأمر العودة إلى منهج سياسي مغاير طالما كان ذلك يحمي و
يصون أهم منجز تحقق لليمنيين في القرن العشرين. منجز الوحدة المباركة التي نقلت البلد من دويلتين تتطاحنان ضد بعضهما تارة، وتارة أخرى إلى التطاحن بين الفرقاء السياسيين وبعضهما في إطار الدويلة الشطرية الواحدة إلى دولة تمتد ألفين وأربع مائة كيلومتر على البحر، ويسكنها 25 مليون نسمة؛ من دولتين غير مستقلتين سياسيا واقتصاديا إلى دولة تشارك وتصنع وتساهم في صياغة القرار العربي والدولي؛ من دويلتين شموليتين إلى دولة أصبحت رمزا للديموقراطيات الناشئة في العالم .. فماذا يحدث !؟
بالأمس بدأت مظاهرات ترفع شعارات الخبز وحقوق المتقاعدين، ثم ما لبثت رويداً رويداً لتتحول إلى مس أهم الثوابت الوطنية ألا وهو الوحدة الوطنية بشعارات مناهضة، عدائية تغيض كل عاقل وطني شريف، وتفرح كل عدو يتربص بمستقبل البلد.. شعارات ضربت بمستقبل الملايين عرض الحائط متناسية إن دماءً أهدرت من اجل هذا الحلم العظيم الذي لم يأتِ الزمان العربي بمثله!
ذلك إن الوحدة صنعت لليمن مكانة وسيادة وحرية قرار لم تعرفه طيلة قرون.. وحدة قفزت بدويلتين من مرتبة الدول الضعيفة جدا إلى مرتبة دول متوسطة يعمل لها ألف حساب في المنظور الاستراتجي العربي والدولي؛ فمن كان يجرؤ يتكلم في الداخل للداخل، ومن كان يجرؤ أن يتكلم في الداخل للخارج قبل الوحدة!؟ انظروا إلى ما حولكم ماذا يجري؟ انظروا إلى الصين التي تسعى جاهدة إلى ضم مقاطعة هونغ كونغ وهي دولة ذات المليار ونصف!
من أنتم، ومن تكونون، وكم، وكيف، وماذا تساوون بدون الوحدة!؟ كنتم مثالا للفرقة فها أنتم بسخافة منكم، وقلة حكمة منكم وانتم أهل الحكمة تسعون إلى بث الفرقة من جديد في صفوفكم!!
نعم.. هناك غلاء يطحن الناس لكنه يكوى الناس جميعا بناره من صعده وحتى المهرة! نعم.. هناك فساد وهناك مشاكل مختلفة يعاني منها البلد لكنها تشمل كل الناس، مظلومون!! نعم.. لكننا جميعا نشعر بالظلم والقهر الاجتماعي والسياسي!!
مستعدون أن نضحي بحياتنا في سبيل يمننا، لا أقول وحدتنا حتى لا تصبح الوحدة إنجازا مماثلا لمشاريع أخرى تحققت عام 90م بل هي إعادة الوطن إلى هيئته الجغرافية السابقة،لأننا بلد واحد منذ الأزل، ووحدتنا ليست وحدة بين إثيوبيا والسودان- مثلا- كلتاهما باسمين وكيانين مختلفين، اجتماعياً، وثقافياً، ودينياً، ولغة وتاريخ! لستم يا من تتظاهرون جئتم من نيوزلندا وآخرين لكم إخوانكم جاءوا من جزيرة "واق الواق"! أنتم عجينة يمنية واحدة نقية من المهرة وحتى الحديدة.
ولا أنسى في هذا المقام أن أشير إلى أن الوحدة التي نقيم لها الاحتفالات سنويا أمر يجب إعادة النظر به، حتى لا نعد السنين من عمرها ونبقى ننسب لها تعثرا هنا أو إنجازاً هناك .. فنحن لا نحتفل بوحدة بين محافظتي تعز وصنعاء أو بين محافظتي الحديدة وحجة مثلا!
فالوحدة ليست ماء وكهرباء ووظيفة، لكن الحكومة ماء ووظيفة وكهرباء، فتظاهروا ضد الحكومة، لا ضد الوحدة!! فالوحدة لا تتحمل تقصير أبنائها.. الوحدة حالة خلود اليمن، أما الحكومات فهي راحلة في أي مكان وزمان..
وندائي إلى كل يمني شريف في الداخل والخارج أن تظاهروا ضد الفساد، ضد الغلاء، ضد الأشخاص، ضد القات، ضد السلاح، ضد العصبية القبلية المتخلفة، ضد انقطاع الكهرباء، ضد أزمة المياه، ضد المحسوبية والغش في الامتحانات، ضد تعليم رديء وصحة متدهورة، ضد الأمية، ضد البطالة والفقر، لكن بعيدا عن الوحدة..!